عجائب و غرائب

الموضة في العصر الفيكتوري: الصناعة القاتلة

يمكن اعتبار العصر الفيكتوري ( منذ حكم الملكة فيكتوريا عام 1837 إلى وفاتها عام 1901 ) من العصور التاريخية المتطورة. حيث تميز ذلك العصر بأنه ذو نمو هائل خلال الثورة الصناعية التي اشتهرت باختراع المحركات البخارية والسيارات وإنتاج الفحم والحديد والصلب والمنسوجات. بالإضافة إلى التقدم في المجالات العلمية والفنية ودخول عصر جديد من الازدهار في التجارة. كل تلك التغيرات أدت إلى حدوث تأثيرات عميقة في ثقافة العصر الفيكتوري وجلب أنماط حياة جديدة تتناسب مع التقدم الصناعي. ومن ضمن تلك التغيرات ما يرتبط بعالم الموضة ورغبة الأفراد بالتماشي مع ما شهدوه من تطور، ومحاولاتهم للظهور بمظهر المجتمع المتحضر والتحول من البساطة إلى المبالغة والتعقيد في أنماط الموضة بكل أشكالها.. إلى درجة ارتكاب الأخطاء الكبيرة في سبيل صناعة موضة ذات جوانب قاتلة. ومن صناعات الموضة في العصر الفيكتوري:

فساتين الزرنيخ .. موضة الألوان المميتة

على الرغم من أن الغالبية العظمى من الصور الفوتوغرافية في ذلك الوقت كانت بالأبيض والأسود، لكن الألوان المبهرجة لم تكن واضحة من خلال تلك الصور. ومن الممكن ملاحظتها من خلال اللوحات الزيتية.. منذ اكتشاف صبغات جديدة تم إثبات أن الألوان سوف لن تصبح باهتة كما في السابق، إضافة إلى توفرها أكثر من أي وقت مضى ساعد في دخول الألوان إلى ورق الحائط والأثاث والمنسوجات الأخرى، وجلب حيوية جديدة إلى المنزل. وبسبب حب الفيكتوريين للألوان ورغبتهم في التباهي جعل الدخول إلى منزل عادي من الطبقة المتوسطة يبدو وكأن المرء يدخل إلى عالم مزخرف بألوان القوس قزح .

إقرأ أيضا: العصر الفكتوري : أسوأ عصور بريطانيا

وبعدما كانت الأزياء في العصور التي تسبق العصر الفيكتوري مقتصرة على اللون الأسود والألوان الغامقة للسيدات.. بدأ إدخال الألوان إلى الملابس لتصبح ذات ألوان مبهرجة بشكل كبير.

الألوان السامة.. موضة العصر الفكتوري
بدأ إدخال الألوان إلى الملابس لتصبح ذات ألوان مبهرجة بشكل كبير

ابتكر العلماء والمصنعون أصباغاً اصطناعية أنتجت أقمشة جميلة ذات ألوان زاهية ورخيصة الثمن.. مكنت أفراد الطبقة المتوسطة من شراء الملابس الملونة بعدما كانت مقتصرة على الطبقات الثرية فقط. من ضمن تلك الصبغات الملونة كان هناك صبغة معينة من اللون الأخضر المعروفة باسم (أخضر شيل) Scheele’s Green وهي صبغة ذات لون أخضر وهي زرنيخات النحاس الحامضية.. وهو مزيج من النحاس وثالث أوكسيد الزرنيخ السام. وبالرغم من عدم توفر المعلومات الكافية حول مدى سمية الصبغة قام المصنعون بإدخالها بانتظام في عمليات صبغ الأقمشة بحيث أصبح تأثيرها على الأشخاص الذين ارتدوها خطير جداً وظهور أعراض التسمم عليهم من خلال إصابتهم بالتقرحات الجلدية والتقيؤ والشعور بصداع مؤلم وفقر الدم .

فساتين الزرنيخ الخضراء
فساتين الزرنيخ.. سميت أيضا بالفساتين الخضراء القاتلة !!

تم إدخال الصبغة السامة أيضاً في صناعة الزهور عام 1861 عندما توفيت شابة تدعى ماتيلدا شورير تبلغ من العمر 19 عاماً بسبب التسمم. كانت ماتيلدا تعمل في مصنع للزهور الصناعية في وسط لندن وكانت تتمتع بصحة جيدة، وظيفتها تتمحور حول إضافة نقشات إلى أوراق الزهور ورشها بالمسحوق الأخضر السام. ومع كل نفس تتنفسه كانت تستنشق مسحوق أوكسيد الزرنيخ تدريجياً مما أدى إلى ظهور علامات التسمم عليها من تحول أظافرها وبياض عينيها إلى اللون الأخضر، ومعاناتها من تشنجات كل بضع دقائق ورغوة في الأنف والفم والعينين في ساعات وفاتها الأخيرة.

أكد تشريح الجثة أن الزرنيخ وصل إلى معدتها وكبدها ورئتيها. وصفت الصحافة أن وفاتها كانت مريعة وبحلول وقت وفاتها كان النشطاء أدركوا مخاطر الزرنيخ وطالبوا بمنعه من الاستخدام . استغرق الأمر سنوات حتى تحظر الحكومة البريطانية الزرنيخ في صناعة الأصباغ .

إقرأ أيضا: المتاحف الغريبة: موضة القرن ال21

الجوارب قد تكون قاتلة أيضاً..

كان الرجال في ستينيات القرن التاسع عشر مغرمين جداً بالجوارب الملونة، وكانوا يملكون مجموعة كبيرة منها الزهرية والبرتقالية والحمراء والبنفسجية وغير ذلك. إلى أن بدأ بعض مرتديها يعانون من سلسلة غامضة من الحروق الكيميائية على أقدامهم الجوارب أيضاً لم تكن آمنة، بحيث كانت الأصباغ المستخدمة لإعطاء الجوارب ألوانها الزاهية مصنوعة من الأحماض التي غالباً ما تسبب التقرحات والحروق. تم صناعة الأصباغ من نوع جديد من الأحماض تسببت في معاناة عمال المصانع الذين ارتدوا تلك الجوارب من تقرحات وتورم موضعي سيء للغاية، لدرجة أنه في إحدى الحالات اضطر رجل إلى قطع حذائه لأن الحمض الموجود في الجوارب تسبب في انتفاخ قدميه بشكل غير طبيعي. وبشكل عام كانت الحروق شديدة لدرجة أن الذين يعانون منها لا يستطيعون المشي.

كان الأطباء في حيرة من أمرهم، حيث لم يكن لدى الجميع هذه المعاناة، ارتدى البعض الجوارب دون أي مشكلة بينما عانى البعض الآخر من حروق كيميائية خطيرة. في النهاية تمكن الكيميائيون من تتبع المشكلة حيث لم تكن الأصباغ هي السبب فقط، وإنما تفاعلها مع عرق الإنسان. وبما أن عرق معظم الناس حمضي قليلاً فإن أقلية صغيرة لديها عرق أكثر قلوية، وعندما تتفاعل الصبغة مع العرق القلوي يؤدي إلى تسرب المادة الحارقة إلى داخل الجلد وتتسبب بكل تلك الأعراض الخطيرة .

داء السل الأنيق.. الموضة الفتاكة في العصر الفيكتوري

يعتبر السل أحد أقدم الأمراض في تاريخ البشرية، وهو أكبر الأمراض الفتاكة في العالم خلال القرن التاسع عشر. ويقدر بأن أكثر من مليار شخص ماتوا بسببه عبر التاريخ بحيث قتل ما يقرب من 1 من كل 5 أشخاص ونحو 40% من الوفيات في المدن المكتظة بالسكان. وبسبب نقص المعرفة العلمية وقبل ظهور المضادات الحيوية كانت الطريقة التي تتم بها الإصابة بالسل في ذلك الوقت غير مفهومة تماماً.

داء السل .. موضة العصر الفكتوري
أعراض السل جعلت من داء السل نموذجاً مثالياً للموضة الفيكتورية!!

ومن أعراض المرض السعال المستمر الذي يصاحبه ظهور الدم، مع حمى شديدة وفقدان الشهية ونقصان الوزن وشحوب في الوجه مما أدى إلى تسميته أيضاً بالطاعون الأبيض. ومن المثير للدهشة أن تلك الأعراض جعلت من داء السل نموذجاً مثالياً للموضة الفيكتورية لتصبح النحافة وشحوب الوجه يحاكي العديد من معايير الجمال.

إقرأ أيضا: اتجاهات الموضة القاتلة والأشد فتكاً عبر التاريخ

وينظر إلى أعراض السل على أنها أحد أنواع الموضة في العصر الفيكتوري.. كما أنها أيقونة للجمال ومرغوبة تماماً أكثر من أي مرض آخر، من خلال تعزيز وزيادة جاذبية النساء مثل النحافة بسبب فقدان الوزن.. والعيون المتلألئة البراقة والخدود الوردية والشفاه الحمراء الناتجة من الحمى المتكررة التي يسببها المرض.

أصبحت هذه الصفات الشكلية معيار للجمال المثالي وظهر ما يسمى بالسل الأنيق أو الأناقة المسلولة. وأصبح الناس مفتونون بإضافة الطابع الرومانسي للمرض والتي دفعت بالعديد من الراغبين في تقليدها بين الطبقات العليا .

كان يُعتقد عموماً أن أن مستوى جاذبية المرأة يمكن أن يحدد مدى احتمالية إصابتها بالسل، مما دفع معظم السيدات بأن يأملن بالفعل في الإصابة بمرض السل! ونظراً لأن المرأة كان بإستطاعتها استخدام مساحيق التجميل لإضفاء مظهر البشرة الشاحبة والشفاه الحمراء والخدود الوردية، إلا أن الملكة فيكتوريا كان لها موقف متشدد وحازم حيال هذا الأمر حيث وصفت مساحيق التجميل بأنها مبتذلة وأن المرأة التي تضع تلك المساحيق على وجهها توصف بأنها عاهرة نظراً لأن مواد التجميل كانت مرتبطة بتلك الشريحة من المجتمع. الأمر الذي دفع العديد من النساء إلى التخلي عن وضع المساحيق ومحاولتهن الحصول على مظهر أكثر طبيعية.

إقرأ أيضا: فضائح وغرائب الملكات عبر التاريخ

نتيجة لذلك امتلأ القرن التاسع عشر بطرق وأفكار غريبة لتعزيز سمات الجمال الطبيعية، لاعتقادهم أنه من الجذاب للمرأة أن تبدو مريضة أو ميتة، لكن العديد من تلك الأفكار قتلتهم ببطء. ومن ضمن تلك الطرق نصحت النساء بتناول أقل كمية ممكنة من الطعام، ووجبات تتكون من حفنة من الفراولة على الإفطار ونصف برتقالة على الغداء وكرز على العشاء. وتناول بعض الحساء الدافىء لكي يسمح لهن بالحفاظ على قوة كافية مع إضعاف أجسادهن بالإضافة إلى ذلك طُلب من النساء تناول مجموعة متنوعة من الأدوية كل ثلاثة أشهر لتنقية دمائهن على الرغم أنهن يضعن أنفسهن في حالة مرضية، كانت النساء يتقيأن الدم باستمرار لأن هذا كان في الواقع يطهر أجسادهن من الشوائب مما يجعل بشرتهن شاحبة ونقية لتحقيق مظهر الاقتراب من الموت .

أعراض السل أيضا كانت موضة في القرن التاسع عشر!
لوحة تخيلية تجسد موضة تشبه نساء العصر الفيكتوري بمرضى السل لإبراز جمالهن!

قامت النساء أيضاً بتغطية وجوههن بكميات من الأفيون المستخرج من أوراق الخس، وغسل وجوههن بعد ذلك بالأمونيا للتأكد بأن بشرتهن ستبدو دائماً باهتة قدر الإمكان. طريقة أخرى اتبعتها النساء وهي استخدام رقائق الزرنيخ للتقليل من النمش والسمرة، مما يجعل المرأة تبدو أصغر سناً وأكثر جاذبية. لقد كان الناس مدركين تماماً مخاطر الزرنيخ السامة لكنهم اختاروا القيام بذلك على أية حال من أجل تحقيق المثل العليا للجمال .

كان يعتقد أيضاً أن كربونات الأمونيا ومسحوق الفحم أمران ضروريان في نظام جمال أي إمرأة، ومن المفترض أن تبقى هذه المواد الكيميائية السامة على وجوه النساء أطول فترة ممكنة للحصول على أكبر استفادة منها .

كان هوس النساء بالبشرة الشاحبة كبيرا جداً، لدرجة أن وضوح الشرايين الدقيقة على الجلد الخارجي للبشرة كان أمراً مهماً لإعطاء انطباع للآخرين أنهن ثريات بما يكفي، وعدم حاجتهن إلى العمل وقضاء وقت في الخارج تحت أشعة الشمس الحارقة .

موضة حرق الشعر في العصر الفيكتوري

كان الشعر المجعد سائداً في القرن التاسع عشر، وكانت مكواة تجعيد الشعر في بداية ظهورها. وهي عبارة عن ملاقط معدنية يتم تسخينها في النار أولاً وثم استخدامها على الشعر. لكن في حالة إذا سحبت المرأة المكواة من النار وهي ساخنة جداً ووضعتها على شعرها مباشرة فسيحترق شعرها حرفياً، وحدوث مشاكل في الشعر من ضمنها الصلع لذلك أصبح الصلع مشكلة شائعة لدى النساء في العصر الفيكتوري.

تم اقتراح أن يغسل الشعر بالأمونيا والماء لتحفيز النمو، لكن يمكن أن تسبب الأمونيا مشاكل في الجهاز التنفسي وحرق الجلد كما يمكن أن يسبب العمى. تم اقتراح أيضاَ مزيج من أجزاء متساوية من كبريتات الكينين والصبغة العطرية للصلع.. كما تم نصح النساء بتجنب ملامسة مكواة التجعيد لشعرهن بشكل مباشر وهو الأمر الذي لم يدركه الكثير من الناس إلا بعد فوات الأوان . حتى لو أصبح الناس ماهرين في تسريح شعرهم كان لايزال الكثير من الضغط على فروة الرأس بشكل متكرر يؤدي إلى حدوث مشاكل في الشعر .

أمشاط الشعر القابلة للإحتراق..

تعتبر أمشاط الشعر التي تستخدمها النساء في تصفيف شعرهن والمشابك لتثبيت الشعر وللزينة من الصناعات التي واكبت التطور في القرن التاسع عشر، والتي لم تخل صناعتها من وجود الأخطار السامة والمميتة.

أمشاط قابلة للاحتراق
كان بقاء تلك الأمشاط تحت أشعة الشمس لمدة دقيقة واحدة يكفي لإحداث حريق قد يؤدي بحياتهن..

في السابق كانت تصنع تلك الأمشاط والاكسسوارات من عاج ناب الفيل ذو الجودة العالية والتكلفة الباهضة الثمن، لكن سرعان ما ظهرت حاجة ماسة من قبل الشركات المصنعة لإيجاد بديل أقل تكلفة وتراجع تجارة العاج في إفريقيا لما تسببه من قتل الفيلة في سبيل الحصول على أنيابها.

إقرأ أيضا: ماذا تعرف عن مزاد بيع الزوجات في انجلترا؟

في عام 1863 تم اختراع نوع من المركبات وهو في الواقع نتاج من ثنائي نترات السليولوز الممزوج بالأصباغ والحشوات والكافور والكحول لإنتاج مادة صناعية مصنفة على أنها نوع من البلاستيك.. والذي يطلق عليه السيليويد، والذي تم استخدامه في صناعة الأمشاط والأكسسوارات.

و سرعان ما أصبحت تلك الصناعة شائعة لسهولة صنعها ورخص ثمنها. رغم ذلك لاحظ المستهلكون أن الأمشاط تميل إلى الاشتعال بسهولة وعدم استقراريتها لدرجة أن مادة السيليويد لم تكن بحاجة إلى تعريضها إلى اللهب مباشرة كي تحترق، بل كان مجرد تعريضها لمصدر حراري بسيط كافياً لاشتعالها تلقائياً ودون سابق إنذار ، وكانت هناك خطورة في خروج النساء وهن يضعن المشابك والاكسسوارات في شعرهن حيث أن بقائها تحت أشعة الشمس لمدة دقيقة واحدة يكفي لإحداث حريق قد يؤدي بحياتهن. بالإضافة إلى الحرائق التي حدثت في مصانع الأمشاط حيث كان الأمر أسوأ بالنسبة للمصنعين عندما ذكرت إحدى الصحف أن تسعة عمال لقوا حتفهم في مصنع بروكلين للأمشاط .

ملمع الأحذية.. الموضة السامة في العصر الفيكتوري

ممكن أن تقتل ملمعات الأحذية الناس أحياناً. في أوائل القرن العشرين كان الناس يفضلون أن تبدو أحذيتهم لامعة قدر الإمكان. وتم صنع مجموعة شائعة من ملمع الأحذية باستخدام مادة كيميائية شديدة اللمعان لكنها سامة، وهي النايتروبنزين. وهي التي تعمل على تلميع الأحذية بشكل جيد للغاية لكنها من الممكن أن تجعل الناس يفقدون وعيهم أيضاً، لكن في حالة تم السماح للطلاء بأن يجف فلن تكون هناك أي خطورة.

ملمع الأحذية كان موضة قاتلة في العصر الفكتوري
حتى ملمعات الأحذية كانت سامة ومميتة..

ومع ذلك إذا كان الشخص يتعامل مع الطلاء قبل أن يجف فإنه سيواجه مشكلة خطيرة تؤدي إلى أعراض صحية مثل نقص الأوكسجين والتقيؤ والموت في بعض الحالات. وكما يقول ضحايا الموضة، كان أحد الشباب حريصاً جداً على الذهاب إلى إحدى الحفلات لدرجة أنه قام بتلميع حذائه وارتدائه على عجل عندما كان الملمع مبتلاً، ودون أن يتركه ليجف وبعد بضع ساعات ظهرت عليه أعراض من التقيؤ وفقدان الوعي أدت إلى وفاته وتم إيجاد جثته من قبل زميله في السكن .

ملاحظة : جميع حقوق المقال محفوظة لموقع كابوس . لا يحق لأي شخص كان النقل الحرفي أو المرئي للمقال المنشور دون إذن مكتوب من إدارة الموقع . وتترتب المسائلة القانونية المنصوص عليها على كل مخالف للتنبيه المذكور .

المصدر
The Messed Up History Of Victorian FashionHow Tuberculosis Influenced Victorian Fashion - Ripley's Believe It or Not!10 Dangerous Beauty Trends From The Victorian Era - Listverse
guest
46 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى