تجارب من واقع الحياة

الماضي الذي يطاردني.. إلى متى؟

بقلم : سعيد العماري المغربي – المغرب
للتواصل : [email protected]

أكتب حروف اسمها و أنا أذرف الدم
لقد أرسلتها لتخبرني أنّها راحلة مع عائلتها إلى مسقط رأس والدها

 السلام عليكم، في البداية، أودّ أن أقدّم لعشّاق هذا الموقع المتميّز الشكر الجزيل، فهو مؤنسي في غربتي . أردت أن أشارككم أعزّائي قصّتي وهي كالتاّلي..

بعد أن حصلت على شهادة الباكالوريا، قمت بالتسجيل في مدرسة حلاقة وتجميل رغبة منّي أن أشغل وقتي بما ينفعني في هذه الحياة . بدأت أتأقلم مع هذا الواقع الجديد، فأحببت هذه الحرفة الشريفة ….

 

في يوم من الأيّام الجميلة، وضعت الظروف في طريقي فتاة رائعة الجمال . تبادلنا النظرات والابتسامات، تحدّثت معها، وبدأت لقاءاتنا . احترمتها، كنت أراها يوميّا حتّى تعلّقت بها . بدأت تزورني في أحلامي وبسرعة مذهلة لدرجة أنّي بدأت أشكّ في نفسي . هل بهذه السهولة فتحت لها باب قلبي ؟ بالرغم أنّي من النوع الذي يتجنّب العلاقات خوفا على مشاعري من الضياع في متاهات نهاياتها العذاب . فأنا أرى أصدقائي يتعذّبون بسبب الحبّ وإيمانا منّي أنّ هذه الفكرة التي عشّشت لي في رأسي و مفادها أنّ الإنسان الذي ليس له دخل قارّ ولا عمل من الأجدر له أن يبتعد عن الحب ….

 

كنت من النوع الذي يمارس رياضة كمال الأجسام فلمّح لي شاب من وسط النادي . وقال لي : 

–  من فضلك هل تسمح لي بالحديث معك في موضوع جدّ مهم ؟
– مرحبا، أسمعك

– هل أنت على علاقة بفتاة اسمها (كوثر) ؟

–  فلتدخل في الموضوع بدون مقدمات.. اختصر!

– لقد تعرفت عليها بنفسي لفترة وجيزة واعلم أنّ أمّها ساحرة ! ..

نزلت عليّ كلماته كالصاعقة . قلت له : كيف عرفت أنّ أمّها ساحرة ؟ و اعلم أنّي لست من النوع الذي يمكن أن أنجرف وراء الأحاديث بسهولة !

 

 قال لي أنّه منذ أن تعرّف عليها، بدأ النوم يجافيه وهذا ما يحصل معي . قلت في نفسي ربّما يكون هذا الشخص يخطط لشيء ما . وأنتم أعزّائي _متابعي موقع كابوس_ تعلمون كم يمتلئ عصرنا هذا بالذئاب البشريّة. فبقيت أقابلها دون أن أحدّثها عن موضوع السحر

في يوم من الأيّام، تشاجرت معها وقلت لها أن لا تريني وجهها بعد اليوم . وبالفعل قطعت علاقتي بها . و بعد فترة، وبينما كنت أقف مع الشباب نتبادل أطراف الحديث، إذ بفتاة تتّجه نحوي، ما هي إلّا صديقتها.. لقد أرسلتها لتخبرني أنّها راحلة مع عائلتها إلى مسقط رأس والدها وهي مدينة “صفرو” . فلم أبدي أيّ اهتمام و قلت لصديقتها أن يذهبوا للجحيم فأنا لم أعد أرغب برؤيتها فلتبتعد و ذلك أفصل لها.

الكارثة يا أعزائي أنّي أحسست بحنين وشوق إليها . فذهبت بعد ذلك لأراها لكن لم أجدها . علما أنّه و في تلك الفترة لم تكن الهواتف متداولة بشكل كبير كما هو الحال في الوقت الحالي . سألت عنها الجيران وأكّدوا لي أنها رحلت . أحسست بالدوران و قلبي كاد يقفز من بين ضلوعي ما هذا الذي يحصل ؟ رحلت وأخذت قلبي معها وهي لا تدري .

 

بحثت عنها في ظلّ هذه التكنولوجيا، بحثت عنها في جميع مواقع التواصل الاجتماعي . أكتب حروف اسمها بالدم _علما و أنّه قد مرّ علاقتنا ثمانية عشرة سنة_ والمصيبة أنّي متزوّج في الوقت الحالي وعندي بنت عمرها سبع سنوات وأعيش حاليّا في بلاد المهجر بايطاليا. 

أعزائي وإخواني، أريد أن أعرف هل هذا حب ؟ أم تأنيب ضمير لما فعلته بعدم اهتمامي برحيلها ؟  مع كامل احترامي لجميع المشاركين وقرّاء موقع كابوس

 

تاريخ النشر : 2019-03-17

guest
35 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى