تجارب من واقع الحياة

بين العنوسة و زواج تعيس

بقلم : حسنات – المغرب

أخاف الوحدة و العنوسة و عدم الأنجاب
أخاف الوحدة و العنوسة و عدم الأنجاب

قبل أشهر تحصلت على وظيفة أخيراً بعد سنوات من البطالة و المرض ، رغم كوني متخرجة من جامعة و اختصاص مرموقين في البلاد .

كانت سعادتي عارمة فقد شعرت أخيراً بأن دعواتي بدأت تتحقق و مشاكلي بدأت أخيراً تنحل بعد أن يئست من أن تنتهي يوماً.

باشرت العمل بكل حماس و لكن بعد مدة بدأت تنغص على سعادتي مشكلة جديدة و هي أن من هم في محيطي العملي بدأوا يلمحون لنقص جديد و هو عدم الزواج ، فأنا في 31 سنة و عزباء ، و أزداد الأمر سوء يوماً بعد أخر و شهر تلو شهر حتى بدأت أشعر بالاكتئاب من الكلمات و التلميحات التي أسمعها حولي كل يوم بل كل ساعة.

أنا لم أسعى يوماً للزواج كما تفعل بقية البنات و السبب أنني قد مررت بمرض نفسي كاد يدمر حياتي بعد تخرجي من الجامعة و دام معي 5 سنوات ، لم أترك فيها شيخاً و لا طبيباً نفسياً لم أزره و أُعالج عنده ، و ما زلت إلى اليوم أشعر ببعض التوعك أحياناً و أخاف جداً من أن أدخل في أي وضع موتر لي كي لا يعاودني المرض الذي دمر زهره شبابي ، المهم منذ مدة قصيرة فاجأني أحد العاملين في المكان الذي أعمل فيه بأنه يريد الزواج مني ، كانت أي فتاة في موقفي ستطير من الفرح و لكني لن أكذب عليكم عندما سمعته كدت انفجر باكيه و السبب أنه لا يناسبني أبداً و لا يليق بسنوات طويلة من الصبر و المعاناة ، لست أتكبر عليه و لا احتقره فهو رجل جيد و لكن لغيري أما أنا فهو لا يناسبني ، فهو ليس متعلماً مثلي و بيننا فارق كبير في المستوى الاجتماعي و الاقتصادي و أكبر مني بسنوات ، و صارحني بأنه مريض بالكلى و مرضه صعب جداً و متعب ، و الأدهى و الأمر من ذلك أهله و خاصةً أمه رافضة زواجه مني و قد علمت بأنها تتقول علي الأقاويل بأنني قد سحرت لأبنها ليتعلق بي ، منذ حدثني بأمر الزواج و أنا مكتئبة فوق اكتئابي السابق و ما زاد غيضي غمزات السخرية من زميلاتي لأني رغم شهادتي و جمالي و مستواي الاجتماعي و المادي لم أحظى برجل مكافئ لي بل رجل رفضته كل من خطبهن.

كرهته و الحمد لله أن جاء الحظر المنزلي و ابعدني عنه و عن الجميع في العمل و إن كنت لا أنعم مطلقاً بدقيقة راحة و أفكر ملياً في الانتقال من المكتب . و لكن أحياناً تأتيني أفكار تحرضني على قبول الزواج و يوسوس لي الشيطان بأنها الفرصة الأخيرة في الزواج ، فكما تعلمون بعد الثلاثين تتحول المرأة عندنا إلى عجوز عانس لا يرغب فيها أحد.

أنا أعلم بأني لا أحبه بل لا أطيقه و هو ليس المذنب و متأكدة بأني لو تزوجته سأعيش تعيسة معه ، و لكني أخاف الوحدة و العنوسة و عدم الأنجاب .. فماذا أفعل ؟.

تاريخ النشر : 2020-04-21

guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى