قتلة و مجرمون

ان ترتكب المزيد من الجرائم لتخفي جريمة واحدة!

بقلم : سارة زكي – مصر
للتواصل : [email protected]

الاكاذيب تكبر بالتدريج حتى تصبح كرة عملاقة تسحق صاحبها

هل يمكن ان ترتكب المزيد من الجرائم لتخفي جريمة سابقة تخشي ان يتم اكتشافها .. فتستمر في سلسة ودوامة لا تنتهي من الاجرام وتحكم على نفسك بالانزلاق إلى بئر الجريمة للابد .

الحب الفتاك

ان ترتكب المزيد من الجرائم لتخفي جريمة واحدة!
هازل بوكانان .. صورتها اثناء محاكمتها 2011

هازل بوكانان امرأة متزوجة من ضابط شرطة اسمه تريفور بوكانان ولديهما طفلان ، كانت حياتهما عادية إلى أن أتى اليوم الذي انتقلا فيه للعيش بمدينة كوليرين في ايرلندا الشمالية ، كان الزوجان متدينان ، وطبعا بدءا يرتادان الكنيسة المحلية القريبة من منزلهما ، وهناك تعرفا على العديد من الجيران والاصدقاء الجدد ، من بينهم ، طبيب الاسنان كولن هول وزوجته ليزلي ، وكان لديهما ثلاث اطفال وطفل رابع في الطريق.

الكنيسة كانت تقيم الكثير من النشاطات والفعاليات ، وخلال هذه النشاطات بدأت العلاقة تتوطد بين هازل وهول ، لتتحول بسرعة إلى علاقة آثمة مشتعلة الآوار ، ولتبدأ بعدها سلسة طويلة من الأكاذيب .. كانا يحاولان التغطية على علاقتهما بكل الاساليب ، كانت هازل تذهب لعيادة هول بحجة علاج اسنانها ، وهناك كانا يقيمان العلاقات ، وأحيانا كانا يذهبان إلى غابة قريبة ..

لكن حبل الأكاذيب قصير ، فأعضاء الكنيسة الاخرين بدءوا يرتابون في أن ثمة شيء أكثر من مجرد صداقة عادية يجمع بين هازل وهول ، وبمواجهتهما من قبل راعي الكنيسة اعترف الاثنان بطبيعة علاقتهما ، واعترف كل منهما أيضا لشريك حياته بالخيانة الزوجية التي اقترفاها .. وشكل الامر صدمة كبيرة بالنسبة لزوجة هول ، وكذلك لزوج هازل ، لكنهما قررا أن يعفوا ويغفرا ، واستمر زواجهما ، وذلك بعد ان وعد كل من هازل وهول بأن سيوقفان علاقتهما فورا .. وكانت تلك كذبة أخرى من أكاذيبهما .. لأنهما ما لبثا أن استئنفا علاقتهما سرا بعد اسابيع قليلة فقط ..

ان ترتكب المزيد من الجرائم لتخفي جريمة واحدة!
هول مع زوجته ليزلي .. الضحية ..

رغم غرقهما في الحب حتى آذانهما ، إلا أن هازل وهول كانا يشعران بالذنب ، ربما بسبب كونهما شديدي التدين ، لم يستطيعوا الاستمرار في الاكاذيب والادعاءات ، فاتخذا قرارا عجيبا لتصليح خطأئهما بخطأ اكبر .. بالتخلص من شركاء حياتهم! .

قام هول بقتل زوجته عن طريق وضعها في السيارة واغلاق كل المنافذ ثم قام بإدخال خرطوم متصل بعادم السيارة لتختنق زوجته بثاني أكسيد الكربون . بعدها توجه الى منزل بوكانان إلى كانت قد قامت مسبقا بوضع مخدر لزوجها في عشاءه ، وهناك قاما بقتل الزوج بنفس الطريقة ، أي بواسطة ثاني اكسيد الكاربون ، بينما ابناء بوكانان في الغرفة المجاورة .

الجزء التالي من الخطة كان يتضمن وضع الجثتين في السيارة وتركها في مكان معزول لكي يبدو الأمر وكأنه انتحار ، أي انهما انتحرا بسبب اكتشافهما خيانة شريكاهما في الحياة ، ولزيادة حبك القصة تم ارفاق خطاب من زوجة هول تهدد فيه بالانتحار …

وفعلا انطلت الحيلة على الشرطة وتم غلق القضية عام 1991 على اعتبار أنها عملية انتحار مزدوجة! ..

ان ترتكب المزيد من الجرائم لتخفي جريمة واحدة!
نال جزاءه بعد 20 عام على الجريمة

في الحقيقة رغم أنهما تخلصا من شريكاهما في الحياة وصفت لهما الاجواء إلا انهما لم يرتبطا ببعض ابدا ، فبعد فترة انتهت علاقتهما ، ومضى كل منها ليتزوج من شخص اخر ، هازل تزوجت من زميل سابق لزوجها في الشرطة ، وهول تزوج من امرأة امريكية وانجب منها خمسة اطفال.

ومرت السنوات وكان يمكن ان تستمر الجريمة طي الكتمان للابد لولا صحوة ضمير مفاجأة لهول ليعترف للشرطة تفصيليا بالجريمة في عام 2009 ، أي بعد قرابة عشرين عام على اقترافها ، وليجر ساق بوكانان معه الى الوحل ..

حاولت بوكانان التملص وادعاء ان هول تلاعب بها .. لكن الادلة كانت دامغة هذه المرة ، ليتم الحكم على العاشقان بالسجن مدى الحياة.

أعوام من الأكاذيب

قاتلة
جنيفير بان .. فتاة الاكاذيب

لم تستطع الشابة “جنيفر بان” تجاوز المرحلة الثانوية مثل بقية زملاؤها ، لكن تفتق ذهنها عن خطة شيطانية فقامت بإقناع والديها انها انهت دراستها وستلتحق بجامعة تورنتو الكندية كما كان يرغب والدها الصارم.

والدا جنيفر كانا مهاجران فيتناميان ، عملا بجد وكدا ليل نهار ليؤمنا عيشا كريما لطفليهما ، جنيفر وشقيقها ، أرادا ان يحظى ابنائهم مما حرموا هم منه في شبابهم ، التعليم والحياة الكريمة والوظيفة المحترمة ، لذلك كانا يضيقان على أبنتهما خوفا عليها من ان تنحرف عن الطريق الذي رسماه لها ، فكانا يمنعانها من امور كثيرة تبدو عادية بالنسبة لفتيات في مثل سنها في كندا ، كان ممنوع عليها التعرف على الصبيان ، أو الخروج إلى حفلات ونزهات ، كانت حياتها من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى البيت ..

لكن جنيفر كشابة كان لها طريقتها الخاصة لتتملص من قيود والديها وعيش حياتها كما تريد .. وهذه الطريقة تتمثل في الكذب ثم الكذب ثم الكذب ..

جنيفر أقامة علاقة سرا مع صديقها دانيل وانج . كما أنها لم تكمل دراستها الثانوية ، لكنها قامت بتزوير شهادات كثيرة وقدمتها لوالديها لتثبت لهما نجاح مسيرتها التعليمية ، وانها التحقت بالجامعة ، في كلية الصيدلة ، وبعد عدة أعوام ادعت أنها تخرجت من الكلية وحصلت على وظيفة كمتطوعة في مستشفى للأطفال.

ان ترتكب المزيد من الجرائم لتخفي جريمة واحدة!
والدا جنيفير ..

لكن بدأ الشك يساور والديها عندما لاحظا عدم وجود زي رسمي لعملها او حتي بطاقة تعريفية مما دفع والدتها للحاق بها في احدى المرات لينكشف سريعا كذبها ، وبمواجهة جنيفر اقرت بأنها كذبت بشأن عملها بالمستشفى ، ولم تخبرهم انها لم تتجاوز المرحلة الثانوية قط.

عاقبها والدها بالحرمان من هانفها الجوال و الكومبيوتر المحمول لتفقد جنيفر التواصل مع صديقها وانج الذي سرعان ما تعرف الى فتاة أخرى.

رويدا رويدا استطاعت جنيفر ان تتخلص من قبضة والدها لتعود لصديقها وانج ، ويبدو أن جنيفر قد سئمت من دوامة الاكاذيب التي تعيش فيها ، فقررت اصلاح الامر بخطأ أكبر ، بقتل والديها!! ..

بدأت تخطط وتبحث مع صديقها وانج عن طريقة لقتل والديها ، ودفعت مرة مبلغ 2000 دولار لاحد الشباب لكي يقتلهما لكن العملية فشلت ، وعرضت في مناسبة اخرى مبلغ 10 دولار .. كانت مصممة على التخلص من والديها و الحصول على ميراثها الكبير.

أخيرا نجحوا في استئجار ثلاثة قتلة واتفقوا معهم على خطة التخلص من والدي جنيفر في وجودها ، وذلك لكي تبدو الحادثة وكأنها سرقة ..

ان ترتكب المزيد من الجرائم لتخفي جريمة واحدة!
صور الشركاء بالجريمة .. القتلة ..

وبالفعل قامت جنيفر بترك باب المنزل الخلفي مفتوح ليلا ليتسلل القتلة ، وقام هؤلاء باخراج الوالدان وكذلك جنيفر من غرفهم ، وقاموا بتأدية تمثيلية لكي تبدو جنيفر وكأنها ضحية ايضا ، واجبرا الوالدين على احضار جميع الاموال الموجودة في المنزل ثم اخذاهما الى القبو وهناك اطلقا عليهما النار عدة مرات ، فماتت الأم على الفور ، أما الأب فقد تعرض لعدة اصابات لكنه نجا.

تحقيقات الشرطة بدات تحوم حول بجنيفر ، خصوصا وأن والدها الذي نجا من الموت اخبر المحققين لاحقا بأن القتلة كانوا لطفاء مع ابنته على نحو مريب .

بمحاصرتها بالادلة والقرائن اعترفت جنيفر بجريمتها وتم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة .

لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها

ان ترتكب المزيد من الجرائم لتخفي جريمة واحدة!
يانغ كوينبي – 27 عاما –

لا أحد يعلم كيف كان يفكر يانغ كوينبي ، وما هي نسبة ذكاؤه ، وهل لديه عقل اصلا ، لأنه أرتكب اغبى جريمة في تاريخ الصين.

كوينبي شاب طائش ، خسر الكثير من المال في القمار وغرق في الديون ، وفي ليلة الجريمة عاد إلى منزله في إحدى القرى الصينية وطلب من والديه ان يسددا عنه دينه ، فرفضا ذلك ، ونشب بينهم شجار .. وفي فورة غضبه قام كوينبي بقتل والديه .. ثم أراد أن يهرب من المكان .. لكن قبل أن يفعل ذلك عاد وفكر ان ربما تناهت اصوات الشجار لمسامع الجيران .. ولحل هذه المشكلة تفتق ذكاء كويمبي عن خطة في غاية الغباء ، وهي أن يقتل جميع الجيران! ، وبالفعل توجه إلى المنازل المجاورة وارتكب مجزرة ، قام بقتل 17 شخص , بضمنهم ثلاث أطفال ، ليخفي جريمة قتل شخصين!!.

لا أعلم كيف ظن ان قتل 17 شخص سيمر مرور الكرام؟ .. فبعد يومان فقط تم القبض على كويني وحكم عليه بالسجن مدى الحياة .

المصادر :

Colin Howell – Wikipedia

Who is Hazel Stewart?

The story behind the confession of Jennifer Pan

Chinese man kills parents, murders 17 neighbours to cover up crime

تاريخ النشر : 2018-06-03

guest
47 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى