منوعات

بين البشر و الحيوانات

بقلم : محمد النطاح – ليبيا

نظرة بعض الناس للحيوانات يشوبها الكثير من الخطأ والاجحاف
نظرة بعض الناس للحيوانات يشوبها الكثير من الخطأ والاجحاف

الحيوانات.. إنها المخلوقات التي تعيش معنا. منها ما ينعم بالراحة في بيوتنا و منها ما لا أُنس معه فيقضي حياته في البرية. و لطالما إحتقر الجنس البشري المستبد الحيوانات اللهم الا الأليفة و الماشية منها و عاملها معاملة ازدراء و احتقار و ربما شابها الإعتداء و التمرد على الطرف الآخر. و قد أُعتبرت الحيوانات نجسة لا منطق لها و لا لغة و لا عقل.

أيقال ان للحيوان غرائز محددة تحكمه، و أنه بلا عقل يفكر و يدبر به؟

أيقال ان الحيوان مجرد كائن خلق ليموت و أنه بلا لغة، و لا بأي وسيلة للتواصل؟

كثيرون يقولون هذا و أكثر.. و كثيرون يرون ان الحيوانات هي آلات جامدة مجردة من الوعي و التفكير، و لكنهم مخطئون بمجرد محاولة التفكير في ذلك.

في الواقع، الحيوان مهيأ بجميع مميزات الإنسان العقلية، و لكنه لا يضاهيه في التقدم و التطور. الحيوان ببساطة يعي و يفهم و لكن بدرجة أقل بكثير من الإنسان. و الحيوانات خصوصا من الثديات قادرة على اتخاذ التدابير و الآراء وفقا لأحوالها.

blank
ان للحيوان نظرة صريحة و جريئة

من جهة أخرى، الحيوانات أنقى بكثير من البشر.. ان للحيوان نظرة صريحة و جريئة لا تتخللها أي نوايا خداعية أو كذبية. حتى لو كان الحيوان مفترسا من المفترسات الخطيرة، فإنه حين ينظر إليك، تعرف من نظرته رغبته في إلتهامك، و لكنه لا يلف و يدور حول تلك الرغبة و إنما يفصحها لك بكل بساطة. هذا هو الصدق النقي الرائع، الذي لا يملك طريقا للوصول إلى البشر. و إذا كانت رغبات الحيوانات صادقة، فإن ألمه اصدق، و بكاؤه اكثر صدقا. احيانا، يبكي الإنسان لجلب الإهتمام كجزء من مؤامرة مدبرة، أما الحيوان إذا بكى، فيستحيل على الأرجاء الكونية ان لا تهتز تأثرا لصداه.

هذه هي الفروق الجوهرية التي تميز البشر عن الحيوانات.

أما لغة الحيوان فقد ثبت وجودها علميا بشكل قاطع، مع اختلافها بشكل تام عن لغة الإنسان.

blank
الحيوانات لديها احساس ومشاعر وتستطيع ان تتواصل مع بعض

و جاء في القرآن الكريم آيات و سور تثبت ان للحيوان لغته و منطقه الخاص. أتذكرون الآية {قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون}. ان هذه النملة كانت تجهل ان النبي سليمان يعرف لغتها و يسمعها، و هي تعتقد ان جيشه سيأتي على مستعمرات النمل و يدمرها من دون ان يشعر. ثم لاحظ، ان النملة استخدمت في الآية كلمة “يشعرون”. هذا دليل واضح على ان الشعور هو امر يعرفه النمل، و الا فكيف يستخدم في لغته ما لا يعرف. و في النهاية، ابتسم سيدنا سليمان لكلام النملة و امر جيشه بعدم الخوض في مملكة النمل.

ختاما

الحيوانات مخلوقات صديقة خلقها الله دون أي شوائب سوداوية، و لذلك نجد ان الحيوانات ظهرت مؤيدة عديد الأنبياء و قد خلدها القرآن الكريم في صفحاته الطاهرة مثل:
-الحمامة التي ذبحها سيدنا إبراهيم عليه السلام و فرق أشلاءها على قمم الجبال، ثم أحياها الله من الموت ليري لإبراهيم تلك المعجزة الجبارة.
-الذئب الذي أُتهم ظلما بإلتهام سيدنا يوسف عليه السلام.
-حمار سيدنا عزير الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه أمام عيني عزير عليه السلام.

و يوجد العديد من الحيوانات الأخرى التي يطول ذكرها و شرحها..

المصادر :

– Animal-Wikipedia
– Anthroponorphism-Wikipedia
– بعض المجلات و الكتب
– القرآن الكريم

تاريخ النشر : 2019-05-17

guest
35 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى