ألغاز تاريخية

تايتانيك- السفينة التي لم تغرق!

بقلم : فرح عبد المجيد – العراق

هل هناك حقيقة اخرى خفية عنا في قضية غرق التايتانك

من منا لم يشاهد و يستمتع برائعة المخرج (جيمس كاميرون) عن قصة حب حصلت على اشهر باخرة في التاريخ (تايتانيك) و لم تنتابه العديد من المشاعر منها الخوف و الرهبة حين شاهد السفينة و هي قابعة في قبرها المائي تدور حولها غواصة ملتقطة صورا لها .. او شاهد تصوير لحظة اصدامها بالجبل الجليدي و معاناة و صراع الركاب اليائسين للنجاة و الخلاص من مياه المحيط المتجمدة؟ .. لقد اعاد الفيلم الى الاذهان اهتماما منسيا بهذه السفينة المنكوبة التي غرقت في اول رحلة لها عبر المحيط مصطحبة معها اكثر من 1500 من اصل 2300 راكب فيما اعتبر لاحقا اسوء كارثة بحرية في وقت السلم.

لسنين طوال بقيت السفينة قابعة في اعماق المحيط على عمق اكثر من 3.8 كم تحت المياه و غابت عن الاذهان حتى نجحت بعثة أمريكية فرنسية مشترَكة بقيادة روبرت بالارد بأيجاد حطام التيتانيك ليتم حل لغز مكان رقود الحطام و ليبدأ تحقيق اخر مثير للجدل حول اسباب غرقها الحقيقية.

غرق التيتانيك (الرواية الاصلية)

تايتانيك- السفينة التي لم تغرق!
السفينة اصطدمت بجبل جليدي عام 1912 وغرقت

كانت القصة المعروفة و لفترة طويلة من الزمن ان سبب غرق التيتانيك هو اصدامها بجبل جليدي سبب بعجا قويا وثغرة بجانبها الايمن مما ادى الى غمر حجراتها بالماء . لقد اجتمعت عدة عوامل ادت لاصدامها هذا .. منها تجاهل السفينة لستة تحذيرات بخصوص حقل من الجبال الجليدية امامهما و انطلاق السفينة بأقصى سرعة مما جعل من المستحيل عليها حين لمحت الجبل في النهاية ان تحيد عن طريقه.
هذا ما عرفناه و عرفه العالم لردح طويل من الزمن و هذا ما شاهدناه في الافلام و اغلب الوثائقيات عن السفنية المنكوبة.
لكن هذا الامر تغير بعد ان تم اكتشاف حطام السفينة وبعد قيام العديد من البعثات بالغوص اليها ليطفو محملين بأدلة تدعم نظريات جديدة اضافة الى ان اكتشاف الحطام قد جعل العديد من الناس تركز على تفاصيل لم تكن بالحسبان قبلا لعدم وجود ما يدعمها و اهمها الحطام الذي يمكنه ان يجيب على العديد من الاستفسارات.

هل هي التيتانيك حقا؟

تايتانيك- السفينة التي لم تغرق!
صورة للسفينتان التوأم وهما تقفان جنبا إلى جنب في الميناء

لو وضعت التيتانيك و اوليمبك جنبا الى جنب ستجد انهما شبه متطابقتين من حيث الشكل.
و هذا امر صحيح تقريبا, فكلا السفينتين شبه متطابقتين و لا تستطيع التمييز بينهما الا من خلال بعض الامور البسيطة منها : عدد الفتحات و الطول (الفرق في الطول قليل جدا يكاد ان لا يكون ملحوظا).
لهذا من السهل ابدال السفينتين بدون ان يتمكن الناس من ادراك ذلك و بالتالي فأن السفينة الغارقة هي (اوليمبك).

اجل هنالك من يقول ان السفنية التي نعرفها بأسم (تيتانيك) و الموجودة تحت مياه المحيط هي ليست (تيتانيك) الحقيقية بل شقيقتها السفنية (اوليمبك).

اما لمعرفة السبب فعلينا ان نعود الى الوراء قليلا (قبل غرق الباخرة في 15 من شهر ابريل عام 1912) و بالتحديد الى 20 من شهر سبتمبر من عام 1911. في هذا اليوم اصدمت الباخرة (اوليمبك) بالباخرة (هوك) قرب جزيرة (وايت). هذه الحادثة تسببت بالعديد من الاشكاليات لمالكي السفينة ، شركة (وايت ستار لاين) ، لأن عليهم سحبها الآن من الخدمة و اجراء التصليحات و هذه التصليحات كانت لتؤدي بدورها لتأخير عملية اطلاق باخرة اخرى (اهم منها) وهي (التيتانيك) لتصبح انطلاقتها في شهر (ابريل) بدلا من شهر (اذار) و لم تكن الشركة بوضع مالي يسمح لها بفعل ذلك لأن عليهم دفع فواتير الاصلاح و لهذا فكروا بطريقة تمكنهم من ضرب عصفورين بحجر واحد : استرداد الاموال التي ستخسرها بسبب اخراج (اوليمبك) عن الخدمة و كذلك المبلغ الذي لم يستطيعوا الحصول عليه بسبب الحادث من شركة التأمين و لهذا كانت الخطة كالتالي(وفقا للنظرية) :

ابدال السفينة (تيتانيك) بشقيقتها (اوليمبك) ومن ثم اغراقها للحصول على التعويضات من شركة التأمين و لن يعرف احد ان عملية الاستبدال حصلت الا المسؤولين عن الموضوع. و كانت السفينتان شبه مطابقتين من حيث الشكل و التصميم ومتقاربتين بالطول , ما عليهم سوى ابدال اللوحات على السفينتين و اضافة امور اخرى بسيطة لأكمال الخدعة . وما ان عقدوا العزم على ذلك حتى شرعوا في تغطية اي اثر يدل على هوية السفنية حيث قاموا بتغطية الارضية بالسجاد السميك لأن هنالك اثار اقدام الاف المسافرين على ارضية (اوليمبك) لكي لا يثيروا شكوك الناس في السفينة, فكيف لسفينة جديدة ان تحمل اثار استعمال كأثار اقدام و بقع الشراب و غيرها؟ بل قاموا بعدة تغييرات اخرى منها ازالة بعض الكابينات من السطح B لتصبح السفينة مطابقة لتايتانيك.

تايتانيك- السفينة التي لم تغرق!
السفينة من عدة طوابق او سطوح .. وهناك اختلافات واضحة بين السطوح لو دققنا النظر

لكن الشيئ الوحيد الذي لم يستطع هولاء تغييره هو:عدد الفتحات على السطح C. و لكن لنكن واقعيين,من منا قام بحساب الفتحات هذه؟

لكن عند حساب الفتحات لصور السفنية, تجد ان سفينة (تيتانيك) لديها 14 فتحة على السطح C موزعة بالتساوي و لكن لو نظرت الى صورتها الاخيرة (قبل ان تغادر ميناء ساوثهامبتون لرحلتها الاولى و الاخيرة المشؤومة) ستجد انه و بقدرة قادر, اصبح للسفينة 16 فتحة لم توزع بالتساوي.

لم يكن هذا هو الامر الوحيد الذي اثار شكوك اصحاب هذه النظرية بل كذلك افادات العديد من الاشخاص الذين عملوا على بناء السفينة في هارلاند وولف, حيث اكدوا انه تم استبدال السفينتين و بأن المسؤولين في شركة (وايت ستار لاين) هددوهم بأنهم في حال افشاء هذا السر, سيكون هذا اخر عمل لهم في مجال بناء السفن.

امور غريبة و مريبة ام محض صدف؟

هنالك امر غريب يخص سفينة (كالفورنين) المعروف عنها بأنها تجاهلت نداءات السفينة المنكوبة. حيث ان السفينة استطاعت ان تملئ حجراتها بالفحم في وقت كانت البلاد تمر بأزمة وقود بسبب اضراب عمال مناجم الفحم, من اين لها هذا؟ حسنا لنفرض ان السفينة تمكنت بطريقة ما من الحصول على الفحم, اليس من المنطقي ان تبحر محملة بالركاب و تبدأ ببيع التذاكر للراغبين في الابحار؟ اليست هذه افضل فرصة لجني الارباح ؟ و لكن لا, لم تعلن السفينة عن فتح ابوابها لاستقبال الركاب بل انطلقت محملة بحمولة من نوع اخر: بطانيات و ملابس دافئة!!! ايعقل ان قبطان السفينة(كابتن لورد) (تنبأ) بأنه سيمر بسفينة غارقة في المحيط و ان الناجين منها سيحتاجون هذا الكم من الملابس؟ ام كان على علم مسبق بالكارثة؟ و كانت الحمولة مخصصة مقدما لركاب السفينة المنكوبة؟ ايضا لتعلم عزيزي القارئ ان القبطان (لورد) كابتن (كالفورنين) لم يضع اي من وقته في الخروج من الميناء متوجها الى شمال الاطلسي (نفس مسار السفينة تيتانيك) بدون ان يحمل اي راكب في حين كان بأمكانه نقل العديد من الراغبين و بشدة في عبور الاطلسي؟

تايتانيك- السفينة التي لم تغرق!
السفينة كاليفورنين وقبطانها الكابين لورد

يبدو انه كانت هنالك خطة لأنقاذ ركاب سفينة ما من الغرق و لكن حالت الظروف دون ذلك, منها (حسب قول القبطان لورد) بأن سفينته علقت في حقل جليدي و اتخذ قرارا بالانتظار للصباح و عبور الحقل.

هنالك امر غريب اخر الا و هو سفينة (اوليمبك) نفسها , من العادة ان يتم تفكيك السفن بعد اخراجها عن الخدمة و هذا ما حصل مع (اوليمبك) حين خرجت عن الخدمة في 1935 حيث تم تفكيكها و استعملت موادها في العديد من الامور منها استعمال الاطارات الخشبية و غيرها من الاجزاء المأخوذة من سلالم الدرجة الاولى واستعمالها في فندق (وايت سوان) في بريطانيا. لقد كان هنالك رقم على الاطار و هو (401) و هو الرقم نفسه المخصص لسفينة (تيتانيك) حين كان يتم بناءها في (بلفاست) حيث يجب ان يتم ترقيم الاجزاء حسب نوع السفينة . اما الرقم المخصص لـ (اوليمبك) فكان (400) و ليس (401). ايعقل ان يكون الامر مصادفة و التباس في الموضوع من قبل العمال؟

لو قمنا بالبحث قليلا عن الاعلانات التي استعملت في الترويج للسفينة, ستجد ان النموذج المستعمل في الدعاية (سواء للسفينة من الخارج ام الداخل) هو للـ (اوليمبك) . اليس هذا امرا غريبا؟ خصوصا ان الناس كانت تدفع المبالغ الطائلة للركوب على (التيتانيك) و ليس (اوليمبك)؟ هل فعلوا ذلك عمدا؟ لتسهيل عملية الابدال؟ ام كان جهلا من قبل المسوقين؟

انظر لهذا الدليل الاخر, الصورة المأخوذة لحطام السفينة الراقدة في المحيط, قام المصور بمقارنتها بصورة (التيتانيك) الحقيقية. اين الحقيقة؟

تايتانيك- السفينة التي لم تغرق!
موقع حرف T من العنوان مختلف في الصورتين

صورة اخرى مأخوذة للـ (تياتانيك) اثناء عملية صناعتها و اخرى للـ (تيتانيك) التي ابحرت في رحلتها المشؤومة , حسنا لنلقي نظرة على حرف الـ (T) من كلمة Titanic ,ستجد حرف ال T للسفينة اثناء صنعها يقع بالضبط بين الفتحة الثالثة و الرابعة من مقدم السفينة اضافة الى امتلاك السفينة لـ 14 فتحة اما السفينة التي سميت بالتيتانيك و التي ابحرت فستجد بأن حرف الـ T يقع بعد الفتحة الثالثة بقليل اضافة الى امتلاكها لـ 16 فتحة. اين اختفت او ظهرت الفتحات الاخرى؟ سحر ساحر؟

هنالك امر غريب (او قد يكون محض صدفة اعتمادا على الشخص) الا و هو حقيقة ان اكثر من 50 شخصا من علية القوم ممن تبجحوا بأنهم من الذين سيركبون السفينة لعبور المحيط, قد الغوا رحلاتهم على متن الباخرة المنكوبة من بينهم زوجة مالك السفينة.قد يكون الامر صدفة و لكن لنتذكر ان الـ (تيتانيك) كانت اشهر سفينة و كانت قبلة وجهاء القوم الذين سارعوا لركوبها .
كثيرون ممن الغوا رحلاتهم مع عوائلهم ادعوا المرض ليتم رصدهم فيما بعد يتمتعون بأجازة او برحلة (امنة) في الوقت الذي يجب ان يكونوا ملازمين لفراشهم.

تايتانيك- السفينة التي لم تغرق!
هل كانت القضية بأكملها عبارة عن دسيسة مدبرة من اصحاب الشركة المالكة للسفينة؟

اما عن الحطام نفسه, هنالك مصدر يقول ان من بين الصور المأخوذة للحطام, سقطت عدة احرف من كلمة Titanic لتظهر احرف M و P (من كلمة Olympic) محفورة على السفينة.

ايا كانت الحقيقة , في النهاية خسر اكثر من 1500 شخص حياته في الـ 15 من شهر ابريل عام 1912 لتكون السفينة قبرهم الابدي.

الجدل يطول في هذا الموضوع و لكن ايا كانت الحقيقة فلا مجال للتأكد منها تماما لان الدليل اما مات مع اصاحبه او دفن في قبر مائي في عمق المحيط.

تايتانيك- السفينة التي لم تغرق!
وتبقى الحقيقة غارقة مع السفينة في قاع المحيط

ما رأيك عزيزي القارئ؟ هل تؤمن بنظرية المؤامرة ام ان اغلب ما حصل لا يتعدى محض صدفة؟

اما اذا اردت ان تتأكد بنفسك بعيدا عن الانترنت , انصحك بحجز مقعد لك و بمبلغ بسيط لا يتجاوز الـ (105,129$) للشخص الواحد للذهاب في رحلة غوص تستغرق 8 ايام و ستنطلق في شهر حزيران 2019 و لكن سارع , فخلال عشرين عاما من الان لن يبقى اثر لحطام السفينة.

المصادر :

Did the Titanic Really Sink or was it Olympic?
RMS Titanic alternative theories
The Titanic cover-up
– “Why They Sank The Titanic, or was it the Titanic?” watch this please.

تاريخ النشر : 2019-01-16

guest
53 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى