تجارب ومواقف غريبة

المرأة المجهولة

عندما كنا صغاراً، كنا نجتمع كثيراً في الليل. جميع العائلة، كبار وصغار، نستمع إلى قصص الكبار، عن أحداث غريبة حصلت معهم في الماضي، مع الجن والعفاريت. وفي إحدى الليالي، وأنا عمري 12 سنة، حكت زوجة عمي الأوسط، حكاية مخيفة عن المرأة مجهولة. وقد حصلت معها في المنزل القديم الذي نقوم جميعاً بتحضير الخبز في فرن تقليدي قديم في حديقة المنزل (حوش البيت). قالت أنها كانت تحمص حبوب الذرة الشامية، في الفرن هناك في وقت الظهيرة، وتركته لبعض الوقت.

وعندما عادت، شاهدت امرأة تجلس فوق الفرن الآخر المقابل للذي تحمص فيه الذرة. كانت المرأة صامتة، وترتدي عباءة سوداء قديمة، وتغطي وجهها بشال أسود قديم أيضاً.

كانت تلك المرأة تحمل طفلاً على أقدامها، ولم يظهر منه شيئاً أيضاً، ويبدو أن تلك المرأة المخيفة كانت ترضعه. ظنت زوجة عمي، أن تلك المرأة تريد المساعدة أو أي شيء.. فسألتها إن كانت تريد شيئاً، ولكن المرأة لم تجبها، ونظرت ناحيتها ثم اختفت.

لم تتحمل زوجة عمي ما حصل لها، ففقدت وعيها. وعندما استيقظت، رأت أنها لازالت في مكانها، فأسرعت وخرجت ركضاً إلى باقي العائلة لتحكي لهم ما حصل.

لكن بعضهم ظن أنها ربما تكون قد نامت أمام الفرن، وحلمت بما تقول وبتلك المرأة المجهولة. و البعض الآخر صدقها، وقالو أن في هذا المكان قديماً حصلت جريمة، وماتت فيها امرأة ويعتقد أنها نفس المرأة التي ظهرت.

إقرأ أيضا: الساحرة العجوز في المنزل المهجور

لكن أنا لم أصدق الأمر، لأنني لم أكن أصدق أي شيء يقوله الكبار، في أمور الأشباح والعفاريت والماورائيات. لأنني كنت أرى أنهم يقولون تلك الأمور المرعبة لإخافتنا فقط كي نسمع الكلام. ولهذا قررت أن أذهب بنفسي إلى هناك كي أتأكد من أمر تلك المرأة، وإن كان هناك أشباح فعلاً، فسوف يظهرون لي وأنا بمفردي، فرصة جيدة لهم كي يظهروا.

وبالفعل ذهبت في اليوم التالي، في وقت الظهيرة، كما قالت زوجة عمي، الجميع ينامون في مثل هذا الوقت. ذهبت بمفردي ونظرت في كل مكان لكي أبحث عن المرأة المجهولة، وانتظرت بعض الوقت، ولم يحدث أي شيء، ولم أرى أي شيء غريب.

ناديت إن كان هناك أي حد ليخرج لي، ولكن لم يحدث أي شيء. لايوجد أشباح، ولاحتى تلك المرأة الغريبة. فجأة رأيت ظل شخص كبير مر من جانبي بسرعة، وأنا متأكدة مما رأيت. فنحن في وقت الظهيرة، والظلال واضحة جداً. ولكن عندما التفت بسرعة، لم أجد أحداً. فجأة جاء أخي الأصغر مني بعامين، لينادي علي كي نلعب.

في هذا الوقت الكبار ينامون، ونحن نلعب بحرية وكما نشاء في الخارج. لكن بالطبع الأمر خطير، لأنه من الممكن أن يأتي لصوص، لكي يخطفوا أحداً منا. ولكن كنا حريصين أن نكون معاً، وألا يبتعد أحداً منا عن مكان اللعب. المهم أنني حتى الآن غير متأكدة إن كان هناك أشباحاً فعلاً في ذلك المنزل أو لا.

أنا عن نفسي أعتقد أن ذلك الظل كان أخي وهو يحاول إخافتي، فهو يفعل هذا دوماً. المهم أنني أقنعت نفسي بهذا الأمر، ولم أفكر به، وأنا الآن لم أذهب إلى هناك منذ سنين، ولازلت لا أعرف حتى الآن ما هو سر تلك المرأة المجهولة التي ظهرت لزوجة عمي؟

التجربة بقلم : نور الهدى مشعل – مصر

guest
7 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى