تجارب من واقع الحياة

الفرار من غرفتي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . مرحبا أصدقائي رواد موقع كابوس، لدي مشكلة أعاني منها منذ سنوات عديدة وأتمنى منكم أن تقترحوا علي حلّها . وهي ملازمتي الدائمة لغرفتي .

أنا شاب في العشرينات من عمري . ومشكلتي هي أنني كائن بيتوتي منذ صغري، وهذا بسبب تربية أهلي لي والتي لا ألومهم عليها . بل فقط أتمنى لو كانوا ذو اطلاع واسع بأن للحرية أولوية موازية للأمان . تقنيا، أصبحت قادرا على الخروج أينما أريد دون مساءلة منهم منذ سنواتي الأخيرة في الثانوية (١٦ إلى ١٧ سنة) . ولكني لم أفارق غرفتي حتى مع تلك الحرية . حتى عندما ولجت الجامعة وبعد تخرجي منها استمررت على ذلك المنوال، ربما لأنني لم أكون صداقات أو ببساطة لأنني استأنست تلك البيتوتية . فقد كنت أسأل نفسي : لم أفارق غرفتي التي توفر لي كل وسائل الراحة ؟ . وقد كنت مخطئا لأنني الآن نادم أشد الندم على كل تلك السنين الماضية . ولا أدري ماذا أفعل حتى أزيح ذلك الندم عن إرهاق ذهني .

إقرأ أيضا : غرفة جدي المهجورة

إن المشكلة الكبرى الآن هي أنني بعد أن أفقت من تلك الغيبوبة البيتية لا أزال لا أفارق غرفتي! . فعقلي يخبرني أن كل خروج من غرفتي دون سبب واضح هو إضاعة وقت . ربما لو كانت مدينتي تحتوي على مناطق مهمة لي كنت لأغير رأيي، لكنها مدينة مملة بالنسبة لي . حتى الطبيعة فيها تكاد تنقرض ، فلا ترى سوى التراب والحجارة والعمران . وإن أردت أن تستمتع بالنباتات والأشجار الجميلة عليك بأن تركب باصا إلى منتزهها .

المهم .. أنا لا أدري لمَ لا يرى الناس ما أرى؟!، ويخرجون كل مساءٍ ليتنزهوا بهذه المدينة حتى ولو كانت على حالها؟ . في جميع الأحوال أتمنى أن توضحوا لي كيف تستمتعون بوقتكم في الخارج حتى آخذ فكرة عن سبب مقنع يجعلني أفارق دفئ وسلام غرفتي .

ما دفعني لأكتب لكم الآن هو ندمي على تلك السنوات الماضية، أحس بأنني فاقد لشيء في حياتي وتجاربي . ولا أريد أن أزيد من ذلك الندم، أريد مفرا منه .

وشكرا لكم على نصائحكم مقدما .

التجربة بقلم : عابر سبيل

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى