تجارب ومواقف غريبة

بعض غرائب سحر المسخ

بقلم : امرأة من هذا الزمان – سوريا

أخبرها الشاب أنه أيضاً كان يراها كغولةٍ قبيحة
أخبرها الشاب أنه أيضاً كان يراها كغولةٍ قبيحة

السلام عليكم يا معشر الكابوسيين .. أتمنى أن تكونوا بخير ..

نعلم جميعاً بأن الله سبحانه و تعالى خلقنا بني آدم في أحسن تقويم ، و نعلم أيضاً أنه مسخ بعض بني جنسنا من هذه الخلقة بسبب ذنوبهم و معاصيهم وقد ذُكِرَ ذلك في القرآن الكريم ، لذلك فإن قدرة تغيير النوع بشكلٍ مادي و معنوي تام تغييراً حقيقياً هي قدرة خاصة بخالق هذا الكون ..

لكن قصصنا اليوم عن مسخ الخلقة تختص بنوعٍ من السحر يجعل المسحور بِعَيْنَيِّ الناس حيواناً ، و الأكيد أن هذا المسخ ليس مادياً حقيقياً و إنما هو صورة و تلاعب عقلي من قبل السحرة و أتباعهم من الشياطين يجعل الشخص المسحور يبدو بصورةٍ حيوانية فيعمي الناس أو شخصاً محدداً فقط عن حقيقة المسكين ضحية السحر .. و لنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم ..

القصة الأولى :

حدثتني بها صديقةٌ لي من اليمن الشقيق كانت تدرس الشريعة في دمشق ، قالت بأنه ذات يومٍ في قريتها كان زفاف أحد أعمام والدها فقام جد والدها بذبح بقرةٍ لإعداد وليمة الزفاف لأهل القرية .. طبخت النساء اللحم و على ما يبدو أن الجدة احتفظت بالرأس و الأرجل و الكرشة و الأمعاء لتحضر بها أكلة “قشة” ..

و في اليوم التالي عندما أرادت تنظيف الفوارغ هي و بناتها تفاجأت بوجود سن ذهبي في فم البقرة المذبوحة ، فصاحت للجد الذي لم يستوعب هذا المنظر فأخذ الرأس و اتجه إلى كبير القرية ليريه إياه .. لكن كبير القرية لم يكن أقل فزعاً ممن رأوا هذا المنظر قبله فدلهم أحدهم على شيخٍ يعيش داخل كهفٍ في أحد الجبال قد يعطيهم جواباً لهذا الشيء الغريب ، و كانت إجابة الشيخ صادمة حيث قال لهم “إن هذه ليست بقرة .. هذه فتاةٌ شابة و قد صنع أحد الشباب لها سحر مسخ لأنها رفضت الزواج منه و أعطاهم اسمها و اسم قريتها” ..

هنا كانت الصدمة فالجد قد اشترى البقرة في سوق الدواب من أحد أهالي تلك القرية ، فاتجه الجد و أعيان القرية ليسألوا عن هذه الشابة ليجيبهم أهل القرية بأن الشابة المذكورة قد اختفت .. و يقال بأنها هربت مع عشيقٍ لها و أن أمها ماتت من قهرها و أبوها و إخوتها هجروا القرية من العار الذي لحق بهم ، و هنا قص الجد و الأعيان القصة على كبير تلك القرية و أعيانها ثم ظهرت براءة الشابة المسكينة و لكن بعد أن أصبحت طبقاً لوليمة الفرح .. و بقيت هذه القصة متداولة حتى يومنا هذا لتصلني على لسان حفيدة الجد ..

فهل يا ترى تناول الناس يومها لحم تلك المسكينة؟! ..

القصة الثانية :

حدثت القصة داخل محافظة حلب في إحدى قرى الغمر ، و الغمر هم سكان مجموعة من القرى التي غرقت بفيضان الفرات الأكبر فنقلتهم الدولة إلى محافظة الحسكة و هم تقريباً سبعين قرية .. يقول الراوي أنه في ليلةٍ من ليالي الصيف اختفى رجلٌ من رجال القرية فجأة فقد كان نائماً أمام زوجته و لكنها استيقظت و لم تجده .. بحثوا عنه في كل مكانٍ و لم يجدوا له أثراً و ظنوا أنه هجر زوجته لخلافٍ بينهما أو من أجل امرأةٍ أخرى ، مضت الأيام و الشهور و الرجل كأن الأرض قد انشقت و ابتلعته حتى مرت ثمانية أشهر و حل الربيع ثم بدأ الثلج بالذوبان في جبال تركيا مما أدى إلى حدوث فيضانٍ عظيم غمرت فيه المياه مساحاتٍ واسعة ..

و بعد هذا الفيضان بثلاث ليالٍ إذا بالرجل المفقود يصل إلى القرية و يتجه إلى بيته ، فدق الباب ثم فتحت له زوجته التي أغمى عليها من منظره .. فقد كان عارياً تماماً و شعره و ذقنه طويلين و جسده مليءٌ بالشعر أكثر مما كان عليه قبلاً ، و قد غطته الأوساخ و الأوحال و بعض بقع الدم .. علمت القرية كلها بخبر رجوع فلان فناداه كبير القرية ليسأله عن سبب غيابه و عودته المفاجئة و منظره الذي عاد به .. فكانت روايته كالتالي “كنت نائماً أمام زوجتي ثم أحسست بأن نومي كان طويلاً جداً .. و عندما فتحت عيني رأيت أنني نائمٌ وسط قطيعٍ من الذئاب في الجبال و كان أمامنا بقايا عظامٍ لحيوانات ، خفت خوفاً شديداً فتسللت بهدوءٍ حتى خرجت من بينهم ثم رحت أركض و أركض بين القرى و الأراضي لثلاثة أيامٍ حتى عدت إلى بيتي” .. استغرب الجميع هذه الرواية و أصروا على معرفة الحقيقة فاتجهوا إلى سيدٍ من الأسياد(الشيوخ) ليستفسروا منه عن الحادثة ..

أخبرهم الشيخ بعد أن عرف من خلال طريقته “الخاصة” أن هذا الرجل صُنِعَ له سحر مسخ حوله إلى ذئب ، و أنه كان يعيش حياته في الشهور الماضية كفردٍ من قطيعٍ من الذئاب و لكن عندما فاضت مياه الفرات أراد الله أن ينهي عذاب هذا المسكين .. فغمر ماء الفيضان السحر الذي كان مدفوناً و محى حبر كتاباته و طلاسمه و لذلك عاد لهيئته و وعيه و لو أحست به الذئاب لقتلته في الحال و لكن رحمة الله أنقذته ، يقول الراوي أن الرجل عاد طبيعياً إلا أنه كان كلما نظر إلى كعوب أقدام أي شخص يزمجر و يحرك فمه كأي ضارٍ و يسيل لعابه حتى يغطي الشخص رجله .. و عندما سئل عن ذلك قال بأنه يتذكر جيداً أنه أكل من لحم البشر ، و بأن منطقة الكعب(تسمى بلغتهم “كركطة”) هي ألذ ما في الإنسان بل هي أشهى من أي لحمٍ آخر! ..

لذلك حافظوا على ارتداء جواربكم أعزائي القراء ، أولاً لتدرؤوا عنكم البرد و ثانياً من أجل ألا تصبحوا وجبة مقبلاتٍ لممسوخٍ أو ذئب! ..

القصة الثالثة :

شاهدتها على التلفاز عن فتاةٍ مصريةٍ من أسرةٍ ملتزمة كانت مخطوبةً لشابٍّ و أحبا بعضهما ، و لكن فجأةً و دون سابق إنذار أصبحت تخاف منه و تكره الجلوس معه و كانت في كل مرةٍ تراه على صورة ذئبٍ متوحش يريد أن ينهشها و لكنها لم تتجرأ أن تخبر أهلها لأنهم كانوا سيوبخونها و لن يصدقوها .. أنهت الفتاة الخطوبة دون أن توضح السبب لأحد ، و مرت الأيام و إذا بقريبةٍ لها تحادثها و تقول لها افتحي موقع الفيسبوك على الصفحة الفلانية حالاً ..

تقول استغربت منها و لكنني نفذت طلبها و عندها صدمت لرؤية صورتي و صورة خطيبي ، و معهما بعض الأشياء كقفلٍ و دبابيس و شعر و طلاسم و أشياء مقززة و كان محتوى المنشور بأن شخصاً عثر على هذا السحر في مقبرةٍ ثم طلب من المتابعين أن يتعرفوا على الشخصين و يوصلوهما معه ليأخذوا السحر عَلَّهُمَ يفكونه .. و فعلاً وصل إلى الفتاة و هنا أخبرت أهلها كل شيءٍ عن تشكله بهيئة ذئبٍ و خوفها منه ، و قد تفاجأت عندما أخبرها الشاب أنه أيضاً كان يراها كغولةٍ قبيحة و لكنه استحى من البوح بذلك .. لم يعد الشاب و الفتاة لبعضهما و لكنهما على الأقل عرفا سبب التغير المفاجئ ..

اللهم اكفنا شر السحرة و كل حاقدٍ يفكر في أذية الناس بأي طريقةٍ من الطرق نحن و كل رواد الموقع ..

أتمنى أن تعجبكم القصص و أن تعطوني آراءكم في التعليقات حتى أتشجع و آتيكم بالمزيد ..

تاريخ النشر : 2020-01-05

guest
50 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى