تجارب ومواقف غريبة

القردة الخاسئين

بقلم : محمد الشريف العلاوي – الجزائر
للتواصل : zatrra@yahoo;fr

وعندما ينتهون من إشباع نزواتهم الشاذة يدفنون الجثة بعدما يرمون الكفن الممزق فوقها
وعندما ينتهون من إشباع نزواتهم الشاذة يدفنون الجثة بعدما يرمون الكفن الممزق فوقها

لقد ترددت قبل أن أكتب هذه القصة ، لا لشيء سوى أنها مقززة و جريمة بشعة في حق حرمة الأموات ، فهناك مجرمون يأتون بأفعال تقشعر منها الأبدان ، هذه القصة سمعتها من صديق يسكن في محافظة مجاورة ، كان هناك مجموعة من الشباب الأشقياء عديمي الأخلاق والنخوة والرجولة ، كانوا يقومون بترصد الجنائز واستقصاء الميت خصوصاً اذا كانت الجثة لأمرأة في مقتبل العمر ،

فعندما يتأكد الواحد منهم عن جنس الميت اذا كان أنثى فيتبع الجنازة إلى المقبرة ويرى موقع القبر ويعينه جيداً فيعود أدراجه ليخبر البقية من أصدقائه عن جنس الميت وموقع دفنه ، وعندما يجن الليل ويعم الصمت تخرج هذه الوحوش البشرية وهذه الشياطين الأنسية من أوكارها المظلمة وتظهر على حقيقتها العارية الصادمة لكل معايير الأخلاق ،

فيتسلقون جدار المقبرة الواحد تلو الأخر ويمشون غير مبالين على المقابر وهم في نشوة ورغبة سادية شيطانية ، ويقف الشقي الذي اتبع الجنازة وعين جيداً موضع الدفن فيشير إلى الوحوش بأصبعه بأن هاهنا أسقاط الرغبة الشاذة

، فيقوم أحدهم بأخذ المعول ويبدأ بالحفر رويداً رويداً ، أما الشيطان الأخر فيضع الماء في قدر قديم ثم يضع تحته بعض الحجارة والأعشاب الشوكية والأوراق ويضرم النار ، أما أبليسهم الكبير ما ينفك يراقب العملية بهدوء تام وبرودة أعصاب ، ها قد انتهى من عملية الحفر و وصل إلى طبقة الإسمنت المسلح الذي يغطي الميت فينزل كلهم ليزيحوه ، فتظهر جثة الميت ملفوفة في الكفن ، فيخرجوها بسلاسة ثم يضعوها على الأرض ، ثم يأتي أحدهم و يقوم بتمزيق الكفن بكل احترافية ، أما الأخران فيتطلعان بابتسامة باهتة إلى ما يخفيه الكفن ، و أخيراً ظهرت جثة أمرأة في مقتبل العمر ، قام الذي مزق الكفن وبقي الثلاثة يتأملون الجثة في صمت تحت ضوء القمر ، وسال أحدهم قائلاً “هل سخن الماء ؟ “.

فيجيب ” نعم “.

فقال “هيا أته “.

فيحمل القدر ثم يقوم بصبه على كامل الجثة وبعد دقائق تعود الجثة “نوعاً ما غضة و طرية ” ثم يقومون باغتصابها ، وعندما ينتهون من إشباع نزواتهم الشاذة يدفنون الجثة بعدما يرمون الكفن الممزق فوقها و يطفؤون الجمر وبقايا النار ويحملون القدر ثم يعودون ، ولكن شاء الله تعالى أن يفضحهم في المدينة و ذاع صيتهم الشنيع و كل واحد منهم عاقبه الله عقوبة تختلف عن الأخر ، غير أن العقوبة التي أشتركوا فيها جميعاً

وهي أن وجوههم الكالحة تحولت مع مرور الزمن إلى وجوه القردة الخاسئين

تاريخ النشر : 2020-06-03

guest
19 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى