الشعوب الضائعة : من اين اتوا؟
أهم شعب ضائع مثلا ؟ .. |
قبائل الكيلاش
قوم شقر الشعر و بيض البشرة زرق الاعين |
في قلب وسط اسيا ، بين اصحاب البشرة الخمرية من الباكستانيين و الهنود و الافغان ، يوجد قوم شقر الشعر و بيض البشرة زرق الاعين ، يعبدون ديانة لا هي اسلامية ولا هندوسية او سيخية او اي من ديانات المنطقة، يقال انهم احفاد احد بعض جنود جيش الاسكندر الاكبر ، الذين ضلو طريقهم خلال حملتهم علي الهند، وكان جيش الاسكندر ذو اغلبية اوروبية شقراء.
الغريب ان التحاليل الجينية لهذا الشعب الصغير تثبت انهم سكان اصليون لتلك الارض ، ولديهم ديانة قديمة تقدس التغييرات الموسمية الجوية حيث انهم يقدمون القرابين سنويا لبعض الأعياد المتعلقة بالطقس ، وهم يتواجدون فقط في الجزء الشمالي من باكستان ، تحديدا عند المرتفعات الجليدية القاسية مناخيا و معيشيا و هم يعيشون تحديدا في ثلاث اودية شمالية ، و يعتبر وادي برير بما يشبه العاصمة لهم لما يحتويه من اثار قديمة ، والغريب ان تلك الاثار هي يونانية ، اي انها دليل على ارتباطهم بالحضارة الاغريقية بشكل او باخر ، رغم ان تحاليلهم العرقية تثبت عكس ذلك.
هم يعيشون تحديدا في ثلاث اودية شمالية |
و الغريب ان الزواج يختلف في تلك القبيلة حيث ان للزوجة حق تبديل زوجها متي شائت و الهروب الي منزل زوجها الجديد دون علم القديم ولا يحق له الاعتراض علي ذلك و علي الزوج الجديد ان يدفع ضعف المهر الذي قدمه الزوج الاول ، و يحق للزوجة تغيير زوجها لعدد مرات الي ما لا نهاية ، و لكن اغلبهن لا تفعلن ذلك الامر للحفاظ علي مستقبل ابنائهن و كاحترام للزوج و للعشرة ، خصوصا في عصرنا الحالي ، و بالنسبة للاقتصاد فهم شعب فقير و يعتمد علي الزراعة و الرعي ، و لا علاقة لهم بالتداخلات السياسية او ما شابه.
الغوانش
تفاجأ المستكشفون بشعب ابيض البشرة |
في جزر الكناري الإسبانية قبالة الساحل المغربي ، كان يوجد شعب ذو اصول امازيغية يدعي الغوانش ، يقال انه هاجر من الشمال الافريقي و استقل البحر غربا بسبب التصحر و النزاعات مع القبائل الامازيغية الاخري من جهة و مع قدماء المصريين من جهة اخري ، اي انهم قد خالطو الفراعنة يوما ما ، ما يفسر انهم الشعب الوحيد الذي تمكن من تحنيط موتاه كما المصريين تماما ، و لكن درجت العادة ان الشمال الافريقي سكانه اما سمر داكنين و فاتحين او اما بيض ذو شعر اسود ، الان انه لشعب الغوانش راي اخر ، حيث عندما كان الاوروبيون البرتغاليون في رحلاتهم الاستعمارية تحت مسمي الاستكشاف ، فوجئو بشعب اشقر بالكامل ذو ملامح مشابهة للمستكشفين نفسهم ، في البداية ظنوا انهم اوروبيون مثلهم قد ضلو طريقهم قديما في رحلة مماثلة واستقروا مضطرين للمعيشة بتلك الجزر ، الا ان لهجاتهم و عاداتهم و نمط معيشتهم بالكامل اثبت عكس ذلك تماما. و يقال ان القرطاجيون قد وصلو لتلك الجزر عام 50 قبل الميلاد ، وقد دونو رؤيتهم لذلك الشعب المميز.
لم يتبق احد من هذا الشعب الغامض |
المستكشفون الاوربيون مارسوا هوايتهم الدموية المعتادة بسفك دماء الشعب الاصلي و ضم الجزيرة ، و الان في 2021 لا نرى اي فرد من الغوانش ، فقد ماتوا جراء الأمراض و الأوبئة التي لم تكن لديهم مناعة ضدها جراء عزلتهم الدائمة، الا انهم تركوا لنا بعض الاثار و الخزف و الموميوات المحنطة كدليل و رمز علي حضارتهم الصغيرة.
الاولمك
من اولى الحضارات في الامريكتين .. ملامح افريقية |
الحضارة الأولي قبل مثيلاتها في اميركا الوسطي ، قبل حضارة الازتك و حضارة المايا الشهيرتان ، كانو يعيشون في منخفضات غواتيمالا و جنوب و وسط دولة المكسيك الحالية ، كان ازدهار الاولمك و عصرهم الذهبي يقدر من عام 1500 الي 400 قبل الميلاد ، وهي فترة طويلة نظرا لتمدنهم ومهارتهم العسكرية و بعدهم عن أجواء التوتر في العالم القديم بين الرومان و الفرس … مما ادي لهيمنتهم و تطوير ثقافتهم بالحيز الخاص بهم باميركا الوسطي ، تلك الثقافة التي كانت ملهمة للشعوب الاميركية القديمة اللاحقة، و كانو من محبين كرة القدم المقدسة الدموية خاصتهم ، الملعوبة برؤس القرابين البشرية ، التي طورها لاحقا الازتك و المايا ، و من المثير للجدل ان حضارة المايا اللتي سكنت البرازيل و الارجنتين سابقا كانت تقدم القرابين الكروية من أجل ان تاتي اجيال لاتينية لاحقة متقنة للعبة ، و الغريب ان في وقتنا الحالي دول البرازيل و الارجنتين تتميز منتخباتها بلاعبيها المهاريون في كل المراكز ، عكس مثيلاتها الأوروبية المعتمدة بشكل اساسي علي التكتيك و الخطط المعقدة اكثر من المهارات الفردية .. اليس هذا موضوع غريب بعض الشيء ؟ ..
انشئوا حضارة متقدمة |
و عودة لموضوعنا الاساسي عن الاولمك و اصلهم ، فهم حسب تحليل جيناتهم يظهر ان اغلبيتهم من اصحاب البشرة السوداء ، عكس طبيعة سكان تلك القارة و الرقعة من الارض ، الا ان الصدمة انه يقال انه اصولهم مختلطة بين الافارقة و العرب و الاوروبيون و انه وجدت نقوشات مشابهة لتلك المنقوشة ببعض المعابد الهندوسية ، وانهم اكتشفو كروية الارض في وقت مبكر حيث وجدت بخمسينيات القرن الماضي اثناء التنقيب عن النفط جنوب المكسيك قطع اثرية منقوش عليها خريطة دائرية مشابهة لخريطة الارض اليوم، بما فيها ايضا قارات العالم القديم ، وايضا بنائهم للاهرامات العملاقة ما يعزز انهم اتصلوا نوعا ما مع العالم القديم تحديدا الفراعنة ، او ان البعض من قدماء المصريين قد حاولوا اكتشاف الامريكتين سابقا وعلقوا هناك وهو دليل علي بشرتهم السوداء و السمراء الداكنة ، و هو راي ضعيف – حسب رايي – لان تاريخيا الفراعنة في اقصي تمددهم لم يصلوا الي المغرب او اسبانيا و البرتغال او موريتانيا ، فكيف وصلوا للامريكتين ، بل من اين ستبحر اصلا للذهاب ؟ ، لكن الشبه مؤكد انهم قد تواصلو بطريقة او باخري مع احدي الحضارات الملتفة حول المتوسط جنوبا او شمالا ، و قد كانوا الاولمك مولعين بالحلي والتألق ، وكانوا يصنعون حليهم من الزجاج البركاني واليشم و الفضة و المطاط الذي برعوا في تجارته و قدسوه ، و اصل كلمة اولمك بلهجتهم هو شعب “المطاط”. و الي الان لا يعلم احد اصل ذلك الشعب الغريب و المميز
ختاما
ليس الاولمك فقط ، بل كل المذكورين اعلاه لا احد يعلم اصلهم وفصلهم من اي رقعة ، و مع طرحي لعدة نظريات و منها رأيي الذي قد يحتمل النقد و الخطأ ، اترك الكرة في ملعب القارئ ، ليترك رأيه عن اصول احدي الشعوب او كلها ان اراد ، و كما يقال فأن الارض ارض الله للجميع و كلنا مهاجرون بها لا خلود بها ، فلا نفع من التقاتل كلاميا بين الشعوب علي اصل المدينة الفلانية و الشعب العلاني، والسلام حسن الختام.
مصادر :
– ويكييديا ومواقع اخرى
تاريخ النشر : 2021-02-07