أدب الرعب والعام

الليلة السوداء

بقلم : فارس الليل – السعودية

الليلة السوداء
كنا كلما مات أحد نذهب إلى المقابر و ننادي عليه ..
استيقظت لأجد نفسي في مكان مظلم ، حاولت أن أتذكر ماذا حصل و لكن لا أستطيع ، سمعت خطوات آتية من ورائي ، لم أستطع الرؤية كما قلت سابقاً … الخطوات تقترب أكثر و أكثر حتى أصبحت خلفي ، قال لي الشخص الغريب بنبرة أنثوية لذا عرفت أنها أنثى :

الغريبة : كيف حالك يا حبيبي ؟ هل استيقظت ؟
أنا : من أنتِ ؟ أين انا ؟ ماذا تريدين مني ؟
الغريبة : اشششش ستعرف كل شيء في معاده …
أنا : أجيبيني الآن !!
الغريبة : قلت لك ستعرف كل شيء في وقته… أما الآن لمَ لا أتركك تتذكر ؟ أنت تتذكر صحيح ؟
أنا : ما الذي تتحدثين عنه ؟

عندها سمعت خطوات ذاهبة فعرفت أنها ذهبت… عندها بدأت أتذكر …

ـــــــــــــــ

كنت أنا وصديقاي “عامر” و “محمود” شلة ، كنّا نزعج الجيران و كنّا ندق أبوابهم و نزعجهم و أحياناً نرمي النفايات علي بيوتهم ، و طبعا كانوا يشتكون لأهالينا الذين بدورهم كانوا يعاقبوننا ، و لكن الأسوأ هو ما كنا نفعله في أيام السبت ، حيث كنا نذهب إلى المقابر و ننادي على الموتى ، فكلما مات أحد نذهب إلى المقابر و ننادي عليه ، و كنا نستمتع حقاً بهذا ..

المهم … كان هناك دجالة في قريتنا نسميها أم سودا ، في يوم من الأيام انتشر خبر موتها في القرية حيث وجدت مقتولة في بيتها بأبشع طريقة ، طبعاً لم يوافق اأهلها على دفنها لذا تم دفنها في مقبرة عامة ، عندها أخبرت صديقاي ” لمَ لا نذهب و ننادي عليها و نقوم بالمعتاد ؟ خصوصاً أن اليوم هو السبت” لم يوافق عامر في البداية و لكن محمود أقنعه ، عندها اتفقنا على الذهاب في الوقت المعتاد ألا و هو الساعة الثانية عشر مساءً .. و بالفعل ذهبنا

ــــــــــــــــ

الغريبة : هل تذكرت الآن ؟
أنا : أنتِ مجدداً ؟ ماذا تريدين ؟
الغريبة : إذاً يبدو أنني قاطعتك خلال تذكرك ، لا بأس سوف أذهب
أنا : عودي و أجيبيني ..

تركتني و ذهبت و عندها عدت للتذكر …

ـــــــــــــــ

اجتزنا حاجز المقبرة و بحثنا عن قبرها ، بحثنا و بحثنا حتى وجدناه أخيراً ، كان في مكان لا يوجد به قبور ، بالطبع .. فمن يريد أن يضع جثة قريب له قرب جثة ساحرة ؟!! عموماً اقتربنا من قبرها و بدأنا ننادي عليها و نصرخ ، رشق صديقي محمود بعض الماء على قبرها و جلسنا نشتم بها إلى أن مللنا و عدنا إلى بيوتنا..

عندما عدت سألني أبي أين كنت فأخبرته بأني كنت ألعب الكرة مع أصدقائي ، صعدت إلى غرفتي و نمت و استيقظت على صوت خبط خفيف على جدار غرفتي… غرفتي كانت مظلما لذا لم أرَ شيئاً لكنني رأيت عينين في الظلام أشبه بأعين القطط تنظر الي ، قفزت من مكاني مرتعباً و سقطت على الأرض بقوة ، عندها بدأت الأعين بالاقتراب و كل خطوة تقترب فيها أرتعب و تزداد دقات قلبي ، و عندما اقتربت مني استطعت أن أرى ملامح وجهها ، كانت فتاة في العشرينات من عمرها بشعر أسود و بشرة بيضاء أشبه بالموتى ، أما عيناها فكانت أشبه بعيني القطط ..

استيقظت و أنا مفزوع ، نظرت حولي و لم أجدها… عندها عرفت أنه كان مجرد حلم .

ـــــــــــــــ

الغريبة : ماذا الآن ؟ هل تتذكر ؟
أنا : هلّا تركتيني أتذكر ؟
الغريبة : أوه إذا أنا قاطعتك… لا بأس إلى اللقاء

كالعادة ذهبت…

ـــــــــــــــ

خرجت من المنزل بعد تناول فطوري ، التقيت بأصحابي عامر و محمود و قصصت عليهم الحلم ، استغرب الاثنان و قال لي محمود بأنه حلم نفس الحلم و نفس الشيء مع عامر .. تعجبنا كلنا .

أنا : مهلاً ؟ ماذا يعني أننا حلمنا نفس الحلم ؟
عامر : لعنتها !!! قلت لكم لا يحب علينا الذهاب
محمود : ما بكما ؟ إنها مجرد صدفة لا أكثر …
عامر : أوه حقاً ؟ صدفة تعني أن نواجه كلنا نفس الحلم ؟
محمود : نعم صدفة…
عامر : إذاً …
أنا (مقاطعا لهما) : توقفا عن الشجار ، محمود محق أنها مجرد صدفة ليس إلا… ألم تسمع في حياتك أن الغالبية يحلمون بأحلام متشابهة ؟
عامر : و لكن..
أنا : لا يوجد “و لكن” ، إنه مجرد حلم ليس إلا ، لا تضخم الموضوع .
عامر : حسناً و لكن إن حصل شيء فأنا لا دخل لي
أنا : لن يحصل شيء ، و الآن لنذهب و نزعج الجيران

ـــــــــــــــ

الغريبة : هممم يبدو أنك تذكرت نصف الأحجية ، و الآن تبقى لك النصف الآخر
أنا : عن أي أحجية تتكلمين ؟
الغريبة : هلا توقفت عن الأسئلة ؟ قلت لك بأنك ستعرف كل شيء في وقته..

تركتني و ذهبت… بدأت انزعج منها… أكثر من خوفي منها

ـــــــــــــــ

عدت للبيت في الساعة السابعة ، نادتني أمي للغداء ، أكلت و شاهدت التلفاز ، شعرت بنعاس مفاجئ لذا قررت الخلود للنوم ، حلمت بنفس حلم البارحة و لكن هذه المرة اقتربت مني و قالت ” لماذا .. لماذا ؟؟ “

استيقظت مفزوعاً .. حلم يتكرر ليومين ؟ يجب أن يكون وراءه شيء ، نهضت من فراشي و قمت بواجباتي اليومية و عند خروجي من البيت وجدت عامر و محمد أمام المنزل ..

أنا : حلمتم بنفس الحلم مجدداً صحيح ؟
محمود : نعم…
عامر : رأيتم !! قلت لكم أني كنت محق…
أنا : عامر هذا ليس وقت الشجار
عامر : شجار ؟ عن أي شجار تتكلم ؟ أنا أقول كلمة الحق
محمود : أنت تزيد الأمر سوءاً
أنا : محمود محق ، إذا كنت تريد المشاكل فلا داعي لأن تصاحبنا
عامر : لا أريد مصاحبتكم ، اكتفيت من مشاكلكم .. أنا ذاهب
محمود : اذهب و أرحنا من مخاوفك .

رحل عامر و تركني أنا و محمود نفكر ، عندها أخبرني محمود بخطة…

محمود : لمَ لا نذهب لبيتها و نسأل عنها ؟ قد نجد حلولاً
أنا : فكرة جيدة سوف أقابلك غداً أمام بيتها
محمود : اتفقنا

ـــــــــــــــ

الغريبة : هذه أسوأ خطة ، فبعدها اكتشفتَ مفاجأة كبيرة
أنا : أنتِ مجدداً ؟ كم مرة علي أن .. و لكن لحظة .. كيف عرفتِ في أي جزء أنا الآن ؟
الغريبة : بالطبع عندما تتذكر ستعرف …

كانت كلماتها تزعجني و تستعجلني للتذكر

ـــــــــــــــ

لم يحلم أي منا بالحلم اليوم ، ارتديت ملابسي و ذهبت إلى منزلها لكنني لم أقابل أي أحد ، لم يكن محمود موجوداً .. ظننت أن ظرفاً قد حصل له و ربما تأخر ، طرقت الباب مراراً و تكراراً و لكن لم يفتح أحد ، كنت آتي كل يوم إلى هنا و لم أحلم بالحلم حتى ثلاثة أيام من الطرق على بابهم … و أتى محمود ..

أنا : محمود ؟ أين كنت ؟
محمود : لا يهم .. كنت منشغلاً
أنا : منشغلاً بماذا ؟
محمود : قلت لك لا يهم
أنا : حسنا لا بأس ، لا تتعب نفسك فلا أحد سيفتح .

و لكنني تفاجأت فمحمود طرق الباب و فتح له رجل في السبعينات من عمره …

الرجل الغريب : خير ما المشكلة ؟
محمود : لا شيء ياعم أزهر ، أنا و صديقي نريد أن نسألك بعض الأسئلة عن …
العم أزهر : عنها صحيح ؟ أتتكم في الحلم ؟ ادخلو بسرعة..

دخلت أنا أما محمود عاد إلى بيته لأن لديه ظروف ، تفاجأت كيف لرجل في السبعينات من عمره أن يعرف أننا حلمنا بها !!

العم أزهر : اسمع يا بني .. أنت تريد الأجوبة صحيح ؟
أنا : بالطبع يا عم أزهر
العم أزهر : إذاً اسمع و لا تقاطعني

قبل خمسين سنة كنت رجلاً في العشرينات من عمره ، يعتبره جميع أهل القرية قدوةً لهم بسبب كرمي الشديد و محبتي للدعاء ، و في أحد الأيام قابلت امرأة هي السبب في كل ماحصل لك ، لم أكن أعرف ما في جيبها من كذب ، بل كنت أعرف جمالها فقط ، و رغم تحذير أهل القرية لي تزوجتها ، و يا ليتني لم أفعل …

حصل العرس و مرت الأيام على خير حتى جاء أحد الأيام التي اكتشفت فيه حقيقتها ، حيث وجدت كتب سحر و شعوذة في غرفتها و عندما سألتها عنها أخبرتني بكل شيء ، أخبرتني أن أمها تزوجت أحد ملوك الشياطين و هذا طبعاً بالسحر و أنجبتها و علمتها كل شيء عن السحر و الدجل ، و كلما حاولت التوقف عن السحر تقوم أمها بتهديدها بحياتها .

شعرت بالحزن عليها أكثر من غضبي منها ، طلبت مني ألا أرميها و أتركها ، فأنا الفرح الوحيد لها في هذه الحياة لذلك قررت مساعدتها و ياليتني لم أفعل … فكنت أساعدها في أعمال السحر و الشعوذة رغماً عني و هذا جعلني أبتعد عن ربي و عن ديني و أصبح مشعوذاً .

كنت أساعدها في التنقيب عن العظام داخل القبور و أمور أخرى كثيرة ، و الغريب أنها لم تكن تكبر أبداً أما أنا فكنت أكبر ، حتى جاء يوم نزلت فيه لشراء الطعام و عندما عدت للمنزل لم أجد أحداً ، دخلت المطبخ و وضعت الفطور و ذهبت لغرفتها لأخبرها أن الفطور جاهز ، فتحت الباب وقفزت من الرعب ، فقد وجدتها مقتولة !! وجدت أطرافها مقطوعة و مبعثرة في الغرفة ، عندها صرخت صراخاً قوياً و أغمي علي ، و عندما استيقظت وجدت نفسي في المشفى و أخبروني عن كل شيء ..

ـــــــــــــــ

الغريبة : يا لها من مسكينة..
أنا : و رغم أنني أودّ أن أقتلك بسبب إزعاجك لي إلا أني أتفق معكِ .
الغريبة : اشششش أكمل تذكرك فأنت الآن في الجزء الأفضل

ـــــــــــــــ

عندما أنهى قصته أخبرني شيئاً ..

العم أزهر : إذا كنت تبحث عن حلول فيكمنني مساعدتك
أنا : نعم و لكن كيف ؟
العم أزهر : اسمع يا بني ، يوجد عندنا كتاب سحر أسود يقال بأنه يسبب لعنة قوية جدا لا يمكن التخلص منها إلا في حالة واحدة فقط ، و مع معرفتي بالسحر أستطيع أن أجزم لك بأنك مصاب بهذه اللعنة .
أنا : و كيف أتخلص منها ؟
العم أزهر : يجب أن ننتظر اكتمال القمر ، فهو لم يبقَ لاكتماله سوى ثلاثة أيام …

ـــــــــــــــ

خرجت من بيته و سلمت عليه و أخبرني أن آتي بعد ثلاتة أيام و ذهبت لبيت صديقي محمود لأخبره بما سمعت … فتحت لي أمه

أنا : أهلاً أم محمود… أين هو ؟
أم محمود : محمود ؟
أنا : نعم
أم محمود : و لكن ..

بدأت تبكي !!

أنا : ما بكِ يا أم محمود ؟ هل هو بخير
أم محمود : يا بني … محمود مات منذ ثلاثة أيام !!

لم أستطع تحمل ما سمعت … صديقي محمود ميت منذ ثلاثة أيام !! إذاً من كان معي اليوم ؟ و الأهم هو كيف مات و لم أعرف !

أكملت كلامها قائلةً :

أم محمود : أنت كنت معنا في العزاء فكيف لك أن تنسى ؟
أنا : أنا ؟! أنا لم أكن في العزاء
أم محمود : يا بني .. أنت كنت معنا و شاركت في دفن الجثة
أنا : نعم نعم صحيح ، لقد نسيت .. ذاكرتي تنسى كثيراً هذه الأيام
أم محمود : لابد أنك مصاب بصدمة يا بني
أنا : نعم صحيح صدمة

استأذنتها لأعود إلى بيتي و كانت الساعة حوالي الـ ٧:٤٥ مساءً ، دخلت البيت و عندها سألني أبي لمَ تأخرت ؟ لم أجد مخرجاً سوى إخباره بكل ما حصل ..

ـــــــــــــــ

الغريبة : هذه كانت أغبى حركة
أنا : أنا كنت يائس وقتها .. عموماً سأكمل التذكر

ـــــــــــــــ

بعد إنهائي من القصة صفعني والدي و قال

أبي : أخبرتك أن لعبك هذا سيوصلك إلى المشاكل

و طبعا أمي كانت تستمع إلينا ، و حصلت مشكلة بينهما انتهت بقول أمي :
أمي : سوف نأخذك غداً إلى شيخ مشهور في القرية اسمه “الشيخ سليمان”…

وجدت نفسي تلقائياً و بدون إرادة أوافق ، و عندها شعرت بشعور مفاجئ للحاجة للنوم ، صعدت إلى غرفتي و ذهبت في نوم العميق .

حلمت حلماً و لكن هذه المرة مختلف ، فكنت أرى مجموعةً من الكلاب تلاحقني و تعول بصوت ليس للكلاب !! و عندها توقفت في مكاني أمام حفرة كبيرة مكتوب فيها “قبر أم سودا” لم أشعر بنفسي إلا و أنا أسقط في هذا القبر .. استيقظت على صوت المنبه و ارتديت ثيابي و ذهبت مع أمي إلي شيخ القرية ..
عندما دخلت وجدت طابوراً من الناس يصطفون للمعالجة ، و كلما أرى أحداً يخرج يزداد رعبي أكثر ، فكانت تظهر على ملامحهم الرعب فسألت أمي :

أنا : أمي هل أنتِ متأكدة أن هذا شيخ ؟
أمي : يا بني هذا شيخ مشهور جداً في القرية و دائماً يعالج الناس ، و قد يعالج مشكلتك
أنا : نعم و لكن…
أمي : لا تقلق سوف يحل مشكلتك

انتظرنا حتى أتى دورنا ، دخلت لأجد نفسي في مكان مظلم في منتصفه رجل معه علبة بخور ، طلب من أمي الخروج لكن أمي أرادت أن تخبره بالمشكلة فابتسم و قال “أنا أعرف مشكلته” طلب مني الجلوس أمامه و بعدها أعطاني ورقة و قلم أحمر و طلب مني الكتابة ، و عندما سألت ماذا أكتب أخبرني أنني فقط أحتاج إلى الكتابة ، فوجدت نفسي تلقائياً أكتب… كتب بضعة حروف و هي “هيتوفارام” لم أعرف معنى الكلمة و لكنني عرفت أنها طلاسم ، ثم طاب مني أن آكلها و تلقائيا بدأت بأكلها ، و عندما أكلتها أعطاني كوباً فيه سائل أسود و طلب مني شربه و بعد شربه طلب مني إغماض عيني ..

أغمضت عيني لأبدأ بالحلم… حلمت في البداية أي عندما زرنا المقبرة ، و لكن الشيء المختلف هو أننا عندما نادينا عليها كانت خلفنا !! و كانت تردد الكلمات “باقوش ناقوس حهقوش” و ظلت ترددها بصوتٍ عالٍ ، أما أنا فكنت أطفو في الفضاء و أرى نفسي في وقت ذهابنا للمقبر ، ظلت المرأة تردد الكلمات إلى أن نظرت إلي فجأءة و من ثم اختلف المشهد…

وجدت نفسي عندما كنت أدق باب العم أزهر لآخر مرة ، و لكن هذه المرة لم يأتِ محمود بل أتت هي !! هي بصوت محمود ، وب عدها تبدل المشهد للمشهد الذي كان فيه العم أزهر يروي حكايته ، الاختلاف هنا أنها كانت معنا .. ماذا يعني كل هذا ؟ و بعد انتهائي من الحلم استيقظت و وجدت نفسي في السيارة ، و أخبرتني أمي أن الشيخ حل مشكلتي و أننا في طريقنا للبيت .

بقيت أفكر في الحلم و في معناه ، هل معقول أنها ليست ضدي ؟ و أنها معي ؟ و أنها تحاول مساعدتي ؟ أم أنها تريدني أن أساعدها ؟ و لكن كيف … و عندها تذكرت العم أزهر و أنه تبقى يومان على اكتمال القمر …

مر اليومين التاليين بسلام بلا أحلام حتى أتى يوم اكتمال القمر ، ذهبت إلى العم أزهر بسرعة قبل غروب الشمس بساعتين و طرقت الباب ، فتح لي و طلب مني الدخول بسرعة و سألني عن الأيام السابقة فأخبرته بكل شيء و قلت له على نظريتي فقال لي

العم أزهر : نظريتك ممكنة خصوصاً أنها تتوافق مع قصتي و لكن في ماذا تحتاجك ؟
أنا : يبدو أنها تريد أن تدلني على خيط أو شيء للمساعدة
العم أزهر : و لكن لحظة….قبرها !! ربما هي تقصد قبرها ..
أنا : ربما أنت محق
العم أزهر : إذاً علينا الإسراع بالتعويذة فربما تساعدنا
أنا : و لكن ما هي التعويذة
العم أزهر : تعويذه بحيث تمكنك من التحدث مع العالم الآخر

و بعد مرور ساعتين و عند اكتمال القمر قمنا بالتعويذة ، كانت التعويذة تقتضي أن على الشخص الاستلقاء على ظهره أما المشعوذ فيجب أن يردد بعض الكلمات ، و كانت تلك الطلاسم هي نفس الطلاسم التي نطقت بها تلك المرأة ، ألا و هي “باقوش ناقوس حهقوش” و ظل يرددها إلى أن غبت عن الوعي …

ـــــــــــــــ

الغريبة : إذاً هل تتذكر الآن ؟
أنا : نعم أتذكر و لكن كيف أتيتِ إلى هنا ؟
الغريبة : أنت الآن في حلم ، و أنا أدعى قرموزا … جنية يجب أن تساعدك على التذكر
أنا : و بما أنني الآن أتذكر فماذا يجب علي أن أفعل ؟
الغريبة : عليك الخروج من الحل ، اعذرني فأنا لا يمكنني مساعدتك أكثر من هذا
أنا : عودي ….

بعد رحيلها وجدت نفسي قادر على التحرك ، نهضت من مكاني و بعدها أنير المكان بأكمله و أصبح أبيضاً بالكامل و وجدت طريقاً أمامي .. بدأ الطريق بالتشكل و بدأت أمشي عليه إلى أن وصلت إلى نهايته و كان عبارة عن قبر !

بدأت أبواب القبر تفتح لي و وجدت نفسي لا إراديا أدخله .. كان المكان مظلماً لكنني وجدتها داخل القبر … نعم وجدت أم سودا ، بدأت تنظر إلي وتشير إلى إحدى جدران القبر ، كان مكتوب عليه “باقوش ناقوس حهافوش” و لكني وحدت نفسي أكررها في ذهني كثيراً إلى أن اشتعل المكان بأكمله بالنيران استيقظت من الحلم لأجد العم أزهر ينتظرني لأستيقظ ، سألني عما حصل و أخبرته بكل شيء…

العم أزهر : إذاً لابد أن الجواب هو قبرها ، علينا الذهاب اليه الآن
أنا : إذاً ماذا تنتظر ؟ هيا بنا

ذهبت مع العم أزهر إلى المقبرة ، أعطينا حارسها بعض المال و سمح لنا بالدخول ، دخلنا و اتجهنا إلى قبرها و تفاجأنا بأن الباب كان مفتوحاً !!

دخلنا القبر وب حثنا عن الشيء الذي تريدنا البحث عنه ، اتجهت عيناني إلي الجدار بقربنا و هو نفس الجدار الذي أشارت إليه في الحلم ، وجدنا بعض الطلاسم عليه و هذه المرة طلاسم مختلفة و هي “بلاقتريا عراقه اقارع” و أخذت أكررها في ذهني إلى أن غبت عن الوعي ، كنت أحلم بكل الأحداث التي حصلت مجدداً و هذه المرة لم تظهر هي… و لكن عندما تذكرت كل شيء لم أستيقظ من الحلم بل حلمت حلماً آخر…

جثتها… حلمت بجثتها و وجدتها تقف بقربها ، استيقظت من الحلم و أخبرت العم أزهر بكل شيء فأخبرني أن الجثة موجودة في الغرفة بقربنا ، فتحت باب الغرفة لأجد تابوتاً كبيراً فتحته و وجدت جثتها ، و كان مكتوب في يدها طلاسم و هي “حرش حوش حايش”

بدأت أرددها فأصبح المكان أسوداً بالكامل ، استيقظت لأجد نفسي في حلم آخر و هذه المرة كانت أم سودة تبتسم في وجهي أما العم أزهر فكان يحترق !!

لم أفهم أي شيء لكنني اكتشفت أن هذا ليس حلماً .. سمحت لي بالذهاب فخرجت و بعدها احترقت المقبرة ..

لا أتذكر أي شيء بعدها سوى أنني استيقظت في بيتي و أهلي حولي ، سألتهم عن العم أزهر فأخبروني بشيء صدمني فلم أكن أتوقعه … العم أزهر مات من ثلاثين سنة !! و لكن هل هذا يعني أنها استغلتني ؟ أنها أرادت مني أن أساعدها في سحرها و دجلها حتى في مماتها ؟ بصراحة لا أعرف…

مرت الأيام و تحسنت صحتي ، لا أعرف ماذا حصل لصديقي عامر و لكنني سمعت أنهم وجدوه ميتاً في منزله ، و أنا .. أنا هنا أقوم بكتابة قصتي ، و الآن أنا أضع لمساتي الأخيرة عليها ، سأقوم بنشرها و …أوه إنه ذلك الباب …
من هناك ؟

” افتح يا حبيبي.. إنها أنا .. أم سودا “

انتهت ..

تاريخ النشر : 2016-11-01

فارس الليل

السعودية
guest
19 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى