سؤال الأسبوع

بين المزاح والسخرية

لكل شيء خطوطه حمراء ، ما إن تجاوزها المرء حتى يلقى نفسه في منطقة مُقنّنة في عُرف الأخلاق . حتى الصراحة الزائدة تنقلب – في الغالب – إلى وقاحة .. فليس كل شيء يقال ، فالله عزّ وجل أكرمنا عن سائر خلقه بالعقل ، الذي يدلنا عن أطيب السبل لإيصال الحقيقة بلا تجريح . وموضوعنا اليوم عن الفرق بين المزاح والسخرية . فقد يحدث في حياتنا اليومية تكرار مصادفة المواقف التي يحضر فيها المزاح الذي يكاد يلامس السخرية ، وبينهما شعرة ، لكن شتان بين أثرهما ، فكم من نوايا المزاح انقلبت إلى سخرية وأدمت القلب وأسقطت الدمع ..

ولا أحد ينكر محاسن المزاح وتأثيره الإيجابي على العلاقات الاجتماعية بين الناس . فالشخص المزوح محبوب ، و حضوره في المجالس له نكهة محببة ، بل إنه يُطلب ليكون أول المدعوين .. لما له من قدرة على امتصاص الطاقة السلبية وبعث جو يكون مفعما بالتسلية والمرح و السرور والضحكات . وقد كان أشرف الخلق رسول الله عليه أفضل الصلوات والتسليم يمازح أصحابه .

إقرأ أيضا : بين المجاملة والنفاق

وكما أسلفنا ، إن زاد الشيء عن حده انقلب لضده ، فكثرة المزاح والإسراف فيه ومزجه بأشياء لا أخلاقية كالكذب والترويع غيرها .. قد تجعل صاحبها يجنح ويتمادى وتدخله منطقة المحظور . ليصبح شخصا ساخرا وربما هزوءا مؤذيا دون قصده ، وتلك الطامة الكبرى . إذ سيتحول من النقيض إلى النقيض ، وعوض أن يرسم البسمة سيسيل الدمعة .

وقد قيل بالأثر في آدابه : “لا تمازح الشريف فيحقد عليك ، ولا الدنيء فيجترئ عليك” ، وقيل أيضا أن “كثرته تقتل الهيبة” .

ويحضرني كمثال على ضريبة تجاوز المزاح حد الإيذاء ، ما يعرف بكذبة أو سمكة إبريل . ذلك التقليد الغربي الذي يُعتبر مجرد مزحة يتداولونها كل سنة لقتل الملل والسأم وإضافة البهجة على حياتهم حسب مبرراتهم . تلك المزحة المجردة هي التي تقتل الكثيرين سنويا أو تدخلهم المشافي وربما تسبب لهم أمراضا مزمنة صعب أن تشفى .

والآن أعزائي القراء إلى الأسئلة :

_ هل أنت من أهل المزاح؟ ، وفي رأيك متى يتحول إلى سخرية؟ .

_ هل تعرضت للسخرية أو الأذية من قبل بداعي الدعابة ؟ .

_ كيف تستطيع تمييز المزاح من السخرية؟ .

بإمكانكم الإجابة دون التقيد بالأسئلة المطروحة .

guest
9 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى