أدب الرعب والعام

المخلوق الأثيري

بقلم : محمد فيوري – مصر
للتواصل : [email protected]

المخلوق الأثيري
جلس من التعب وهو ينهج وبحزن ينظر لوجه حفيدته ألطفلة البريئة ..

لأول مرة تكتب قصة للقراءة بإحساس ثلاثي الأبعاد أو ثري دي ، فأخي ألقارئ استعد أنت على موعد مع قراءة قصة ثري دي فأرجو منك أن ترتدي ألنظارة ألخاصة لهذه ألتقنية ولكن أنت لن ترتديها هذه ألمرة على عينك فأريدك أن ترتديها بداخل عقلك وأن تعيش وتشعر بكل كلمة تقوم بقراءتها و كأنك أنت هو بطل تلك ألقصة وتنفذ كل حركة بداخل خيالك في ألحال ( ألقصة لمن هو في مزاج صافي أما لمن لم يشعر بذالك أرجو منك عزيزي ألقارئ أن تعود في وقت لاحق يكون عقلك مستعد وذهنك صافي ) ألقصة سيكون لها أجزاء أخرى تتحدث عن كل ما يدور بداخل ألبيوت من أسرار وحكاياتها : إنسانية ، رعب وغموض ، حوادث وسرقات ..إلخ

شكرًا واتمنى لكم وقت ممتع ..

***

في يوم ممطر وشديد ألبرودة ، وكان ألوقت لليل وكنت أعبر أنا من فوق قرية صغيرة يعيش بها ناس يبدو إنهم متواضعون وبسطاء ، وتحيط بتلك ألقرية ألحقول وألزراعات ألكثيرة وألترع ألمائية من كل ألجوانب وألأتجهات فقلت لنفسي سأختار بيت من ألبيوت وأدخله من غير لا إحم ولا دستور ،، آه أنا أسف نسيت أعرفكم على نفسي

أنا عبارة عن مخلوق أثيري أتحرك في ألهواء ، حجمي كحجم كرة ألقدم ، لا يراني أحد ، لا يسمعني أحد ، لا يشعر بي أحد ، لا يؤثر في أحد ، وأنا أيضا لا اؤثر في أحد، أمتلك سرعة رهيبة ، وأرى بطريقة غريبة ، فأنا أرى بطريقة التكبير والتصغير “زوم” لتقريب ألرؤية جدا جدا أو لإبعادها جداجدا ، ومن ألممكن أيضا أن أجعل ألزمن يتوقف و كل شيء يتوقف حولي عن ألحركة ويصبح في حالة سكون و تجمد ، ثم إعادة ألزمن للحركة مرة أخرى ، لا طعام لي ولا شراب و لا أتأثر بأي نوع من أنواع ألمشاعر ، أنا أفهم كل شيء وأعلم كل شيء ، وأفهم جميع للغات ألعالم .

ألمهم عبرت من ألنسيج ألخشبي لباب ألبيت ودخلت ، و صعدت إلى ألسقف وبقيت في نقطة وسط ألسقف تماما ، لأرى ألروئية من ألاعلى ومن جميع ألأتجاهات فنظرت بحركة دائرية لأستكشاف ما يدور بداخل هذا ألبيت ، فوجدت نفسي داخل بيت يبدو من يسكنه هم ناس فقراء ألإضاءة فيه ضعيفة جدا وألحوائط لونها أزرق غامق وقديم وألطلاء متقشر ومتساقط ، ووجدت دكة خشبية و فتاة يبدو إنها تبلغ من ألعمر ستة أعوام ، كانت نائمة على ألارض بجوار ألدكة وتضع يدها تحت وجهها وتشاهد ألتلفاز ألموجود أمامها بزاوية ألمنزل ، وفي ألزاوية ألمجاورة وجدت رجلا عجوز جالس على سجادة صلاة وهو يرفع يده يبدو انه يدعو ، فركزت رؤيتي على وجه ألرجل ألعجوز وإقتربت بالرؤية “زوم” على وجهه فقط ، فوجدت دموعه تتساقط بشدة وهو يبكي فرجعت بالرؤية لمكاني في ألسقف ، ونظرت بإتجاه تلك ألفتاة ألصغيرة ومازالت تشاهد ألتلفاز ، فتحركت بسرعة ليصبح مكاني على ألسقف فوق ألتلفاز تماما و نظرت إليها إلى ألأسفل لأتعرف على شكلها ووجهها ، وركزت رؤيتي على وجهها واقتربت بالرؤية “زوم” على وجهها فقط ، فوجدتها فتاة صغيرة جميلة ألملامح تتأوه وتتوجع بهدوء ودموعها تتساقط هي ألآخرى ، يبدو أنها تتألم ، رجعت بالرؤية لمكاني في ألسقف ، وتساءلت في نفسي ما ألموضوع ، فوجدت ألرجل ألعجوز ، أنهى صلاته ودعائه ووقف ووضع سجادة ألصلاة فوق كرسي خشبي قديم لونه بني ، ثم توجه ببطء إلى دولاب صغير وأخذ من داخله كيس نايلون صغير يبدو بداخله شيء ما ، ثم توجه بالقرب من تلك ألفتاة وجلس على ألدكة الخشبية ، وقال : ” قومي يا ( نيفين ) يابنتي شوفي أنا جيبلك إيه سندوتش حلاوة إللي أنتي بتحبيه تعالي جنبي هنا تعالي ” ..

فقامت ألفتاة يبدو إن أسمها نفين وصعدت فوق ألدكة ألخشبيه ووضعت رأسها على كتف ألرجل ألعجوز وهي تبكي وقالت : ” يا جدي أنا تعبانه تعبانه بطني بتوجعني جامد ومستنيه إني أموت كل يوم ومش بموت أنا ليه عايشه كده ” ..

قال لها : ” لاء لاء هزعل منك يابنتي ليه تقولي كده ، حرام عليكي تقولي الكلام ده ، أنتي بنت شطره ومتدينه ، أنا قربت أحوش ألفلوس خلاص وهنروح للدكتور ويعملك ألعمليه وهتكبري وتبقي دكتورة قد ألدنيا ، لازم تكلي علشان خطري ” .

قالت له : ” لاء أنا هاخد قطمه واحده بس وأنام هنا جانبك وإياك تبعد عني أتفقنا يا جدي ولا لاء ” ..

قال لها : ” أتفقنا يا حبيبتي ” .. ثم قام بتقبيلها علي رأسها وأخذت نفين ألقضمة ووضعت رأسها على قدميه ..

 

مازلت انا في موضعي موجود على السقف فوق التلفاز لن أتحرك من مكاني ، لكن تلك الفتاة ما بها وما اسم جدها الرجل العجوز ، وماذا يعمل ، ولماذا يعيشان وحدهما و لا يوجد احد معهم ؟ .. أسئلة كثيرة يبدو أنني دخلت البيت في وقت متأخر ، لا ادري الان أبقى داخل المنزل الى الصباح ام ارحل واذهب الى المدن الساهرة .. عذرا عذرا ، يبدو ان الرجل العجوز يقف ويضع رأس نفين فوق الوسادة وهي نائمة فوق الدكة ويغطيها ويقبلها من رأسها ثم يغلق التلفاز ويجلس على الارض بهدوء ثم ينام على الارض ويضع يداه تحت رأسه يبدو ان المنزل يوجد به حمام فقط ولا توجد اي غرف ثانية ماذا افعل البيت في سكون تام الان ، انا سأرحل الى مكان اخر واعود في الصباح لأعرف ما قصتهم .

 

بسرعة رهيبة اخترقت نسيج الباب وصعدت فوق فوق فوق في السماء طائر فالهواء بسرعتي الرهيبه وكانت قطرات المطر تأتي امامي كأنها خطوط ثابتة وانا أعبر الزراعات والبيوت البسيطه لأترك القرية وادخل اجواء المدينة المليئة بالأضواء والزحام والبنيات العالية وألوان اضواء السيارات والاعلانات أراها من الأعلى كأنها مجرد خطوط حمراء وصفراء فقط بسبب سرعتي المهولة ، وصلت الى قلب المدينة لأرى بناية امامي كانت تملؤها الاضواء فاخترت نافذة عشوائيا ودخلت من نسيج الزجاج واتجهت الى السقف وتمركزت في الوسط ، لاستكشف ما يدور بالداخل ، نظرت بحركة دائرية بهدوء في كل الاتجهات ،لأري مايكرويف شغال في المطبخ وموسيقي صاخبة و يبدو لا يوجد احد في الريسبشن ، فنظرت تحتي تماما ، فوجدت شاب يعانق فتاة ويقبلها وهم في وضع حميمي نائمون على الارض وغارقين في ” اللي هما بيعملوه”  ، هممممممم ،، انا لا أريدك عزيزي القارئ أن ترى تلك المشاهد معي ، فانا تعودت عليها كثيرا فلا داعي ان نضيع وقتنا هنا الان ،، اعذرني ،، هيا بِنَا ،،،،،،،،، يا اخي هيا بِنَا الله يهديك !! ، ،،

 

اخترقت أنسجة الحائط بهدوء وبقيت خارج البناية العالية ثابت في الهواء لا أتحرك ، وأصبحت البنّاية خلفي ، أفكر اين اذهب وأين أتجول وانا اشاهد اضواء المدينة في الليل من الاعلى ، فتوجهت سريعا سريعا الى الأسفل وأتجهت بسرعتي بالقرب من الارض والى وسط طريق مزدحم بالسيارت المسرعة وهي قادمة امامي عكس الاتجاه لاخترق جميع السيارت وانا اسمع أصوات متعددة من الأبواق وارى اضواء مختلفة قادمة امامي واسمع جميع كلمات الناس المتداخلة داخل السيارات ، ثم صعدت الى الاعلى سريعا سريعا سريعا لأبتعد عن تلك الضوضاء مع تغيير اتجاهي لاصبح متجها اتجاها افقيا وبسرعتي عبرت فوق جميع المدن ثم عبرت المحيط في ثانية لأجد ضوء قادم امامي ثم اصبح ضوء النهار يضيء كل شيء من حولي ووصلت الى بلدة من البلدان يبدو ان الشمس مازالت ساطعه بها ، ثم توجهت الى الأسفل لأرى انني اقترب من مكان به ألوان كثيرة ومختلفة .. ما هذا المكان ؟ ، فاقتربت اكثر الى الأسفل ، يبدو انها مزارع شاسعة من الورود ويوجد بها فتيات يعملون ، ساختار فتاة وارى ما تفعله ..

 

توجهت ناحية فتاة متواجدة وسط الزراعات الشاسعة وتحيطها ورود مختلفة الألوان من كل الجهات ، وكنت أمامها بمسافة تبعد مترين . فجعلت الزمن يتوقف وكل شيء اصبح ثابت عن الحركة تماما، فأصبحت الطيور خلف الفتاة ثابتة في السماء ، وأصبحت حركة الورود والفراشات التي تتحرك في الهواء ثابتة وحركت الفتيات الأخريات عالقة وثابتة بمواضع مختلفة ، ابتدأت أتحرك بهدوء بحركة دائرية وكانت الفتاة امامي هي مركز الدائرة ، نظرت اليها من الامام فهي كانت تضع يدها على الأذن اليمنى وعيونها كانت زرقاء، و من ناحية اليسار ترتدي حلق ذهبي مختلف الالوان ومن ناحية الخلف شعرها ناعم طويل ثابت في الهواء ومن ناحية اليمين يبدو انها فقدت الحلق الاخر لذلك كانت تضع يدها لتتأكد ، ثم تحركت سريعا حولها ثلاث مرات وتوقفت ببطء أمام وجهها تماما ليعود كل شيء للحركة فالطيور طارت ورحلت والفراشات تحركت في الهواء والفتيات عادوا يعملون والفتاة كانت تنظر حولها ويبدو أنها تبحث عن الحلق الضائع بين الورود ، صعدت الى الاعلى مسافة ستة أمتار ونظرت الى الأسفل وانا انظر في كل الاتجهات لأبحث عن هذا الحلق .. ها هو وجدته بالفعل ، لكن اعذريني عزيزتي انا لم يكن بيدي مساعدتك حظا سعيدا ..

 

ثم صعدت عاليا واختفيت في ثانية من فوق سماء مزارع الورود الشاسعة ، لأترك ضوء النهار والشمس الساطعة بتلك البلدة واذهب الى بيت الرجل العجوز والفتاة الصغيرة ( نفين ) دخلت الى البيت وكان ارتفاعي داخل البيت ما بين الارض والسقف ارتفاعي في المنتصف تماما، مازال الهدوء بالداخل تحركت سريعا في كل اتجاه ولم اجد الرجل العجوز والفتاة ، اين هم ماذا حدث لهم ، ثم وجدت فوق الدكة الخشبية ظرف كبير ويوجد بجانبه كثيرا من علب الدواء ، فركزت على الظرف واقتربت بنظري “زوم” ليخترق نظري أنسجة الظرف وارى ما بالداخل ، فإذا بها أشعة عن الصدر والبطن ، وتقرير مكتوب باسم الفتاة وأنها تعاني من مرض خطير ليس له علاج ، ثم صعدت الى زاوية السقف ووجدت شخص يفتح باب البيت ويدخل مسرعا ويتجه ناحية الظرف ويأخذه ويحمله في يده ثم يتجه الى الباب ليخرج ويغلق الباب ورائه ، فانا اريد ان اعرف ما الموضوع ، اخترقت الباب سريعا ، فرأيت ذلك الشخص يدخل سيارته وينطلق مسرعا ، ذهبت ورائه ودخلت السيارة معه ، ثم وصل الى موقف الحافلات الصغيرة “ميكروباصات” ، وتوقف بسيارته بالقرب من مايكروباص ونزل منها ومعه الظرف وصعد الى داخل الميكروباص ، ذهبت سريعا ورائه لأجد الرجل العجوز جالس بالداخل ويضع الفتاة على قدميه و هو ينظر لها بحزين شديد ثم أعطاه ذالك الشخص الظرف وقال : ” خد يا عّم يوسف الأشعة اللي انت نستها جبتهالك ربنا يشفيها اول ما توصل المستشفي أدي الظرف ده لأي دكتور وهو هيعرف حالتها ايه بالظبط .. ودوّل فلوس كل اللي حلتي .. مني ليك يا رجل يا طيب ” ..

قال له : ” خلي فلوسك معاك هاينفعوك يابني انا معايا ربنا ” ..

ثم طبطب الحاج يوسف بيده على كتفه ثم غادر ذلك الشخص الميكروباص واغلق الباب ..

 

ومازلت انا بالداخل مع الحاج يوسف لكي اعرف ما هي الحكاية ، وصل الميكروباص بعد خمسة ساعات الى المدينة ونزل الرجل العجوز وهو يحمل الفتاة الصغيرة على كتفه ، ودخل المستشفي مسرعا ، يتلفت يميناً ويسارا لا يعلم اين يذهب والى من يتحدث ثم جاءت إليه ممرضة وهي تنظر إلى منظر الرجل العجوز والفقير و تشاور له بيدها ليتوقف لا يتحرك وقالت : ” انت رايح فين يا عّم انت استنا عندك هنا .. في ايه ملها اللي انت شايلها دي ” ..

قال لها : ” حفيدتي بتموت ساعديني يابنتي ينوبك ثواب عند الله ” ..

قالت له : ” تعال ورايا لما اشوف آخرتها معاكم ايه ، انت معاك فلوس ولا جي مستشفي كبيره زي دي تشحت هنا ” ..

قال لها : ” معايا الله يابنتي ،، معايا الله ” ..

 

ذهب الرجل العجوز وراء الممرضه وهو يحمل الفتاة ثم دخل ورائها حجرة صغيرة وبها سرير واحد

 

قالت له : ” حطها على السرير وإياك تتحرك من مكانك لحد ما الدكتور يجي ” ..

ذهبت الممرضة من الغرفة وأغلقت الباب ورائها ..

 

اما انا أراقب كل شيء وأراقب حركات الرجل العجوز وهو يتحسس رأس الفتاة بهدوء والدموع تتساقط من عينه

و بعد سبعة ساعات من الأنتظار الطويل دخل الدكتور الغرفة ثم وقف الرجل العجوز وهو يمد يده للدكتور ليصافحه فيصافحه الدكتور هو الاخر وهو ويقول له : ” ملها ؟ ” ..

الرجل العجوز : ” دي الأشعة والتقارير كلها يا دكتور واكيد انت هتعرف ” ..

يأخذ الدكتور الظرف ويفتحه وينظر الى الاشعات و التقارير ثم يقترب من الفتاة و يكشف عليها ..

 

الدكتور : ” دي محتاجه عملية في خلال اربعه وعشرين ساعه وتمن العملية سبعين الف جنيه وإلا ممكن تموت ” ..

 

يجلس الرجل العجوز على الكرسي صامتا تماما وهو ينظر الى وجه الدكتور لوقت طويل ثم يقول : ” بس انا يا دكتور كل اللي حيلتي عشره جنيه ، انا كنت بضحك عليها كل يوم واقولها قربت احوشلك الفلوس للعمليه علشان نفسيتها ماتتعبش وامها وأبوها الله يرحمهم سبوهالي لوحدي أربيها ، انا بنام كل يوم علي الارض جنبها وعيوني مفتوحة بدعي ربنا يشفيها ويبعتلي اللي يساعدني أرجوك يا دكتور اتصرف أبوس إيدك ” ..

الدكتور : ” انت جي تحكيلي قصة حياتك يا عّم انت ولا ايه معاك فلوس تعملها العملية ولا لاء مامعكش خودها وامشي ” ..

الرجل العجوز : ” أرجوك يا دكتور لو طلبت دم مني هاديها لو طلبت كليتي لو طلبت كبدي بس اعملها العملية ” ..

الدكتور : ” دم ايه وكبد ايه يا راجل يا مجنون انت .. بقولك ايه خودها وامشي فورا وإلا هندهلك الأمن يخدوك انت وهي بره انا ورايا شغل مش فضايلك ” ..

الرجل العجوز : ” لا لا مالوش داعي .. مالوش داعي يا دكتور كتر خيرك انا هامشي انا وهي كتر خيرك يابني ” ..

 

مازلت انا موجود لن أتحرك اشاهد كل شيء ، ثم أخذ الرجل العجوز الفتاة وحملها على كتفه وذهب بهدوء خارج المستشفي الفاخرة التي لم تستقبل من تسموهم أنتم يا بشر بالفقراء والمساكين ، ذهب وهو يحمل الفتاة ويحمل في يده كل ما يملكه من مال عشرة جنيهات يتجول في شوارع المدينة المزدحمة بالناس وبالسيارات وسط النهار تائه وشارد التفكير ، ثم جلس على الرصيف من التعب وهو ينهج وبحزن ينظر لوجه حفيدته ألطفلة البريئة ،،،

 

فأوقفت انا الزمن عن الحركة وانا انظر الى ملامحه المليئة بالحزن ودموعه العالقه على خديه وهو ينظر الى ( نفين ) واقتربت منه تماما وركزت بنظري “زوم” باتجاه الفتاة واخترقت جميع الأنسجة بداخلها وتخللت كل خلية لأتفحص في ما يصيبها من مرض ، ثم عدت الى الوراء وابتعدت مسافة مترين ووجدت انها تعاني من شيء بسيط ولكنه مميت ومن الممكن أن تموت وتفارق الحياة تلك الليلة إن لم تجد العناية والرعاية الطبية ، كما قولت لكم انا اعرف واعلم كل شيء ولكنني لن أستطيع تغير شيء ، ولماذا طلب الدكتور كل هذا المبلغ من المال فإنها تعاني من شيئا بسيط جدا ممكن ان تعالج وتشفّي منه تماما ببعض الأدوية والعقاقير والاهتمام وحالتها لا تتطلب كل هذا المال او اجراء عملية كما قال الدكتور .. أهكذا يفعل الانسان لاخيه الانسان ؟ ، وهكذا تفعل الفلوس والمال في الفقير وتشعره بالذل والاهانة وتجعل الانسان رخيصا بلا ثمن ، فله الله عّم يوسف الرجل العجوز، ولها الجنة تلك الفتاة المسكينة إن فارقت الحياة .. أما أنا … فأنا محظوظ جدا جدا بأني لم أكن إنسانا وأنني مخلوق ،،،، بلا مشاعر …

 ***

 

انتهت القصة اصدقائي ولكن انا لم انهي كلامي ، فأريد منك عزيزي القارئ شيء بسيط من فضلك ، اذا أردت ان تضيف شيئآ لذالك المخلوق الأثيري فماذا تضيف له هل تضيف له :

1 – العودة بالزمن للوراء

2- الذهاب الي المستقبل

3 – تجعله يغير الأحداث

4- تجعله يتحدث الى الناس وتتحدث الناس اليه

اريد منك عزيزي ان تختار أختيارا واحدا فقط ، منتظرا تعليقاتكم وسأضع مع كل جزء ما يتم اختياره منكم من تصويت، لكي يصبح ذالك المخلوق في آخر جزء من أجزاء القصة كما أنتم تريدون ونرى ما سيقدمه هذا المخلوق الأثيري من خدمات للبشرية .

شكرًا لكم أصدقائي ودمتم سالمين .

تاريخ النشر : 2015-06-02

guest
93 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى