تجارب ومواقف غريبة

المشلول

بقلم : أبو ياسر – اليمن
للتواصل : [email protected]

المشلول
لقد عاقبته الجنية بقطع أعصاب رجليه و جعلته مشلول

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جميعاً رواد موقع كابوس والمشرفين والمدراء كافة ، لقد تابعت موقع كابوس من فترة و جيزة – ثلاثة أشهر – وقد استمتعت وأعجبت بالمواضيع المطروحة ، و أنا لدي عدة تجارب ومواضيع مررت بها أو مر بها غيري و تستحق النشر و سأبدأ بقصة صديقي المشلول.

مرت على هذه القصة أكثر من عشر سنوات و هي حقيقية وحصلت في قريتي ، كان لي صديق منذ الطفولة ، منذ حوالي عشر سنوات كنا ذلك الوقت نعيش في قريتنا قبل أن ننتقل للمدينة و كنا نكوّن فريقاً للعب كرة القدم و غالباً كنا نجري مباريات مع القرى المجاورة في ملاعب بعيدة من القريتين تعتبر أرض زراعية ، تبدأ المباراة بعد العصر وتنتهي قبيل المغرب وبعدها نعود إلى قريتنا ونظراً لبعد المسافات فأننا نتأخر أحياناً حتى تظلم الدنيا ونحن بمنتصف الطريق وقد لا نصل إلا بعد العشاء.
و أثناء واحدة من المباريات التي تأخر الوقت فيها أثناء العودة و أنفصل عنا أحد أعضاء الفريق بحجة أنه يريد قضاء حاجته ولكننا لم ننتظر لان الطريق واضحة والدرب طويل عبر درج مرصوف بحجارة من قديم الزمان ومنحدر جبلي و يمكنه رؤيتنا و نحن نواصل المسير وهو بمكانه ، وصلنا إلى قمة المنحدر و صاحبنا لم يلحق بنا فتوقفنا نستريح وننتظر حضوره لأن المكان موحش والليل بدأ يسدل ستاره وطال انتظارنا ولم يحضر فقرر قائد الفريق أرسال أثنين ليستطلعوا ما جرى بصاحبنا فلم يجرؤ أحد على التطوع بالذهاب واقترحنا جميعناً أن نعود كلنا لأننا نخاف.

وأثناء ذلك الحوار شقت الأجواء صرخة عظيمة ملؤها الرعب عرفنا أنه لصدقينا ، بعضنا تجمد بمكانه وأثنين مننا انطلقوا هاربين ناحية القرية وكان كابتن الفريق أكثرنا شجاعة فقد أنطلق نزولاً من المدرج الحجري قفزاً يسابق الريح إلى حيث تركن صاحبنا و لحقت أنا به ولحق الجميع بعدنا ما عادى الاثنين الجبناء الذين هربوا ، وصلنا إلى صديقنا وهو جاثم في الطريق الصخري وقد أصفر وجهه وأنعقد لسانه فلم يستطع النطق ، عرفنا أن أمراً جللاً قد حصل ، فقام أضخمنا جثه بحمله على ظهرة وانطلقنا صعوداً إلى أن وصلنا إلى مشارف القرية و توقفنا عند أول منزل وطلبنا منه الماء ونحن نفكر ماذا نقول لأهل صديقنا ، أسرعنا برش الماء على وجه صاحبنا وصادف مرور أحد شيوخ القرية عائداً من صلاة العشاء فأخبرناه بما جرى.

قراء عليه المعوذات واستفاق صاحبنا ونطق ولم يستطع الوقوف على قدميه ، وصلنا به إلى منزله والشيخ معنا وحاور الشاب بوجود أهله فقال الشاب : ذهبت لقضاء حاجتي و دخلت حقل محوش بجدار حجري ونسيت أن أتعوذ بالله من الشيطان ، و بعد أن انتهيت فوجئت أني لا أزال جالس كاشف وسرحان بالرغم من انتهائي ، ففزعت وقمت مسرعاً أريد اللحاق بأصدقائي و قفزت من فوق جدار الحجر وقبل أن تمس قدمي الأرض فوجئت بثعبان أسود كبير جداً لم أتخيل وجوده في الأرض كان حجمه مثل أنبوب ما المجاري الكبير ولم استطع التحكم في قفزتي دهسته بقدمي وقوة قفزتي و حاولت القفز مرة أخرى هرباً من الثعبان أن يعضني وقفزت فعلاً وفوجئت بصوت حاد جداً يقول : لقد قتلتني ، لقد قتلتني.

تسمرت قدماي ولم أستطع الجري والتفت للخلف فلم أجد الثعبان ، ولكني أحسست بصفعة ريح باردة جداً في وجهي حتى صكت أسناني فأدرت وجهي لأعلى المنحدر أريد أن أنادي على واحد من أصحابي فلم أستطع ، و رأيت أمراءه تحول بيني وبينهم و كانت تلبس عباءة سوداء طويلة وصدرها مكشوف ولديها حوالي خمسة أو أربعه أثداء وكل ثدي يرضع منه ما يشبه الطفل الرضيع ، لم أرى وجوههم و لكن رأيت أجسامهم منكبه على الأثداء ، حاولت أن أنادي أصدقائي فلم أستطع و كنت أريد أن أنطق أي آية أو شيء فلم أستطع ، حاولت أن أنطق لفظ الجلالة فانطلق مني صوت فيه كل خوفي و رأيتها تنقض علي وأنا أصرخ فمرت من تحتي بين سيقاني فوجدت نفسي أهوي أرضاً فاقداً النطق والحركة.

هذا ما قصه علينا صاحبنا وبعد ذلك ذهبوا به إلى عدة رقاة فلم يستطيعوا فعل شيء له ، وذهبوا أيضاً إلى مشعوذين فلم يستطيعوا عمل شيء له إلا أنهم أفادوا بأنهم تواصلوا مع بعض ملوك الجن وأخبروهم أن ما ذهب لن يعود وأن صاحبنا قتل أبن تلك الجنيه – و العياذ بالله من الشيطان – وأنها انتقمت بقطع أعصابه ولن يفيد ذهابهم إلى راقي أو مشعوذ ، كما أنهم ذهبوا به إلى مكة لأداء الحج والعمرة والدعاء ، و لكن قدر الله وما شاء فعل،  و لا زال صاحبنا مصاباً بلعثمة وثقل في اللسان ومشلول على كرسي إلى الآن ، كتب الله أجره وتقبل منه صبره وشكره وأنا لله وأنا إليه راجعون والحمد لله على كل حال و صلى اللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد وأصحابه أجمعين إلى اللقاء في المقال القادم.

تاريخ النشر : 2018-08-15

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى