تجارب ومواقف غريبة

المرأة المجهولة

بقلم : حاتم – المغرب

امرأة ترتدي ثيابا ناصعة البياض خاطبتها في المنام

تبدأ القصة من يوم ولادة أخي الأصغر، هذا اليوم كان بداية معاناة أمي من مرض عضال حذرها الطبيب من خطورته لضعف جسمها وعدم قابليته لعملية قيصرية أخرى.

حاولت أمي تجنب الحمل لكن قدر الله و ما شاء فعل، حملت بأخي مما جعل الطبيب ينصحها بالإجهاض، فرفضت قائلة : “و الله لن أقتل نفسا أراد الله محياها”.

وقد صدق الطبيب القول، فبدأت معاناة أمي مع المرض و الأدوية , وتوقع الدكتور أنها لن تصمد أكثر من سنة , لكنها لم تسلم روحها لله إلا بعد أربع سنوات.

بعد وفاة الغالية الحبيبة رحمة الله عليها بسنون عدة، قرر أبي أن يحدثنا بواقعة عاشتها أمي أثناء مرضها لم يستطع إخبارنا بها قبل ذلك لصغر سننا، فاستطرد قائلا : في ليلة أفاقت أمكم مرعوبة مذعورة فأخبرتني أن امرأة ترتدي ثيابا ناصعة البياض خاطبتها في المنام قائلة : ” ستموتين ستموتين ستموتين، لكننا نستطيع أن نشفيك و نعيد لك عافيتك بشرط أن تفعلي ما نطلب منك بعد شفائك.. سآتيك غدا لأسمع ردك” .

فقال لها أبي لا تخافي ليس ذلك إلا مجرد أضغاث أحلام فاقتنعت أمي بكلامه. لكن الصدمة أن المرأة عاودت زيارتها في الليلة الموالية كما أخبرتها – يقول أبي أن أمكم حاولت أن تستفيق من حلمها لكنها لم تستطع – فقالت لها المرأة : “ما ردك إذا ؟” .

فردت أمي : “أعوذ بالله أن أشرك به أحدا فلا مشافي و لا معافي إلا هو” ..

و الله اقشعر بدني من رد أمي أكثر مما اقشعر عند علمي بالواقعة ..

فولت تلك المرأة و هي تردد : “استحملي إذا استحملي إذا …” .

لكن الغريب في الأمر أن أمي لم تعاني يوما لا من مس أو لا من سحر، لا قبل الواقعة و لا حتى بعدها. و من يوم أن أخبرنا أبي بكل هذا و أنا أتساءل، من تلك المرأة؟ هل هي من الجان أم ماذا؟ و إن حدث و وافقت أمي، ما الذي كان سيقع ؟ و ماذا كانوا سيطلبون منها ؟ أسئلة كثيرة حيرتني , لكن ما تأكدت منه وأبهجني هو أيمان حبيبتي الغالية القوي, لم تخف من المرض لما حذرها الطبيب من خطورة استمرار الحمل و لم تكترث للموت لما خاطبتها تلك المرأة , لك الفردوس أن شاء الله أيتها الغالية.

أتمنى أن أكون خفيف الظل عليكم، و أن تبروا بأمهاتكم – خصوصا – و بآبائكم.

تاريخ النشر : 2015-09-12

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى