تجارب من واقع الحياة

براءة

بقلم : قمر

هناك مواقف تحدث لنا و نحن صغار، لا نعيرها أي اهتمام بسبب تفكيرنا الطفولي و براءتنا لكن كلما كبرنا و أعدنا تحليلها نكتشف مدى خطورتها
و أنا طفلة، كنت متعلقة جدا بمنزل جدي و أعمامي لأنهم يحبونني و يغدقون علي جميعا بالحب و الحنان. جميعهم يقبلونني و يلعبون معي و أشعر أنهم بمثابة والدي و أصغرهم بمثابة أخي. هذا الأخير كان يكبرني بحوالي ١٨ سنة على أقصى تقدير. تصرفاته كانت غريبة، كنت كلما أجلس معه يظل يقبلني بمعدل مرتين أو ثلاثة كل دقيقة حتى أمل من قبلاته و يلمس شعري أيضا. في الواقع، لم يكن يلمس مناطق حساسة لكنه يبالغ في الأحضان و التقبيل
أيضا كلما زارنا يسأل عني باستمرار و لا يحب الجلوس إلا برفقتي و الحديث معي من بين كل البالغين المتواجدين في المنزل. كل أعمامي يلاعبونني و يحبونني و لكن لم أكن أرتاح لأصغرهم بالذات،
عندما كبرت، صرت أحاول جاهدة أن أتهرب منه و من قبلاته و هوسه بي و أحس هو بذلك فصار يضع معي بعض الحدود. لم أحدث عائلتي عن شكوكي لأني أعرف أنهم لن يصدقوني و سيقولون أنه يتصرف بحسن نية
سأعطيكم نبذة صغيرة عن عمي لعلها تساعدكم في فهم شخصيته. هو رجل في الأربعين من العمر حاليا، أشعر أنه بسيط في عقله، يفكر و يتصرف كولد في الحادية أو الثالثة عشرة كحد أقصى. دائما ما يتعرض للتحيل، لا يفكر في الزواج أبدا. و كلما تعرف على فتاة يدعي أنها مغرمة به. هو وسيم في شكله، ربما هو الأجمل بين أعمامي، أنيق، و نظيف، مبتسم على الدوام، لم أرى في حياتي عليه علامات التأثر، عند وفاة جدي رحمه الله لم يحزن، لم يبكي بل زف لنا الخبر بكل برود. يوم الجنازة، كان يجلس مع بعض الفتية و يقهقه معهم، لدرجة أن أحد أعمامي شعر بالحرج و اتجه نحوه و شتمه !
مرة، روى لي قصة قطة تركت صغارها نيام، و ذهبت لتبحث عن طعام على الأرجح، فجاء قط كبير و قتل أولادها بطريقة بشعة، لن أدخل معكم في التفاصيل، لكن هو كان يروي لي التفاصيل بكل برود ! حتى صرخت بوجهه : يكفي أرجوك !!
حاليا، لم يعد يقبلني كثيرا لكن مازلت أشعر أنه مهتم بي أكثر من اللزوم، يفرح حين يراني، أرى ذلك في عينيه، يحاول دائما أن يتجاذب أطراف الحديث معي،
أشعر أنه مغرم بي رغم أني من محارمه، لكنه لا يجرأ عن البوح بمشاعره و ربما ذلك سبب عزوفه عن الزواج، حقا لا أدري
ما رأيكم ؟

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى