تجارب من واقع الحياة

بكاء القلب

بقلم : وسام – لبنان

بكاء القلب
هنا أسودت الدنيا في وجهي

 تحياتي لكم جميعاً ، سأبدأ بالموضوع الذي حطمني و كسرني وجعلني كعصفور مبلل لا يقوى على الطيران ولا حتى الاحتماء من عاصفة الحب التي مزقت أنياط قلبي وجعلتني أبكي بدل الدموع دماً وحولت ليلي إلى نهار ونهاري إلى ليل حالك السواد شديد الظلمة.

سألت نفسي هل أنا أعيش كابوس أم أن الكابوس يعيشني ؟ هل أنا أصبحت جسداً بلا روح أم أن الروح تاهت مني ؟ هل أنا موجود أم إنني أضعت نفسي وبوصلتي ؟.

هل أنا غريب أم أن الغربة نفتني؟.

هل أنا أعمى أم أن النظر هجرني؟.

هل قلبي ما زال ينبض أم أن مشيئة الله كانت أقوى مني؟ هل وألف هل ولا جواب أعذرني.

أنا وسام من لبنان ، عمري ٣٠ سنة ، سامحوني إذا أطلت عليكم ولكن رفقاً بقلبي الذي سحبت منه الروح وأبكاني وهز كياني.

تعرفت على إمرأة عن طريق الصدفة على الفيس بوك من مدة عام تقريباً تقيم في أمريكا و هي مطلقة وعندها ولدان صبي عمره ١٠ سنين وفتاة عمرها ١٣ سنة ، بدأنا المحادثات العادية ومع الأيام تطورت العلاقة وهامت وهمت بها وهي من نفس منطقتي في لبنان وأنا أردت الخير والله أعلم بنيتي ، عمرها ٣٩ سنة ، أعلم أن هناك قائل يقول هناك فرق بالعمر وهي أكبر منك وأنا أعلم هذا الأمر ولكن الحب لا يعرف لغة الأعمار ، استمرينا سوياً و صارحتني وصارحتها بكل شيء ، كنا على الرغم من بعد المسافات وفرق التوقيت نقضي جل نهارنا سوياً وإذا غبت عنها أكثر من ساعة تسألني أين أنت ؟ أنا خائفة عليك طمني فقط لو بكلمة ، تكلمت مع أولادها وأحبني أبنها كثيراً وصار يسألها عني : كيف حاله ؟ متى سيأتي ؟ وهي أصبحت تتوق لنصبح سوياً وأنا كذلك على سنة الله و رسوله.

أولادها يعيشون معها وهي لديها عملها ، وعندما بدأت بمعاملة الأوراق للسفر – لأنكم تعلمون كمية الأوراق التي يحتاجها العربي بشكل عام للسفر إلى أمريكا والحصول على الفيزا السياحية لكي نتزوج هناك ونعيش معاً – وتكلمت مع أمي وأبي وأخبرت أهلها أن الموضوع محسوم وباركوا أهلها خيارها.

وكنا أنا وهي نعد الأيام بل الساعات من أجل موعد السفارة ومتفقين لأبعد الحدود وأنا أشهد بالله أنني عرفت بحياتي فتيات ويمكنكم القول أنني شخصية كاملة من شكل وعلم وعائلة لكنها الإنسانة الوحيدة التي أحببتها حد الإحساس بأنني شخص واحد أنا وهي ، وعندما قامت بحجز موعد السفارة لي وهو بعد ١٢ يوم من اليوم كنا فرحين جداً.

قبل ٥ أيام أحسست أن هناك شيء أصابها فهي تكلمني ولكن ليس من عادتها أن تكون متعبة هكذا ، فبدأت أسألها : هل هناك شيء ؟ هل أنتِ مريضة ؟ إلى أن تواصلنا بعد ضغط مني فقالت لي : لا أعرف من أين أبدأ ، وأنا كنت أغلي ، قالت أن أبنتها ذات ال ١٣ سنة عندما علمت أن هذا أمر محسوم وأنا بالقرب العاجل سأكون معهم بدأت تتعب وتقول لها : لا أريدك أن تتزوجي لا منه ولا من أي شخص أخر ، أنتِ لنا لا تفعلي مثل أبي الذي تزوج منذ ٤ شهور ، قولي له أنك لا تريدينه ، أنا هنا فقدت الإحساس بأطرافي قلت لها : والآن أعطيني الخلاصة ، هل هذا يعني أن ننفصل والآن بعد كل هذا ؟ الآن أكتشفتي أن لديكي اولاد ؟ وأنا منفعل وصوتي خنقته العبرة.

فقالت : ارحمني أرجوك ، من يومين وأنا لم أذوق الطعام ، أنت فهمتها لا أقوى على قولها.

هنا أسودت الدنيا في وجهي قلت لها : بهذه البساطة أنتِ دمرتيني و كسرتيني.

فقالت : هنا في أمريكا أخاف أن ابنتي تعمل ردة فعل سلبية ، أنا أم تفهمني.

قلت لها : هذه النهاية ! وأنا منهار فطلبت منها أن تمحي رقمي ، فرفضت و قالت : أنا لا ، افعلها أنت ، فمن شدة حزني وانفعالي قلت لها كذبتي لم تحبيني الله لا يسامحك ، وانا أبكي من الداخل وقلت لها وداعاً.

وقمت بعمل بلوك واتساب و ألغيت الفيس بوك ، ومنذ ٤ أيام وأنا أبكي و أتعذب ، لا أخرج من المنزل ، و الله العظيم أحبها ، لو قالت أريدك جنبي وسنحل الموضوع لبقيت لكن كانت قد اختارت ، رجاءً هل من الممكن أن تغير رأيها ، هل ستتصل بي وتتراجع أم أن قرارها حاسم ؟ أصبحت أشك بكل شيء ، هل مثلا سترجع أم لا ؟ لكن تفهموني أنا حظرتها من قوة الصدمة وهي تملك رقم أبي وأمي  ، هل ستعود؟ ولكن هي أخطأت والله أني أحبها ، سامحوني إذا أطلت عليكم.

تاريخ النشر : 2018-12-01

guest
46 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى