تجارب ومواقف غريبة

الطريق لليلا والرجل الغريب

بقلم : صمت الحملان – السعودية مكة
للتواصل : [email protected]

الطريق لليلا والرجل الغريب
رأيت الرجل يلوح بيده أخذتني العاطفة و الحنية فتوقفت عنده

تحية طيبة
قصتي كانت في عام 1419 هـ يوم الأربعاء من شهر رجب ، كانت الإجازة في السعودية في تلك الفترة هي الخميس والجمعة قبل أن تبدل إلى الجمعة والسبت الآن ، في ذلك اليوم و أنا أريد الذهاب من مكة إلى الطائف وكان قد دخل الليل بعد صلاة المغرب وعندما كنت أقود سيارتي في الطريق و إذ بي أرى رجلا واقفا يمين الخط يلوح بيده ..

في ذلك الوقت كنت شابا صغيرا في الثانوية وكان والدي قد أشترى لي سيارة لكي أذهب بها إلى المدرسة وكان قد قال لي ” لا تخرج خارج مكة ، فقط استخدم سيارتك داخل مكة ولا تخرج خارجها ” و لكنني لم أطع كلام والدي وكنت شابا يافعا نشيطا أريد أن امسك خطوطا طوال و أذهب إلى المدن القريبة من مكة ..

فعندما رأيت الرجل يلوح بيده أخذتني العاطفة و الحنية فتوقفت عنده وأنزلت زجاج السيارة وقلت ” إلى أين يا عم ؟ ” فقال ” إلى عرفات ! ”  و كان الخط طويل من المنطقة التي أنا بها إلى منطقة عرفات وهي منطقة معروفة للعالم المسلم ، مشعر عرفات يقف فيه المسلمون يوم الحج لحديث رسول الله الحج عرفة ..
 
لكن عرفات لا يأتيها أحد إلا في موسم الحج و كانت في تلك الفترة لا يأتيها إلا قلة من الناس قبل أن تغيرت اليوم و أصبحت  ذات أنوار كثيرة ، فقلت له ” اركب يا عم ” فركب و رفع الزجاج وساد الصمت ! سرت بسيارتي متوجها إلى عرفات ؟ كانت لليلة مظلمة جداً ..

و كان عداد الوقود  في السيارة قد بدأ يومض بقرب نهاية البنزين ! لأنني نسيت أن أملأه ، وكانت السيارة 6 سلندر وطبلون سيارتي إلكتروني ؟ وكان طريق عرفات يسمى ( المغمس ) – إلى اليوم عند البعض – وتغير إلى ( الراشدية ) والمشهور الأول المغمس وكان الطريق واحدا للذاهب و  العائد قبل أن يغير اليوم إلى خطين ..

فكنت أمشي في الطريق و أنا بدايةً لم أشعر بالخوف ،  فقمت أنا و أشعلت المسجل ، و كان في المسجل شريط لمحاورة شعرية ( وهي مشهورة في الحجاز والسعودية ) – بإمكانك الدخول إلى اليوتيوب وكتابة محاورة شعرية و ستظهر لك لتعرف ما هي –  فعندما أشعلت المسجل و بدأ الشاعر بالحديث قال الرجل الذي معي أغلق المسجل !! فأغلقته و أنا أرتعد ولم يقل غيرها ؟

فقلت له ” ما هو اسمك ؟ ” لكنه لم يجب ، فقلت له ” أأنت عتيبي ؟ ” وهو لقب مشهور في السعودية وبعض دول الخليج ؟ فلم يجبني فسكت و أنا قد مسني من الرعب ما الله به عليم ،  وضعت يدي اليسرى على مقبض الباب و قلت إن أراد بي مكروها فتحت الباب وألقيت نفسي وتركته هو  والسيارة !!

والذي زادني خوفا أن وقود السيارة له فترة يومض ، وعندما وصلت إلى منتصف المغمس كان قد أذن العشاء وكانت المنطقة ليس فيها سوى محطة واحدة موجودة إلى اليوم ، ساد الصمت ولم يتكلم منا أحد ووصلنا إلى عرفات في منطقة مظلمة بعيدة عن الأضواء عند مكان قديم فيه بيت خشبي أو من حجر في الحقيقة لم أراه جيدا للظلام ..

فقال ” عند هذا البيت ” توقفت فقام و أخرج المال من جيبه ووضعه على مقعد السيارة و فتح الباب ونزل و أغلقه و ظل واقفا !! المنظر المخيف هو عندما نزل و أغلق الباب صار أطول مما هو عليه حتى أنني لم أستطع أن أرى جسمه من فوق كل اللي ظاهر لي إلى منتصف بطنه وهو واقف أمام النافذة بعد أن أغلق الباب ..

فمن خوفي أدرت محرك السيارة وهو مدار أصلاً ، انتبهت فقدت مركبتي بسرعة وخوف والبنزين قد شارف على الانتهاء ، بحمد من الله سبحانه وتعالى أوصلني البنزين إلى المحطة التي أخبرتكم عنها من قبل فوصلت المحطة وصليت العشاء وملأت السيارة وقود وذهبت إلى منزلي فلم أعد الكرة مطلقا !!

تاريخ النشر : 2016-04-17

guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى