أدب الرعب والعام

الضربة المضادة

بقلم : احمد علي – مصر
https://www.facebook.com/prence.kassad.7/

في هذا المحيط الشاسع الكبير والذي اختلطت صفحات مياهه الغزيرة المتقلبة بالزبد الأبيض الكثيف ؛ امتقع لون تلك المياه الضحلة باللون الأسود بسبب هبوب الليل في تلك السماء الصافية تماماً من فوقه ، وهنا يظهر المشهد فجأة من أمامنا سفينة كبيرة وضخمة للغاية ترسو فوق صفحات تلك المياه العميقة ، وقد كانت ذات نوافذ كثيرة وعديدة للغاية تنبثق منها الأنوار الصفراء لتتسلل من طيات زجاجها اللامع ، ولقد كانت سفينة فاخرة للغاية وأنيقة بسبب مظهرها الفريد والتوربيني من الأمام ، وعند النظرإليها للوهلة الأولى سنرى أنها مزودة بكافة وسائل الأمان وسبل الراحة والتكيف ، لقد كان هناك العديد من القوارب الصغيرة المعلقة بعناية في جوار تلك السفينة من أجل انقاذ الركاب عند حدوث أي مشكلة تتعلق بالحياة ، وقد كانت تلك السفينة الضخمة مكاناً جيداً للغاية لقضاء وقت ممتع خاصة عند الحديث عن أبناء الطبقة الغنية ، وقد كانت ترسو في منطقة قريبة للغاية من هذا الميناء الفارغ تماماً ، وعند اقتراب المشهد أكثر وأكثر من باحة تلك السفينة .. نسمع هنا رويداً رويداً صوتاً عليلاً وصاخباً للغاية ينسدل برفق من وراء هذا الباب الرئيسي الكبير القابع في مقدمة باحتها الشاسعة ، وعندما نتسلل قليلاً أكثر لندخل من وراء هذا الباب ونقتحم تلك الغرفة العملاقة .. يظهر المشهد بسرعة أمام أعيينا الملتهبة قاعة سهرات ماراثونية جميلة للغاية وشاسعة ، وقد اكتست جدرانها ذات اللون الأخضر الداكن باللوحات الجنسية المشينة للغاية والتي تعبر بالفعل عن مكان غير شريف بالمرة ، وقد كانت تلك القاعة الضخمة كبيرة للغاية وينتشر في سقفها النجف الضخم والمصابيح الكبيرة ، وقد كانت تشبه إلى حد كبير للغاية قاعات الحانات الضخمة و الملاهي الليلية التي تنتهج على الدوام الأساليب المحرمة لإدارة مواردها البشرية العديدة .

ومن هنا وهناك .. كان هناك العديد من الرجال والنساء أصحاب الملابس الباهظة والفساتين الفاضحة يقضون وقتهم بزهد وامتنان كما يحلو لهم ، ففي تلك القاعة انتصب البعض منهم يرقصون برفق وود مع بعضهم البعض على أنغام الموسيقى ، بينما وقف بعض الرجال الآخرين متجمهرين تماماً كالكلاب المسعورة أمام تلك الساحة الطويلة التي ينتهي رواقها بستارة حمراء وكأنها كواليس ، وقد كانت من الأمام وأمام أنظار هؤلاء الرجال مرفقة بعامود معدني فضي تتدلى منه أمام الأعين والأبصار فتاة شقراء بجسد مثير لايستر جسدها الأبيض المزين بالأوشام سوى حمالة صدر وبنطال ضيق للغاية ، وقد كانت ترقص بلهف وسعادة أمام أنظار هؤلاء الرجال وتستعرض جسدها لتحصل منهم على المزيد من الدولارات التي أخذوا يلقون بها عليها أكثر وأكثر ، لتسقط بعدها تحت قدماها لتلتقطها وتزيد بعدها حركاتها المشينة نحوهم لتحصل على المزيد والمزيد من تلك الأوراق الثمينة ، وإلى جوار ذلك كانت تلك القاعة الزهيدة مكتظة هناك وهناك بالعديد من الطاولات التي يجلس أمامها الرجال ، وقد انتصبن أمامها النساء الحسناوات من كافة الأعمار بزيهن اللامع المبهرج وهن يتأملن و يشاهدهن الرجال أثناء لفهم بعناية لتلك الدائرة الدوارة أثناء انغماسهم وممارستهم للعبة القمار الخاصة بهم ، ومن هنا كانت النساء تسحب القوارير المليئة بالشراب مختلف الألوان من أمام هؤلاء الرجال لتقوم بعدها بصبها برفق في تلك الكؤوس الكبيرة المكتظة بالثلج لتحتسيها بعدها ببرود بشفاهن المموهة باللون الأحمر ، وهنا .. وبعيداً تماماً عن هذا الصخب جلس في تلك الزاوية وعلى تلك الطاولة البعيدة قليلاً رجلاً نحيفاً في العقد الخامس من العمر ذو شعر أبيض عادي ، وقد كان يرتدي قميصاً برتقالياً مفتوحاً من ناحية الصدر ومزركشاً بالورود ، وظهر على صدره سلسلة ذهبية باهظة على شكل صليب مبهر ، وقد كان يرتدي نظارة طبية نحيفة للغاية وأنيقة على وجهه المجعد ، وقد كان جالساً وحيداً تماماً على تلك الطاولة البعيدة في هذا الركن يحتسي بعضاً من الشراب بهدوء ، ولقد كان وحيداً تماماً ولا يوجد أي ظهور نسائي إلى جواره ،وقد آنس وحدته حراسه الضخام الذين انتصبوا وراءه بهدوء وقد كانوا مرتدين قمصان خضراء ارتدوا فوقها أوقية رصاص سوداء ، وقد قبعت في أيديهم رشاشات باهظة للغاية ذات لون أسود من نوع m16 وكأنهم تماماً منغمسين في حالة حرب لتأمين هذا العراب الكبير الذي يجلس أمامهم ، وهنا .. اقتحم هذا المشهد المرعب وانبثق من وراء حراسه و دخل على طاولة هذا الرجل نادل خاص بالمكان ليقدم له المزيد من الشراب ليضعه أمامه على الطاولة ، وعندما هم الرجل بسرعة ووضع فوهة كأس النبيذ في فمه محتسياً شرابه اقترب النادل من اذنه قائلاً فيها بهدوء ..

“سيدي ، هناك ضيف يريد مقابلتك ؟”

“هل قال لك اسمه ؟”

“نعم ، أظنه فعل “

وهنا أخذ النادل يستدير يميناً ويساراً وكأنه يدرك خطورة اسم هذا الضيف المجهول وبعدها قال لهذا الرجل بسرعة ..

“قال لي أن اسمه هو بول الملقب بذو الندبة ! “

وهنا انتفض هذا الرجل بتعجب وكأنه يعرف صاحب هذا الاسم وتوقف عن الشرب بسرعة قائلاً لهذا النادل الذي أخذ يتأمله باهتمام ..

“دعه يدخل ، لقد قدم من أجلي ، هيا دعه يدخل على الفور ولا تنظر إلى هكذا كالأحمق”

وهنا .. أومأ النادل برأسه لهذا الرجل المتلهف وانصرف من أمامه بسرعة متوجهاً للخارج ليحضر هذا الضيف صاحب الشأن المنتظر ، وقد كان هذا الرجل الكبير الجالس على الطاولة صاحب نفوذ وطغيان كثيفان ، ففي أثناء انشغال الجميع بمشاهدة النساء وبمواعدتهن كان هو هنا جالساً بهدوء ليحتسي شرابه فقط دون أن يكترث بضجيج المحيط من حوله ، وهنا اقتربت منه امراة في العقد الثالث من العمر ذات شعر أحمر ، وقالت له وهى تتأرجح على طاولته بشكل مثير ..

“هل أنت مشغول عزيزي ؟ هل تريد قضاء وقت ممتع أم ليس بعد ؟؟ “

وقبل يعقب عليها أدار وجهه ليظهر أمامه النادل بسرعة منبثقاً من وسط الحشود ، وقد دخل إلى القاعة وقد كان ورائه تحديداً رجلاً وسيماً للغاية ،صاحب لحية طويلة جداً ومنسقة بعناية ، فارع الطول ، صاحب شعر أسود طويل غطى كتفيه تماماً ، وقد كان جسده المتشح بتلك السترة السوداء والسلسلة المتدلاة على صدره مكتنزاً بالعضلات المفتولة التي كادت من شدة ضخامتها أن تمزق سترته وملابسه ، وقد أطلت دخلته الغريبة تلك أنظار الرجال والنساء من حوله بتعجب واستغراب ، فقد كان يرتدي ملابس سوداء تماماً وسترة مكتنزة وغريبة للغاية على صدره أشبه تماماً بسترة صد الرصاص , وبخلاف حذائه العسكري الاسود ارتدي على رأسه آيس كاب أنيق قد غطى شعره الطويل المنسدل على كتفيه ، وهنا نهض هذا الرجل الكبير النحيف بملابسه البرتقالية و الذي كان قابعاً مكانه في انتظاره وسط حراسه ، وفز بسرعة من مكانه ناظراً لهذا الغريب بابتسامة وهو يتقدم نحوه مصافحاً إياه قائلاً لضيفه بود ..

“سيد بول .. مرحباً بك ، كنت في انتظار قدومك “
وهنا قال له هذا الرجل الغريب وهو يجلس برفقته بصوت انيق ومهذب ..

“ما الخطب سيد أوسكار ؟ سمعت أنك بحاجة إلي ؟!”

“نعم ، أنا بحاجة إليك هذه المرة أكثر من أي وقت مضي”

“خيراً ؟! أقلقتني ؟ ما الخطب معك ؟ “

“تمهل قليلاً يارجل ، احتسي كاساً أولا”

وهنا قام هذا الرجل بوضع الثلج داخل إحدى الأكواب وناوله لضيفه قائلاً له بابتسامة ..

“أنت تعرف ابنتي آنا ؟ أليس كذلك ؟”

وهنا ، قام هذا العجوز بإخراج صورة من طيات ملابسه وناولها لهذا الرجل الغامض الذي أخذ يتأملها برفق وهو متعجب ، وقد كانت الصور تحوي صورة امراة بيضاء في العقد الثالث من العمر بشعر أسود اللون ، وهى مبتسمة إلى جوار هذا العجوز والذي هو في الأساس أبوها ، وهنا وضع الغريب الصورة على الطاولة وكأنه غير مهتم قائلاً له ..

سيدي ، عذراً أنا لا أفهم شيء مما تريد ايصاله بتلك الصورة ؟!

“رجاءاً ، سأشرح لك .. ابنتي الوحيدة مصابة بالسرطان وهى ترقد الآن في إحدى المشافي في ستوكهولوم ، وأنت تعرف أنه منذ كبيرة للغاية قامت الحكومة الامريكية وقوات المباحث الفيدرالية بالحجز على جزء كبير للغاية من ممتلكاتي ونقودي هناك في أحد البنوك المركزية لديهم التي تضمن لأصحاب المعاشات والمعلمين مدخراتهم وقد تضمن الحجز عقد ابنتي الثمين والذي انتقيته لها من جنوب افريقيا خصيصاً بعد أن صنعته لها عرافة مشهورة هناك من اللؤلؤ الخالص وقد وعدتها بأن يبقى في عنقها للأبد وأنا لن اخلف وعدي ، لقد اقتص هؤلاء الملاعين الكثير من الأموال مني بالإضافة إلى ذلك العقد الخاص بابنتي ووضعوه في هذا البنك خاصة بعد نفاذ السيولة اللازمة لتقاضي المعلمين وأصحاب المعاشات حقوقهم واجورهم والمهم هنا هو احضار عقد ابنتي رفقة النقود وهذا هو المطلوب ، ابنتي مصابة بالسرطان وحالتها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ، خاصة بعد فقدانها لعقدها النادر ؟؟”

“والمطلوب ؟؟”

“أريدك أن تستعين برجالك المدربين لتسطو وتداهم هذا البنك هناك في قلب نيويورك ، وأن تحضر لي هذا العقد الثمين من براثن الحكومة الأمريكية اللعينة هناك “

“سيدي رجاءاً ! هل تمزح ؟؟ هل تظنني ذاهب إلى تلك الدول اللاتينية الفقيرة لأسطو على بنوكها كالمعتاد ، الذهاب إلى نيويورك يعني موتي رفقة رجالي ، الشرطة هناك قوية للغاية وتستعين دوماً بقوات النخبة الخاصة بالشرطة للتصدي لتلك الاقتحامات”

“لا تقلق ، أنا سأقوم بتأمينك رفقة رجالك هناك ومدك بكافة أنواع الأسلحة النوعية التي تحتاجها ، ستذهبون في الثالثة عصراً لبدء السطو بواسطة سيارة سوادء مصفحة تماماً ومضادة حتى ضد القنابل ، وبعد انتهاء العملية تماماً ستذهبون للسطح حيث ستأتي هليكوبتر عسكرية من نوع بلاك هوك سوداء لتقلك أنت ورجالك رفقة النقود الى مكان آمن ، سنزودكم بكافة الأجهزة اللاسلكية الحديثة لضمان تواصل آمن بينك وبين رجالك أثناء الاشتباكات مع عناصر الشرطة المقيتة ، لاتقلق ، سنقوم أيضاً بتزويدك أنت ورجالك بأقنعة غازممتازة لضمان التغلب على قنابل الشرطة ، كما أننا سنزودك أيضاً بأقنعة مجنونة للتمويه ومناظير ليلية للتغلب على أي ظروف هناك ، لاتقلق ، أنا خططت لكل شيء “

“عذراً ، وما المقابل سيدي ؟”

“نصف المبلغ الذي ستحصلون عليه ، بالاضافة الى بعض العقارات والحانات الخاصة التي ستحصلون عليها أنت ورجالك في ميامي ؟ ، لايهمني شيء ، المهم في الموضوع هو العقد “

“لا بأس ، أظنني سأفعل ما تريده الآن ، أظنني سأحب من اليوم ركل مؤخرات جنود مغاوير الشرطة كثيراً بعد أن اسطو على المال ، يمكنني البدء من الغد من أجل تحقيق أمنية الآنسة آنا “

“جيد إذا ، أنا واثق من أنكم ستجلبون العقد من خضم نيويورك ، ستتوجهون نحو شارع امبر الخالي تماماً من المارة وستكون السيارة التي ستقلكم هناك ، سترتدون الأقنعة مرفقة بملابس المهمة وبعدها ستركبوا السيارة على الفور لتتوجهوا نحو البنك لتباشروا المهمة “

“اتفقنا ، أعدك أن الشرطة لن يكون لها أي تأثير على مهمتنا تلك ، سنكون نحن الضربة المضادة بدلاً منها كما وكأننا أصحاب العرين تماماً ، أعدك أن امنية ابنتك ستتحقق غداً سيد أوسكار “

وهنا نهض أوسكار مصافحاً بول قائلاً له بابتسامة ..

“وهذا هو رجائي يا بطل !”

وهنا .. غاب المشهد تماماً عن الأنظار ، وقد أصبح بدوره في انتظار بدء تلك المهمة اللعينة فوراً .

نيويورك حي كوينز .. الساعة الثالثة عصراً

وهنا .. يظهر المشهد أمامنا من جديد ! وقد أظهر أمام أعيننا للتو شارع كبير للغاية ومرصوف بشكل جيد ، ليعبر شكله الأنيق كشارع رئيسي عن عاصمة متحضرة وراقية للغاية لبلاد العم سام العريقة ، وقد انتشرت المباني والشركات الضخمة على كلا ضفتاه ، وقد كان به كثافة متوسطة من السيارات المتنوعة والمنتشرة في خضمه والتي كانت تسير فيه بهدوء وأَرْيَحِيَّة شديدة للغاية لخلوه تماماً من الزحام ، بينما على الأرصفة الخاصة به .. كان المواطنين من كافة الأشكال والألوان يزاولون حياتهم بشكل طبيعي ويسيرون بود رفقة بعضهم البعض ، فقد كان أغلبيتهم من الرجال والنساء أرباب العائلات والأسر وقد كانوا يتحركون بعجل مع أطفالهم الصغار وفي أيديهم الأكياس البلاستيكية المكتظة بالطعام والشراب ، بينما كان البعض الآخر منهم متمثلاً في فئة آخرى يرتدي الملابس الرسمية حاملاً في قبضته حقيبة جلدية ذاهباً بدوره إلى دوامه الشاق بتعاسة شديدة ، وهنا ! كسر هذا الروتين الممل وتلك المشاهد العادية وانبثقت على الفور من وسط هذا الشارع ليظهر المشهد أمامنا بعدها فجأة سيارة سوداء مصفحة كبيرة وفارهة للغاية ولامعة كثيراً وكأنهم استخدموا فيها كل ما لديهم من أدوات لتنظيفها لتظهر بتلك الصورة المبرهة ، وقد كانت عجلاتها الأنيقة تفرش الأرض فرشاً بينما كانت تمشي في منتصف الشارع لاتريد أن تغير اتجاهها مخترقة كافة السيارات الآخرى التي ابتعدت عن طريقها دون أي اهتمام يذكر وكأنها تخص الدولة ، وقد كانت تلك السيارة مغطاة من الوراء تماماً وكأن بها بالداخل غرفة عمليات أو مكان مخصص لتحميل الأفراد والاقامة ، وقد وقف الرجال والنساء الشقراوات بأطفالهن في أماكنهم يتأملون بتعجب زجاجها الأنيق من الأمام ويتأملون سائقها والرجل الذي جلس إلى جواره ، وقد كانا رجلان غريبان للغاية وبحق ، حيث كان سائقها رجلاً عريض المنكبان ، يرتدي ملابس عسكرية سوداء وواقي رصاص أخضر ، وتتدلى من رقبته فوق ملابسه العسكرية تلك سلسلة فضية لامعة للغاية و ظاهرة بشكل واضح على صدره ، بينما غطى وجهه قناع جلدي منفر وباهظ يخص إحدى مسوخ أفلام “wrong turn “المرعبة ، وقد انسدل من ذلك القناع أيضاً شعراً أبيضاً مستعاراً يخص نفس شخصية المسخ والذي ظهر به في الفيلم ، وقد كانت عين هذا الشخص الزرقاء ظاهرة بوضوح من ثقبا القناع وهى تدور في محجرها وتراقب هؤلاء البشر المنتصبين في أماكنهم بصمت بكل برود ، وقد كانت هناك فوهة لرشاش تظهر من الأسفل ووصلت إلى صدره وقد كان يضع أحد الأسلحة تحت قدماه أثناء القيادة ، بينما كان زميله الآخر الجالس إلى جواره يرتدي نفس الملابس ونفس الزي حتى نفس فوهة الرشاش تحت أقدامه ولكنه اختلف عنه في شكل القناع .. حيث كان يرتدي قناعا جلدياً مثقوباً من الأعين على هيئة الحسناء الأمريكية مارلين مونرو بأحمر شفاه مبهر ! وقد كانوا يراقبون الناس الذين انتصبوا في أماكنهم يرمقون تلك العصابة المجنونة والمرعبة بخوف وذعر شديدان ، وقد كان هناك طفلاً صغيراً متوقفا إلى جوار أمه ينظر بدهشة وذعر لهذا الرجل صاحب الملابس الشريرة وهو يقود سيارته تلك ويحملق فيه بإطالة ، وهنا .. قام هذا الرجل صاحب القناع المرعب بصورة مفاجأة بالغمز ساخراً لهذا الفتى الأشقر المذهول بإحدى عيناه من وراء قناع المسخ الجلدي لينتفض الفتى بعدها فرحاً ببراءة يريد أن يترك كف أمه من أجل الذهاب لهذا الشرير المرعب الذي ظن أنه في طريقه لحفلة تنكرية ، وهنا واصل المقنعون التقدم بتلك السيارة أكثر وأكثر وابتعدوا عن أنظار البشر الذين انتصبوا على الأرصفة يراقبون اختفاء تلك السيارة من بعيد من أمام أعينهم ، وهنا توقف هذا الرجل الأسود ببدلته الرسمية وحقيبته وهو يرمق السيارة أثناء اختفائها من أمام أعينه قائلاً باندهاش وابتسامة خفيفة ..

” أهلا بكم في الجحيم ياشرطة المدينة ! “

وغاب المشهد بعدها عن الأنظار ..

TIAA Teachers Insurance and Annuity Association جمعية تأمين المعلمين والمعاشات ” البنك المركزي الخاص ” الثالثة والنصف عصراً ..

وهنا ظهر المشهد مجدداً مظهراً أمام أعيننا للتو وجهة البنك المطلوب ، وقد كان بنكاً مركزياً فاخراً للغاية ذو وجهة زجاجية مبهرة عند النظر لعنوانه الذي حفر بكلماته الذهبية عليها ، وقد كثر التجول والحركة كثيراً من قبل عامة البشر خاصة أمام بابه الرئيسي الحصين الذي قبع أمامه حارسا امن يرتديان الزي الرسمي والقبعة ، وقد حمل كل منهما في خصره مسدس من نوع glock وقد كان موضوعاً في جرابه الأسود بعناية شديدة للغاية ، وقد كانا بدورهما منتصبان في مكانهما يراقبان حركة الرجال والنساء من أمامهما بحرص من أجل رصد أي شخص يثير الشبهات ، وهنا تفاجأ الرجلان بتقدم أحد الرجال نحوهما فجأة ، وقد كان راهباً ورجل دين يحمل في قبضة يده الكتاب المقدس ، وقد كان يرتدي زي الرهبان الأسود الخاص بالكنيسة ، وقد رافقه في الوراء مجموعة من الفتيات الراهبات الشابات وقد كن يرتدين هن أيضاً زي الراهبات الأسود ، وهنا أردف هذا القس بصليبه الكبير الذي حول عنقه وذقنه الكبيرة تلك مبتسماً لأحد الحراس وقائلاً برجاء ..

“هل يوجد اليوم صرف الإعانة المقدرة من الدولة لرجال الدين يابني ؟؟ فتياتي الجميلات اللواتي في الوراء لايستطعن إعالة اسرهن بالشكل المطلوب بسبب تفرغهن للعمل في كنائس الدولة المجيدة “

“نعتذرمنك أيها الأب ، انها متوقفة منذ أربعة أيام وستبدأ في العمل مجدداً بعد أسبوعان من الآن ، الصبر قليلاً “

وهنا .. تغيرت ملامح هذا الرجل الطيب بسرعة و قضب هذا القس العجوز جبينه قائلاً لهذا الحارس بغضب ..

“كل مرة تقول لي هذا ؟ أنتم مخادعون للغاية ؟”


“لاتصرخ في وجهي هكذا ، هل تراني رئيس الجمهورية ؟؟”

“أنت ورئيس الجمهورية ذات نفسه أحمقان للغاية “

” اغرب عن وجهي أيها البشع وإلا وقمت بنتف ذقنك الكبيرة هذه دون رأفة “

“لماذا ؟؟ وهل اشرقت عليه حتى أغرب يا لص ؟ “

“هيا ابتعد الآن وتوقف عن الصراخ ، والا سأصطحبك للمخفر على الفور “

“أتمنى من الله أن يسلط عليكم من يقتص منكم أيها البغايا “

وهنا وقبل أن ينبس القس ببنس شفة وهو راحلاً من أمام الحارسان .. اقتحمت واجهة هذا البنك وتوقفت أمامه نفس تلك السيارة السوداء التي كانت تحمل تلك العصابة المرعبة بأقنعة مسوخ فيلم المنعطف الخاطيء وأقنعة الفنانة الشقراء مارلين مونرو ، والمفاجأة ! أنها قدمت معها من عدة نواحي سيارات آخرى غيرها من نفس الطراز ، وقد كانت مدججة بدورها برجال مسلحين أيضاً يرتدون نفس تلك الأقنعة الجلدية المرعبة .. والجميلة ! وعلى الفور توقفت تلك السيارات والتي كان عددها حوالي أربعة أمام باب البنك ، وفجأة فتحت أبوابها الخلفية بسرعة شديدة قبل حتى تحرك الحارسان من مكانهما ، وانبثق منها فجأة العديد من الرجال المقنعون وقد كانوا يرتدون الملابس العسكرية السوداء وواقي الرصاص الأخضر ، وفي قبضات أيديهم وأصابعهم صاحبة القفازات الجلدية السميكة قبعت رشاشاتMP5 ,m16 سوداء وكان بها من الأسفل كشافات ضوئية مجهزة بعناية وأنظمة توجيه ليزر حمراء الضوء ، وهنا نظر القس إليهم قبل انصرافه من المكان برفقة فتياته متوقفاً في مكانه في رعب ، وهنا تحرك الحارسان للأمام نحوهما وهما مفزوعان للغاية ، وهنا صرخ أحد الحراس في الناس القابعين أمام البنك قائلاً بصوت جهور للغاية وهو يتقدم بحذر ..

” سطو مسلح !!!! “

وهنا بدأ الهرج والمرج يدب في المكان ، وقد اقترب هؤلاء المقنعين المرعبين من الباب للغاية وتجاوزوا عامة البشر من أمامهم دافعين إياهم بقوة شديدة وعنف ، وقد كانوا متجهين بسرعة كبيرة نحو باب البنك الرئيسي وحارساه الغبيان اللذان قبعا يرتعدان وهما في مكانهما أمام هذا رجال هذا الجيش المدججين بشتى الأسلحة الحديثة ، فقد كان على أخصرة رجال هذه العصابة المرعبة بخلاف تلك الرشاشات الحديثة التي قبعت وهى مصوبة للأمام في أيديهم العديد من المعدات الثمينة والقنابل المتعددة الأشكال والألوان لتستخدم في المهمة ، وهذا بخلاف أقنعة الغاز السوداء ذات الأعين الزجاجية والتي قبعت في جوانبهم ، وبدأ الناس على الفور يركضون بسرعة شديدة مبتعدين عن هذا البنك الملعون وهم يصرخون بفزع شديد مغطيين رؤوسهم بأكفف أيديهم المرتعشة ، وقبل أن يقوم أحد الحراس بحركة مباغتة ويائسة بإخراج مسدسه من جرابه والتقدم للأمام لضرب هذا المقنع المرعب الذي يتجه نحوه برشاشه العاتي .. قام الأخير باحترافية وبسرعة شديدة للغاية بفتح نيران رشاشه عليه رفقة زميله الآخر ليسقطا أرضاً إلى جوار بعضهما البعض و في لمح البرق وهما مضرجان بدمائهما اللزجة ، وهنا كان القس هو الوحيد الذي كان لايزال واقفاً رفقة فتياته يراقب المقنعين وهم ينسدلون من أمامه بسرعة إلى داخل مقر البنك ، وهنا ربت على سترة أحد أفراد العصابة والذي كان في طريقه للداخل قائلاً له بفرح ..

“بارك الله فيكما يا أولاد الوطن الشرفاء ، لماذا ترتدي قناع مارلين مونرو ؟؟ عامة .. سأهديك إحدى فتياتي هؤلاء اللواتي يقبعن في انتظارك في الوراء ، وبالمناسبة ؟! لقد عملن عاهرات من قبل ؟! “

وهنا .. قامت فتاة منهن بفرقة علكة وردية من شفتاها الكبيرتان بطريقة مثيرة ، وبحركة بذيئة غير متوقعة قامت بتعرية جزء من فخذها الكبير أمام هذا المقنع الذي انتصب بقناع مارلين مونرو يتأمل تلك الحسناء الشقراء من أمامه ، وقد كان فخذها يحمل وشماً مميزاً مكتوب عليه بأحرف زرقاء كبيرة ..

” احفظ كرامتك وارحل !! “


وهنا انفجر القس رفقة فتياته بالضحك وبزهد أمام أنظار هذا المقنع القابع أمامهم بلا حيلة ، لينصرف بعدها متوجهاً إلى داخل البنك غير مكترثاً بهم تماماً ، وبعد رحيله من أمامهم وأثناء ضحك القس المزيف مع بناته الساقطات هؤلاء بسخرية .. تفاجأ معهن بإشهار أحد المقنعين المتوجهين للداخل سلاحه في وجهه رفقة بناته بشكل عدائي وصريح ! وقبل أن ينبس ببنس شفه .. اطلق المقنع نيران رشاشه كلها على جسد القس وفتياته ممزقاً إياهم رفقة بعضهم البعض دون أي مبرر يذكر ، ليسقط الجميع بعدها أرضاً فوق بعضهم البعض ولتخضب دمائهم الحمراء بعدها عتبة هذا الباب الضخم بسرعة شديدة ، وهنا دخلت العصابة مقر البنك من الداخل وهم مشهرين أسلحتهم البطاشة ويصوبون بها يميناً ويساراً على كل الأفراد العزل والعملاء القابعين أمام النوافذ ليتساقط البعض منهم أرضاً صريعاً على الفور ، ولتتحطم تلك النوافذ السميكة بفعل هذه الطلقات الطائشة ، وقد قاموا بإلقاء العديد من قنابل الغاز والتي تناثر البعض منها في الأركان والبعض الآخر فوق رؤوس العملاء ومكاتب الموظفين ليدخل الجميع بعدها في سعال وتنهد شديد لايتوقفان ..

“انخفضوا أرضاً الآن أيها الملاعين أن أردتم الحياة ! هيا .. قلت لكم أخفضوا مؤخراتكم بسرعة ؟!”

أحد رجال العصابة صارخاً في عملاء البنك والموظفين والذين أخذوا يبكون ويسعلون في ذعر وهم منبطحين أرضاً دون أي تردد .

وهنا كان النساء وأطفالهم يبكون بشدة وهم منخفضين أرضا بيأس ، بينما كان الرجال إلى جوارهن ينظرون برعب وهم على نفس الوضعية إلى رشاشات هذه العصابة المخيفة ، ومن هنا دخل أحد الرجال وسط الجميع ، واستبق حشود رجال العصابة بسرعة شديدة متجاوزاً إياهم وكأنه أحد الأفراد المميزين بينهم ، وقد كان هذا الرجل ما هو إلا ذو الندبة قائدهم المصون وقائد العملية ، وقد كان بدوره مقنعاً بقناع مسخ الفيلم والذي كان شعره الأبيض ينسدل من رأس قناعه بأناقة ، وبعدها تجاوز العملاء رفقة رجاله وتوجه ناحية نوافذ الموظفين والموظفات الذين قبعوا ورائها منبطحين قائلاً لهم وهو واضعاً رشاشه جانباً ومشهراً مسدسه الفضي الكبيرفي وجوهم ..

“اخرجوا النقود الآن أيها الحمقى وضعوها في حقائب رجالي ، هيا بسرعة !”

وهنا وبينما كان العملاء منبطحين في مكان واحد قد جمعتهم العصابة فيه ، وكان الموظفين وراء نوافذهم ينظرون برعب للعصابة وهم مترددين في إخراج أي دولار من خزائنهم ، فجأة أشار ذو الندبة بإصبعه إلى بعض رجاله لصعود الدرج والتفتيش عن أي متعلقات أو نقود في الدور العلوي ..

“اقتلوا جميع الموظفين الذين يقبعون في الأعلى “

بينما تقدم البعض الآخر من رجال العصابة من مكاتب الموظفين وقاموا بوضع حقائب سوداء مفتوحة أمامهم من أجل ملأها بالنقود ، وهنا قال هذا الرجل المقنع من رجال ذو الندبة وهو مشهراً سلاحه في وجه تلك الموظفة الشقراء والتي انتصبت أمامه تبكي وهى مترددة ..

“هيا .. ضعِ النقود هنا بسرعة بدون أي كلمة “

وهنا استدارت المراة بسرعة وبدأت بفتح جميع الخزائن الفرعية التي حولها وأخذ تقوم بإخراج وقبض الورق الأخضر منها لتضعه بسرعة في الحقيبة التي أمامها ..

“أرجوك ، عليكم أن توقفوا هذا فورا هناك أطفال هنا وسيتأذون “

“لا تقلقِ عليهم يا امراة ، سيموت الجميع هنا على آية حال “

“أنت مجنون ، لن تفلت من العقاب”

“هيا .. ضعِ النقود دون كلام أيتها الخنزيرة البيضاء “

وبالفعل باشر كافة الموظفين أيضاً بالفعل نفسه مع بقية أفراد العصابة ووضعوا النقود في شنطهم التي أمامهم ، وبعد أن اكتنزت شنط عناصر العصابة والذين قد انتصبوا بأسلحتهم يرمقون الموظفين من وراء اقنعتهم الجلدية بشر مقيم ، وهنا أردف ذو الندبة بعدها قائلاً للموظفين بسخرية ..

“حسناً ، شكراً على تعاونكم معنا “

وبعدها أشار لرجاله بإصبعه في الهواء كإشارة منه لشيء ما يفهمونه في داخلهم ، وهنا .. قام رجال العصابة الواقفين أمام نوافذ الموظفين بفتح نيران رشاشتهم عليهم بشكل عشوائي و طائش للغاية لتحطم رصاصتهم ما تبقى من النوافذ التي قبعوا ورائها وهم يتلقون الرصاص الذي مزق ملابسهم وأجسادهم بشكل مؤلم للغاية ، وقد سقطوا بعدها أرضاً رجالاً ونساءاً وقد أخضبت دمائهم الأرض وانطبعت بصمات أكففهم على بقايا النوافذ الزجاجية التي بصموا على ألواحها قبل سقوطهم على الأرض مصروعين ، وبعد تلك المجزرة بحق الموظفين ، تقدم ذو الندبة وقال بصيحة هائلة في العملاء القابعين على الأرض بخضوع واستسلام وبكاء ونحيب لاينتهي ..

“كونوا على الأرض من أجل ضمان سلامتكم رجاءاً فنحن نحبكم ، وإياكم وأن يقوم أحدكم بفعل غير مسؤول بالمرة وإلا ستلقون حتفكم جميعاً وبسرعة كبيرة للغاية ، نحن هنا في مهمة سريعة وسنرحل في أقرب وقت ، لاتقلقوا ، لن نطيل المكوث بينكم ، لهذا لا داعي للكلام “

وبعدها أخذ هذا الرجل الضخم يضحك بسخرية ضحكة كبيرة للغاية قد هزت بدورها جلد قناعه البشع ، وقد منتصبا بين رجاله الذين أخذوا يطوفون وسط حشود العملاء والذي تم اتخاذهم كرهائن ودروع بشرية حامية لهؤلاء الرجال في حال وصلت الشرطة وداهمت المكان ، وهنا كان الرهائن منبطحين أرضاً وهم ينظرون لرجال العصابة وهذا المقنع المجنون و الذي كان لايزال يضحك بلا توقف رفقة رجاله المعاتيه ، وهنا قاطعت ضحكته تلك وأردفت له إمرآة أربعينية بشعر بني قصير قائلة له وهى منبطحة أرضاً وقد كان ابنها الصغير إلى جوارها يبكي بحرقة ويخفي وجهه في جوانب ملابسها خوفاً من هؤلاء الرجال المسلحين ..

“أرجوك سيدي ! لدي مولود صغير في المنزل وقد تركته جائع بسبب عدم مكوثي هنا طويلاً وكنت أريد الذهاب له الآن ، أرجوك لاتؤذيني ودعني اذهب الآن فهو لا يمتلك أب”

وهنا نظر إليها ذو الندبة بشكل مطول دون أن ينبس ببنس شفه ، وقام بعدها بتعليق رشاشه الأسود علي علاقة قبعت على صدره وكأنه تنحى عن استخدامه ، وقام بعدها على الفور بإخراج مسدس كبير وضخم من نوع نسر الصحراء من طيات سترته الواقية ، وقام بتصويبه بصمت ناحية رأس تلك المراة والتي كانت تنظر إليه بتعجب ، وبعدها أطلق عدة طلقات طائشة صوب رأسها الكبير وفجرها تماماً أمام أنظار ابنها وبل الجميع ، وبفعل تلك الضربات الطائشة خرج مخها من رأسها المثقوبة وسقط أرضاً في مشهد سادي بشع أمام أنظار الرهائن ، وقد تناثرت دمائها على وجه ابنها وملابسه وقد أخذ يبكي وهو مصروعاً إلى جوار جثة أمه المهترئة ، قد أخذ الرهائن بعد هذا المشهد يتنهدون ويبكون بشدة كبيرة للغاية وهنا قال ذوالندبة بعدها بتفاخر وسخرية ..

“والان قد حللت لكِ المشكلة تماماً يا ابنة العاهرة ، ولقد أصبح الان هذا الصغير التعس رفقة هذا الباكي الصغير الذي يقبع أمامي دون أم أو حتى أب ، ألم أقل للجميع أنني لا أحب الكلام ، وأنت بدورك كعاهرة كبيرة خرقتِ هذا الاتفاق ، اذن أنا عادل الآن ؟! أليس كذلك ؟؟ “

وبعدها سمع الجميع في داخل البنك بعدها أصوات رنين سيارات الشرطة في الخارج ، والتي قد وصل بعضها للتو في الخارج ، وقد أظهرها المشهد أمامنا للتو أثناء هبوط عناصر الشرطة العاديين من أبوابها على الفور ، بينما ولجت ورائها مباشرة سيارات سوداء غير اعتيادية وقد كانت كبيرة للغاية ومصفحة بشكل ممتاز وكانت ذات مظهر أنيق ، وقد كان مكتوب عليها من الخارج بالنص ..

“swat ” قوات النخبة للشرطة الأمريكية

وماهى إلاثواني وقد فتحت أبواب تلك السيارات المصفحة السوداء من الوراء بسرعة شديدة للغاية ، وهبط منها بسرعة جنود النخبة الخاصين بالشرطة واحداً تلو الآخر ، وقد نزلوا كفرقا متعددة وانتصبوا وراء أبواب سياراتهم وهم ممسكين برشاشتهم ، وقد كان اختصاص هؤلاء الرجال هو المداهمات الخطيرة وحوادث السطو و تحرير الرهائن وتفكيك القنابل ، وقد كان في أيديهم رشاشات بلون رصاصي من نوع “sig commando” وهو رشاش سويسري ، وقد كانت هناك عدسات حمراء ولامعة للغاية مثبتة فوق كل رشاش من هذه الرشاشات التي قبعت في أيدي تلك العناصر الخاصة لتساعدهم على التصويب ونيل الهدف بدقة ، وبالفعل اكتمل عدد هذه القوات الخاصة في الخارج أمام البنك وكونوا جيشاً جراراً وفرقاً بعناصر مختلفة للغاية يتزعم كل مجموعة منها ويتقدم الصفوف ضابطاً مرفقاً بدرع أسود مكتوب عليه بالكلمات البيضاء الكبيرة ..
police””

وقد كانت عناصر هذه الشرطة الخاصة يختلفون في المظهر، لقد كان زيهم العسكري موحد وهو الزي الأسود المرفق ببادج الوحدة الخاصة بهم والقابع على أيديهم وقد كان يتوسطه نسراً أميركياً كبيراً للغاية ، وهذا بالإضافة إلى سترة الرصاص الحافظة التي ارتدوها على صدورهم ، بينما كان جميعهم يرتدون خوذات أنيقة للغاية وفاخرة لتغطي رؤوسهم من الأعلى ، وتحت كل خوذة فوق رأس كل عنصر كان هناك البعض منهم يرتدي نظارات سوداء كبيرة للغاية بينما كان فمه فقط هو المكشوف ، وقد كانت تلك النظارات لحماية أعينهم من ضباب القنابل ، بينما كان البعض الآخر منهم يرتدي تلك النظارة مرفقة بقناع أسود يغطي كامل وجهه وفمه ، وبينما كان البعض الآخرتخلى عن تلك النظارة من الأساس مرتدياً قناع غاز أسود وكبير فريد ليغطي وجهه كله أيضاً ، وهنا وبينما توقفت تلك القوات إلى جوار مدرعاتها المصفحة وهى في حالة تأهب واستعداد موجهة رشاشتها العاتية صوب مدخل البنك ، صرخ هنا هذا الضابط العادي في مكبر صوت السيارة الخاصة به مخاطباً العصابة التي في الداخل بلكنة هادئة ..

“إلى كل الذين في الداخل نطالبكم بالاستسلام لقواتنا على الفور ، لاجدوى من مقاومتكم ، اخرجوا إلينا حالاً وسلموا أنفسكم بسرعة قبل أن نستخدم معكم القوة “


وهنا وبعد هذا الكلام المرتص بعناية من عناصر الشرطة .. وقف ذو الندبة حائراً مذعوراً رفقة رجاله وقد كانوا غاضبين بشدة ، وقد شدوا و جهزوا مكابح أسلحتهم على الفور للتصدي لقوات الشرطة بحزم ودون أي خوف يذكر ، وقد كانوا بدورهم ينظرون للرهائن الذين قبعوا أمامهم بنظرات مليئة بالحقد والانتقام ، وهنا .. انبثق فجأة و آتى رجاله الذين صعدوا من قبل إلى الدور العلوي هابطين بسرعة كبيرة من فوق هذا الدرج الضخم وفي قبضتهم رجلاً بدين الجسد وأبيض الشعر وقد كان يرتدي ملابس رسمية بيضاء وفوقها سترة سوداء ، وقد كان مكتوب عليها بواسطة بادج صغير قبع على جيب سترته عبارة ” مشرف ومدير البنك ” ، وهنا أحضره الرجال وتقدموا صوب زعيم عصابتهم الغاضب وقد كان المدير مضروباً بعنف من قبلهم و مدمى الأنف والفم ، وهنا خاطبهم ذو الندبة قائلاً فور رؤيته ..

” ألم أقل لكم ألا تستخدموا العنف معه ياحفنة الحمقى ؟! نحن عصابة ارستقراطية ولايمكننا معاملة رجلا كهذا بهذه الطريقة ؟! “

“سيدي لقد حاول الاتصال بالشرطة !”

وفور سماع ذو الندبة تلك الكلمات من رجاله حتى استدار هنا و بسرعة البرق ولكم هذا المدير البدين لكمة عنيفة للغاية في أنفه متناسياً كل ماقاله تماماً !

“أيها الحقير ، أتظن أن الشرطة قادرة على الوقوف في طريقنا من الأساس ؟؟ أنت واهم ! “

وهنا تكرر نداء الشرطة في الخارج مجدداً مخاطبة العصابة بعنف ..

أنا أكرر للمرة العاشرة ، استسلموا بسرعة ياحفنة الحمقى ، لديكم دقائق لتسليم أنفسكم والرهائن التي في أيديكم إلى قواتنا هنا ، وإن لم تفعلوا ذلك بعد قليل سنستخدم معكم القوة حينها بلا أي تحذير ! “

وهنا أخذ رجال العصابة يزدادون غضباً وهم ينظرون لبعضهم البعض في حيرة وقد قبع مدير البنك في أيديهم وعلى وجهه ارتسمت شبح ابتسامة خفيفة ، بينما كان الرهائن يتمتمون بذعر فيما بينهم وهم خائفين للغاية من حدوث مجزرة محتملة بين قوات الشرطة وقوات هذه العصابة الخطيرة ، وهنا وبسرعة انبثق أحد رجال ذو الندبة من ورائه وقام بمناولته مكبراً خاصاً بهم أخرجه من الحقيبة ليرد على هذا الشرطي في الخارج بواسطته قائلاً بوعيد ..

“إن حاولتم استخدام القوة أنت وصبيانك المعاتيه سترتكبون خطأ جسيماً للغاية في حق هؤلاء الرهائن الذين يقبعون تحت أيدينا ، استخدم القوة ؟ وأنا أعدك أن يلقى الجميع حتفه هنا بما فيهم أنت “

“تحكم بعقلك يارجل ، لاتقل كلاماً غير مسؤولاً بالمرة ، أطلق سراح هؤلاء الأبرياء ودعنا نتكلم فيما بيننا واكشف لنا عن مطالبك “

“أنا هنا من أجل استرداد عقداً أخذتموه عنوة من أحد أحبابي ، لو أخذته ؟! سأرحل ، ولن يتأذى أحد”

وهنا خاطب أحد الشرطيين الشرطي الناعق في المكبر قائلاً له بتريث ..

” سيدي ، فلنقتحم البنك ، هذا الشخص مجنون! “

“تريث قليلاً كلارك ، هذا النوع من المعارك لا يدار هكذا “

وهنا كرر كلامه مجدداً قائلاً ..

” أنت لا تخاف منا كما قلت يا ابن العاهرة أليس كذلك ؟؟ “

“نعم ، أبداً “

“اذن أطلق سراح الرهائن الذين معك ودعنا نتواجه لنرى لمن الغلبة ! “

وهنا .. تفاجأ هذا الضابط المستسلم لطلبه برد جحيمياً غير متوقعاً تماماً ..

” حسناً ! بكل سرور ؟!! “


وعلي الفور أمر ذو الندبة رجاله قائلا ..

“أطلقوا سراح الرهائن إلى الخارج وبسرعة”

“سيدي ماذا تقول ؟؟ لا تحكم علينا بالموت !”

“أطلق سراح الرهائن الآن ! وفوراً”

“سيدي هذا مستحيل !! “

“هل تجرؤ على الصراخ في وجهي هكذا ياغبي ؟!”

سيدي أنا أعتذر ولكن … وقبل أن يكمل هذا العنصر المرتعد جملته تلك ناوله ذو الندبة بواسطة مسدسه رصاصة قاتلة استقرت في جبهة قناعه ليسقط أرضاً صريعاً في الحال ، وفور رؤية رجاله لهذا المشهد قاموا على الفور بإطلاق سراح الرهائن نحو الخارج وبسرعة شديدة للغاية رضوخاً لكلام قائدهم القاسي ، وقد أخذ العملاء يهرولون نحو الباب ويتدافعون فيما بينهم غير مصدقين تماماً أنهم نجوا من ذلك الفخ القاتل الذي قبع في باحة البنك من الداخل .

وهنا ، خاطب ذو الندبة المدير الذي كان لايزال في يده قائلاً له بغضب ..

“انظر ؟ أطلقت سراح الرهائن الآن بكل بساطة ، وبالرغم من اقتحام قوات الشرطة للمكان بعد قليل سأنفذ مهمتي بيدك الملطخة بالقاذورات بدون أي ازعاج “

“ماذا تريد مني بالظبط ؟ لا تؤذيني رجاءاً !”

” لقد سمعتني وأنا أتحدث مع الشرطة ، أنت تعرف ما أريد “

“أنا لا أعرف شيئاً سيدي ؟ “

وهنا توقف ذو الندبة عن الكلام ، ونظر نظرة غضب لهذا الرجل الكاذب الذي يقبع أمامه ، وبحركة مؤلمة للغاية دب قبضته في خصية هذا الرجل وأخذ يعتصرها بقفازه الأسود بشكل سادي للغاية ومهين ، بينما جلس الرجل يتأوه بشدة وغلظة شديدة للغاية لم يسبق لها مثيل ..

“هل لازلت لا تعرف ؟؟ ها ! هيا جاوبني الآن ؟!


“ن .. نع .. نعم .. توقف أرجوك ، سأخبرك بمكان عقد أوديسا فوراً”

وهنا توقف ذو الندبة عن تعذيبه للرجل قائلاً له بلطف ..

“حسناً ياولد ، هيا أخبرني الان”

“إنه في الدور الثالث ، في الخزانة الكبيرة في المنتصف ، وهى تقبع إلى جوار حمام النساء”

وهنا وبعد سماع تلك الكلمة .. غرق ذو الندبة ضاحكاً بسخرية رفقة رجاله قائلاً لهذا الرجل ..

“حمام النساء ؟! لماذا تزيدون اقناعي يوماً تلو الآخر بأنكم حفنة من اللصوص والرجال الفاسقين للغاية أيها الغبي “

وهنا اقترب أحد رجاله من ورائه قائلاً له ..

“اسرع سيدي ، الشرطة الآن في الخارج وعناصرها تستعد لمداهمة المكان “

“اجعل القناصة تشغلهم حتى نحصل على العقد !”

“حسناً ! “

وهنا قام هذا العنصر بضبط أزرار وتحويل موجات اللاسلكي الخاص به مخاطباً عنصراً آخر يقبع بعيداً ، وقد ظهر بدوره فوق مبنى بعيد قليلاً من أمام البنك ، وقد كان يمسك في يده قناصة عنيفة وكبيرة للغاية من نوعAWM ، وقد كان يوجه فوهتها صوب أظهر عناصر الشرطة القابعة في ضلال مبهم أمام باب البنك ، وهنا تلقى هذا القناص صوتاً مشوشاً من خلال اللاسلكي الخاص به يقول له ..

“جوش ، اقنص جنود الشرطة بسرعة ! التفاوض فشل ، سيداهمون المكان ! “

“ولماذا قمتم إذا بإطلاق سراح الرهائن ياحفنة الحمقى ؟؟ “

“هذه تعليمات القائد ! نفذ ما أقوله لك الآن”

وهنا قال هذا العنصر من وراء قناع مارلين مونرو بسرعة داخل اللاسلكي الخاص به بصرخة قوية ..

“حسناً حسناً لا بأس ، تلقيت !”

وهنا أظهر المشهد أمامنا عدسة القناصة الموجهة ذات اللون الأحمر وهى تتشتت وتختار ظهراً مميزاً من بين أظهر رجال الشرطة وقوات نخبتهم المنتظرة وفي أيديها الأسلحة ، وقد اختارت القناصة هدفاً مميزاً للغاية وفريداً واتجهت بدورها نحو الضابط الفذ الذي كان يخاطب العصابة من مكبر سيارته وقد نوى قناص العصابة استهدافه مباشرة ، وقد وجهه عدسة قناصته صوب رأسه بشكل مستقيم وغير مهتز ليرديه بسرعة على الفور ، وبعدها انطلقت رصاصة مصوبة من بعيد صوب رأس هذا الشرطي الذي انتصب ممسكاً بمكبر الصوت إلى جوار سيارته ، لتنفجر رأسه بسرعة بشكل مدمى أمام أنظار رجاله وليسقط أرضاً بسرعة رهيبة تاركاً من يده مكبر سيارته الذي تدلى منها ليسقط صاحبة إلى جواره بعدها وسط بركة من الدماء ، وبعد هذه الضربة العنيفة وبعد سقوط أول العناصر من قوات الشرطة صرخ أحد الضباط الآخرين في رجال القوات الخاصة قائلاً لهم ..

” قناص ؟! انتشروا بسرعة “

وهنا ساد الهرج والمرج وسط جموع القوات التي أخذ عناصرها يركضون هنا وهناك في محاولة منهم للاحتماء في أي ساتر يصد عنهم رصاص القناصة المجهولة ، وقد أخذوا ينتشرون ويحتمون وراء سيارتهم بسرعة شديدة للغاية للنجاة ، وبعدها أخذوا يطلقون النيران من فوهات رشاشتهم بشكل عشوائي للغاية تجاه مصدر تلك الطلقة الغير معلوم ، وهنا انطلقت طلقة آخرى من بعيد وأصابت أحد الرجال المقنعين من قوة المداهمة في كتفه بشكل عنيف ، فسقط أرضاً بعدها وهو يتألم جراء تلك الضربة العنيفة ، وقد حمله زملائه بعدها بسرعة شديدة ووضعوه داخل إحدى مصفحاتهم الكثيرة ، وهنا كان هذا الجندي الخاص وراء قناعه ونظارته يتألم بشدة جراء الضربة ، وهنا صرخ أحد الضباط فيهم قائلا ..

” اقتحموا المكان الآن واقتلوا كل من فيه “

وبعدها قامت القوات بسرعة ودون أي إنذار باقتحام البنك وضرب بابه الرئيسي بأقدامهم ، وقد كان في مقدمة كل مجموعة منهم عنصراً فعالاً مرفقاً بدرع لصد الرصاص ، وهنا رن اللاسلكي الخاص بذو الندبة قائلاً له بذعر ..

“سيدي ، لقد اثرنا غضبهم ، إنهم يقتحمون الآن ! “

وهنا ، استدار ذو الندبة مخاطباً رجاله بغضب ..

“استعدوا الآن وتوجهوا صوب الباب لتعطيلهم ، الشرطة اقتحمت المكان”

، وهنا خاطب أربعة من رجاله قائلاً لهم ..

“نيمو ، هوكستن ، أنت وهؤلاء ابقيا معي ، سنقتحم الخزينة ونحصل على العقد فورا “

وهنا ، توجه رجال العصابة على شكل مجموعات مرفقين بأسلحتهم الجاهزة نحو الباب ليتصدوا للشرطة بسرعة ، وهنا التفت ذو الندبة قائلا لمدير البنك بعنف وهو يوجه مسدسه نحو رأسه ..

” حسناً ، شكراً لك !”


وبطلقة عنيفة من مسدسه قامت بشج رأسه وتركه بعدها جثة هامدة في الحال ، وهنا توجه بسرعة رفقة بعضاً من رجاله نحو الدرج ليصعد نحو الأعلى للحصول على لب مهمته ، وقبل أن يصعد تفاجأ من ورائه بعنصران من الشرطة وقبل أن يقوموا باطلاق النيران عليه قام ذو الندبة بشكل احترافي بتفجير رؤوسهم بسرعة رهيبة للغاية بواسطة طلقتان من مسدسه ، وقد سقطا أمامه أرضاً مضرجان بدمائهما ، وهنا قال لرجاله بسرعة ..

” تباً ، كنا نموت ، هيا بسرعة الآن “

وبينما غاب المشهد عن ذو الندبة وعناصره ليظهر مرة آخرى هنا وقد كان مظهراً رجال العصابة وهم متمركزين في أماكنهم وراء الأعمدة والمكاتب والجدران وهم مرتدين أقنعة الغاز و يشاهدون بدورهم قنابل الغاز التي ألقتها قوات الشرطة للنيل ، وفور ظهور أول عناصر الشرطة أمام أعينهم بدأت العصابة على الفور بإطلاق النيران نحوهم بغزارة ، ولكن عناصر كانت تحمل دروع واقية تصد الرصاص بعيداً عن رؤوسهم وأجسادهم ، وقد كانت الشرطة بدورها ترد أيضاً من وراء هذه الدروع الفولاذية ببعض الطلقات العشوائية الغزيرة التي كانت تضرب في الحوائط والمكاتب والتي احتمى ورائها أعضاء العصابة وهم يظهرون ويختفون و يمطرون دروع الشرطة بطلقات رشاشتهم العاتية ، وهنا ! انطلق رجال الشرطة هم أيضاً من وراء دروعهم وهم يريدون التمركز بشكل فعال أمام رجال العصابة للحصول على موقع مميز للاشتباك منه ، الا أن تحركهم السريع بعيداً عن تلك الدروع وبدون أي تغطية عرض البعض منهم لطلقات العصابة الطائشة ، وقد سقط عدداً من الأفراد منهم بأقنعتهم السوداء صرعاء في الحال وهم يتقلبون على الأرض من الألم ، بينما احتمى البعض الآخر منهم وراء المكاتب والسواتر العشوائية في المكان ، وقد أخذ الطرفان يطلقان النيران صوب بعضهما في معركة عنيفة للغاية ودامية ، وعندما انكشف أحد رجال العصابة أمام أنظار الشرطة محاولاً تغيير مركزه .. أصابه أحد العناصر الخاصة بالشرطة ليسقط صريعا على الفور ، وأثناء الاشتباكات .. لاحظ أحد عناصر الشرطة وجود بعض زملائه المصابين على الأرض وقد كانوا لايزالون أحياء ، وهنا قال بسرعة في اللاسلكي الخاص به ..

” نحتاج إلى عنصر العلاج ، تلقيت ! نحتاج إلى عنصر العلاج ، لدينا مصابين ! “

وهنا قام بعدها على الفور بإخراج قنبلة حمراء من سترته ” قنبلة متفجرة ” وقام بإلقائها بسرعة صوب تمركزعدة رجال من العصابة وراء الساتر الخاص بهم ، وهنا ، تدحرجت القنبلة ببرود أمام عناصر العصابة التي أخذوا يتأملوها برعب ، صرخ أحدهم بعدها بسرعة قائلاً لزملائه قبل انفجارها ..

“قنبلة !!”

وقبل أن يتحركوا من أماكنهم للهروب انفجرت فيهم تلك القنبلة بسرعة رهيبة واسقطت إياهم أرضاً مصروعين على الفور وقد كانت نيرانها تلتهم أجسادهم بسرعة ، وهنا تغير المشهد من أمامنا مجدداً وبسرعة .. وقد أظهر أمامنا ذو الندبة رفقة بعضاً من رجاله وهم متوقفين أخيراً أمام باب تلك الخزينة الكبيرة التي تقبع في الدور الثالث ومابعده كان السطح ” مكان الهروب ” ، وهنا قام أحد رجاله بمناولته أحد القنابل الرقمية التي أخرجها من سترته والتي سيضعها على تلك الخزينة لتفجيرها والولوج لداخلها بسرعة رهيبة للفكاك من هذا المكان اللعين بالعقد ، وهنا قال له أحد رجاله وهو ينظر لأسفل الدرج ولايزال يسمع صوت اشتباكات زملائه مع قوات الشرطة ..

” سيدي الاشتباكات في الأسفل عنيفة للغاية ، وأنا أسمع عدة صرخات من رجالنا ، هل نطلب دعم ليرسلوا لنا المزيد من الرجال ؟؟ “

لا ، ليس بعد ، رجالنا لم يشتكوا بعد ، الأمور بخير لا تقلق ، اقتربنا من إنجاز المهمة ، إنها الخطوة الأخيرة فقط لاغير، وهنا قام بسرعة بوضع القنبلة على هذا الباب الدائري الحديدي وتركها وابتعد ، وقد أخذت تعد تنازلياً أمام عيناه من العشرة للأسفل ، وهنا قال لرجاله بهدوء ..

“والآن ابتعدوا قليلاً ، سيحدث انفجارعنيف الآن”

وقبل أن يحدث هذا الانفجار .. وفور ابتعاد ذو الندبة ورجاله من أمام الباب قليلاً ليتفادوا الأذى الناجم من نيران القنبلة .. تفاجأ الجميع بعدها بصعود بعض قوات النخبة الخاصة بالشرطة على الدرج ! وقد كانوا وجهاً لوجه مباشرة مع ذو الندبة ورجاله من وراءه ، و الذي أخذ ينظر إليهم بذعر و بغضب ، وبالفعل قامت القوات بالرد السريع واطلاق النيران من فوهة الرشاشات نحو أحد رجاله ليسقط بعدها بسرعة إلى جواره يتألم ، وقبل أن يقوموا بفتح النيران على الرجل الآخر مصحوباً بذو الندبة قام ذو الندبة بشكل احترافي بإصابة رأس أحدهم بواسطة رشاشه بسرعة ، وقد طارت خوذته من فوق رأسه مصحوبة بالدماء ، وبشكل بارع استطاع بقية رجاله إصابة جميع عناصر الشرطة الذين صعدوا الدرج ، وقد ناولتهم الشرطة عدة أعيرة أيضا أسقطت البعض منهم ، وقد قتل جميع رجال الشرطة الذين صعدوا للأعلى وسقطوا بعدها متدحرجين للأسفل من حيث أتوا نحو مصدر الاشتباكات العنيف ، وهنا انفجر الباب الحديدي بشكل عنيف للغاية وتطايرت أجزائه لتكشف بسرعة عما بداخله لذو الندبة ورجلاه الاثنان اللذان تبقيا معه من أربعة ، وهنا أخذ ذو الندبة ورجاله يضحكون بشكل هستيري للغاية فور رؤيتهم للمكان من الداخل ..

“هيا للداخل الآن ياكلابي المخلصين ، فلنبحث عن هذا العقد اللعين و بسرعة “


وهنا دخل ذو الندبة برفقة رجاله الى الداخل بسرعة كبيرة للغاية ، وقد أخذوا يفتحون الدلف الخاصة بالعملاء ويكسرون أقفالها ويخرجون منها الأموال والأحراز الثمينة التي تخصهم ، وهنا أخذ ذو الندبة يطالع المكان من حوله بشكل دقيق حتى توصلت أنظاره فجأة الى صندوق زجاجي رقيق موضوع في المنتصف ، وفي داخله كان يقبع عقداً ثميناً للغاية من اللؤلؤ المطعم بالألماس الأفريقي النادر ..

“هاهو إذا ؟ كما أحبكم يا قطع السكر ، لقد وجدنا العقد أخيراً ! “

وهنا اقترب ذو الندبة من هذا اللوح الزجاجي بهدوء ، وقام بتهشيمه بعنف بمخدع رشاشه من الوراء ، وانتزع بقفازه الأسود منه هذا العقد النادر واقربه من قناعه بنشوة ليشتم رائحته بزهد ..

” تباً لك أوسكار أنت وابنتك ، هذه أول مهمة تقريباً أشعر أنها تستحق كل هذا العناء ! بدلاً من السفر لكولومبيا أو بنما أو الهندوراس يمكنني الان السفر بسهولة لطوكيو أو لندن أو باريس ، لقد وجدت العقد يارجال ! “

وهنا اقترب منه رجلاه وهما منتشيان للغاية ويواصلان الضحك السرير الذي يمتع القلوب بسبب نجاح تلك المهمة على الأقل الان ، وقال له أحدهم بسرعة ..

“تهانينا سيدي ! أنا سعيد لذلك ، والان أتمنى منك أن تكلم الطائرة لتصطحبنا بسرعة من هنا”

” تريث قليلا يا كلادويو ، سأفعل الان “

وهنا ، أخرج اللاسلكي الخاص به بسرعة وقد نوى التحدث لطرفاً ما بعيد ، وقد أظهر المشهد أمامنا بسرعة الطرف المجهول الذي كان يريد أن يتحدث معه ، وقد كان رجلاً مميزاً يرتدي خوذة طيار بزجاج لامع ، وقد جالساً في مقدمة طائرة عسكرية فاخرة من نوع هليكوبتر بلاك هوك وفي أسفلها ثبتت معدات وأدوات ثمينة للغاية للرؤية الليلية ، وقد كان قابعاً بها منتظراً فوق أحد الجبال من بعيد ، وفي ورائه وفي داخل نفس الطائرة قبع رجال آخرون بنفس الأقنعة الخاصة بذو الندبة ورجاله ونفس الزي الأسود وفي أيديهم قبعت رشاشات ” رجال الدعم ” ، وقد انتصب عضواً منهم على باب الطائرة جالساً في كابينة دوارة قبع فيها رشاش آلي من النوع الدوار الفتاك ، وهنا رن اللاسلكي الخاص بقائد الطائرة قائلاً له ..

“هيا الان يا رأس اليقطينة ، لقد حصلنا على العقد وبعض النقود ، وسنتوجه قرب السطح الان بسرعة ، تحرك بسرعة من مكانك لتقلنا ، وبالمناسبة اعطي تعليمات للقناصيين المتمركزين بعيدا عن مدى أجهزتنا باستهداف المدنيين العاثريم لبلبلة الشرطة أكثر ولترك هذا السطو في جعبتهم لسنوات ؟!”

“حسناً .. علم .. أنا في الطريق الآن ” الطيار بابتسامة منتشية ومبهجة

وهنا أدار الطيار بسرعة مكبح طائرته وسحب عصى الاقلاع الخاصة بها بقفازه ، وقد بدأت مروحتها بالدوران بسرعة لتبدأ الاقلاع من مكانها ، وما هى الا ثواني الا وقد أقلعت من مكانها بسرعة متوجهة نحو سطح البنك المزعوم .

وهنا صرخ اللاسلكي الذي في سترتة ذو الندبة قائلا باستغاثة ..

” سيدي سيدي ، نحن في مأزق في الأسفل ، نحن غير قادرين على تعطيل قوات الشرطة أكثر من ذلك ؛ الخسائر كبيرة للغاية ، والشرطة حاصرت باحة البنك من الأسفل ، نحن ننسحب و قادمون إليك الآن عبر الدرج وعناصر الشرطة ورائنا ، اطلب دعماً بالمزيد من الرجال الان رجاءاً “

” تماسكوا قليلا ، لا تقلقوا ، نحن لن ننساكم “

وفور سماع ذلك اقترب منه أحد رجاله من الوراء قائلا له ..

سيدي ، الوضع في الأسفل خطير للغاية !

” لقد انجزنا المهمة ، الهليكوبتر ستأتي لتقلنا بالمسروقات والعقد فقط ! لن نخاطر بالمزيد من الرجال هنا خاصة بعد اتمام المطلوب “

” سيدي ، عن ماذا عن رجالنا في الأسفل ؟!”

“انهم قادمون الينا الان من هذا الدرج ، وسيبقون في مكانهم يصدون تقدم الشرطة عبر الدرج حتى يتسنى لنا الهرب بالعقد يا برافو !”

وهنا أظهر المشهد أمامنا سيارات الشرطة وهى قابعة في الخارج في حالة تأهب واصرار ، وقد كان الضباط منتصبون أمامها وهم يسمعون دوي طلقات الرصاص من داخل البنك برعب وفزع ..

” يا الهي ! خسرنا الكثير من قواتنا في مواجهتنا مع تلك العصابة الغبية “

” لاتقلق يارأس الدجاجة ، الدعم في الطريق “

” تباً لك يارجل ؟ ما خطبك ؟ لماذا تناديني برأس الدجاجة دوماً وحتى في غياهب موقفاً حرجاً كهذا ؟! “

” كل ما في الأمر أن المرآة التي تزوجتها الآن كنت أحبها كثيراً أثناء الابتدائية “

“ماذا ؟!! ” الرجل غاضباً وواضعاً مسدسه على رأس زميله بسرعة رهيبة

” ماذا بك ؟ توقف ! كنت امزح لا أكثر ! تعقل يا شريك “

وهنا وصلت على الفور عدة سيارات مصفحة و معبأة بالمزيد من القوات لدعم الزملاء الذين في الداخل والذي لقى أغلبهم مصرعه ، وفور انفتاح أبواب تلك السيارات وهبوط أفرادها على الأرض لاحظ أفراد الشرطة حلول طوافة عسكرية أنيقة من فوق رؤوسهم ، وقد كانت متجهة ببطء صوب سطح البنك ..

“ياالهي ماهذا ؟! نحن لم نطلب الجيش هنا ؟! أظن أن تلك الطوافة تخص العصابة ياشريك “

” تباً ! لاتقل ذلك رجاءاً ؟! “

“بلى ، سيهربون فيها “

وهنا صرخ أحد الشرطيين قائلا في رجاله المقنعين الذين انتصبوا وكانوا مستعدون للولوج الى داخل البنك ..
“ادخلوا الان بسرعة ، العصابة ستهرب في الطوافة !”

وقبل أن يدخل الرجال البنك قامت الطوافة بواسطة رشاشها الدوار المثبت فيها بإطلاق النيران بكثافة صوب قوات النخبة وصوب سيارات الشرطة المتوقفة ، وقد تساقط أغلبهم أرضاً صريعاً بفعل طلقات الرشاش العاتي ، وهذا قبل أن يفر الباقيين صوب باب البنك للدخول إليه ، وقد مزق الرصاص سيارات الشرطة العادية ، وقد جعلها تنفجر أمام واجهة انفجاراً مهيباً للغاية دوت له الأجواء !

وهنا أظهر المشهد أمامنا رجال ذو الندبة وقد كانوا صاعدين الدرج نحوه أثناء اشتباكهم مع قوات الشرطة التي كانت ورائهم مباشرة ، وقبل أن يصعد ذو الندبة للسطح تقدم نحوهم قائلا ..

” ابقوا مكانكم ، وصدوهم حتى نهرب “

” هكذا سنموت سيدي ، بماذا سنفوز نحن ؟ “

“الولاء يابني ، لاتنسى قسمنا المعتاد “

وهنا أخذ هذا العنصر ينظر لزعيمه بحزن ، بينما اخترقت فجأة إحدى طلقات الشرطة ظهره واسقطته أرضاً بين زملائه الذين سقطوا هم أيضا بفعل الاشتباك مع عناصر الشرطة القادمة من الأسفل ، وهنا كان ذو الندبة حينها على للسطح متجهاً صوب الهليكوبتر التي انتصبت أمامه برجالها والذين أخذوا يشيرون له بأيديهم للاسراع والركوب معهم قبل أن تقضي عليه قوات الشرطة التي كانت ورائه ، وبينما كان هو حاملاً العقد ويركض بأقصي مالديه اقتحمت الشرطة السطح من ورائه وقبل أن يقوم أحد عناصرها باصابة ظهره من الوراء قام أحد الرجال بداخل الهليكوبتر بفتح رشاشه الدوار تجاه رجال الشرطة المنبثقين من الباب ليسقطهم جميعاً بشكل غزير واحداً تلو الاخر ، وهنا قفز ذو الندبة بسرعة الى داخل الطائرة واحتضنه الرجال بسرعة واغلقوا الأبواب عليه ، وقد وقف وسطهم وهو ينظر من نافذة الطائرة نحو رجال الشرطة الذين وقفوا على السطح ينظرون إليه بغضب قائلاً لهم وهو ممسكاً بالعقد في يد و يرفع إصبعه الذي في المنتصف في اليد الآخرى ..

“الى اللقاء ياملاعين !!”

وهنا ابتعدت الطوافة عن المكان ، وقد أظهر المشهد أمامنا سحب الدخان التي تسببت فيها تلك الاشتباكات ، وهنا كان هناك رجلاً من الشرطة منتصباً فوق السطح رفقة رفاقه ، وقد كان مرتدياً قناعه وهو يراقب الطوافة التي ابتعدت بحزن وآسى ، وهنا خلع قناعه وقد كان رجلاً في العقد الثالث من العمر أشقر الشعر وأزرق العينان ، وهنا أردف قائلاً في اللاسلكي الخاص به ..

” تيموثي ، لاترسل المزيد من الرجال ، فشلت المهمة !”


وهنا غاب المشهد و أظهر أمامنا المكتب الخاص بالسيد أوسكار ، وقد كان جالساً فيه منتظراً بفارغ الصبر رجاله وهم يحملون العقد بعد أن أبلغوه بالحصول عليه ، وبالفعل طرق الباب عليه وهنا قال ..

“تفضل”

وهنا ، دخل ذو الندبة عليه مبتهجاً وناوله العقد ..

“هذا هو العقد سيدي ، المهمة نجحت ، لقد قام الرجال بافراغ حقائب النقود في الامانات في الأسفل كماطلبت “

وهنا ابتسم أوسكار مناولاً لذو الندبة شيكاً ورقياً ..

” وهذه مكافأتك أنت ورجالك ، هذا مبلغ بقيمة 800مليون يورو”

” هذا كثير للغاية ، هذا لطف منك سيدي”

وهنا ربت على كتف ذو الندبة قائلاً له ..

“لا بأس يابني ، والان اتركني لأذهب لابنتي ، حالتها تزداد سوءا كثيراً ، بعد اذنك “

“بالطبع ، تفضل سيد أوسكار”


نزل اوسكارمن المبنى واخذ العقد معه في سيارته متجهاً بسرعة صوب المشفى الذي تقبع فيه ابنته ، وما أن وصل حتى عليها بسرعة غرفتها وقد كان الأطباء والممرضين حولها في كل مكان ، بينما كانت هى ترقد على السرير بوجه باهت للغاية وتنظر بعيناها الجميلاتان لأبيها الذي انتفض وابعدهم عنها قائلاً ..

“من فضلكم ، اتركونا قليلاً “

” حسناً سيدي ، هى كانت متعبة قليلاً فقط ، لاتطيل المكوث رجاءاً “

” حسناً ، لاتقلق “

وبعد انصراف الجميع نظر أوسكار لابنته قائلاً بلهفة ..

“آنا ، هذه هديتي لكِ ، إنه عقدكِ المفقود ياقطعة السكر” وهنا قام بالباسها العقد برفق ليطوق رقبتها البيضاء بأناقة وزهد

أين وجدته يا أبي ؟؟

“كان موجوداً عند بعض أصدقائي وأخذته منهم ، لاتهتمي عزيزتي”

” لقد قالوا أنني لن أطيل في تلك الحياة ، وأن حالتي صعبة وسأموت قريبا”

وهنا قال أوسكار لها والدموع تكاد تنسدل من عيناه ..

“لا، لا ، لا يا ابنتي إنهم كاذبون ، أنتِ وأنا سنعيش إلى جوار بعضنا للأبد ، أنتِ لن تتركيني ؟ أليس كذلك ؟”

“لا يا أبي ، أنا لن افعل”

“أحسنتِ يا ابنتي العزيزة ، كوني قوية لأجلي “

“أشعر أنني متعبة للغاية يا أبي ، أنا أخاف الموت جداً “
لاتقلقِ من شيء ، ستتحسنين قريباً ، لايوجد موت ياعزيزتي ، الأمر بسيط”

وهنا أخذ أوسكار يداعب خصلات شعر ابنته الأسود و التي قد توقفت بدورها عن الحركة تماماً وبشكل مفاجيء ، وما أن لاحظ الأب الباكي ذلك دب الذعر في قلبه ، وأخذ يحركها يميناً ويساراً ..

آنا .. آنا .. آنا

ماذا بكِ ؟؟

تكلمي يا ابنتي ؟!

آنا ، لا تمزحين ، أنتِ وعدتيني ألا تتركيني منذ قليل ؟ لماذا تخلفين وعدكِ يا ابنتي ؟! أنا لم أعلمكِ هذا !


وهنا احتضن الأب الملكوم ابنته بحزن شديد وهو منهمراً في البكاء ، ورفع رأسه بسرعة للسماء صارخاً بقوة ..

آنااااااااااااااااااااااااا

وهنا أظهر المشهد أمامنا ذو الندبة ، وقد كان مرتديا نظارة سوداء وقميص أنيق ، وقد كان مترجلاً وسط مجموعة كبيرة للغاية من عامة الناس وسط شارع عمومي كبير للغاية ، وقد هذه المدينة ماهى إلا مدينة نيويورك التي حدثت فيها حادثة السطو الشهيرة به ، وهنا وأثناء مشيه وسط الناس دون اكتراث رن هاتفه باشعار الرسائل العادية ، وبعد أن تناوله وأخرجه من حقيبته ليرى شاشته الزرقاء ويتفحص الرسالة التي ظهرت في تلك الشاشة ، وقد كان مكتوباً فيها ..

المرسل .. أوسكار أفليك ..

استعد ! مهمة في الهند ، خطف ابنة الشاه كريم ..
وهنا ظهرت أمامه صورة لفتاة هندية جميلة للغاية وقد كانت ترتدي ملابس هندية زاهية ، وقد كانت بنفس ملامح آنا ابنة العراب أوسكار ، وهنا أخذ المشهد يقترب من الصورة التي ظهرت على شاشة الهاتف أكثر وأكثر وأخذ يقترب من عينها الزرقاء بشدة وقد كانت الفتاة تبتسم في الصورة غير مدركة لما ينتظرها في المستقبل ، وغاب بعدها المشهد تماما من أمامناً .

guest
75 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى