ألغاز علمية

المخلوق الغامض والقاتل المجهول تشوباكابرا

بقلم : حسن زيدي – المغرب
للتواصل : [email protected]

مخلوق غامض تسبب بالحيرة والذعر

أسطورة غريبة و سر محير.. تشوباكابرا “Tchupacabra” واحدة من الأساطير الحديثة التي ذاع سيطها في أرجاء أمريكا الشمالية و الجنوبية بزعم أن مخلوقا مصاصا للدماء يجوب القرى و البوادي و يقتل المواشي تاركا الجثة سليمة من دون عيوب، مكتفيا فقط بشرب دمائها و هذا ما أثار ضجة و اهتماما خاصين بماذا قد يكون ذاك القاتل المتسلسل الغامض.

إن الوصف الأكثر شيوعا للتشوباكابرا هو أنه كائن يشبه الزواحف، وتغطيه القشرة أو الحراشف الرمادية المخضرت وفقرات حادة على الظهر تشبه الريش. عيناه حمراوان و لديه مخالب حادة، كما أنه يشبه حيوان الكانغرو بقامته القصيرة.

في منتصف التسعينات، وعلى جزيرة صغيرة تدعى بورتوريكو، وهي واحدة من الجزر الكرايبية، و تحديدا في مدينة كانافاس، انتشرت أسطورة غريبة وسر محير حول مخلوق مفترس، لم يكن الغرض من قتله لكل تلك الحيوانات تناول الطعام .. فجميع جثث الماشية التي قتلها و التي تم العثور عليها كانت كما هي دون ضرر بدني متعمد.

المخلوق الغامض والقاتل المجهول تشوباكابرا
اجساد الحيوانات الميتة لم تحتوي كانت سليمة تقريبا

و لكن تم العثور على إثنين من الثقوب على عنق كل ضحية، ومن الغريب أن جسدها كان خاليا من الدم تماما بل كان جافا، وكانت علامات الأنياب ظاهرة على جثث الحيوانات المقتولة .. إنها قضية معقدة حقا .. أي من الحيوانات المفترسة التي نعرفها يهاجم ضحاياه من أجل امتصاص دمائها ؟ بالتأكيد لا يوجد .. وقد أصبح السكان في مواجهة وحش غريب، وهوية مجهولة، و أصبح لغزا بالنسبة لهم.

وبدأ الرعب ينتشر إلى مناطق ودول أخرى كالولايات المتحدة وتشيلي والبرازيل والمكسيك وبورتوريكو .. و انتشر الخوف بين الناس .. وخاصة أصحاب المزارع والثروة الحيوانية، ببساطة لأن المخلوق يركز على حيوانات المزرعة.

 بداية الهجمات

بدأت الهجمات بشراسة، تقريبا كل يوم، عدد كبير من حيوانات المزرعة ماتت ووجدت آثار من الأسنان على رقبة الضحايا، وقد كانت جميع الحيوانات تقريبا قد قتلت بنفس الطريقة.

وفي عام 1995 في بورتوريكو، تم العثور على حوالي 8 جثث من الأغنام الميتة، ولم تتوقف الهجمات أبدا، بل وصلت إلى كالاما في تشيلي، حيث هاجم الوحش واحدا من حيوانات الـ “لاما” ، وهي حيوانات تشبه إلى حد كبير الماشية من حيث الصفات و الشكل.

سكان القرى تعرضوا للهجوم ليلا، و كما هو الحال في كل مرة، كانت هناك حفرة في الرقبة وتم شرب دم الضحية بالكامل .. كان الجرح واضحا جدا .. كان من الممكن من خلاله أن ينظر إلى داخل جسم الضحية.

إدعى واحد من سكان إحدى القرى بأنه رأى مخلوقا غامضا، قال بأنه كان تقريبا مثل الدب الصغير وكان لونه يميل إلى الرمادي الأسود، وأضاف الشاهد قائلا أن المخلوق لديه صف من الشوك يبدأ تقريبا من الأمام وصولا إلى الجزء الخلفي من الذيل. وقال شهود عيان آخرون إنه كان لديه إثنين من الأيدي الصغيرة مع ثلاثة مخالب و كان مظهره تقشعر له الأبدان .. لأنه كان يقف على رجليه الخلفيتين مثل الكنغر .. مخلوق قتل حوالي 188 حيوان. و بالطبع هذا الرقم في منطقة واحدة فقط، باستثناء المناطق و البلدان الأخرى. ولقد شملت قائمة الحيوانات الكلاب و القطط أيضا .. وعندما بدأ المحققون وبعض الأطباء في التحقيق في القضية، توقفت الهجمات قليلا، وكذلك تم نشر بعض دوريات الأمن الليلي في محاولة للقبض على الوحش تشوباكابرا.

المخلوق الغامض والقاتل المجهول تشوباكابرا
وصفوه على انه مخلوق مخيف مع صف من الاشواك على ظهره

مرة أخرى يأتي الوحش الغامض الذي يدعى “تشوباكابرا” مهاجما بشراسة ، وقد تعدى حدوده هذه المرة بمهاجمة امرأة في مزرعة في بورتوريكو، وقيل أنه قد ذاق دمها .. وهذا يعني أن البشر أيضا ضمن قائمة الـ تشوباكابرا المفترس ويبدو أنه لن يتردد لحظة عن مهاجمة الناس.

لقد وقعت الهجمات أيضا في بلدة موكا، وهي بلدة صغيرة كان أصحابها يشتهرون بالزراعة و تربية الماشية، هاجم الوحش فيها أحد الأغنام، كما هاجم كلب حراسة أيضا .. كان الراعي الألماني و كلبه يحرسان الأغنام، وقد أثبت الكلب جدارته في حراسة القطيع من الذئاب، ولكن بقدوم الوحش لم يقوى الكلب على فعل شيء بل وكان هو نفسه واحدا من ضحايا تشوباكابرا.

تداولت مراكز الشرطة بالقرب من القرى و البوادي شكاوى جديدة حول موت بعض الأبقار، فقد وجدت ميتة في الصباح .. و السؤال المطروح هنا .. كيف يمكن لمخلوق قزم مثل تشوباكابرا التغلب على بقرة ضخمة !؟ ونحن نعلم أن جميع الحيوانات المفترسة التي تهاجم المواشي يهاجمون بمجموعة منظمة، لكن تشوباكابرا كان وحيدا هنا..!

أدرك الأطباء أنهم أمام مخلوق غامض ولم يكن لديهم أي تفاصيل حول ماهيته، لكنهم وصفوا المخلوق على أنه من سلالة غريبة من الكلاب البرية يمكن أن تكون ولادته نتيجة لعملية التهجين المحرمة بين الكلاب. وقالوا إن هذا النوع من الكلاب يشبه الزواحف.

وقد بدأت الهجمات أيضا لتظهر في كل من الأرجنتين وبوليفا وبيرو وجمهورية الدومينيكان.

مفارقات غريبة

المخلوق الغامض والقاتل المجهول تشوباكابرا
المخلوق اذكى بكثير من اي حيوان اخر

1 – خلال دوريات الأمن التي كانت تجري للبحث عن المخلوق، كانت الهجمات تتوقف تلقائيا ، لكنها تعود مرة أخرى بعد انسحاب رجال الأمن وفرق البحث. وهو ما يعني أن المخلوق متطور جدا، ويفوق ذكاءه ذكاء أي حيوان. وفي رؤية نادرة للمخلوق، قال شخص بأن الـ تشوباكبرا يستطيع القفز حوالي 20 قدما، أي ما يعادل 6 أمتار، وبهذا يصبح تشوباكابرا صاحب أعلى قفزة في عالم المفترسات.

2 – في وصف غريب، قال أيضا أحد شهود عيان، أن المخلوق تنبعث منه رائحة حادة تشبه رائحة الكبريت.

3 – غطى فريق البحث فشله في تفسير ما يجري عبر إسناد الأسطورة إلى بعض الكلاب المصابة بالسعار، ولكن تشوباكابرا ليس كلبا في الأصل.

4 – إنتشرت الهجمات أيضا في إسبانيا، وفي بعض الدول الأوروبية، والغريب في الأمر، هو كيف تحول تشوباكابرا من الأمريكتين إلى أوروبا ..!

5 – لم يتمكن فريق البحث من العثور على أي آثار أقدام في بعض الحالات، على الرغم من أن جثث الحيوانات كانت منتشرة في كل مكان.

6 – أثبت الباحثون والعلماء، أن مخلوق تشوباكابرا ذكي جدا، ولديه عقل متطور .. على عكس أي حيوان آخر لأن جميع الأماكن التي هاجمها كانت محروسة جيدا بجدران واسيجة عازلة وأبواب مغلقة ، فكيف تمكن الـ تشوباكابرا من فتحها!..

 لقاءات تشوباكابرا مع البشر

المخلوق الغامض والقاتل المجهول تشوباكابرا
لا يتوانى عن مهاجمة البشر

تقول جوي رويال : “كنت في حالة من الذعر و الخوف، بالقرب من بيتي. بجانب بعض الدجاجات الخاصة بعائلتي، لقد كان ينتابني شعور سيء وغريب، ولسوء الحظ، رأيت وحشا ذو عينين حمراوان مخيفان، لم يكن لديه آذان، كان بالقرب من باب المنزل وكان يريد الدخول .. وكان له شكل مخيف مثير للإشمئزاز، أظنه كان شيطانا أو مخلوقا فضائيا، ولكنه سرعان ما رحل بعد ذلك”.

تقول إيفلين غاسباري :

“إستيقظت من نومي في إحدى الليالي وكنت أريد قضاء حاجتي، وكان الحمام منفصلا عن المنزل، كان الجو هادئا جدا .. وكان نسيم بارد يهب بروية، ولكن فجأة سقط شيء ما على كتفي، كان ثقيلا، وحين التفتت وجدت وحشا قبيحا جدا .. و أسنانا كبيرة، وكان مخلوقا مخيفا تنبعث منه رائحة كريهة .. هاجمني، وغرز أسنانه في جسدي ثم بعد ذلك أغمي علي، وما لبثت حتى استيقظت في الصباح ووجدت زوجي بقربي”. وأضافت إيفلين أن المخلوق لديه ثلاث مخالب، وبعض المواصفات التي كانت تتطابق مع التي صرح بها شهود عيان آخرين، مما يعني أن أسطورة تشوباكابرا ربما كانت حقيقية ولها أصول.

يقول جاك جليف كرافتي :

“لم أكن أصدق في حقيقة وجود المخلوق تشوباكابرا، ولكنني الآن متأكد من أن ما رأيته من قبل ليس كلبا أو أي حيوان آخر”. وقد كتبت الصحافة ووسائل الإعلام قصته يوم 11 يوليو.

في سبتمبر 2009 ، بثت شبكة سي إن إن تقريرا يظهر لقطات فيديو مقربة من جثة حيوان مجهول. ذكر نفس التقرير أن السكان المحليين يشكون في أنه قد يكون تشوباكابرا. وأفاد محنط من بلانكو، تكساس، أنه استلم الجثة من طالب سابق قال أن قريبه اكتشف الحيوان في حظيرته، حيث مات متأثرا بالسم الذي تم وضعه للقوارض .. أعرب المحنط عن اعتقاده بأن هذا هو قيوط متحول وراثيا.

وفي 18 سبتمبر من نفس العام، باع المحنط جيري آير من تكساس، الجثة إلى متحف العالم المفقود .. كما ورد في صحيفة سيراكوز ستاندرد في 26 سبتمبر 2009، أن المتحف قد قام بعرض المخلوق ليراه الناس.

 الأصل المحتمل للأسطورة

المخلوق الغامض والقاتل المجهول تشوباكابرا
احد التفسيرات ان المخلوق مستمد من كائنات افلام الخيال العلمي

قام عالم الحيوانات الخفية بنجامين رادفورد بدراسة استمرت خمس سنوات ، والتي وثقها في كتابه “تتبع تشوباكابرا” الذي صدر عام 2011، خلص إلى أن الوصف الذي قدمته شاهدة العيان الأولى و الأصلية في بورتوريكو “مادلين تولنتينو” مستند إلى المخلوق “سيل” في فيلم الرعب و الخيال العلمي “الأنواع”.

حيث يطابق وصف المخلوق سيل تقريبا وصف تولنتينو وأنها شاهدت الفيلم قبل تقديم إفادتها : “كان ذاك المخلوق يشبه تشوباكابرا، مع أشواك على ظهره..” حسبما ذكرت تولنتينو.

كشف رادفورد بعد بحثه أن تولنتينو قد إعتقدت أن المخلوقات و الأحداث التي رأتها في فيلم “أنواع” قد حدثت في الواقع في بورتوريكو في ذلك الوقت، وبالتالي يلخص أن أهم وصف لتشوباكابرا لا يمكن الوثوق به. ويعتقد رادفورد أن هذا يقوض مصداقية تشوباكابرا كحيوان حقيقي. إضافة إلى ذلك، لم يؤكد تشريح بعض الجثث أيا من تقارير مص الدم، وبينما كشف تحليل من قبل طبيب بيطري عن 300 ضحية للتشوباكابرا أنها لم تنزف بشكل كامل.

 تنقسم تقارير رادفورد إلى فئتين :

1 – تقارير من بورتوريكو وأمريكا اللاتينية حيث تعرضت الحيوانات للهجوم ويفترض أنه تم مص دمها.

2 – تقارير في الولاية المتحدة عن ثدييات و معظمها من الكلاب و حيوانات القيوط المصابة بالجرب، والتي يسميها الناس “تشوباكابرا” بسبب مظهرها غير العادي.

في أواخر أكتوبر 2010 ، خلص عالم الأحياء من جامعة ميشيغان “باري أوغونور” أن جميع تقارير تشوباكابرا في الولايات المتحدة كانت ببساطة ذئاب قيوط، والذي من شأنه أن يفسر معظم ملامح التشوباكابرا : “عندها فراء قليل، وجلد سميك ورائحة عفنة”. ويروي أوغونور أن الهجمات على الماعز وقعت لأن هذه الحيوانات المفترسة تكون ضعيفة ، ولم تعد تقوى على الصيد، لذا فتضطر إلى مهاجمة الماشية لأنها أسهل من أرنب أو غزال.

رغم أن العديد من الشهود استنتجوا أن الهجمات لا يمكن أن تكون من قبل كلب أو قيوط لأنها لم تأكل الضحية، فهذا الإستنتاج غير صحيح. فقد يحدث أن الكلاب و القيوط تقتل الفريسة ولا تأكلها، إما لأنها ليست ذات خبرة، أو نتيجة لإصابة أو صعوبة في قتل الفريسة. فقد تبقى الفريسة على قيد الحيات بعد الهجوم و ثم تموت جراء نزيف داخلي أو صدمة في الدورة الدموية.

و أضيف ختاما أن ال تشوباكابرا واحدا من مخلوقات الكريبتو زولوجي وهو علم الحيوانات الخفية، التي لم تكتشف بعد، والتي مازالت تشكل لغزا محيرا لمعظم الباحثين.

مصادر :

– Wikipedia

– steemit.com

تاريخ النشر : 2017-10-06

حسن زيدي

المغرب
guest
19 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى