أدب الرعب والعام

بحيرة الموت

بقلم : فتاة الكرز – السعودية

لأنه بعد كل سنة يتم قتل طفل من أطفال القرية و إغراق جثته في البحيرة

أبي هيا أسرع لقد تأخرنا عن جدتي ، ألا تعلم بأن منزلها بعيدٌ جداً عن المدينة .. رد الأب : حسناً يا ” ساندي ” ها أنا قادم .. ثم ركب جميعهم بالسيارة ، قال ” ويل ” : أبي يفترض بك شراء سيارة جديدة عوض هذه السيارة السخيفة الشبيهة بالخنفساء .. أجابت ساندي بلا مبالاة و هي تنظر إلى الشارع من خلال النافذة : انزل من السيارة إن لم تعجبك ..

رد ويل و هو غاضب : اخرسي هذا ليس من شانك أيتها الحمقاء .. بدأت ساندي الضحك باستهزاء وهي تبعد خصلات شعرها البني عن وجهها الحنطي ثم أجابت : يا لك من غبي أيها الجاهل .. و في خضم هذه المشاجرات بينهما صرخ الأب صرخةً كادت تجعلهما يهربان من السيارة : أيها الطفلان الشقيان متى ستتوقفان عن هذه المشاجرات السخيفة ؟؟

أجاب كل منهما بلا مبالاة : نحن آسفون .. تنهد الأب و قال : بقي القليل و سنصل إلى منزل جدتكما فالتزما الصمت إلى ذالك الحين .. عم الهدوء في السيارة و بعد نصف ساعة تقريباً وصلوا ، كان منظر القرية التي تعيش فيها الجدة مريباً جداً كأنها قرية قد مضت عليها عقود لم يسكنها أحد ، شعر ويل بالخوف أما ساندي فقد أحست بأن هناك شيئاً غامضاً و مريباً في هذه القرية ..

أخيراً وصلوا إلى منزل الجدة الذي كان يقع على أطراف القرية ، كان المنزل جميلاً و مخيفاً بالوقت ذاته ، كانت الأشجار تغطي المنزل من جميع الجوانب و كانت هناك ساعة معلقة في وسط المنزل و كان هناك تمثالان لذئبان بجانب الباب .. سألت ساندي أباها : لماذا منزل جدتي بهذا الشكل ؟ إنه يشعرني بأني عدت إلى العصور الوسطى و هو يبدو قديماً جداً !!

ارتبك الأب و قال : هذا لأن جدتكما محافظة على التقاليد ( ضحكة مصطنعة ) ..  شعر ويل و ساندي بأن أباهم يكذب في ذالك و لكن لم يعطيا الأمر أكبر من حجمه ، لكن ساندي انتبهت بأن هناك بحيرة بجانب المنزل فاستغربت و قالت في نفسها : ما هذا !! إن موضع هذه البحيرة خاطئ تماماً .. و ذهبت لتسأل أباها عن هذه البحيرة الغامضة و لكن وجدته متجهاً إليها صارخاً فيها و لكن بصوتٍ منخفضٍ : ساندي لا تقتربي من تلك البحيرة إذا كنتِ لا ترغبين بالموت ، هل فهمتِ ؟؟  

صُعقت ساندي و قالت في نفسها : ما الذي يقصده يا ترى ؟ و ماذا يقصد بالموت ؟ .. فقررت أن تسأل جدتها ؛ لأن هذه البحيرة بدأت تستحوذ على اهتمامها ، و عندما دخلوا إلى المنزل فوجئوا بشكل المنزل الغريب ، قال ويل في نفسه : اللعنة !! ما هذا المنزل المخيف ؟؟ إنه أسوأ من منزل كلبي بعشرات المرات !! و قالت ساندي في نفسها : ما هذا المنزل الغريب !! لم أعتقد أن ذوق جدتي بهذه الفظاعة !! ..

 و وسط تفكيرهما ظهرت امرأةٌ طاعنةٌ في السن ذات شعر بني وعينان رماديتان قد خطف بريقهما الزمن و فستان قديم يبدو كفساتين العصور القديمة  ، قالت لهم : أهلاً و سهلاً بكم في منزلي .. أجابت ساندي وهي مستغربة من شكل جدتها الغريب ؛ فهي لم تتوقعها بهذا الشكل : أهلاً بكِ جدتي .. ثم أجابها ويل وهو مرتبك : ج ج جدتي كيف حالك ؟؟

قالت الجدة : أنا بخير و أنت كيف حالك يا ويل ؟؟ أجابها ويل : الحمد لله .. وهنا تكلم الأب أخيراً : أمي ، أريد غرفة لي ولأولادي .. قالت الجدة : آه ، لم تعد تنام معي مثل تلك الأيام .. صرخ الأب خجلاً : أمي !! توقفي عن هذا ، لماذا دائماً تريدين إحراجي ؟؟ فضحك ويل وساندي مجاراة للموقف و بعد السؤال عن الأحوال وجّهتهم الجدة إلى حجرتهم  ..

استلقت ساندي على سريرها و قررت أن تسأل جدتها عن البحيرة في الغد  ، و في صباح اليوم التالي و على مائدة الإفطار الفخمة و بين الأثاث الفخم والغريب كان ويل وساندي يتناولون طعامهم و كل واحدٍ منهم شاردُ الذهن حتى قطع تسلسل أفكارهما صوت جدتهما وهي تقول : هل نمتم جيداً في الأمس ؟؟ أجاب  ويل وساندي بنعم  .. هنا قررت ساندي أن تدخل في صلب الموضوع ..

ساندي : جدتي ، ما هذه البحيرة التي بجانب منزلك ؟؟ فجأة توقفت الجدة عن الأكل و قالت : لا داعي لأن تعرفي .. شعرت ساندي بأن جدتها تخفي عنها شيئاً ما فقالت : أرجوكِ جدتي .. تنهدت الجدة و كان لا خيار لها إلا بإخبارها الحقيقة :  حسناً لك هذا ولكن لا تقاطعيني مفهوم ؟؟ قالت ساندي وهي متحمسة : أعدك بهذا .. الجدة : أتعلمين بأن هذه البحيرة يسمونها ببحيرة الموت !!

صعقت ساندي و قالت : و لماذا هذا الاسم بالذات ؟؟ الجدة : ستعرفين الآن ، أسموها بهذا الاسم لأنه بعد كل سنة يتم قتل طفل من أطفال القرية و إغراق جثته في البحيرة ؛ لتقديمه كقربان !! شعر ويل بالقشعريرة أما ساندي فأومأت رأسها لجدتها بمعنى ” أكملي ” .. أردفت الجدة كلامها :  و كل ليلة يمكنك سماع أصوات أفال يصرخون و يتألمون و كأنه هناك من يقطعهم و يرمي بجثثهم في البحيرة ، و كان من ضمن هؤلاء الأطفال ابنتي ” جيني “

صُدمت ساندي و قالت : ماذا تقصدين يا جدتي ؟؟ تابعت الجدة :  نعم جيني قُدمت كقربان أيضاً .. وهنا قاطع حديثهم صرخة مزقت سكون الصباح صُعق كل من كان في الغرفة على إثرها .. ويل : م م م من هذا الذي صرخ ؟؟ قالت ساندي : لا أدري يا ويل .. تابع الأب : هيا بسرعة لنذهب نرى ما الذي يجري .. ذهبوا جميعهم إلى حيث مصدر الصوت وصعقوا بما قد رأوه ..

فقد رأوا أطفالاً كثيرين و مشوهين ، فهذا قد قُطع رأسه و هذا قد فقئت عينه وهذا قد نُزعت أحشاؤه .. كان ويل خائفاً و مرعوباً جداً ، فلم يخف هكذا من قبل أبداً ، و لم تكن الجدة و ساندي و الأب بأفضل منه ، و فجأة رأت الجدة حفيدتها جيني من بين هؤلاء الأطفال .. صرخت الجدة : جيني ابنتي !! لقد اشتقت إليك كثيراً .. وهمّت لعناقها و لكنها تفاجأت بأن جيني قد غرست سكينا في بطنها ..

قالت جيني بصوتٍ مخيفٍ وعلى وجهها ابتسامة مخيفة : كيف تجرئين على تقديمي كقربان أيتها اللعينة ؟؟ أقسم لكِ بأني سأجعلك تعانين كما عانيت أنا هنا .. أغمضت الجدة عينيها للأبد .. لم يستطع الأب المسكين الاحتمال فأصيب بسكتةٍ قلبيةٍ ومات فوراً ، أما جيني فقالت وهي تضحك بطريقة مخيفة : بما أن ذالك المسكين وهذه العجوز قد ماتا فسنحرق جثمانهما  أما أنتما أيها الجميلان فستنضمان إلى مجموعتنا ، سيكون لكما الشرف بأن تكونا قُربانين للسيد ” مافيس ” ..

ويل لم يستطع الاحتمال فهرب على الفور أما ساندي فلم تستطع  الحراك و كأنها مثبتة بالأرض و كان آخر ما رأته هو قتل ويل حيث أن اثنين من هؤلاء الشياطين الصغيرة قد جلبه إلى المنزل مرة أخرى وقتله أمام عيني أخته و بهذا انضم ساندي وويل لهؤلاء الشياطين الصغيرة و بهذا أصبحا ضحيتان جديدتان من ضحايا هذه البحيرة .

تاريخ النشر : 2016-04-08

فتاة الكرز

السعودية
guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى