تجارب من واقع الحياة

العنف أسري وماذا بعد…

بقلم : ل. م – الأردن

رمضان كريم عليكم، لا أعرف كيف أصف كلماتي لأشرح ما في قلبي لأن جرحي غائر جدا، أنا شاب لم أصل للعشرين بعد، أعاني من تسلط والدي الشديد علي بالعنف والإهانة ، نشأت وتربيت على الضرب، أبي بالنسبة لي وحش، دائما يكون همي عندما أواجه أبي أن أحمي نفسي لأنني أعرف أنني سينتهي بي المطاف ملقى على الأرض أنزف الدم من فمي وأنفي، نشأت في منزل قديم متهالك مع عائلة كبيرة وأب فقير معدم ، أنا الأوسط تقريبا، أخواني الاكبر مني عمرا منهم المتزوج ومنهم من يعمل وأخواتي الكبيرات تزوجن إلا واحدة تعمل بالخياطة، أنا كنت في المدرسة لكن مضى سنتين ولم أذهب إليها طبعا لأن والدي يريدني أن أعمل حرمني إكمال تعليمي رغم تميزي ودرجاتي العالية، للأسف اتذكر ليلتها عندما فاجأني بأنه وجد لي عمل ورفضت أنا الخروج من المدرسة أتذكر ذلك الكف الذي صفعني به من قوته شعرت بوجهي قد اشتعل وبقلبي قد احترق ثم جرني على الأرض من يدي حتى فك أوصالها وتمزقت اوتارها فلا أنا ذهبت للمدرسة ولا للعمل، بعدها خرجت للعمل مجبرا فلا سبيل لإيقافه فهو دوما هائج كالثور وما اتعس الشعور عندما تصادف صديقك وهو عائد من المدرسة بينما أنت في العمل في مكان ليس لك وليس لعمرك.

دائما ما تحاول أمي حفظها الله تخليصي من يده خاصة لأن جسمي ضئيل ولدي مشكلة خلقية في ساقي ، لكن عبث، فهو يتهجم عليها ويهدد بطلاقها ورميها بالشارع بعد أن يضربها معي، أكتب لكم وقلبي يفيض بالدمع، العيون خلقت لتدمع لكن القلب لم يخلق لذلك خلق لينبض بالحياة لا ليبكي دامعا من أهوالها، الحمد لله، تعرضت للضرب أمام زملائي في العمل وامام أصدقاء المدرسة وفي الشارع، والمسجد والحارة وكل مكان لم أعد أثق بنفسي وبات الكلام مع الغير مهمة شاقة لأن التلعثم يباغتني فلا أقوى على إكمال جملة على بعضها، انا مدمر كليا ولدي إعاقة هذه لوحدها مصيبة فكيف مع هذا الاب القاسي، شكرا له فقد ترك لي ذكري في جسدي فقد عذبني بالكي وجرحني لأحصل على غرز وعضني…. لا أستطيع الكتابة أكثر لأن التالي قد يفجعكم ويفتح علي باب حزن عظيم لطالما حاولت إغلاقه.

أخيرا لكل شاب لديه أب متفهم وحنون فليحمد الله وليسارع لبره، أما أنا فحياتي انتهت منذ أن كتبت ابنا لهذا الانسان فلا أنا حييت حياة كريمة ولا تعلمت وحتى عملي ليس بالعمل الذي يرفع الرأس وأخجل من ذكره، ولا أستطيع حتى أن أحلم مجرد حلم بالارتباط ومن سترضى بمعوق مثلي يرتجف ويتعلثم ولديه أجزاء مشوهة بجسده، أنا مجرد بقايا إنسان مجرد نكرة أو حتى حيوان لأنه لطالما ينعتني بحيوان.

أطلت عليكم أعرف أن التعليقات لن تفيد بحالتي، لكن ربما يدعو لي أحدكم دعوة مستجابة، شكرا لكم.

guest
21 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى