تجارب ومواقف غريبة

الساحرة و قطاع طرق من عفاريت الجن

بقلم : The king – موريتانيا

ذلك الجبل كانت تسكنه عجوز مشعوذة تمارس شتي أنواع السحر

 

السلام عليكم رواد موقع كابوس الكرام ، تحياتي لكم جميعاً ، صراحةً لست من رواد هذا الموقع القدماء بل إنني حديث العهد مثل بعضكم وقد أعجبني كثيراً بل و أصبحت متعلقاً به.

في البداية أنا شاب أبلغ من العمر عشرين عاماً ولا زلت أدرس في إحدى جامعات بلدي ، عانيت من بعض العزلة والاضطهاد منذ صغري نتيجة ابتعادي عن والداي فقد عشت مع جدتي رحمها الله في إحدى بوادي الوطن – كان عمري حينها 7سنوات – كانت تدرسني القرآن مع بعض من أقاربي الصغار و كثيراً ما كان الأولاد يستهزؤون بي و ينعتوني بألفاظ قبيحة ولهذا السبب لم يكن لي أي من الأصدقاء غير ابن عمي الذي أكبره بسنة واحدة ؛ هذه فقط بعض من المعلومات التي ستجعلك عزيزي القارئ أكثر استيعاباً لما سيأتيك بعدها.

بعد أن أنتهي من قراءة المصحف و أحفظ الثمن الخاص بي صباحاً وأمر عليه مرة أخرى مساء أحصل على بعض من اللعب الذي ليس بالكثير مع ابن عمي ، ومع حلول الليل ترسلنا جدتي إلى إحدى البوادي القريبة لنأتيها ببعض من احتياجاتنا التي تتضمن العشاء إلخ ، فنذهب في التاسعة أو العاشرة مساء ، والليل في تلك البادية أشد سواداً من الليل في غيرها من البوادي فبالكاد ترى وأنت تحمل معك مشعل أو آلة ضوء أياً كانت ، وبين باديتنا والتي سنقصد هناك طريق هو أقصر الطرق يليه جبل اشتهر بعفاريت الجن الذين يقطنونه منذ آلاف السنين حسب الروايات المتداولة عندنا  وأنه أيضاً لا يسلكه شيء أياً كان إلا ولاقي حتفه ، وكنا نجتنب العبور منه كل ليلة رغم أني لا أصدق تلك الروايات إلا أن ابن عمي كان شديد الخوف من ذلك الطريق فكان يرغمني في كل مرة أن نسلك طريقاً غيره ولا نرجع إلا قبل الصبح بساعات معدودة .

وفي أحد الأيام مرض مرضاً شديداً جراء حمي شتوية تشتهر بـ (بو حيمرون) و وجب علي الذهاب وحدي تلك الليلة لأجلب ما أوصتني به جدتي إضافةً إلى بعض الدواء التقليدي من نفس البادية التي كنا نذهب إليها ، غير أني اخترت هذه المرة أن أسلك الطريق الأقصر ، نعم ذلك الطريق الذي يخافه الجميع ! أخذت المحفظة القديمة وآلة ضوء قديمة وذهبت ، على طول الطريق كنت أغني وأرقص في بعض الأحيان إلى أن سمعت ذلك الصوت ! صوت كنت أجهل مصدره و لم أعره في بداية الأمر أي اهتمام ، إلى أن رأيت شجرة أمامي مباشرة قد قسم نصفها إلى قسمين وبدأت تتداعى نحوي ، ظننتها ستقط علي فركضت بأقصى قوتي إلى أن اعترضني أولئك الرجال الذين لم يسبق لي أن رأيت مثلهم قط : مفتولوا العضلات يكسوهم شعر أشبه بشعر الحصان يكسو الجسم كله ، وكل واحد منهم يحمل آلة قطع كبيرة ، لم أستطع أن أرى كم كان عددهم ، لكن ما أدهشني بل وأرعبني أيضاً هو أني لم أستطع أن أرى رأس أي منهم لشدة طولهم وكأن رؤوسهم مقطوعة ن وفجأة انطفأ ضوئي ، فأحسست باقتراب أحدهم مني وقال : أحمد.. أتبعها ببعض الكلام الذي لم أفهم منه أي شيء ، سارع قلبي بالخفقان حتى أحسست أنه سيتوقف و رحت أبكي من شدة خوفي آملاً أن يسمعني أحد ، وإذا بي ألامس شعراً أشبه بالسكاكين من حدته و أحسست أنه جرحني ، رحت أكذب عقلي وأقول أكيد أن هذه بعض التخيلات أو الهلوسة ، أمسكني أحدهم وحملني إلى ذلك الجبل حيث رأيت أناساً لم يسبق لأحد أن رأيت أبشع منهم خلقة ، أنزلوني في ما يشبه بيتاً لكنه متداع من جميع الجهات ، وخرجت علي عجوز شمطاء بيضاء الشعر مسودة الوجه طويلة القامة والأظافر ، ولشدة هول هذا المنظر أغمي علي وظلت تراودني الكوابيس بتلك الشمطاء وأنا أعاتب نفسي ليتني لم أذهب ، ليتني كنت مصدقاً لكل ما قيل عن هؤلاء الجن ، وشعرت بالحرارة الشديدة تسكن جسمي ؛ أفقت على وجهها مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت أشد لي قرباً فقد كانت جالسة بجانبي ، ناولتني بعض السائل في قدح يظهر عليه القدم ، ظهرت على وجهي معالم الرفض بل بالكاد تقيأت ، فقالت لي ” اشربه ! لا داعي لأن تخاف مني” باللهجة الحسانية ، فاستغربت لأن هذا الأمر غير اعتيادي فإن كانت من الجن فكيف تتقن لهجتي ؟ لكم حرية التصديق في هذا أو التكذيب .

ثم قالت بعضاً من الكلام الذي لم أفهمه بل إنه أخافني صراحة وإذا بي أري الرجال الذين جلبوني إلى هذا المكان يقبلون ، أظن أنها نادتهم ، فأخذوني و علقوني على عمود أسود و ربطوني بحبال وأشعلوا حولي دائرة من النار ، وأقبلت تلك العجوز وهي تضحك بصوت عالي ومعها حبال وقرون بل و رؤوس آدمية ، دب في جسمي الرعب وأخذت أشعر أن شعر رأسي وقف من تلقاء نفسه ، رحت أحدث نفسي وأنا والله مرعوب ساعتها أين قرآنك الذي لطالما أوصتك به جدتك ؟.

بدأت بتلاوة بعض من آيات سورة التوبة وأنا لا أعرف هل أقولها بالطريقة الصحيحة أم إن الخوف قد فعل فعلته بي ، أغمضت عيني و واصلت القراءة وصوت تلك العجوز يملأ المكان وضحكاتها تكاد توقف دقات قلبي ، و ما إن فتحت عيني حتي وجدت نفسي مستلقياً بجوار الكثير من الرماد وضوء الصبح قد ملأ المكان ومحفظتي لا تزال على ظهري ، ركضت بأقصى قوتي وأنا أبكي ، إلى أن وصلت إلى جدتي فاحتضنتني وقالت لي : ما بك ؟ فقلت لها : الجبل ، الجبل ، تلك كانت آخر كلماتي قبل أن تخر جميع قواي ، تلت علي بعضاً من القرآن ومضيت يومين وأنا أعاني من حمي لا أعرف مصدرها ! ربما كان الخوف الشديد أو ربما لا .

علمت في ما بعد أن ذلك الجبل كانت تسكنه عجوز مشعوذة تمارس شتي أنواع السحر وتستعمل الجن لكي توقع بكل فرد يخرج من تلك البادية التي كنت أقصدها لجلب حاجيات جدتي لأن ساكنة تلك البادية طردوها ونعتوها بالساحرة الشمطاء ورموها بمختلف أنواع الحجارة فلجأت إلى ذلك الجبل وظلت تمارس حيلها القبيحة في محاولة منها للقضاء عليهم ، إلى أن ماتت هناك وظلت روحها تسكن ذلك المكان وكل أهل البوادي المحاذية للجبل يتجنبونه ويخشون العبور من ذلك الطريق الذي بجواره ، و لا زالت هذه القصة تخيفني كلما تذكرتها رغم أني كبرت وتنقلت من ذلك المكان الموحش .

و لك عزيزي القارئ كامل الحرية في تصديق هذه الرواية أو تكذيبها

تاريخ النشر : 2019-08-20

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى