تجارب من واقع الحياة

الندم المتأخر

بقلم : وحيدة تحت المطر – الجزائر

الندم المتأخر
دخل اخي الكبير وانهال علي بالضرب المبرح

سلام الله اخوتي ، سلام الله على كل قارئ وعلى كل معلق شاركني رأيه ، ابتدئ قصتي التي هي اشبه بالخيال ، انا فتاة من الجزائر عمري 20 سنة ، قصتي اكبر من عمري ب 40 سنة قصتي التي زادت معاناتي ، انتم ولا شك انكم تعرفون معاناة الفتاة بين اخوتها الذكور ، وانا ككل فتاة تعرضت لها ، صدقوني اني اكتب وقلبي يبكي بدل دموعي لأني عشت وحيدة بأحاسيسي وابكي وحيدة بدموعي واعيش وحيدة بعالم اشبه بموت بطيء

 في احد أيام الصيف الحارق وفي  اليوم الثاني من عيد الاضحى اقبلت ابنة عمي التي تكبرني بسنتين واخبرتني انها ستذهب لزيارة خالتها واقترحت ان ارافقها فاستشرث امي وسمحت لي بالذهاب فرافقتها ، لكن لم تخبرني بحقيقة انها ستلتقي عشيقها ، بعد العودة من عند خالتها اخبرتني بحقيقة الموعد فرفضت مرافقتها و اخبرتها انني سأنتظرها عند بيت صديقتي ، و بينما هي تتكلم معه شاهدها ابن الجيران فاتصل بأخيها وما هي الا لحظات حتى هب اخوها وانهكها بالضرب

 انتظرتها كثيراً فلم تأت ، اتصلت بها فرن هاتفها عندي فتذكرت انها تركته عندي فأصبت بالهلع الشديد وبالحيرة بين العودة الى المنزل او الانتظار ، واخيراً قررت ان اتصل بحبيبها من هاتفها وحين رد علي ، أتعلمون بما أجاب ….? اجابني بصوت مستهزئ وببرودة اعصاب ان اخوها قبض عليها وابرحها ضرباً ثم ضحك ، عجبت لأمره وقررت العودة الى المنزل 

حين دخلت البيت وجدت امي امام الباب و وبختني لأنني تأخرت كثيراً في العودة ، و ما ان قمت بنزع ملابسي دخل اخي الكبير وانهال علي بالضرب المبرح دون ان يخبرني اصلاً عن سبب ضربه لي ، و سألته امي عن السبب ، اجابها الحقت بنا العار ، امي اساءت بي الظن واخذت تضربني هي الاخرى دون رحمة منها ، وسط صراخي ودمائي المنهمرة من انفي وفمي سمع الجيران صراخي فأسرعت احدى جاراتنا وهي صديقتي المقربة الى بيتنا

دقت الباب كثيراً لكنهم لم يفتحوا لها الباب بل واصلوا ضربي ، فدخلت و اندهشت كيف فعلوا بي هذا ! اخذت تسألهم : لماذا تتعاملوا معها وكأنها ليست موجودة ؟ فاتصلت ببنت خالتي التي تدرس معها فحضرت حالاً وسالت امي فأخبرتها بان ابن عمها وابن الجيران قد وجدها في موعد غرامي ولم يخبره بالحقيقة ان اخته من فعلتها ولست انا ، لكن اخي لم يصدقني وصدقه

 بعد دقائق عاد اخي الذي يكبرني ب 5 سنوات فرآني في حالة يرثى لها فاستفسر عن الامر فأخبرته امي ، توقعت ان يقتلني لأنه عصبي جداً ، لكنه اشفق علي وادخلني الغرفة واغلق الباب وسألني عن الحقيقة ، و حين فهم الامر اسرع لبيت عمي واخبر عمي الحقيقة واقرت ابنته هي ايضاً بالحقيقة ، غضبت واحسست بانحطاط عزة نفسي وان اسرتي لا تثق بي خصوصاً انهم يشكوا بي ودائماً ما يضربوني 

ففي ذلك اليوم جرحوني كثيرا بالكلام ، و تجمعت الاحاسيس داخلي و تملكني الحقد والغضب وفكرت في ان ارحل عنهم لأريحهم من همي ، فتحت علبة الدواء وشربت كل الاقراص الموجودة بداخلها وعددها يزيد عن سبع علب ، بدأ تأثير الدواء يظهر ففقدت الوعي وتقيأت دماً متخثراً لدرجة انه نزل على شكل قطع لحم ، مر شريط حياتي امام عيني ، تذكرت كل اللحظات السعيدة والتعيسة في حياتي واخر صورة شاهدتها هي صورة ابي الذي لم يسمع بالمجزرة التي حصلت في البيت فقد كان في العمل

 لا اذكر ما حصل بعدها ، فقد استيقظت ووجدت نفسي في المستشفى وابي يحتضنني و يبكي ، اما انا فقط اكتفيت بالمشاهدة وبعد ان استوعبت الامر انفجرت بالبكاء واخبرت ابي : انني اسفة ولم اقصد ان اشرب الدواء ، فخرج مسرعاً للطبيب واخبره اني شربت الدواء واخذوني لغرفة العمليات و قاموا بغسيل معوي ومعدي لجسمي وقام المستشفى بالاتصال بالشرطة لأجراء تحقيق معي ، و في لحظة دخولهم تملكني الغضب واردت ان اخبرهم بكل شيء لكن حين نظرت لعيون ابي الدامعة تراجعت عن قراري وانكرت ضرب اهلي لي ، عدت للبيت وطلب مني اخي وامي العفو

 فقط اردت الافصاح عن هذه القصة المكبوتة في قلبي ، لقد احسست بالندم الشديد بعد هذه التجربة ونصيحتي لكم ارجوكم ان لا تتخذوا اي قرار في لحظة غضب وان تتوخوا الحذر فأصابع اليد ليست متشابهة كذلك الناس ، فأن كنت انت انساناً طيباً محباً للخير فيوجد الخبيث المنتهز للفرص والغدار

اسفة على الاطالة ، اتمنى ان تستفيدوا من تجربتي البسيطة من بين تجاربي التعيسة الاخرى التي احتفظ بها لنفسي ، فإن وجدت الدعم منكم سأشارككم بها فانا احتاج اشخاصاً محط ثقة لي فالإنسان بطبعه يستأنس للغريب اكثر من القريب ، شكراً والف شكر على القراءة وعذراً و الف عذر على الاطالة.

تاريخ النشر : 2017-11-05

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى