تجارب من واقع الحياة

انتصرت على اكتئابي

بقلم : ظلام دامس – الجزائر

بدات قصتي منذ كنت طفلة لم اتجاوز السادسة. رغم اني كنت ذكية واقوم بتحليل المواقف واطرح الكثير من الاسئلة الا اني كنت خجولة لابعد درجة حتى ان الكثير كانوا ينادونني بالمعقدة وضعيفة الشخصية.
هناك موقف لن انساه ما حييت ، دخلت البيت بينما يدي ملطخة بالطين كحال اي طفل… صفعتني أمي واحرقت يدي (ترك اثر في يدي ليومنا هذا) ، لم اتحمل بكيت وكل دمعة كالجمر على قلبي.
ذهبت لسطح بيتنا وقلت جملة لا زلت حائرة كيف قلتها حينها : “سأذهب الى الله ومحمد. هم يحبونني وامي لا تحبني”
وجدت حبل صغير فربطته حول عنقي وحاولت شنق نفسي لكني لم انجح فبقيت هناك احاول الى ان حل الليل ففككته بصعوبة وعدت لفراشي ونمت.
مرت السنوات وانا بين تفوق دراسي عال وتحقيق اهدافي وبين شتم امي لي وتحطيمها لمعنوياتي.
بعدما اصبحت مراهقة اكتسبت بعض الوزن وظهرت بثرتين او ثلاثة في وجهي ، كنت ذات عقل واع واعرف انه امر طبيعي ، لكن امي كان لها رأي مخالف كانت تناديني بالبدينة وذات الحبوب.
اكتئبت اكتئاب شديد واستمريت في جرح نفسي بالاجسام الحادة حتى ان كنت ما ان انتهي من جلستي اذهب للحمام لاغسل دمي الذي كان يغطي يدي ورغم ذلك كنت استمتع بذلك الالم.

تلت تلك الفترة مرحلة تبلد المشاعر لم اعد اهتم باي شيء لا دراسة ولا الم. كنت ارى العالم اسود ورمادي، وعثرت على متعتي الوحيدة … الرسم .. حيث كنت ارسم كثيرا رسومات انتحارية وكئيبة وغريبة لا تخلو من الدماء…
لا ادري كيف مررت بتلك الفترة لكن بدات بالاهتمام بنفسي بجمالي وجسمي وثقتي ، ظهر الجمال الذي اهملته كنت اعرف اني جميلة لكني الآن اظهرته
تهافت علي الشبان كالذباب ورفضتهم جميعا لاني اعرف ان ذلك سينتهي نهاية سيئة
مارست رياضة الكاراتيه التي لم اكن اركز فيها كثيرا فتحصلت على الحزام الاسود وفزت بالعديد من المسابقات ، نجحت في دراستي وعدت لمستواي باكثر . اكتسبت هواية جديدة وهي القراءة ، انا الان لدي مكتبة تتجاوز 60 كتابا .
الحياة افضل بعدما عرفت قيمة نفسي ورغم ان لدي الكثير من المشاكل التي قد تتسبب في اكتئاب اعمق مما كان .. لازالت مضايقات امي مستمرة لكني احاول تجنبها (المضايقات) اظن ان الكثير قد يستهين بما عشته بسبب صغي سني (15 سنة) لكن الحياة لا تعرف عمرا.

guest
15 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى