تجارب من واقع الحياة

تجربة الأدوية النفسية ..

عشت فترة كبيرة من الضغوطات، وعشت تجربة مريرة مع الأدوية النفسية، وأصبحت لا أحتمل الناس، و أصبحت عصبياً للغاية. لم أستطع أن أعمل وأغلقت مشروعي بعد فشله، كنت أقوم بتصليح الهواتف الجوالة بعد مرضي. لا أستطيع تحمل أي شيء، أنا دائم التحرك.

لا أستطيع أن أقف في مكان معين أكثر من ربع ساعة، فأنا حزين للغاية وكئيب والقلق لايفارقني، أصبحت أسمع الأغاني كثيراً خاصة الأغاني الحزينة، وكثرت عندي الوساوس.

أصبحت أتحدث مع نفسي كثيراً، و أصبحت دائم التحرك حتى في داخل المنزل. بعد مرور مدة كبيرة أصبحت خائفاً للغاية من الوقوع في الجنون، و أصبت بنوبات هلع وذهبت إلى طبيبة مختصة. وصفت لي الطبيبة أدوية نفسية مضادات اكتئاب و مثبتات مزاج و مهدىء. أصبحت أنام في الليل و النهار ودائماً مخدر كلياً بعد تجربة تلك الأدوية.

بعد مدة تأقلم جسدي مع الدواء، أصبحت أنام بشكل عادي، لكنني أصبحت انطوائياً للغاية وأجلس في المنزل ولا أختلط بالناس.

رجعت للطبيبة مجدداً وزادت بدورها في جرعة الدواء مضاد الاكتئاب، أصبحت لا أنام ليلاً ولا نهاراً. تركت الأدوية بعد مدة و أصبح لدي ضغط في الجبهة و مشاكل في النوم.

ذهبت إلى طبيب ووصف لي مضاد اكتئاب لأجربه لعلي أتحسن، قال لي الطبيب أن هذا الدواء خفيف.

جربت حبة واحدة فقط في الليل، ونهضت بسببه من النوم مخدراً، و دائماً كنت لا أستطيع النهوض من السرير إلا بشق الأنفس. استيقظت ونهضت إلى أن وصلت بشق الأنفس لمنزل والدي، أكلت تمر لكي أستفيق من هذا الدوار، لكن لم يتغير شيء ولم أستطع النوم.

أشعر بنوبات هلع ونوبات غضب اجتاحتني لمدة ثلاثة أيام بعد تجربة تلك الأدوية النفسية الكثيرة، بعد مدة ذهبت إلى طبيب عام، و قال لي أن أعصابي متشنجة، أعطاني مهديء ولكنه لم ينفعني.

إقرأ أيضا : شبح الاكتئاب يلاحقني

قال لي أنه يجب علي الذهاب لطبيب نفسي، ذهبت إلى طبيبة آخرى، و أعطتني مضاد اكتئاب، و مضاد قلق، عدت مجدداً لتجربة الأدوية النفسية.

شعرت براحة رهيبة دامت ليومين فقط، ثم بعدها نوبات غضب، و انتفاخ في الغدة الدرقية. أصبحت لا أتحمل أي خيبة أمل و لا أستطيع النوم، أصبحت على حافة الانهيار.

تركت تجربة الأدوية، ثم بعد ذلك مباشرة انهارت أعصابي، و أصبحت لا أتحمل أي شيء. أصبحت أكسر أي شيء أمامي و لا أهتم.

ذهبت لطبيبة أعصاب وأعطتني مضاد للذهان، وهذا برفقة مضاد للاكتئاب. رجعت أنام بصورة طبيعية و ذهبت نوبات الغضب؛ لكنني أصبحت وكأنني مدمن حشيش، دائم النوم، دماغي لاتعمل بشكل جيد، جسدي مرهق. كل هذا بسبب تجربة الأدوية النفسية الكثيرة.

تركت تجربة الأدوية النفسية، وبعد ذلك ذهبت لأخصائية نفسية، قلت لها أنني أشك أنه عندي مرض ثنائي القطب، قالت لي أنني مريض بالاكتئاب، و ستتخلص منه بالتنويم الايحائي.

قمت بعدة جلسات و تركتها ثم ذهبت لطبيبة نفسية و قالت لي أنه عندي مرض ثنائي القطب، وأعطتني بدورها مضاد ذهان و مثبت مزاج.

أصبحت في مزاج سيء، عقلي مشوش، أتكلم وكأنني مدخن حشيش، بعد مدة تأقلم جسدي مع الوضع و أصبحت أفضل. ثم استعملت مضاد ذهان أقوى وتحسنت، و الآن أنا أفضل بكثير.

التجربة بقلم : بدروش – تونس

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة أنقر هنا
guest
8 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى