تجارب من واقع الحياة

الندم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبة موقع كابوس، أنا امرأة في التاسعة والثلاثين من العمر . وأم لولدين لم يبلغ أحدهما الخامسة بعد . و هذه أول مشاركة لي بالموقع. في الواقع لا أعرف كيف أبدأ قصتي بالضبط . كل ما أعرفه أني حائرة، حزينة ونادمة أشد الندم .

عندما كنت في العشرينيات كنت فتاة حرة، أفعل ما يحلو لي رغم كمية التعليقات التي تأتي من أهلي، واخوتي الذكور تحديدا، كان لي اخوة أولاد وبنات أكبر مني . لم يستسيغوا نمط الحياة التي أعيشها كوننا في بيئة محافظة، كنت أرى أني لا أفعل خطأ ، فأنا أعمل . أرتدي حجابا يستر رأسي، أما هم فكانوا ينتقدون البناطيل والقمصان الضيقة والكعب العالي والمكياج الأوفر . فكانت تنشب حرب كل فترة في البيت، ولأن والدي متوفي كانت أمي تدافع عني وتقف في وجوههم .

إقرأ أيضا :ندمي على خيانة زوجتي

لا أنكر، عرفت الكثير من الشباب، وتقدم لي العديد منهم لكني كنت أرفض . كنت أريد الزواج من مدينة أخرى من شخص وضعه المادي فوق الريح كما يقال، وشيئا فشيئا تجاوزت الثلاثين فوجدت نفسي وحيدة . تقدم لي شخص من عائلتنا مطلق ولديه أولاد ويعيش بالخارج، وافقت مرغمة إذ أنني خفت ألا أجد زوجا غيره . وخطبنا لعدة أشهر قبل أن أكتشف عنه عادات سلبية كالبخل والغضب وغيره فتركته .

قبل ٦ سنوات تعرفت في مكان عملي على شخص جاء من مدينة أخرى . كان يتردد كثيرا على مكتبنا حتى طلب مني يوما رقم هاتفي . الصراحة لم أتردد وأنا أعطيه له . بقينا على اتصال لفترة . عرفت أنه متزوج ولديه ولدان، لكنه أقنعني أنه لا يحبها وسيطلقها في الوقت المناسب، ويريد الزواج بي والعيش معي في مدينتي فوافقت! .

تم الزواج واستأجرنا بيتا وحملت بولدي الأول وأنجبته، وكان هو يتنقل بين مدينتي ومدينته، ضقت ذرعا بذلك، وغرت عليه من زوجته الأولى، فأخبرني أنه يزور والديه ويهتم بأمور تجارته . وبقينا كذلك حتى انجبت بعد سنتين ابني الثاني ولم يطلق زوجته الأولى . كما أصبح كثير التردد على مدينته .

إقرأ أيضا : زوجي والهجرة

وجاء يوم الكارثة، يوم وجدت الشرطة على باب منزلي لتفتيشه، كنت مصدومة ولا أعرف ماذا أفعل، قلبوا المكان رأسا على عقب فوجدوا العديد من الهواتف النقالة، ورزما من المال كان زوجي يتاجر بها . فتحفظوا عليها وقالوا لي ما لم أنساه حتى اليوم، أن زوجي قبض عليه في العاصمة وهو قيد التحقيق وأني مطلوبة للتحقيق فورا .

رحت عند أهلي وتركت أولادي، وذهبت معي أخي لمركز الشرطة كنت متهمة أنا بالتستر على زوجي والذي كان متهما بالاتجار بالمخدرات . لن تتوقعوا الصدمة ولا حجم مصيبة نزلت على رأسي لم أفكر بها مطلقا، أدليت بأقوالي وعدت لبيت أهلي وبقي هو هناك في السجن، وعرفت بعدها أنه عثر على كمية من المخدرات والعقاقير المهلوسة في شاحنته الصغيرة بحاجز أمني على الطريق .

بقيت عند أمي مع أختيّ التي كانتا مطلقتان أيضا لكنهما تعملان، أوقفوني عن العمل لأجل غير مسمى . وحتى الآن لازلت قيد التحقيق . أما هو فوكل له والداه محامي . والصراحة لا أظنه بريئا فكل الدلائل كانت تشير إلى أنه مذنب . ومنها سفره الكثير والمال الذي يكسبه . أرى الآن نفسي ساذجة وغبية، استغلني ليبرر سفرياته الكثيرة . اتصلت به لأسأله عما حدث فأجابني بأن من يعمل معهم خدعوه .

إقرأ أيضا :خطيئة الندم

بلا زوج، ولا بيت ولا عمل، أشعر نفسي عالة على أخواتي وأمي، مطالب الأولاد كثيرة ومسؤولياتهم أكبر، وأنا تعبت من كل شيء، والندم يأكلني أكلا، عندما ألتفت لحياتي السابقة أجد كل ما يحدث لي بسبب تصرفاتي وغروري، أو ربما بسبب دعوة من زوجته الأولى .

والآن غيرت سلوكي ولباسي . لست مهتمة بالطلاق ولا بالزواج مجددا، أريد الاعتناء بأولادي فقط . لكن الأبواب مغلقة في وجهي، لم أجد عملا جديدا . وأشعر أن أهلي استثقلوا أولادي . فأظل فقط أبكي وأبكي وأقول يا ليت .. يا ليت .

التجربة بقلم : سهام

guest
10 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى