عالم الجن

العشق من العالمين

بقلم : مصطفى الكوياني – العراق

العشق من العالمين
كيف يمكن ان يكون هناك عشق بين عالمين مختلفين تماما

سؤال: من منكم لا يحب؟؟ كلنا نحب ونعشق سواء كان الذي نحبه ونعشقه شخص من نفس جنسك أو من الجنس الآخر وقد نحبه ونتعلق به كثيرا هذا ما نسميه بالعشق … وقد نحب أيضا أناس اشتهروا في عالم الفن والرياضة والأدب بسبب أعمالهم.

لكن من الغريب جدا ومن غير المنطقي أن يكون هناك حب وعشق ليس بين البشر لبعضهم البعض بل بين عالمين مختلفين ومتناقضين لا يمتان لبعضهما بأي صلة كانت .. وما اقصده بكلامي هنا هو العشق بين الأنس والجن.

فلقد قرأت الكثير من القصص حول أناس (بالأخص البنات) يزعمون بأنهم تم عشقهم من قبل الجن وأن الجن يلاحقونهم ويريدون الزواج منهم والارتباط بهم .. هذا النوع من القصص ألهمني وحيرني في نفس الوقت , فكيف لمخلوق شفاف قليل الكثافة بأن يرتبط بمخلوق أكثر منه كثافة ؟ .. لكن دعونا أولا نتعرف إلى البعض الأشياء المتشابهة بين عالمنا نحن البشر وبين عالم الجن :

1ـ كل فرد من العالمين يملك عائلة وعشيرة يختلف عددها من شخص إلى آخر.

2ـ كل منا يملك نظام حكم يترأسه شخص يكون مسئول عنه ويحميه ويهتم به.

3ـ كل من العالمين يملك قوانين وقواعد خاصة وصارمة تحكم عالمه.

4ـ كل من العالمين قد خلق لعباده الله عز وجل.

 

أما الأشياء التي يختلف بها العالمين فمنها :

1ـ كل فرد من عالم الجن يكون أقوى من أقوى انسي في العالم بسبب الطاقة التي يملكها.

2ـ البشر يكونون أذكى بكثير من الجن.

3ـ كل منهم يعيش في عالم خاص يوازي عالمه ولا يستطيع احد أن ينتقل إلى العالم الآخر إلا بمساعدة الدجالين والسحرة أو بعض الطلاسم.

 

رغم كل هذه الأمور المتشابهة والمتناقضة فهناك فعلا حب بين العالمين , واغلب الوقت يكون هذا الحب من طرف واحد , أي من طرف الجن , ويسميه بالناس الجن العاشق.

وأظن أن كلنا نعرف من هو الجن العاشق , فهو ذالك الجني الذي يعشق بنات الأنس ويغرم بجمالهن وأجسادهن ويقوم بملاحقتهن وكثيرا من الأحيان يقوم بإيذائهن وتدميرهن لأجل مصلحته الشخصية , وبعد أن ينتهي منهن ويدمرهن يقوم بالبحث عن ضحية أخرى يفعل بها كما فعل بسابقتها.

ولنتعرف إلى بعض الأمور التي يقوم بها الجن العاشق مع الفتات التي يتملكهن ….

يعشق الجني الإنسية أو تعشق الجنية الإنسي كما هو حاصل بين بني آدم من العشق والإعجاب , ومن المعلوم أن الذي يُعشق في عالم الإنس صاحب الوجه الحسن رقيق البشرة أبيض الجلد , وقد قيل ” البَيَاضُ نِصْفُ الحُسنِ ولكن هذا الذوق لا تجده في عالم الجن ولو كان الجمال هو الغاية عند الجن لما بقي الجان العاشق في جسد الممسوس بعد أن يكبر سنه ويشيب رأسه ويتجعد وجهه وتتساقط أسنانه , وحالات العشق هي في الحقيقة من أصعب حالات الاقتران ، وهي حالات مستعصية للغاية يصعب معها إقناع الجن بالخروج وترك المصروع , وذلك بسبب تشبث الجني بجسد من يعشق من الإنس خصوصا إذا كان المصاب في بعد عن ذكر الله , وكثير من الشياطين لا تعشق الإنسان الممسوس ولكنها تعشق الجسد فقط فهي تأكل وتشرب وتستمتع به ، ولا تبالي بالإنسان إذا ما كان سعيدا أو حزينا بل قد تتسلط عليه بالأذى والسهر والتعب لخدمة السحر أو العين أو لمجرد أن يخالف المصروع هوى الجان . ومن أعراضه أن يكثر مع المعشوق الاحتلام في اليقظة والمنام ليلاً ونهاراً ، وقد يشعر المعشوق بمن يتابعه ويحتضنه دون أن يراه و قد يسلب الإرادة فلا يستطيع على الحركة أو صراخ ويشعر بمن يعاشره ” اغتصاب ” وهو مستيقظ غير نائم أما في الحلم تتم المعاشرة كاملة ” يحصل الإيلاج ” وإذا ما فرغ من حلمه واستيقظ وجد نفسه متعبا وكأن الأمر حقيقة وقد يصاب المريض بالنعاس في أي وقت في العمل أو في المدرسة ويحتلم , وقد يتدرج الشيطان في التشكل للمعشوق في بداية الأمر في المنام , أحيانا يكون التشكل في صورة رجل أو امرأة يعرفها الإنسي ويرى في المنام شخصا على أحسن صورة يقترب منه ويداعبه ويعاشره ، وتجد بعض الإنس يتلذذون بتلك المداعبة ويهيمون بذلك الخيال وتجدهم يأنسون بالعزلة ويسارعون إلى النوم لعلهم يرون ذلك الطيف الجميل.

ومن وجهة نظر الكثيرين فأن الذي يتم عشقه من الجن يجب عليهم أن يساعدوه بسرعة وينقذوه من الكارثة التي ستحل عليه حتى وإن كان الإنسي لا يريد ذالك , فيتم رقي الشخص وقراءة القرآن عليه وعلى البيت أيضا ويتم سكب الماء المصلى عليه وغيرها من الأمور .

تاريخ النشر : 2015-11-09

guest
112 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى