تجارب ومواقف غريبة

الطريق الملعونة

بقلم : أيوب بن محمد – المغرب

كان يشعر أن العجوز أمرأة شريرة تفعل شيئاً ما في الخفاء

 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أحبائي و أعزائي المتابعين ، أتمنى أن تكونوا بألف خير ، قصص هذه المرة سمعتها من صديق مشهود له بالصدق ، هذه القصة وقعت بين قرية تسمى (زايدة) وهي قرية توجد في الوسط الغربي للمغرب وتتبع جهة درعة تافيلالت وداخلة ضمن إقليم ميدلت ، وتفصل بين قرية زايدة والمدار الحضري لمدينة ميدلت مسافة تقدر ب 31 كيلومتر ، والطريق الرابطة بينهما هي مسرح القصص التي سأروي الآن.

القصة الأولى:

وصلت سيارة الأجرة من الصنف الكبير إلى قرية زايدة قادمة من ميدلت وتوقفت في موقف سيارات الأجرة ونزل ركابها ، وكانت الساعة تتجاوز منتصف الليل ، وانتظر السائق لعل ركاباً يأتون لكن لم يأت أحد  ، بعد قليل قرر العودة لوحده إلى ميدلت حيث يسكن ، و أنطلق بسيارة الأجرة وحيداً و أتخذ الطريق نحو ميدلت

 وبعد مدة لاحت له أمرأة بجانب الطريق وكانت الساعة تقارب الثانية ليلاً ، خفض السائق سرعته وتوقف قرب تلك المرأة فقامت هذه الأخيرة بفتح الباب الخلفي وركبت وانطلقت السيارة من جديد ، ظلت المرأة ساكنة فبدأ السائق يراقبها من خلال المرآة الداخلية للسيارة ، فجأة رأى صورة مرعبة لها على المرآة ، كانت لديها مخالب طويلة مفزعة وفمها يقطر دماً ولها أنياب حادة فيما أصبحت ملامحها تجمد الدماء وهي تهم بالانقضاض على السائق ، فاستدار السائق نحو المرأة لكنه رآها بشكلها العادي كما ركبت معه وهي ساكنة ولكن لما يستدير أمامه ليرى مرة أخرى تلك الصورة المفزعة على المرآة ، فقام بافتعال عطب ما وطلب من المرأة النزول

وفعلاً نزلت ، وما أن وضعت رجليها على الأرض حتى لاحظ أنها أرجل حصان فانطلق بكل ما للمحرك من سرعة ولاحقته تلك المرأة بسرعة خرافية وهي تكاد تلحق به وهو يضغط دواسة الوقود حتى تكاد تنخلع ، والسيارة تسير بسرعة رهيبة ولم يعلم كم استغرق من الوقت حتى وصل مدينة ميدلت ، وما أن وصل حتى أغمي عليه من الانفعال والخوف.

القصة الثانية:

دائماً في نفس الطريق بين قرية زايدا و مدينة ميدلت ، كانت شاحنة ضخمة من النوع المخصص لنقل أكياس الإسمنت تسير نحو ميدلت وكانت الساعة حوالي الثانية ليلاً ، وكان سائق الشاحنة يشعر بإرهاق شديد وبدأ النوم يهاجمه ، لكنه ظل ممسكاً بالمقود وهو يصارع التعب ، لكنه استسلم في الأخير لسلطان النوم وفجأة فتح عينيه و وجد الشاحنة قد انحرفت وغادرت الطريق الإسفلتية ودخلت في أحد الحقول وكان أمام الشاحنة مباشرة مثل حوض مائي صغير يستعمل لسقي الأغنام

 والغريب أن الشاحنة عندما وصلت للحوض لم تسقط فيه بل ارتفعت فوقه كأنها لعبة حتى تجاوزته وسقطت أرضاً وانقلبت ومات السائق ، وحضر رجال الدرك الملكي وتم القيام بالإجراءات الجاري بها العمل وجاء فقيه فقال بأنه في تلك اللحظة كانت جنية قرب الحوض تسقي أبنها فلما رأت الشاحنة قادمة نحوهما مدت يدها ودفعت الشاحنة مما أدى إلى ارتفاعها فوق الحوض وانقلابها خلفه دون الوقوع فيه.

القصة الثالثة:

حدثت في قرية قريبة من ميدلت دائماً وهي قرية تسمى (بومية) و تبعد بومية عن ميدلت بحوالي 52 كيلومتر ، و كانت تسكن في هذه القرية أمرأة عجوز وحيدة وبالقرب منها تسكن أمرأة هي و طفلها الوحيد بعدما فقدت زوجها ، وكان من عادة المرأة العجوز أن تذهب عند هذه الجارة وتطلب منها أن تترك معها أبنها ليؤنسها و يبيت معها وهو ما كانت أم الطفل توافق عليه

 و كان هذا الطفل يتضايق من المبيت مع العجوز ويشعر بأنها أمرأة شريرة تفعل شيئاً ما في الخفاء ، وذات يوم وبينما كان يقضي ليلته في بيتها فارقه النوم وظل في الفراش يترقب ما تفعله المرأة العجوز ، ولما وصلت الساعة الثانية ليلاً رآها تغادر فراشها وهي تتمتم بكلام غير مفهوم فتبعها بدون أن تحس ، فرآها تفتح باب غرفة في منزلها طالما رآه موصداً فدخلت

 ولما اطمأن إلى أنها نسيت أغلاق باب هذه الغرفة خلفها ولن تشعر به أطل من خلف الباب فرآها تلبس لباساً مخيفاً وهي لا تكف عن التمتمة فهرب نحو باب البيت الرئيسي و فتحه استعداداً للفرار ، ثم عاد يتلصص على العجوز فرآها تخرج صندوقاً قديماً مدفوناً تحت الأرض وتستخرج منه يداً آدمية مقطوعة وبدأت تخط بها كلمات مبهمة ، أصيب الصغير بالذعر والمرأة لم تشعر به لكنها فجأة التفتت فرأته فاتجهت نحوه فأطلق هو ساقيه للريح

 فتبعته بسرعة خيالية وهو يهرب ويصرخ ومن حسن حظه الشديد أنه وجد باب منزل والدته مفتوحاً فدخل وصفق الباب بصوت عال قبل أن تدركه العجوز ، وبعد هذه الحادثة قيل أن تلك العجوز اختفت تماماً ولم تعد تظهر.

أعزائي أعتذر عن الإطالة لكني أجد متعتي الكبيرة في الحكي وفي تواجدي معكم ، أعانكم الله وإلى اللقاء في موضوع جديد بإذن الله تعالى .

تاريخ النشر : 2019-03-18

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى