تجارب ومواقف غريبة

بيت جدتي … ما بين الحقيقة والحلم

بقلم : أحمد – مصر

بيت جدتي ... ما بين الحقيقة والحلم

رأيت ظلا مخيفا قادما من الطابق الثاني كأنه وحش ..

كنت لا أزال في السادسة من عمري ، كانت جدتي متوفاة منذ سنتين ، كانت جدة طيبة تحبنا كثيرا ، رحمها الله ، وبعد وفاتها أخذتنا والدتي للعيش في منزل أمها ، أي جدتي الراحلة ، كنا ثلاثة أطفال وأنا كبيرهم .

كان والدي في تلك الفترة يعود من عمله في وقت متأخر ، أما والدتي فكانت تجلس بنا تحكى لنا الحكايات كأي أم حنون وتلعب معنا ، وكنت اخرج العب مع بعض الأصدقاء الصغار من نفس عمري أو اكبر سنة أو سنتين أمام المنزل ونلهو.

وفي يوم خرجت أمي من البيت ، ولا أتذكر إلا وأنا بمفردي في البيت ، طلبت والدتي مني أما الخروج واللعب مع هؤلاء الأصدقاء أمام المنزل شريطة أن لا ابعد عن البيت ، وأما أن اجلس في البيت وحيدا . وبالفعل خرجت وأخذنا نلعب مع أصدقائي ثم جلسنا نتحدث وتطرقنا لمواضيع غريبة .

بيت جدتي كان من المنازل المصرية القديمة ، بمعنى أنه منزل متكون من طابقين ، تدخله فتجد نفسك في صالة واسعة بعدها السلم و الحمام في أسفله وبجوار السلم غرفة كبيرة كان يوضع فيها قديما إناء فخاري – قلة الماء – لتبريدها وتوضع على أى شباك في البيت.

أثناء لعبي مع الأصدقاء أمام المنزل إذ رأينا في شباك الطابق الثاني الإناء الفخاري وهو يهتز بشدة بشكل غريب ثم وقع على الأرض وتكسر ، ثم اخذ الشباك ينفتح وينغلق بشدة حتى ظننا بأنه سينكسر … لا اعلم كيف استطعنا الضحك على ما يجرى أمام أعيننا .. لكننا أخذنا نضحك .. والبعض منا أراد دخول البيت لمعرفة ما جرى ، لكنى كنت خائف في قرارة نفسي.

على العموم أكملنا حديثنا ونسينا الموضوع . لكن فجأة وبدون مقدمات أراد احد الجالسين معنا دخول الحمام ، وكان بيته بعيد ويخشى إذا ذهب لبيته أن تمنعه والدته من الخروج مرة أخرى فقد تأخر الوقت ، فعرض بعض الجالسين أن يدخل الحمام الموجود ببيت جدتي بدل الذهاب إلى بيته خصوصا وان البيت خالي فقبلت لكني كنت خائف من دخول البيت وحيدا وكنت أريد المكوث أكثر معهم إلى أن تعود أمى .

لكن كيف اسمح أن يقال عني جبان أو أني خائف ، فدخلت مع صديقي وعندما فتحنا باب البيت إذ بحلل الطبخ أو ما يطلقون عليها المواعين تنزل على السلالم كأن شخصا يرميها من الطابق الثاني .. ارتعبت جدا .. لكننا أكملنا طريقنا إلى الحمام ..

وحين وصلنا فتح صديقي باب الحمام وهم بالدخول ، وفى أثناء ذلك رأيت ظلا مخيفا قادما من الطابق الثاني كأنه وحش له أنياب كثيرة ، وعندها لم أدرى بنفسي إلا وقد هرعت إلى الباب وفتحته وخرجت مذعورا .

ولم أدري بنفسي إلا وأمي توقظني وأنا نائم على الكنبة ، وحين استيقظت تجمد لساني ولم استطع قول شيء ، هرعت إلى الطابق الثاني لكني لم أجد الحلل التي كانت ملقاة عند السلم ، وعندما ذهبت إلى الشباك في الطابق الثاني وجدت الإناء الفخاري بمكانه ..

في اليوم التالي سألت صديقي عن ما حدث ، فأخبرني بأنه ظهر وحش ، وبأنه كسر باب البيت حتى استطاع الفرار إلى بيته ولكن البيت سليم …

ماذا حدث هل كنت احلم ؟؟؟

وإذا كان حلما فما صحة ما اخبرني به صديقي عن كسر الباب وانه رأى تحطم الإناء الفخاري و الأطباق والحلل الملقاة عند السلم ؟؟؟

الآن أنا ابلغ من العمر 22 عاما ولكنى لا اعرف هل ما رايته في تلك الليلة حقيقة أم حلم ؟!!!

تاريخ النشر 19 / 11 /2014

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى