أدب الرعب والعام

النيزك

بقلم : علي فنير – ليبيا
للتواصل : [email protected]

ولكنه أصطدم بقضبان من حديد سدت عليه طريق الخروج…
ولكنه أصطدم بقضبان من حديد سدت عليه طريق الخروج…

جلس ذلك المساء قبالة شباك حجرته يتأمل السماء الصافية المرصعة بملايين النجوم ، تذكر كم أن الأفق متسع إلى مالا نهاية وكم أن الدنيا قد ضاقت بالعديد من البشر بمن فيهم هو .

رأى شيئا يتحرك في الأفق …. متجها إلى الأرض يقترب رويد رويدا له ذيل طويل من لهب ، أنه نيزك ضخم!! …. سيرتطم بالأرض …. ثبت عينيه تجاهه

أقترب أكثر ثم دوى إنفجار ضخم هز جدران حجرته…. أنقطع النور وغرق في ظلام دامس …. أتجه إلى المطبخ ليحضر عود ثقاب ليشعل شمعة
تبدد الظلام وليستطلع ما حدث …. ولكنه أصطدم بقضبان من حديد سدت عليه طريق الخروج…

تحسس القضبان إنها في سماكتها كقضبان الزنزانة
التي قضى فيها نصف عمره سجينا لمجرد الأشتباه به فقط …. لا بل هي فعلا .. سمع بعض الأصوات الغامضة أرهف السمع … أنه صوت السجان
البدين الذي تفوح منه على الدوام رائحة كريهة…. ويسخر منه دائما ولا يناديه إلا بالجرذ ….. سمعه يضحك ويتجه إليه

– تريد الخروج من الزنزانة أيها الجرذ ؟؟؟؟!!!!!!!

– ولكنني خرجت من السجن ؟؟؟؟

– خرجت كيف ؟؟؟ ومتى؟ أكيد في حلم من أحلامك اليائسة ها ها

– عد إلى حفرتك و إلا ……

وأخذ يلوح مهددا بعصا غليضة في يده .

أحس برعب قاتل … الرجفة سرت في كل أنحاء جسده هل هذا كابوس أم حقيقة ؟؟ لابد أنه النيزك قد أعاد الزمن في الأرض إلى الوراء بشكل ما !!

أحضر له الحارس البدين وجبته في ذلك الصحن القذر… وأنصرف ركل ذلك الصحن بكل قوته لا لن يعود إلى الزنزانة مرة أخرى سيموت إن هو
عاد …. سمع الحارس يحمل تلك العصا الغليظة …. الجلبة التي أحدثها أرتطام الصحن بالجدار هرول مسرعا إلى الزنزانة فتح باب الزنزانة
المغلق وأنهال عليه بالضرب بوحشية… تكوم في زاوية من الزنزانة واضعا يديه على رأسه ووجه ليحميهم.. في تلك اللحظة أستيقظ من نومه فزعا والعرق البارد يتصبب من كل مسام جسده….

تحسس جسده برعب وجال بعينيه في أرجاء الغرفة إنه لايزال هنا في بيته … نهض من على السرير وأتجه خارجا نظر بحذر من زاوية الغرفة…. قد يكون ذلك البدين لايزال يترصد له في زاوية ما والعصا الغليظة في يده ….. لم يجد أحدا ….تأمل السماء المظلمة بقلق …. بقيت عيناه مسمرتان ترقبان الأفق المظلم طويلا …. ماذا لوسقط هذا النيزك يوما ما ….. ماذا لو سقط ؟؟؟!!!!!!

تاريخ النشر : 2020-08-29

علي فنير

ليبيا
guest
9 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى