تجارب ومواقف غريبة

العنَّاق

بقلم :قناص عبد الله – اليمن

هكذا كان الجميع في قريتي والقرى المجاورة لنا يسمون هذا الوحش الغريب..نعم كانوا يسمونه العناق.
وذلك لإنه يصدر صوتاً كنعيق الغربان.
هذا الوحش لا يُعرف عنه الكثير ولكن كما نعرفه ويعرفه اجدادنا انه وحش يظهر ليلا ويقتنص الأغنام الضائعة وكذلك الاشخاص الذين يتجولون ليلاً وحدهم..فكان هذا الوحش يثقب رأس ضحيته ثقباً مستديراً بشكل مخيف ومدهش في نفس الوقت كما لو ان ذلك حدث بفعل مثقاب من نوع ما..
ما سأرويه لكم هنا في موقع كابوس
هي قصة حيقيقة حدثت مع خالتي..
حيث كانت ذات يوم ترعى الأغنام بإحدى الجبال المجاورة للقرية وكان الطقس ينبئ بهطول الأمطار، ولكن خالتي لم تلقي لها بالاً  ضنا منها ان الأمطار ستهطل في اليوم التالي وقررت العودة الى القرية قبل حلول الظلام ولكن بعد وقت قصير هطلت أمطار قوية جداً مع عواصف رعدية..ارتعبت خالتي من هذا الموقف  الذي وقعت فيه فلم تستطيع السيطرة على الأغنام فقد فرت في كل اتجاه مرعوبة من الامطار والرعود المدوية..
عند ذلك قررت خالتي التخلي عن الاغنام والبحث لها عن ملجأ وبالفعل أختبأت خالتي في فجوة في الجبل وعندما حل الليل نامت خالتي من شدة التعب ولكنها اسيقظت بعد وقت قصير على صوت نعيق وحشرجة مخيفة لوحش يبدو وكأنه يفترس شيئا لم تستطع خالتي النوم من شدة الخوف..
وبعد برهه هدأ ذلك الوحش وأختفى صوته.. فأطمأنت خالتي ولكنها مالبثت حتى سمعت صوت الوحش المخيف قريب من مخبأها.. فأزدادت خوفا وهلعا..
فقد كان ذلك الوحش ينتظر خالتي حتى تخرج من مخبأها حتى يأكلها أيضاً ولكنها كانت مختبئة جيداً كما قامت بإشعال النار حتى تبعد عنها ذلك الوحش..وكانت خائفة جداً
وضلت مسيقظة حتى صباح اليوم
التالي، وبعد شروق الشمس خرجت من مخبأها بهدوء واتجهت الى القرية.. وكنا على وشك الخروج للبحث عنها فقد ضننا انها انجرفت مع السيول..
ولكن الحمدلله فقد عادت إلينا سليمة، ولكن الأغنام لم تعد معها..
عندئذ قالت لنا ان الاغنام تشتت عنها عندما هطلت الامطار ولا تعلم اين هي.. وبعد ذلك في الليل سمعت صوت نعيق وحشرجة مخيفة لوحش يبدو وكأنه يفترس شيئا..
فخافت ان تكون اغنامها..
وقد حاول ذلك الوحش ان يأكلها أيضا
فقلنا لها: ربما كنتِ تتخيلين تلك الاصوات ثم اننا سنبحث عن الاغنام لاحقا فلن يمكننا الخروج بالسيارة الآن بسبب السيول..
فقالت لنا: بما أن الوقت الآن نهاراً لن أخاف من شيء ولن أنتظر طويلا وسأذهب للبحث عن أغنامي رغم كل الخطر..
فذهبت خالتي للبحث عن أغنامها مرت في طريقها على راعية في ناحية أخرى من ذلك الجبل الذي ذهبت هي إليه من قبل فسألتها خالتي هل رأت أغنامها فقالت لها الراعية نعم لقد رأيت  أغناما ميته ويبدو أن شيئا ما قد مزقها وثقب رؤوسها وأكل ادمغتها.ِ وبعد بحث طويل وجدت خالتي الأغنام ولكن.. كما قالت تلك الراعية
وجدتها ميته كلها وممزقة بطريقة بشعة ومخيفة كما أن هناك ثقوبا دائرية في رؤوس الاغنام..
عندما رأت خالتي هذا المشهد البشع المخيف أيقنت ان هذا من فعل ذلك الوحش المخيف الذي نسمع عنه وهو”العناق” فوقفت مرعوبة من هول المشهد وعادت إلينا ووجهها مليئ بالرعب فسألها والدي ماذا بها فقالت انها بخير ولكن العناق قد أكل بعض الأغنام وقتل بعضها وتركها جثث هامدة

وقررت ألا تبقى في الجبال وحدها ليلاً..
وحتى الآن لا أحد يعرف ماهية ذلك الوحش ويقال انه كائن أسود يشبه الأسد الى حد ما وله مخالب طويلة جداً كالرماح وعينيه حمراوان وأنيابه طويلة جداً كالسكاكين وتقطر دماً..
أختلفت أوصاف ذلك الوحش..
ولكن الحقيقة أن كل هؤلاء ربما كانوا يتخيلون شكله ليس إلا..
فلم يرى أحد ممن عاصرناهم  ذلك الوحش وإنما كانوا يرون ضحاياه ممزقين ورؤوسهم مثقوبه بطريقة مخيفة ووحشية..

guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى