الطريق لليلا والرجل الغريب
رأيت الرجل يلوح بيده أخذتني العاطفة و الحنية فتوقفت عنده |
في ذلك الوقت كنت شابا صغيرا في الثانوية وكان والدي قد أشترى لي سيارة لكي أذهب بها إلى المدرسة وكان قد قال لي ” لا تخرج خارج مكة ، فقط استخدم سيارتك داخل مكة ولا تخرج خارجها ” و لكنني لم أطع كلام والدي وكنت شابا يافعا نشيطا أريد أن امسك خطوطا طوال و أذهب إلى المدن القريبة من مكة ..
لكن عرفات لا يأتيها أحد إلا في موسم الحج و كانت في تلك الفترة لا يأتيها إلا قلة من الناس قبل أن تغيرت اليوم و أصبحت ذات أنوار كثيرة ، فقلت له ” اركب يا عم ” فركب و رفع الزجاج وساد الصمت ! سرت بسيارتي متوجها إلى عرفات ؟ كانت لليلة مظلمة جداً ..
فكنت أمشي في الطريق و أنا بدايةً لم أشعر بالخوف ، فقمت أنا و أشعلت المسجل ، و كان في المسجل شريط لمحاورة شعرية ( وهي مشهورة في الحجاز والسعودية ) – بإمكانك الدخول إلى اليوتيوب وكتابة محاورة شعرية و ستظهر لك لتعرف ما هي – فعندما أشعلت المسجل و بدأ الشاعر بالحديث قال الرجل الذي معي أغلق المسجل !! فأغلقته و أنا أرتعد ولم يقل غيرها ؟
والذي زادني خوفا أن وقود السيارة له فترة يومض ، وعندما وصلت إلى منتصف المغمس كان قد أذن العشاء وكانت المنطقة ليس فيها سوى محطة واحدة موجودة إلى اليوم ، ساد الصمت ولم يتكلم منا أحد ووصلنا إلى عرفات في منطقة مظلمة بعيدة عن الأضواء عند مكان قديم فيه بيت خشبي أو من حجر في الحقيقة لم أراه جيدا للظلام ..
فمن خوفي أدرت محرك السيارة وهو مدار أصلاً ، انتبهت فقدت مركبتي بسرعة وخوف والبنزين قد شارف على الانتهاء ، بحمد من الله سبحانه وتعالى أوصلني البنزين إلى المحطة التي أخبرتكم عنها من قبل فوصلت المحطة وصليت العشاء وملأت السيارة وقود وذهبت إلى منزلي فلم أعد الكرة مطلقا !!
تاريخ النشر : 2016-04-17