تجارب ومواقف غريبة

الهول – قصة حقيقية

بقلم : محمد الغانمي – السعودية
للتواصل : فيس بوك Mh Mohammed – تويتـــــــر Mh_Mohammed2@

أنه الشيطان الذي يلعب بالأنوار و يضيع الناس عن طرقهم ليلاً
أنه الشيطان الذي يلعب بالأنوار و يضيع الناس عن طرقهم ليلاً

– هل رأيت شيئاً ليلة أمس ؟.
– شيئاً ، مثل ماذا ؟.
– سيارة ، كانت ستصدمنا.
– أين ؟.
– وقتما غادرنا الصحراء قبل دخولنا الطريق المعبد بقليل ؟.
– لا ، كان كل شيء طبيعي.
– عجيب وغريب !.

( الهول ) كما يٌسمى بالمنطقة الغربية في المملكة العربية السعودية أو كما يُطلق عليه ( أبو فانوس ) ببعض المناطق الأخرى في الجزيرة العربية ، وهو شيطان يظهر وقت الليل لإبعاد المسافرين والسائرين عن طريقهم ، حيث يتلاعب بالأنوار ليوهم الناس أنهم اقتربوا من حي أو ضاحية بينما يستدرجهم حتى يحيدوا عن الطريق تمهيداً للضياع بالصحراء ، لقد سمعنا بالكثير عن نوادره ، وتضج ثقافتنا بالعديد من أعاجيبه مع أجدادنا ، و ما زالت القصص تتوالى كلما أضاع شخصاً من ديارنا منذ كُنا صغاراً حتى كبرنا .

إبّان سنة ٢٠٠٣ ذهبت مع أحد الأصدقاء لصحراء تبعد عن أحيائنا أثنى عشر كيلو متراً ، وكالعادة أثناء الشتاء لا تخلو جلسة البراري من النار التي نُعد عليها الشاي والقهوة ، وتأخذنا منحنيات الحديث والأحداث اليومية حتى شارف ثلث الليل الأخير ، فهممنا بلملمة أغراضنا بعد سمرتنا في ذلك الليل البهيم مغادرين إلى ضاحيتنا ، حتى إذا استوينا بالسيارة التي بدأت تتأرجح مع طبيعة الطريق الترابي وعدم استوائه ، كنت حينها بجانب السائق أحادثه و أنظر يمنة ويسرة ، وإذا سيارة لا أشاهد إلا أنوارها الأمامية متجهه علينا بسرعة ، والغريب أني نظرت لها ولم أتكلم مع صديقي بعدها وظللت أحدق بتلك السيارة كأني مغصوباً لا أُشيح بنظري عنها حتى إذا صارت قريبة جداً من جهة اليمين وستصدمنا من جانب السيارة  وضعت يدي على رأسي و زحفت جهة اليسار قليلاً للابتعاد وتفادي الصدمة التي كانت من جهتي ، وفجأة وأنا أنتظر الحادث الذي لم يحصل مما جعلني أفتح عيني للنظر من زجاج السيارة وتفاجأت أني لم أجد شيئاً سوى الظلام الدامس الذي يشع في غياهبه مصابيح سيارتنا ،

ثم نظرت لصديقي الذي بدأ حديثاً آخر ومسترسلاً به  وكأنه لم يرى ما حدث ولم ينتبه حتى لزحفي لناحيته ، فعرفت وقتها أنه الشيطان الذي يلعب بالأنوار و يضيع الناس عن طرقهم ليلاً ( الهول ) الذي تحدث الكثير من الرواة عنه وكانت أغلب القصص بالمكان الذي ظهر لنا فيه ، ولكنه لم يظهر هذه المرة ليبعدنا عن طريقنا بل لترويعنا وكأننا أزعجناه بمنطقته ، لم أخف وقتها بيد أن هول المفاجأة أجبرني على السكوت مذهولاً مما حصل بينما يتحدث صديقي وأنا لم أتفوه بكلمه حتى وصلنا ، ولم أخبره عنها إلا اليوم التالي .

لقد كان البعض يعتبره خرافة من أساطير الأولين وأقول لكم أبحثوا باليوتيوب وغيرها عن أبو فانوس ، نقطة من آخر السطر : لسنا وحدنا بهذا الكوكب ، لله خلقٌ كثير.

تاريخ النشر : 2019-12-13

guest
26 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى