تجارب من واقع الحياة

الوحدة والهدوء ليستا جريمتين

السلام عليكم سكان موقع كابوس، آمل أن تكون أحوالكم بخير، أود أن أشارككم قصتي التي أعيشها مع الوحدة.

كما تعرفون بأن هذا العالم قد أصبح الأن مليئا بالنفاق، والضجيج، والمعاناة، والأشخاص الزائفين والقاسين. وأنا شخص عادي أعيش حياة قد يراها معظمكم بأنها غريبة، منذ أن كنت طفلا كنت شخصية انطوائية لأبعد الحدود. فلم أكن أهتم لكثرة الأصدقاء وأن أكون الشخصية الاجتماعية المتصنعة، فقد كنت دائما الشخص الهادئ المنعزل عن الجميع.. فلم أكن على تواصل سوى مع عائلتي، وأفضل صديق لي أو صديقي الوحيد الذي لا يملك من الأصدقاء سواي.. فصداقتنا حقيقية ومميزة.

ولكنني أرى بأنني منبوذ، فقد كنت أتعرض للتنمر من قبل الجميع.. لأنني لم أكن أملك الكثير من الأصدقاء، وقد عشت مرحلة صعبة. فقد كان الجميع يهتم بالأمور السخيفة والزائفة بينما كنت أهتم بدراستي.

إقرأ أيضا : الوحدة والفراغ العاطفي

ومنذ ثلاثة أعوام دخلت إلى إعدادية من أهم الإعداديات، وقد كانت مدرسة داخلية، وكانت الحياة مختلفة جدا، فقد كنت دائما أحب الوحدة والإختباء، ولكن هذه المرة لم أستطع أن أكون الغراب الوحيد. وبعدها تعرفت على مجموعة من الأصدقاء.. ولكن صداقتي معهم كانت صداقة سامة، فقد اكتشفت بأنهم يستغلونني من أجل الإمتحانات.

وبعد عامين تركت تلك المدرسة، لأنني لم أرها تناسب ما أنا عليه. وبعدها انتقلت إلى مدرسة أخرى بنفس مستوى تلك المدرسة ولكنها لم تكن داخلية.

أصبحت أحس بأنني شخص منبوذ، وغير مرغوب فيه، ولكنني لم أستسلم لصعوبات الحياة. حيث بدأت العمل على نفسي وبدأت في تعلم الكاراتيه والجري، وقرأت الكثير من الكتب المفيدة، وواظبت على الصلاة وقراءة القرآن. وطورت من مستواي التعليمي، وأصبحت أهتم بنفسي أكثر من أي شيء.. فقد كنت أحاول إرضاء الجميع ولكني الآن أصبح كل ما يهمني هو إرضاء الله.

قد يراني البعض شخصا مجنونا وغريب أطوار، ولكنني أود أن أخبركم بأن الوحدة الآن هي أفضل شيء.. خاصة لو كانت مع الله جل وعلا.

ونصيحتي لكم أن تهتموا بأنفسكم أكثر من أي شخص زائف.. فهذه ليست أنانية إنما هي الحقيقة.

التجربة بقلم : البومة – تونس

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
guest
14 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى