أدب الرعب والعام

الطريق الملعون

بقلم : رابعة العدوية – مصر

الطريق الملعون
الكل تقريباً مات له قريب على ذلك الطريق المشؤوم

في ليلة صيف عادية لم يجد أهالي تلك القرية الصغيرة المحيطة بالحقول والمياه من جميع الجهات مفراً من ذلك الملل والحر الشديد سوى ذلك المقهى الصغير وسط القرية ، وما جعل تلك الليلة مميزة هي تلك المباراة بين أفضل فريقين ، الكل يصرخ مشجعاً والكل يتشاجر من أجل فريقه حتى وصل صوتهم إلى جميع أنحاء القرية ، ولكن ذلك لم يمنع وصول صوت عجلات إحدى السيارات وصريرها المخيف إلى الأذان ، فالتفت الكل نحو الصوت ، لقد كانت سيارة العم رضا وكان كأنه يسابق الزمن أو الموت نفسه ، فمال أحد الجالسين على صديق له قائلاً :
–  “انه دائما يظن نفسه أعلى من الجميع ، وأن الدولة يجب عليها أن تفرش سجادة ليسير عليها بسيارته ” 

ضحك الآخر .. فقد كان رضا معروفاً بظلمه للكل .

خرج رضا من سيارته والكل ينتظر ، وعندما نزل منها كان منظره غريباً ، فقد كانت عيناه زائغتان كأنه لا يرى أمامه ، ينظر إلى الكل ووجهه يدل على أنه لا يعرف أحداً ، وأخذ يتخبط في سيره فسأله أحدهم :
– “ما بك ؟”
نظر إليهم جميعاً وقال :
– “ع…ع….علي ، لقد عاد ” 
ثم وقع مغمياً عليه على الأرض وسط نظرات الخوف و الذهول .

***

ثلاثة أيام مرت بدون خروجه من تلك الغيبوبة ، وكل من في القرية ينتظر ، حتى أشار أحدهم على أهله بإحضار راقي ، فربما رأى شيئاً على ذلك الطريق المشؤوم ..
أخذ الراقى بالقراءة عليه حتى استيقظ أخيراً ونظر إلى جميع الجهات وهو يرتجف ، وحاول الراقى تهدئته حتى نجح أخيراً ..

الراقى : ماذا حدث معك

رضا : علي ، لقد عاد !

الراقى : من علي ؟؟؟ أخبرنى من البداية .

رضا : كنت أسير بالسيارة على طريق القرية حتى اقتربت من شجرة التوت ، أحسست أنني اصطدمت بشخص أو جدار ما ، لكنني أعلم أنه لا يوجد هناك أى شيء و لا أحد يتجرأ على الذهاب وحده هناك ، نزلت من السيارة أتفحص المكان على ضوء الهاتف ، ولكنني لم أجد أحداً ، ولا أي شيء ، وعندما نظرت إلى السيارة كان الزجاج الأمامي به بعض الشقوق كأنه خرج من حادث للتو ، لم أهتم ، وعندما هممت بالعودة نظرت
إلى أسفل شجرة التوت لم أكد أنظر حتى تسمرت في مكاني !! لقد رأيت علي ينظر إلي ويبتسم ابتسامة مخيفة ، وكان على الأرض رأس مقطوعة يسيل منها الدماء ، وأخذ الاثنان بالضحك ضحكات مخيفة و….و

الراقي : وماذا بعد ؟

ولكنه لم يسمع إجابة ، فقد وجد رضا يضحك ويبكي في نفس الوقت ، فبدأ في قراءة القرآن حتى أغمى عليه مرة أخرى .

ماحدث لرضا سيبقى سراً ، لأنه قد فقد عقله تماماً ، فأصبح يسير في القرية يبكي و يصرخ ” علي عاد …علي عاد” ويدخل البيوت المهجورة للنوم بها ، وكانوا يجدونه كل يوم نائماً في ذلك الطريق ، فأصبح الكل يخاف مجرد الاقتراب منه ، وبقى على هذا الحال حتى وجده أهل القرية طافياً على ماء إحدى الترع ، وكان جسده أزرق كأنه بقي في الماء منذ عدة أعوام ، ولن ينسى أهل القرية تلك النظرة التي كانت على وجهه .. لقد كانت نظرة فزع قاتل !!

***

مر شهران على موت رضا حتى تناساه أهل القرية تماماً والتفت الكل إلى حياتهم العادية ، و بينما كانت مجموعة من المزارعين قادمين من حقولهم والساعة تشير  إلى الثامنة والربع مساءً ، فقد كانوت يسيرون في جماعات وخاصةً عند اضطرارهم للبقاء في الحقول للمساء بسبب ما يحدث في تلك الحقول أو بالأخص ذلك الطريق .

سمعوا صوت صراخ قادم من ناحية الطريق .. “أنقذوني أنقذوني ” وارتفع الصوت أكثر ، أخذو بالنظر لبعضهم البعض ، لم يحاول أحد المساعدة حتى تغلب الضمير الإنساني أخيراً و توجهوا للصوت ، فوجدوا رجلاً يصرخ و يجرى حتى وصل إليهم وقال لهم 
– “أنقذوني ، سيارتب هناك لا أملك غيرها ، إنها مصدر رزقي الوحيد ، أرجوكم تعالوا معي لأعيدها” 

لم يذهب أحد معه وأقنعوه بالعودة للقرية حتى الصباح ، وقالوا له :
– ” لماذا ترتجف هكذا ؟ ماذا حدث ؟”
فأجاب الرجل :
– “لقد كنت أسير بسيارتي وفجأة توقَّفَت .. نزلت منها ولا أدرى ماذا أفعل في ذلك الوقت والظلام شديد ولا يوجد لدي ضوء غير ذلك الهاتف ، تفحصت خزان الوقود فوجدته فارغاً ، ووسط حيرتي سمعت من ورائب صوت يقول :

–  “خذ هذا الوقود” 

فنظرت ورائى لأجد عمار صديقي ، أخذت الوقود منه وأنا متعجب كيف أتى إلى هنا ، ولكن فرحتى بالوقود أنستني ذلك ، استدرت لأشكره فلم أجده ، بحثت في جميع الجهات فلم أجد غير الظلام ، كيف اختفى هكذا لا أعلم ! ولكن مهلاً لحظة ؛ “عمار “قلت لنفسي باندهاش ، كيف لم أنتبه ؟! فعمار متوفي منذ أكثر من عشرة أعوام ، هل أحلم أم أنني تخيلت ! ماذا يحدث معي يا ربي !! و أخذت الوقود لأضعه بسرعة للهروب من ذلك المكان ، لكننى وجدت سائلاً أحمر اللون بدل الوقود ، لقد كانت دماء فلم أجد شيئاً آخر لأفعله سوى الصراخ والهروب حتى وجدتكم أخيراً والحمد لله ، لقد تصورت أني هالك لا محالة “

نظروا إلى بعضهم البعض دون كلام حتى أتى الصباح ، فذهبوا لإعادة السيارة ، وعندما وصلوا إلى المكان قال الرجل :
–  “لقد تركت سيارتي قبل شجرة التوت بمسافة كبيرة ، لنبحث عنها”

ولكنهم لم يجدو السيارة قبل شجرة التوت ، لقد كانت أسفلها تماماً ومحترقة عن آخرها ، أخذ الرجل في البكاء
– ” كيف أعيش الآن ؟ إنها مصدر رزقي ، ماذا أفعل “
فلم يجد غير نظرات الحزن والرثاء من البعض ، أما الأغلبية فقد كانوا ينظرون إلى تلك الدماء المتجمدة على الطريق .

***

لم يهتم أهل القرية بتلك الأحداث ، أو بالأصح اعتادوها ، فقد تكررت كثيراً طوال العشرة أعوام الماضية ، حتى أتى “خيري “ليفتح محلاً لبيع المواد الغذائية على ذلك الطريق ، وتجاهل كلام زوجته ومحاولاتها لجعله يبتعد عن تلك الفكرة ، و وعدها أنه سيعود قبل أذان المغرب ، و وضح لها أنه مكان مناسب بسبب تلك السيارات المارة وخاصة في فترات النهار ، وبالفعل كان يعود قبل المغرب كل يوم حتى أتاه اتصال من صديقه :

– خيري لا تغادر المحل الآن لأني سأجلب لك البضائع
– لا تتأخر يا صديقي فالساعة الآن الخامسة والنصف ولم يبقَ على أذان المغرب سوى ساعة ونصف ، وأنت تدري ماذا يحدث في الثامنة تلك الساعة الملعونة
– لا تخف أنا قادم

انتظر خيري طويلاً حتى غلبه النعاس ليستيقظ الساعة السابعة والنصف ، ووجد الظلام قد حل وغطى المكان ، أحس بالرعب فاتصل بصديقه ليعلم لماذا لم يأتِ 
– أين أنت أيها الغبي ، أنا أنتظر وقد حل الظلام ، كيف سأعود الآن ؟ ألن تأتي أبداً ؟
– آتي إلى أين ؟! ما بك يا صديقي !
– تأتى إلى أين ؟ هل أنت مجنون ؟! ألم تخبرني أنك ستأتيني بالبضائع الليلة ؟
– عن أية بضائع تتحدث ! أنا لم أخبرك ذلك ، وثانياً أنا خارج البلدة منذ ثلاثة أيام ، ألا تذكر أنني أتيت لأودعك ؟!

أحس خيرى بالرعب ، من اتصل به ؟؟ وكيف سيعود ؟؟ وماذا سيحث ؟؟ فقد اقتربت الساعة من الثامنة وهو يعرف ما تعنيه تلك الساعة ، أحس أنها نهايته وأن الليلة لن تمر بسلام ، فجأة خطرت في باله فكرة الهرب ، وخرج لإغلاق محله ، لا يوجد أضواء غير الصادرة من محله ، وبينما يغلق الزجاج الأمامد لمح ظل أشخاص خلفه ، استدار لمعرفة من هؤلاء ولكن لم يجد أحداً ، أحس بالخوف عندما نظر إلى الطريق الذي سوف يقطعه ، فطرد تلك الفكرة من رأسه تماماً وعاد مسرعاً إلى المحل .

أخذ يكتب ما يحدث ، ربما أحس بالنهاية ، وفجأة شاهد من زجاج المحل أشخاصاً يسيرون جيئة وذهاباً ، فنظر من خلال الزجاج فوجد خمسة أشخاص يسيرون ، دقق النظر لقد كانوا يبدون كالظلال لا يبين منهم أي شيء من ملامحهم ، اقتربوا من شجرة التوت ثم دخل الأول بها واختفى أما الثاني عندما وقف في منطقة النور القادم من المحل كان يوجد على رقبته علامة من الدماء كأن أحداً ما قام بقطع رقبته ودخل هو الآخر فى الشجرة واختفى ، حتى أتى الأخير .. كان يسير ببطء واقترب من الشجرة ، وفجأة استدار إلى خيرى ناظراً له بابتسامة مخيفة ، أحس خيرى بالخوف لقد كان” علي ” واقترب فكان يلامس الزجاج من الجهة الأخرى ثم اطلق ضحكة مخيفة عالية وبالطبع لم يسمع أحد صرخة خيري .

صوت صراخ زوجة خيري هو ما سمعه أهل القرية ، لقد كانت تصيح ليذهب أحد معها للبحث عن زوجها ، فالساعة الآن الواحدة والنصف مساءً ولم يعد بعد ، لكن لا حياة لمن تنادي ، فالكل جعل نفسه غير قادر على السماع ، فأخبرتها إحدى النساء أنها قادمة معها فلم يجد الرجال أمام شجاعة المرأة سوى الخجل ، وتجمع عدد كبير للذهاب ..

وصلوا للمحل دخلوه و……… صراخ زوجة خيري عندما رأت زوجها ، لقد كان ممدداً على الأرض ينظر بفزع لشيء مجهول ،  وبيده تلك الورقة التي كان يكتب فيها ما يحدث ، و عندما قرؤوا ما فيها أحسوا بالخوف أكثر .

***

الآن لم يبقَ في تلك القرية سوى الحزن ، فالكل تقريباً مات له قريب على ذلك الطريق منذ أكثر من عشرة أعوام ، ومازالت الأحداث مستمرة و لا يجرؤ أحد على السير فيه بالليل ، إلى أن أتى ثلاثة شباب أخذوا بالسخرية من أهالى القرية وأخبروهم أن من مات كان بسبب الخوف ، رضا وجد ملقياً في المياه وهو خائف ، وخيري أيضاً كان خائف ، وتحدوا الكل على أنهم سوف يذهبون إلى الطريق و يعودون في الصباح ، ولم يستمعوا لنصيحة الأهالي ولا لتوسل الأمهات .

مر الليل وأتى الفجر ولم يعودوا ، توجه الأهالي للطريق فلم يجدوا أحداً ، اقتربوا أكثر فوجدوا واحداً منهم معلقاً على شجرة التوت ، والآخر غارق في المياه ، أما الثالث فلم يجدوه أبداً .. ماحدث لهم لا يعلمه إلا الله والأشباح وهم ، و أعتقد أن الموتى لا يتكلمون .

***

لم يعد أحد من تلك القرية يذهب إلى هناك إلا القليلين ، ويكون ذلك في وضح النهار ، ولكن مازال هناك ضحايا غرباء ، وهذا ماحدث ..

أوقف أحد السائقين سيارته على ذلك الطريق لشراء بعض السجائر من ذلك المحل الموجود على جانبه ، دخل المحل وأخذ علبة سجائر من على الرف وقال للبائع 
– “ها هي النقود ثمن السجائر ” 
ولكن البائع لم يرد ، كان منهمكاً في ترتيب بعض الأشياء ، فوضع النقود على الطاولة وخرج .

و في طريق العودة أحس بالعطش فتذكر المحل الصغير ، نزل من السيارة لشراء زجاجة مياه ولكنه وجد المحل مغلق كأنه لم يفتح منذ سنين ، سأل أحد السائقين القادمين فأجابه أن هذا المحل مغلق منذ سنة ونصف ، منذ وفاة مالكه فيه ، فأحس السائق بالرعب ، فمن هذا الذي اشترى منه السجائر !! و أقسم أنه لن يعود من ذلك الطريق مرة أخرى أبداً .

***

هل أقول إنها آخر الأحداث ؟؟ لا بالطبع ، فهناك المزيد و لكن لن تكفيه كتب كثيرة ، ولكن مهلاً مهلاً ، أعلم أنكم لم تفهموا بعض الأشياء .. من علي هذا ؟من عمار ؟من صاحب الرأس ؟لماذا هذا الطريق بالذات ؟ سأجيبكم ولكن لنعد للماضي قليلاً

منذ عشرة اعوامو:
المكان : مقهى القرية
أخذ الكل يتحدث عن ذلك الشجار الرهيب الذي حدث بين عمار وعادل ، وتهديد عادل بقتل عمار أمام أهالى القرية ، وأعلن البعض عن خوفهم من تنفيذ هذا التهديد ، وقد كان هذا حديث البلدة .

فى منزل عمار :

– عمار أمى مريضة جداً وتحتاج الدواء من القرية المجاورة
– لاتخافى يا زوجتى سأذهب لأجلبه لها

ذهب عمار لجلب الدواء لكن لم يجد سيارة ، فأخذ يسير لعله يجد أحدها ، سمع صوتاً من ورائه ولكن لم تستطع الدهشة الوصول إلى وجهه ، فقد وجد في جسمه 15 رصاصة تقريباً وأخذ القاتل عادل بالضحك بسخرية ، وقد كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساء .

لم تتوصل الشرطة إلى أي دليل ، وأخذ عادل بالسخرية مما فعل ، فقد تخلص من عمار ولكنه لم يلقَ جزاءه أبداً ، و لكن دماء عمار أبت إلا القصاص ، فكان يسمع البعض صرخاته ليل نهار منادية :
–  “لماذا قتلتني “
واستمر الحال سنة تقريباً وعادل يسير على ذلك الطريق ويسخر من دماء عمار .

بينما أحد صائدي العصافير “كانت مشهورة في القرى في الماضى لكنها اختفت الآن ” يطلق رصاصة على ذلك الطريق سمع صرخة ، لقد كان عادل وكانت هناك رصاصة تزين جبهته ، ولكن الشرطة أطلقت سراح الصياد لأنه كان قتلاً غير متعمد ، ليسقط عادل فى نفس المكان الذي قتل فيه عمار و يا لها من عدالة السماء !!!

منذ ثمانية سنوات :

– على تعال يا بني ، لقد حضرت لك العشاء
– ليس الآن يا أمي ، فأنا ذاهب إلى صديقَي التوأم لأهنئهما على العرس ، فهو سيكون غداً ولن أستطيع الحضور .

ذهب علي و في جريق عودته اقترب من شجرة التوت ، وفجأة وجد أمامه شاحنة ضخمة لم يستطع إيقاف دراجته البخارية ، وقامت السيارة بالعبور على جسد علي حتى لم يبقَ منه شيء يذكر ، وكانت الساعة تشير إلى الثامنة .

منذ سبعة أعوام ونصف :

كان ثروت وصديقه يركبان الدراجة البخارية ، ذاهبين إلى عزاء أحد الأقارب ، ليفاجؤوا بشاحنة أمامهم ، قفز الرجل الآخر بينما يحاول ثروت التوقف ، ولكن لم يستطع ، فاصطتدم بالشاحنة مما أدى إلى قطع رقبته تماماً وتدحرجت حتى وصلت إلى أسفل شجرة التوت بجانب دماء علي التي لم تجف بعد .

منذ خمسة أعوام :

حادث آخر و لقد كانا أخوين ، هل تدرون من هما ؟ إنهما التوأمان اللذان كان علي ذاهب لعرسهما ، ماتا في نفس المكان ، وحقاً فتقدرون فتضحك الأقدار .

***

ليس ما ذكرته كل الأحداث ، ولكن لا أحد يعلم ما بهذا المكان ؟ منهم من يقول أنها لعنة ، و أن سائق قتل جني دون أن يقصد على ذلك الطريق وأهله ينتقمون ، وآخر يقول قرناء الموتى لم يتركوا مكان أصدقائهم أم أنها أشباح ؟؟

لا أعلم ! لكن كل ما أريد إخباركم به هو أن تحذروا ، فربما ستسيرون عليه في المستقبل أو ربما تسيرون الآن .. لا يا صديقي لا تنظر لتلك الشجرة ، هل تتوقع أن يأتي الخطر من الخارج ؟! لا أظن ، فربما نظرت في المرآة لتجد علي يجلس خلفك أورأساً مقطوعة أو دماء على الزجاج ، لا تتوقف إذاا اصطدمت بشيء ، فقد اكتفى أهل القرية واكتفى الطريق من تلك الأشباح ، و أعتقد أن شبحك لن يلقى الترحيب أبداً .

تمـت .
 

تاريخ النشر : 2017-07-30

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى