المقبرة المسكونة

كان ذلك يوم الخميس ، و كما تعرفون يوم الخميس هو عطلة بنسبة لطلبة المدارس العتيقة ، و كنت جالس مع بعض زملائي في الدراسة و كنا مجتمعين نتحدث ونضحك و كانت الساعة تشير إلى الساعة الثانية صباحاً ، و توجد في الغرفة التي نجلس فيها نافدة تطل على مقبرة قديمة حيث فتح أحد زملائي النافدة و كان مصدوم مما يراه و قام بمناداتنا و كنا نرى شخص يرتدي فستان أبيض وهو يمشي بين القبور بطريقة غريبة و كنا مفزوعين مما نراه و ظننا أنه مجرد ساحر أتى إلى هناك ليمارس شيء من الطقوس ، و لكن بعد دقائق من مراقبتنا له تبخر ذلك الشيء ،

و أقسم بالله أننا ظللنا مستيقظين إلى أذن المؤذن لصلاة الفجر ولم ننم إلى أن صلينا صلاة الفجر في الجماعة ، و في الصباح ذهبنا إلى أحد شيوخ القرية و أخبرناه بما رأيناه ، و لكننا لاحظنا أنه لم يقم بأي ردة فعل ، وعندما انتهينا من سرد ما رأيناه أخبرنا أنه كان إمام المسجد رحمه الله يقول : أن هناك أرواح تسكن ذلك المكان وكان ينصح سكان القرية بإخراج الصدقات لكي لا تؤذي تلك الأرواح التي تسكن المقبرة أحد ، و أن هناك أناس رأوا أشياء غريبة مثلما قال شخص يسكن بجانب المقبرة : أنه كان يسمع أصوات ضحكات و بكاء أو استغاثة من داخل المقبرة ،

و قال شباب أخرون : أنهم كانوا جالسين أمام باب المقبرة بالليل و كانوا يضحكون و يتحدثون بصوت عالي إلى أن خرج لهم مخلوق جلده كجلد الماعز و وجهه مسود و كان يركض وراءهم إلى أن ابتعدوا عن المقبرة و تبخر في السماء ، و كانت هذه القصة منتشرة في ذلك الوقت ، أكمل الشيخ حديثة قائلاً : و منذ أن بدأنا بإقامة وليمة للفقراء والمساكين كل عام لم نرى أي شيء بعد ، لا بد أنكم أزعجتموهم البارحة لذلك ظهر لكم ذلك المخلوق ، و بعد أن أكمل الشيخ كلامه شكرناه وعندنا للمدرسة و قمنا بجمع أغراضنا وذهبنا إلى مدرسة أخرى ، إلا أنني لم أستطيع الكف عن التفكير في هذا الشيء ، خصوصاً أنت كان أول مرة أشاهد فيه مثل هذه الأشياء.