تجارب ومواقف غريبة

الهاربة إلى الجبال

 
بقلم : فقيرة علم – السعودية

 

تعبت من المشي والبكاء لكني لم اخف من صوت الكلاب ..

 

كان عمري وقتها ١٢سنه ، كان ابي متزوج من امراة اخرى ومضى على زواجهم سنتين ، وقتها اتت للعيش معنا في نفس البيت مما اثار غضب امي . كانت بداية معانات الاسرة بأكملها حين دخلت علينا تلك المرأة وعلى وجهها قناع ملامح الحنان والطيبة ، كنا صغار لا نفهم لكن امي كانت مدركه كل شيء من البداية .

كانت ابنة خالة زوجة أبي مدرسه شخصيه لي .. في يوم اتيت الى امي وشكيت لها بان المدرسه لا تشرح لي بالتمام كي افهم ، وكانت زوجت ابي جالسه فبدأت تدافع عنها وتتهمني بأني غبيه لا افهم ، وأمي ردت عليها ، انا لم اتفوه بكلمه ، وبدأ الخصام . اتى ابي بعد ان سمع المشادة بينهم ، امي ردت بهدوء وسكتت ، لكن زوجته اطالت الخصام وعدم الاحترام ،هددها ابي بالطلاق ان لم تسكت ، لكنها اصرت وطلقها ابي فأتى اللوم علي .. ماذنبي انا إن شكيت وضعي ؟ ..

بعدها بأسبوع او اثنين ابي كان يكرهنا جدا لم يعد يرانا كأولاده بل كأننا اعداء له . وبدأنا نسمع اصوات بالمطبخ ، اواني تسقط ، نذهب ونرى كل شي على وضعه ، تتكررت معنا هذه الاحداث دائما …. وهنا بدأت معاناتي ، عندما انام ارى بأني اهرب لكن من ماذا ؟ .. لا ادري ..

حتى أني أرى وحوش واستيقظ مفزوعه ، لم اكن مواضبه على صلاتي ، وبعدها رايت توقيع على يدي اليسرى يبدأ من اليسار وبقلم حبر مع العلم باننا نستخدم الجاف . وبدأت مرعوبه اريه لبنات جيراني واختي وذهبت كي اغسله فلم يختفي وبدأت ابكي وعندما انصرفنا من المدرسة أردت ان اريه امي فوجدته اختفى ، وبعدها بايام كنت نائمه استيقظت وجدت نفسي ممده كالميت وملابسي مرفوعه وملابسي الداخليه ايضا مع العلم اني انام كالاطفال ولازم اتغطى لأن الجو بارد ، فاخبرت امي لكنها لم تصدقني او ربما لا تريد اخافتي .

بدأت اشيائي تختفي وبعدها بيوم او اثنين اجدها بنفس المكان مع العلم باني بحثت هنا ، والاحلام لا تفارقني يوميا ، بدأت البكاء والخوف من ماذا لا اعلم ! ..

اخرج من المنزل ارتاح اعود للمنزل ارتعب واخاف ، اردت الانتحار مرتين في الحمام لكن خوفي من الله منعني ، السكين بيدي والغمام على عيني لا افتكر سوى بالموت .

يسألني ابي وامي ما بك ، اقول لا اعلم ، كان ابي قاسيا معنا ، لكن لم يكن السبب .

اتت جدتي وجدي رحمة الله عليهم اخذوني عندهم يفتكرون باني مصابه بحاله نفسيه ،كنت احب الوحده ، وقتها امي تركت البيت وذهبت عند اهلها ، واخواني بعد ان يكملوا دراستهم يجلبهم جدي ، ابي صار مجنون يضرب ويسبب لنا الرعب ، كنا نخاف ان نجالسه ، خفت من ان ابي يريد ارجاعي عنده فهربت من البيت دون وعي ، لكن اين هربت ؟ .. للجبال ! .. بعدت عن منزل جدي ١٤ كيلو في ٦ساعات ، لم اكن بوعيي ، في منتصف الليل في الخلاء لوحدي ، تعبت من المشي والبكاء لكني لم اخف من صوت الكلاب وسواد الليل .

حين اتذكر موقفي الآن استغرب من قوتي وعدم تفكيري . أخيرا عندما تعبت غفيت على طريق وعر . في الصباح اتى شخص مع اطفاله للذهاب للمدارس ورآني ممده وعطشه ، فطلبت منه ماء ، سألني انتِ من اي قبيله ؟ .. لم اجب ، فتركني وذهب ليجلب الشرطة ، ولم تمر ساعه حتى اتت الشرطه وارجعوني لجدي ، كنت ابكي واريد الانتحار ، جلبوا لي شيخ بمجرد ان رآني وقرأ علي اخبرهم باني مسحوره في مكان نجس ، قال اعطوها هذا الماء ، لكن لم تخف معاناتي ، يبحثون عني فيجدونني فوق الجبل ، كنت لا اتكلم ، فقط ابكي ، لو أي احد من اخوتي الصغار غلط علي ابكي ، على كل شي ابكي ،  كنت بحزن وكآبة ورعب .

الاحلام اتعبتني ، حدث معي موقف عندما رأيت الذي يسكن اخي الكبير كان يريدني ان آتي فهربت ، هذا في الحلم ، في الحقيقه اخبرني اخي الذي يصغره بانه صحا من النوم ورأى شخص فوق اخي ، اخبرته بالمواصفات فقال نعم . كنت ارى اشياء باحلامي تتحقق بالواقع ، طبعا بعض الاحداث لم اذكرها اختص بها لنفسي . في يوم قالت لي احدى صديقاتي اقرأي البقرة يوميا والحمد لله بعد قراءتها مدة ثلاث شهور لم تعد لي تلك الاحلام ، احسست باني مرتاحه نفسيا .. وسأروي لكم باقي قصتي في كتابتي التالية .

 

تاريخ النشر : 2015-01-26

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى