منوعات

الكتاب الملعون (قصة مملكتين) ج 2

بقلم : بائع النرجس – جمهورية مصر العربية
للتواصل : [email protected]

لنكمل الجزء الثاني من السلسله الملعونه

مرت ثوانى قليلة وهنا قال الشيخ لآحد الخدم :
– (علقم) أخرج هذا الضيف المزعج من البيت
ما إقترب (علقم) من (جعفر) حتى إنطلقت قبضته بسرعة خاطفة لتستقر فى معدة الأول وهنا يهجم جميع الخدم عليه بحركة تلقائيه ولكنه فعل شيئاً غير متوقع ومنافى تماما لكل القوانين لقد أمسك عصاته ليستعملها كنقطة إرتكاز ويبدأ بركل الوجوه بحركة دائرية فيتساقط الخدم بسرعة من شدّة الركلات وبسرعة خاطفة يقفز كالبهلوان ليستقر خلف (علقم) الذى ألجمته المفجأة فجحظت عيناه على نحو غريب وسقط فكه السفلى فى رعب عندما رأى (جعفر) يضغط على عصاته فيخرج منها نصل حاد ليستقر على رقابته والآخير يقول فى جزل واضح :
– لن أتورع أن أفعل أى شيئ لأحصل على ما جئت من أجله حتى لو كلفنى الأمر أن أسير على جثث الجميع هنا
توقف تفكير الشيخ فى هذه اللحظة الاّ أن هذا المللعون أكمل فى تحد سافر ومستفز لأقصى الحدود
– فكر جيدا أيها العجوز ولا داعى لأن تفعل شيئا تندم عليه بعد ذلك:
هنا رأى الشيخ الجدية والإصرار والشر فى عين (جعفر) وفكر فى مصير خدمه وأسرهم وبعد مرور دقائق بدت ساعات قال الشيخ :
– حسناً دع (علقم) وسأعطيك ما جئت من أجله
ثم فتح الشخ نموذج الكره الأرضية وأخرج منها لفافة ورقيه تلقفها (جعفر) كالملهوف ثم فردها على سطح المكتب وأخرج لفافة أخرى كانت مطوية بملابسه ونظر اليهما جيدا كانت عبارة عن خريطة واحدة إنشطرت الى قسمين بشكل غير منتظم لسبب ما وأخذ صاحبنا يبتسم وقد إلتمعت عيناه ثم طوهما وأمسك عصاته وقال قبل يخرج وهناك إبتسامة كبيرة على وجهه وكأنها إبتسامة شيطان عظيم:
– شكرا لتعاونك أيها ال—–
صمت وهو ينظر الى عيناى الشيخ ثم اتبع :
– أيها العجوز
وأخذ يضحك فى هيستريا وأخذ صوت ضحكاته يتردد فى الشارع وشيخنا يتابعه من خلف زجاج النافذة قبل أن يبتلعه الضباب وهنا ينطلق شيخناوهو يهرول الى مكتبه ليخط ويرسم على هذه الورقة ثم يطويها فى ملابسه وينطلق هو الآخير ليبتلعه الضباب فى صمت ومن بعيد يعلو عواء ذاك الذئب الجائع
وأخذ الصوت يترد د
ويتردد بلا توقف
* * *
داخل هذا المنزل المتواضع جلس شيخنا أمام هذا الفتى وسيم الطلعه صاحب هذا الشعر الغزيز الذى تزاحم على جبينه بالونه الآسود الفاحم وبشرته الحنطية وعيناه العسليتان وجسده الرياضى وأخذ يقول:
– (خمرى) يا ولادى لن تصدق ما حدث لى اليوم !!
إبتلع الشيخ ريقه وهنا دخلت فتاه جميلة الطلعة ذات وجه وضاء يحاكى وجوه الملائكة فى صفائه ونعومته وعينيها الزرقاوتان وجسدها الذى يحاكى جسد فينوس ربة الجمال عند الإغريق وذادها جمال هذا الثوب العربى ذات اللون الفيروزى وشعرها الأسود الذى بدى وكأنه ليل بلا نجوم وقد وصل الى منتصف ظهرها ويذيد كانت تحمل أكواب الشاى وضعتها وأخذت تستمع الى الشيخ وهو يكمل:
– كما تعرفون اليوم والمستقبل مرتبط بالماضى —– ولهذا قصة سأرويها لكما أولاً
ولتعرفوا كل شىء أحب أن أخبركم أن هناك كتاب يحمل كل الشر بين طياته ولهذا جئت اليوم اليكم و—-
قاطعه (خمرى) قائلا
– ومن كتب هذا الكتاب؟
هتفت الفتاه قائلة هى الآخرى:
– نعم يا عماه نريد أن نعرف من أين أتى ذلك الكتاب؟
تنتح الشيخ وقال:
– حاضر يا (ليلى) سأقص عليكما ما وصل الى من معلومات عن أصل الكتاب
صمت ليبتلع ريقه ثم أتبع بصوت جوهرى وكأنه يتسرب الى الوجدان ليصور الأحداث بعين الخيال لمن يستمع وقال:
* * *

الكتاب الملعون (قصة مملكتين) ج 2
كانت ليلي تلح لتعرف سر الكتاب الملعون

من ملايين السنين كانت هناك مملكة كبيرة يحكمها ملك عادل وله زوجة صالحة ورزق هذا الملك بتوأم مرة واحدة وكانا عبارة عن طفل وطفلة فى غاية الجمال وبعد مرور سنين طويلة مات الملك وتوفيت الزوجة خلفه وساد الحزن المملكة وبعد فتره صعد ابن الملك على كرسى العرش مما اغضب شقيقته وتنازعا عليه وبعد صراع طويل انقسمت المملكة الى نصفين واتخذ الملك اسم النور لمملكته واتخذت الملكة اسم الظلام لمملكتها ولكنها لم تنسى يوما النصف الآخر من المملكة فصارعت من اجله كل السبل والطرق سواء المشروعة أو غيرها واتخذت السحر الأسود والشعوذة طريقا لتستعيد به النصف الآخر ومرت السنين وجاءها المشيب يترك باب حياتها ولكنها لم تتوقف عنده وأخذت تحث وسحرتها يبحثون إلى أن اهتدوا الى حيلة تعويذة سحرية من السحر الاسود لنقل روحها إلى جسد أنثى أخرى وبفضل السحر والشياطين نجحت وأخذت تنتقل من جسد إلى جسد وفى يوم من الأيام اخبرها احد سحرتها أن هناك علوم أعظم من السحر لو عرفتها وعملت بها لأمكنها السيطرة على العالم اجمع وهنا طعمت الملكة الآثمة أكثر وسألت عن هذه العلوم قالوا أنها مدفونة فى مصر وبابل واطلنطس وكل حضارة عظيمة انتهت وبسرعة أحضرت جميع السحرة والعلماء وأمرتهم بتجميع كل هذه العلوم وتمكينها منها بأسرع وقت ممكن واخبرها الساحر أنها بواسطة هذه العلوم ممكن أن يصنع آلة تطير فى السماء وآلة آخرى تغوص فى الماء وأخذت تحلم
وتحلم بالسيطرة على العالم بواسطة العلوم العجيبة التى سيجمعها ها السحرة والعلماء وأخذت السنين تمر والكل يعمل فى همة ونشاط حتى أتم الكتاب احد السحرة الذى استيقظ ضميره فجأة وقرر أن يحرم الملكة مما تصبوا إليه وبالفعل هرب الكتاب الملعون الى مصر واختفى ولم يظهر له اثر وجنت الملكة وصار خبر الكتاب مثل الأسطورة يحلم به الجميع فى كل مكان ولم تصمت الملكة بل حاولت البحث عنه فى كل مكان ولكنها رغم سحرها عجزت عن الوصول اليه وتعلمت السحر الأسود من اجل الكتاب ولكنها فشلت وهنا ألقت لعنة على الكتاب لو تحرك من مكانة ستعرف وستعرف وجهته حينئذ
وفى مكان آخر سمع احد السحرة بأمر الكتاب وسمع بأمر الجائزة الكبيرة التى رصدتها الملكة لمن يعيده إليها فأخذ بسحرة يحاول أن يعرف أين الكتاب ومرت أيام وليالى وشهور فى مخبأه حتى خرج ومعه خريطة تدل عليه وقبل أن يذهب الى الملكة ليعطيها الخريطة غير رأيه وقرر أن يذهب ليحضره بنفسه ووصل الى الصحراء المصرية ومعه ابنته ومساعدته الوحيدة وبدون مقدمات يموت هذا الساحر وتقرر ابنته العودة ونسيان أمر الكتاب وتوارى جثة أبيها الثرى وفى طريق عودتها والحزن يكسوها تجد شخص ملقى فى الصحراء بين الحياة والموت فتنصب الخيمة وتمارضه حتى استعاد قوته وعرفت منه انه صاحب قافلة تجارية وقد استولى عليها قطاع الطرق وقتلوا كل الركب وهو الناجى الوحيد من القافلة وفى هدوء تسلل الى قلبها حبه وقصت عليه قصتها وأخذت تعلمه بعض امور السحر ولم تعرف انه يدمر لها شرا فما عرف بأمر الخريطة حتى قرر سرقتها أثناء نومها ولكنها أطبقت على نصفها وحاولت أن تجذبها منه ولكنه كان أقوى منها فحاول أن يطعنها بسكينه وسالت الدماء من بطنها ولم تصدق أن من أحبته وأنقذته من الموت هو من يريد قتلها وانقسمت الخريطة الى نصفين وهربت بسحرها من أمامه وحاو أن يجدها بكل الطرق ولكنه فشل ولم يعثر عليها أبدا هذا ما كان من آمره أما هى فقد وجدها احد الرحالة المصرين وهى تنازع الموت فقد نزفت كثيرا فحاول أن يداويها فعاشت أسبوع وأحست بالأمان منه فقصت عليه قصتها وأعطته نصف الخريطة ليدمره فبدونه لن يصل احد الى مكان هذا الكتاب الملعون وما فعلت ذلك حتى أسلمت روحها الى بارئها تاركه خلفها مهمة شاقه ومستقبل لا يعلمه إلا الله وحده

الكتاب الملعون (قصة مملكتين) ج 2
روي العجوز كل شيء عن الكتاب 

* * *
– يالها من قصة لا تكاد أن تصدق
هكذا هتفت (ليلى) بعدما إنتهى الشيخ من روايته وبعدها سأل شقيقها (خمرى) قائلاً
– وماذا يحدث لو عثر أحدهم على هذا الكتاب الملعون ؟
هتف الشيخ بدون أن يفكر وقد اتسعت عيناه وقد رفع حاجبيه
– يا ولادى لو وقع هذا الكتاب فى يد شريرة سيستخدمه اسواء استخدام وسيعم الفساد والظلم فى أرجاء المعمورة وعوضاً عن ذلك فإن المملكتين تبحثان عنه بشغف ولن تستسلم ملكة الظلام حتى تستعيده مهما كان الثمن وسينتشر الخراب فى كل مكان من العالم وستكون النهاية غير مرضية للجميع وعندها تكون النهاية للبشرية
صمت الشيخ واخذ ينظر اى عيناى (خمرى)الذى اخذ يفكر فى هذا المصير البشع وشطح بخياله ليرى مشهد مريع كله نار ودخان وحطام وأنقاض وجثث فى كل مكان فقال وقد رسم على وجهه أقصى علامات الرعب
– يالا الهول ياله من مصير رهيب
اتبع الشيخ بصوته الجوهرى
– الواقع سيكون اشد دمارا مما تتخيل يا بنى
هتفت (ليلى ) قائلة :
– لابد أن يكون هناك حل لذلك يا عماه !!
– نعم يا بنيتي هناك حل آلا وهو —– نأتى بالكتاب قبل الجميع وندمره
قاطعه :(خمرى) قائلا
– كيف هذا يا عماه والخريطة سرقت منك ؟
– نعم سرقت منى اعلم ذلك
صاح (خمرى)وهو مندهش من أمر عمه :
-أتعبث بنا يا عماه ؟
– من قال هذا يا (خمرى) سأشرح لكما كل شيئ
صمت ليبتلع ريقه وراقب هذا الشغف الذى بعيونهما وحينها اتبع :
– لقد سرق هذا الغريب نصف الخريطة منى ولكنى كنت أحفظه عن ظهر قلب لدرجة انى ممكن ارسمه وعندما فرد النصف الآخر الذى كان بحوزته نظرت إليه جيدا وما ذهب هذا الملعون من بيتى حتى رسمته بسرعة وجئت إليكما وها هو وسأرسم لكما النصف الآخر
فرد الشيخ ورقة كانت بحوزته وامسك بورقة أخرى واخذ يخط عليها ويرسم وديان وجبال وعلامات ورموز ثم اخذ يشرح ويشير والاثنان يتابعان فى اهتمام حتى وهو يشير الى علامة حمراء على احد الجبال
– هنا يرقد الكتاب الملعون فى باطن هذا الجبل
وهى منبهرة بعمها :(ليلى ) هتفت
– يالك من رجل تملك الحنكة والذكاء ومن الأفضل أن نذهب نحضر الكتاب بأنفسنا وبعدها ندمره ونكون بذلك قد أنقذنا العالم من هذا الخطر المحدق به
نظر إليها (خمرى)ولهيب المصباح يتراقص على وجهه وقال فى هدوء ورزانة :
– الرحلة خطرة ولن تذهبى معنا
أحست (ليلى)أن أخاها يريد إبعادها فقالت بإصرار:
– ولكنى أريد أن اذهب معكما وسأذهب
هب (خمرى)من مكانه وقال يتحدى اكبر من منطلق خوفه عليها:
– لا لن تذهبى
هبت واقفة هى الأخرى وشبكت ذراعيها أمام صدرها وقالت بإصرار اكبر :
– سأذهب
– لا
– سأذهب
: صاح فيها (خمرى) عندما أحس منها الإصرار والعناد
– قلت لا يعنى لا وهذا قرار نهائى ولا نقاش فيه
نظرت (ليلى) فى عيناي أخيها فوجدت فيهما القوة والتحدى فقررت بسرعة التخلى عن موقفها وبقيت تنظر فيهما ثوانى مرت كدهر وفجأة وبدون مقدمات سحبت نفسها من المكان وأسرعت إلى الطابق الثانى وهى فى شدة الغضب وأخذت تصعد درجات السلم وهى تفكر ماذا تفعل لتذهب معهما أما أخيها فاخذ يتابعها وهى تصعد حتى اختفت عن أنظاره ثم التفت الى عمه وقال وهو يعاود الجلوس:
– كل ما قلته عن الكتاب يحتم علينا إحضاره قبل أن يصل إليه هذا اللص وندميره حتى لا يقع فى ايدى غير أمينه
ثم أردف بحماس شديد :
أليس كذلك يا عماه؟
– هتف الشيخ بسرعة :
– نعم يا ولادى
سأله (خمرى) بسرعة :

– إذا متى نذهب يا عماه ؟
هب الشيخ واقفا وقال بصوته العميق:
– إذا موعدنا الفجر مع الخيوط الأولى له
ما أنهى الشيخ حديثه حتى نظر سقف البيت ولم يلاحظ (ليلى) وهى تسترق السمع وكأنها تنوى على شىء ما (ليلى) ونظرت بدورها إلى فتحة السقف الذى يظهر منها القمر بين نجومه وكأنه يتابع ما يحدث فى صمت عجيب وقد خيل للجميع انه يبتسم فى عذوبة فقد كان منظره ساحرا فى هذه الليلة وهكذا أخذ الجميع ينتظرون بزوغ الفجر بفارغ الصبر حتى تبدأ رحلتهم فى البحث عن الكتاب
الكتاب الملعون

* * *
من سيقابل (خمرى) والشيخ (عبدالله) فى رحلتهما عن البحث عن الكتاب وما سر هذا الفارس الذى يمشى خلفهم فى صمت وكأنه يريد بهم شر ؟ وهل ستنطلق مملكة الظلام للبحث عن الكتاب ؟ وماذا سيفعل ملك مملكة النور للحصول على الكتاب قبل الجميع ؟ وما ذا سيفعل (جعفر)؟ وما سر هذه المخلوقات والعوالم المجهولة التى ستظهر لهم مع الاحداث ؟
أسئلة كثيرة لا تحيروا عقلكم بالإجابة عنها
فالإجابة تكمن فى الحلقات القادمة
يتبع

تاريخ النشر : 2016-04-07

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى