سؤال الأسبوع

اللاإنجابية.. ظاهرة العصر

اللاإنجابية ! كلمة شاذة لانسمعها كثيراً ولا نعرف ماهو حتى الهدف منها، إلا بعض رؤوس الأقلام عن تلك الأفكار المتلاطمة في أذهاننا والمتعلقة بعدم إنجاب البشر لأطفال جدد، لكنها بالنسبة لبعض البشر الآخرين منهج متقن .. بل عقيدة موجودة ومحفورة في العقول لا يتركونها ولا تتركهم طالما لايزالون أحياء .

الأشخاص اللاإنجابيون تقريباً في كل مكان وفي كل الدول وإن كان عددهم ضئيل، فاللاإنجابية في النهاية توجه فلسفي يعطي قيمة سلبية لفكرة قدوم فرد آخر للحياة. إنها تهدف إلى الدخول في حياة خالية من قدوم أفراد جدد لتلك الدنيا والتي هي في رأيهم مريرة للغاية ومليئة بشتى أنواع العذاب والوهن .

إقرأ أيضا : هل أنت مع ضرب الأطفال؟

اللاإنجابية أيضاً تريد إيقاف دورة الشيخوخة والموت لدي جنس البشر للأبد، فعندما ينجب البشر المزيد من الأبناء فإن أبنائهم بعد العديد من السنوات تظهر عليهم آثار الشيخوخة والضعف ويشعرون بالألم بعد أن أصبح الجسد لايرحم وبالتالي ينتهي بهم الأمر في النهاية وبعد معاناة طويلة بالموت المحتوم. فلو فكر الجميع ألف مرة وهذا في نظر الأشخاص اللاإنجابيين وتوقفوا عن الإنجاب فإنهم بذلك سيحفظون الكثير من الألم والمعاناة الجسدية لأرواح بريئة كانت يجب أن تأتي لتلقى نفس المصير المشؤوم.

اللاإنجابية معتنقوها هم أشخاص يرون أن الزواج والإنجاب ما هو إلا ظلم وطغيان بالنسبة للطفل الذي سيأتي للتو ليبصر الحياة. الحياة قاسية للغاية، وفي كثير من الأحيان هي غير عادلة. وعندما تخلق فرداً جديداً ليعيش تلك القسوة ماهو إلا ظلم وطغيان منك وما هذا إلا تشييد لقبر جديد في الأرض لفرد آخر سيلقي حتفه كباقي البشر فيما بعد وهذا هو معتقدهم.

اللاإنجابية تعني أن إنجاب طفل جديد في الحياة ليشقى فيها ويتعب.. وينتهي مصيره في النهاية مثله مثل باقي البشر بالموت لهو أمر خاطىء تماماً ومن الأمكن تجنب حدوثه منذ البداية .

إقرأ أيضا : العادة السرية : حل بديل أم عليل ؟

بالنسبة لللإنجابيين فلا توجد حياة تنتهي بالموت، يريدون البشر الخالدين. نعم إنهم يريدون تلك الحياة الوردية غير المليئة بالمشاكل والصراعات من أجل أن ينجبوا، لايريدون أن يعذبوا المزيد من البشر ومابالكم لو كانوا من صلبهم، طالما سينجبون طفلاً سيعاني من الويلات وربما يكون معاقاً أو به أكثر العيوب الخلقية بشاعة لماذا قد ينجبوه أصلاً؟ إنه ظلم؟ بالنسبة إليهم الأمر كذلك ..

اللاإنجابيون أيضاً يرون أن عدم الإنجاب هو مزيد من الحرية والتحرر الفكري والعاطفي، فالأب والأم مثقلان على الدوام بمتاعب وبمشاكل أبنائهم وبناتهم، ولهذا يعيشون حتى الممات في خدمتهم و لايجدون وقتاً كافياً للترويح عن أنفسهم لأن حياتهم تكون كلها في خدمة أبنائهم الكرام. الأب الذي يشقى لاينفق ماله على نفسه بل على زوجته و كل مالديه يذهب لأبنائه ولبيته، وبهذا يتم حرمانه كفرد يمتلك كافة الحقوق والواجبات من كافة وسائل الرفاهية والتي تتطلب بدورها الكثير من المال.. والذي يذهب كله لذويه دون أن ينتفع منه بشيء لنفسه ليعيش الحياة كالأحرار العزب .

إقرأ أيضا : في أي سن تريد الزواج؟

والآن عزيزي القارىء .. فضلاً منك وليس أمراً، أجبني عن تلك الأسئلة التي سأطرحها عليك في الأسفل ..

_هل تتفق مع فكرة الأشخاص اللاإنجابيين أم تختلف معها ؟ ولماذا؟

_هل تعتقد أن اللاإنجابيين يتمتعون بالحرية والسعادة ؟ أم أن الأمر منافي تماماً لتفكيرهم الفريد؟

_ماهي الأسباب التي تجعلك كشخص عادي تقرر عدم الإنجاب؟ ولماذا؟

_عندما يأتي طفل إلى الحياة معاقاً أو مصاباً بتشوه يمقت فيه اليوم الذي ولد به، فكيف ننصف مقولة أن الطفل يأتي ورزقه معه؟ ألا يعد هذا ظلماً؟ أين الحكمة هنا؟ أم أن الأمر له وجهة نظر أخرى؟

_لو سافرت إلى المستقبل وعلمت أن طفلك الذي سيأتي بعد زواجك سيكون معاقاً، ويمتلك العديد من التشوهات النفسية والخلقية ؟ هل تنجبه؟ أم تكون لاإنجابيا لتتجنب معاناته؟

يمكنكم الإجابة على الأسئلة دون التقيد بها .. ومع العلم أنني أنا ذات نفسي شخص يعتنق اللاإنجابية وأتفق مع منطقهم !فماذا عنك؟

السؤال بقلم : أحمد علي

130 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى