أدب الرعب والعام

المهرج

بقلم : الوهمي – الجزائر

المهرج
مقابل اللعب مع كلاون يجب عليك دفع الثمن الذي يطلبه منك

“أن أصبح طياراً لأزور جميع بلدان العالم”
هكذا كنت أجيب عندما يسألني أحد ما عن طموحاتي وأهدافي , لكن إذا سألتني هذا السؤال حالياً ستكون إجابتي
“أن أنتقم من ذلك الحقير “كلاون”

حاليا أنا محبوس في هذا السجن الذي يقبع تحت الأرض بتهمة قتل أقرب الناس إلي صديقي الأول “أليكس” , لم أكن أتجرأ حتى على ضربه كيف أقتله إذاً ؟! ما حصل بسبب ذلك اللعين المهرج أو كما يسمي نفسه “كلاون” تريدون أن تعرفوا ما حصل ؟ حسناً !

قبل 9 سنوات

-“لوكاس أيها الأحمق كيف حالك ؟”
-“عندما تتصل هكذا فهذا يعني أنك تخطط لفعل شيء متهور يا أليكس”
-“ههه ماذا تقصد ؟ أنا أتصل فقط لأطمئن على صديقي”
-“سأحاول أن أصدق هذا “
-“حسناً حسناً , هل تذكر تلك اللعبة التي حدثتك عنها الأسبوع المنصرم ؟
-“أتقصد لعبة “المهرج” ؟
-“أجل أجل بالضبط , وقد حمّلتها على حاسوبي المحمول”
-“أليست محظورة ؟”
-“لقد قمت بفك الحظر , فقط كف عن الثرثرة وتعال على التاسعة مساءً في مكاننا المعتاد”
-“حسناً رغم أنني لست واثقاً من هذا”

كان مكاننا المعتاد هو شقة في عمارة قديمة نستغلها كمقرنا الخاص كما نضع فيها أغراضنا الخاصة
دقت التاسعة وقد فتح أليكس تلك اللعبة الغامضة ما إن فتحها حتى ظهرت لنا بعض التفاصيل حول اللعبة :

لعبة كلاون أو المهرج

طريقة اللعب :
أمامك خمسة أبواب كل باب يحتوي على خدعة أو لغز المطلوب منك هو اكتشافه , لديك عشر دقائق كمهلة لحل اللغز إذا فزت تنتقل للباب الآخر وإذا فشلت تخسر

شروط اللعبة :
مقابل اللعب مع كلاون يجب عليك دفع الثمن الذي يطلبه منك , يكون الدفع مرة واحدة وبعدها يمكنك اللعب بعدد المرات التي ترغب بها , كما أن عدد اللاعبين غير محدد

سر هذه اللعبة والتي جعلها غامضة ومحظورة عالمياً هو أنك إذا فزت في اللعبة تستطيع أن تطلب ما يخطر ببالك من كلاون وستحصل عليه فوراً ويظهر أمامك من العدم , لكن إذا خسرت يتوجب عليك تنفيذ ما يطلبه منك هو أو بالأحرى تدفع ثمن خسارتك , لكن السؤال الذي حير جميع اللاعبين هو كيف يعرف كلاون مكان تواجدهم وكيف يرسل هاته الهدايا ؟

بعد الموافقة على الشروط ظهرت نافذة تقول : “هل تريد اللعب؟” بخيارين نعم أم لا

-“ماهذا السؤال الأحمق بالطبع أريد” قال أليكس متذمراً
فظهرت نافذة أخرى تقول :”ضع درهما أمام الباب وستبدأ اللعب خلال ثوانٍ

رغم تعجبنا من هذا الشرط السخيف والبسيط ظناً منا بأنه مزحة إلا أن أليكس لم يتردد وقام بوضع الدرهم أمام الباب , لكن سرعان ما تفاجأنا عندما رأينا أن اللعبة قد فتحت كما أن الدرهم اختفى من مكانه , بث هذا بعض الخوف في قلوبنا لكن كما عهدت أليكس فهو سرعان ما يتمالك نفسه ويتظاهر بالشجاعة وعدم الخوف عكسي أنا فقد كنت الجبان الذي يسير على خطى أليكس وينفذ ما يقول

كان لكل باب لون يميزه عن الآخر , بدأنا بالباب الأول وكانت خدعة بسيطة واستطاع أليكس حلها دون مساعدتي حتى وهكذا كان الحال مع الأبواب الثلاثة الأخرى لكن المشكلة كانت في الباب الأخير “الباب الأسود”
كانت الخدعة الموجودة فيه غريبة ومبهمة , صورة لمهرج يقف في زاوية مظلمة ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة ينظر إلى رجل بملابس السجن وبجانبه قبر
كانت الخدع السابقة بسيطة وسهلة الحل إلا أن هذه مجرد صورة مخيفة لا يوجد أي تلميح للحل , تملكنا التوتر والقلق إلى أن ظهر على الشاشة عبارة “Game Over” أتذكر أنه لم تتبقَ قطرة دم في وجهي من شدة الخوف كنا مرتعبين من النتيجة أو الثمن الذي سندفعه لتظهر تلك النافذة التي أكدت لنا بأن الأمر رسمي وأنه قد قضي علينا

“أليكس ولوكاس شكراً على مشاركتي اللعب , لكن للأسف لقد خسرتما والآن استعدا لطلبي والذي ستكتشفانه لاحقاً”

انهرت على الأرض وبدأت بالصراخ والنحيب
” أنظر إلى ما ورطتنا به أيها اللعين الأحمق , إنه خطئي ليتني منعتك من لعب هذه اللعبة اللعينة , لا نعرف الآن ما سيطلبه منا , تباً ماذا لو طلب أرواحنا ماذا سنفعل ماذا سنفعل أجبني !”
ربت أليكس على كتفي وقال :”هدئ من روعك أيها الجبان سنكون بخير لا تقلق فنحن لا نعرف بعد ما سيطلبه منا لذا إطمئن “

كنت أعرف أن أليكس خائف أكثر مني عندما تنظر إلى ركبتيه اللتين ترتعشان تكتشف ذلك بسهولة لكنه يعلم بشخصيتي الجبانة ولا يريد إفزاعي أكثر

هدأت الأوضاع وعاد كل منا إلى منزله , رميت نفسي على السرير وغطيت في نوم عميق

حل صباح اليوم التالي واستيقظت على صوت صراخ أحدهم في الأسفل
-“لوكاس , أين لوكاس أريد أن أراه حالاً !”
من صوته عرفت أنه سام شقيق أليكس الصغير , فتح باب غرفتي وكانت الدموع تنهمر من عينيه وصاح :
-” أليكس .. لقد ، لقد قُتل !”

بعد أسبوعين
-“اعتماداً على نتائج البحث الجنائي واختبار البصمات تم الحكم على المدعو لوكاس رومير بالسجن مدى الحياة
بتهمة القتل المتعمد للضحية أليكس نيلسون” قال القاضي بعد أن ضرب بمطرقته والجميع ينظر إلي نظره احتقار ولوم , فقد كنت في نظرهم السفاح الخطير الذي قتل صديقه بسكين حادة !

والآن أنا مسجون بمفردي وهذا بسبب كلاون فأنا أعرف أنه هو من خطط لكل هذا
-“سأجدك يا كلاون وسأنتقم منك أيها الحقير” قال لوكاس وقد تعالى صوت ضحكاته الهستيرية
 

تاريخ النشر : 2017-06-09

الوهمي

الجزائر
guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى