غرائب العشق والغرام

المتلصص

بقلم : sara zaky – مصر

التلصص مرض وانحراف جنسي عندما يحول الى ادمان

تخيل ان تذهب في اجازة و تقيم في فندق ما و تكتشف ان كل حركاتك وسكناتك مراقبة و مدروسة حرفيا … ان تفقد خصوصيتك تماما وتصبح تحت اعين شخص مولع بمراقبة الناس ..
هذا ما كان يقوم به “جيرالد فوس” المهووس بمراقبة الناس ، وهي العادة التي وصلت الى مرحلة الادمان لديه .. ونشأت هذه العادة مع فوس في طفولته المبكرة حيث كان يجلس في حديقة منزله متأملا العابرين بشغف ..

في العشرين من عمره انتقلت خالته الي المنزل المجاور فوجدها فوس فرصة شيقة لإشباع فضوله وكان يراقبها يوميا من وراء الزجاج .

المتلصص
يتلصص على النزلاء هو وزوجته!

فوس كان يستمتع كثيرا برؤية الناس عراة أو يمارسون الجنس , ولإشباع غريزته في المراقبة التي ازدادت مع الوقت قام بشراء فندق (مانور هوس) وقام بإضافة رف خفي فيما يشبه العلية في جميع غرف الفندق . قام فوس ببناء هذا الرف الخفي بمساعدة زوجته ليتجنب اثارة الشكوك . وكانت زوجته تشاركه التلصص! , وأحيانا كان الاثنان يشعران بالنشوة فيمارسان الجنس معا في الرف الخفي فوق رؤوس النزلاء! ..

بدأت رحلة فوس بمراقبة النزلاء فقط دون التدخل , كان يعشق مناظر العري والجنس , يصبر ساعات في ذلك الرف المظلم ليحظى بلقطة .. لكنه كان كارها للمدمنين ومروجي المخدرات فكان ينتهز فرصة عدم تواجدهم في الغرف ويقوم بالتخلص من المخدرات مما ادى الى حدوث جريمة قتل في احدى المرات , حيث قام نزيل بقتل رفيقته ظنا منه انها تعاطت المخدر بمفردها .. العجيب في الأمر ان فوس كان يراقب الامر ولم يحرك ساكنا وقال فيما بعد انه ظن الفتاة فقدت الوعي فقط ولم يعلم انها توفيت الا في اليوم التالي عندما اكتشفت العاملة الجثة .

فوس كان كذلك يكره النزلاء الذين يمتلكون حيوانات اليفة خاصة الكلب لانها كانت تشعر بوجوده وتشم رائحته ولا تتوقف عن النباح عندما يزحف داخل مكانه الخفي .

لم يكتف فوس بالمراقبة .. في بعض الاحيان كان يقوم بترك بعض المجلات الخلاعية داخل الغرف ليرى ردة فعل النزلاء , أو ربما ليغيرهم بممارسة الجنس , ومنهم من كان يتصل ليعترض على وجود هذه الاشياء ومنهم من كان يتقبل وجودها .

فوس كان لديه اعتقاد غريب بأنه باحث في النفس البشرية وان ما يقوم به من تلصص ليس انحراف ولكنه بحث علمي! .. وكانت لديه الكثير من الدفاتر منذ بداية انشاءه لفندق (مانور هوس ) وبها تفاصيل عن مختلف النزلاء , طباعهم و عاداتهم , حتى اوزانهم وأطوالهم ولون بشرتهم .. الخلاصة ان فوس كان يحسب نفسه عالما وليس متلصصا , وكان يعتبر ما يقوم به تضحية في سبيل فهم النفس البشرية وسلوكياتها الجنسية , خصوصا و أنه افنى الكثير من عمره في هذه الابحاث (ما يقارب الخمس و العشرون عاما) منذ ستنيات القرن الماضي.

الصحفي جاي تليس تعرف الى فوس في احدى المناسبات وتوطدت الصداقة بينهما إلى درجة أن فوس اخبره عما يفعله من تلصص على نزلاء فندقه , ليس هذا فحسب , بل اصطحبه في جولاته للتلصص , وكاد ان يكتشف امرهم عندما تدلت ربطة عنق تليس من احدى فتحات التهوية ليقوم فوس بسحبها سريعا قبل ان يلمحهم قاطني الغرفة ..

ونتيجة الصداقة التي نشأت بين فوس وتليس , فقد قام فوس بتسليمه دفاتر مراقبته إلى تليس .
والغريب أن تليس لم يبلغ الشرطة عن هواية فوس المنحرفة , متعللا بأن فوس جعله يوقع على ورقة بعدم نشر اي معلومات عنه الا اذا سمح فوس بذلك , وهو الأمر الذي يراه البعض خيانة صحفية .

المتلصص
غلاف الرواية التي صدرت عن الفندق

استمرت صداقة تليس مع فوس حتى انتهى من كتابة كتاب عنه بعنوان (المتلصص) وتم انتاج حلقات بنفس الاسم على شبكة “Netflix” في عام 2013. وللعلم فأن المخرج الامريكي الشهير ستيفن سبيلبيرغ اشترى حقوق الرواية اراد تحويلها إلى فيلم سينمائي لكنه عدل عن رأيه بعد أن تم عمل الفيلم الوثائقي عن الرواية.

اخيرا قد يتساءل القارئ .. كيف ان شخص يعترف بالتلصص على الناس وانتهاك خصوصياتهم , وتتم كتابة رواية عنه , وهو مازال حر طليق لا تقبض عليه الشرطة ولا تستجوبه حتى ؟! ..

الجواب يكمن في ان فوس توقف عن التلصص كما يزعم منذ عام 1996 ، وعليه فأن العقوبة تسقط عنه بالتقادم , أي بسبب مرور سنوات طويلة على الجرم , ثم ان احدا لم يتقدم بشكوى ضده , واخيرا فأن الدليل الوحيد في القضية , أي فندق مانور هاوس تم هدمه ومحيت آثاره .. وعليه فلا يوجد شيء يدين فوس .. وسيبقى على الارجح حر طريق يتبجح علنا بتلصصه على الناس لسنوات طويلة.

تنويه موقع كابوس : التلصص (Voyeurism) يصنف على انه نوع من أنواع الانحراف الجنسي , خصوصا حينما يتحول لعادة وادمان , ويعاقب عليه قانونا وشرعا .. وللأسف هؤلاء المتلصصون عددهم ليس بقليل , فكم من انسان شريف ابتلاه الله بجار سوء يتلصص من وراء ستار أو من فوق شرفة وسطوح.

المصادر :

Motel Owner Admits to Spying on Guests Having Sex for 30 Years
Gerald Foos – Wikipedia

تاريخ النشر : 2018-07-01

sara zaky

مصر
guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى