تجارب من واقع الحياة

تحرشات في الصغر و معاناة في الكبر

بقلم : محمد عبد الغني 

لولا التحرش الذي قام بها أول شخص لما حدث هذا

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أنا شاب عمري 19 سنة ، تعرضت للتحرش الجنسي و أنا عمري خمس سنوات ، لم تكن تلك نقلة نوعية في حياتي لأنني لم أكن أدرك ما يحصل معي ، توالت الأيام وكنت مصدوماً مما حدث معي لذلك لجأت لأخبار أمي ، كان عمري آنذاك خمس سنوات ونصف ، لكن أمي قالت لي بكل سخريه ” لا ، لم يحدث شيء ” لا ألومها قد لم أكن قد أوصلت الرسالة لها على أكمل وجه ، توالت الأيام وكان أبي و أمي في حالة صراع نفسي وعاطفي إلى أن انفصلا وترك ذلك أثراً كبيراً في نفسي ، في عمر السابعة بدأت الكوابيس والأحلام والتحرشات تبدأ معي ، لا ادري هل هذا هو كابوس أم ماذا ؟ ظننت أنني تعودت على الأمر لكن الأمر تجاوز مرحلة الكوابيس واصبح ينتقل إلى مرحلة اللاوعي ، أي أصبحت أمشي و أنا نائم واصرخ وأنا نائم ، لا أمزح هذا ما حصل معي ،

وفي عمر التاسعة أدمنت الأفلام الإباحية وأدمنت العادة السرية التي  دمرت حياتي  ،  لجأت إلى الله لكي يحل مشكلتي لكن لم يحدث أي شيء و بقي الأمر وأدماني على العادة والأفلام الإباحية إلى الأن ، ليس هذا المهم فأنا في صراع لمحاربة هذه الأفة التي دمرت حياتي ، وفي عمر العاشرة بدأت مرحله جديدة من الوسواس القهري الذي دمر حياتي ، اصبح وزني ينقص بشكل أدى إلى ذهابي للطبيب وصرف وصفة علاجيه لمعالجة الأمر ، لم يحدث أي شيء حيث لجأت إلى كل شيء حتى القران الذي هو العلاج الكامن فلم يحصل أي شيء ،

تيقنت وشككت أنا ما معي هو أمراض روحية على حد قول أمي ، حتى أمي نسيت موضوع التحرش الذي تعرضت له في الصغر ، كانت حياتي وما زالت مؤلمه ، و في عمر الثالثة عشر بدأ الوسواس يزداد سوءً أي أنقلب إلى مرحلة الشذوذ الجنسي و لأنني مسلم فلا استطيع أن أفعل أي شيء ، فكان الأطفال و زملائي في عمري يفكرون في اللعب والتقدم العلمي والدراسي إلا أنا ، فكان الوسواس يستغل المساحة الكبرى من تفكيري وتراجع تحصيلي العلمي وبدأ معدلي العلمي ينحسر إلى أدنى الحدود ، لكنني لم أفشل ولله الحمد ، تخيلوا حتى أنني لم أنضج لقد كنت حتى في مرحلة اضطراب بيولوجي ، وعندما وصل عمري 15 سنة بدأت أرفض فكرة الزواج وأقول لنفسي : لن أتزوج بالمستقبل وسأعيش لوحدي ،

وبالفعل انعزلت ، قد تستغربون كان عمري 15 سنة وكنت أفكر بالزواج ، نعم هذا هو الوسواس القهر إنه القاتل المدمر ، وفي عمر 16 سنة بدأ الرهاب الاجتماعي يتغلغل في صفوف حياتي إلى أن أصبح طبعاً في حياتي لا أستطيع أن أتخلى عنه لأنه أصبح جزءً لا يتجزأ ، و في عمر 17 عام تطور الأمر إلى الأدوية النفسية ، لم يكن أهلي يعلموا بهذا الأمر ، وبالفعل إلى الأن أنا أتعاطى الأدوية النفسية ، تلك الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية ، والى الأن ليست مجرد حياتي الحاضرة مدمرة بل مستقبلي الذي أنا بالوقت الذي غيري ينهض أنا أموت واندثر

وتخرجت من الثانوية العامة بمعدل كسر توقعاتي التي أطمح لها لأن الوسواس لم يتركني بل دمرني ، والرهاب الاجتماعي لا أدوية نفسيه تنفع ولا شيء ، أتعلمون كم أعاني في حياتي ؟ فأنا أعاني الكثير ، فكرت في الانتحار عشرات المرات وكل مرة ديني يمنعني من هذا الفعل الشنيع ، ما ذنبي أن أعيش هكذا ؟ فانا ليس لي حاضر ولا ماضي ولن يكون لي مستقبل فغيري سوف يتزوج وينجب الأطفال و أنا سأبقى حبيس الجدران ، قد تستغربون أن عمري 19 سنة وأقول هذا ، نعم هذا هو التحرش الجنسي بالأطفال الذي يقود إلى المخدرات والشذوذ الجنسي وقتل البراءة ،

كم أحب الحياة لكن هذا ليس في نفسي ، هذا كان في طفولتي البريئة التي دمرت ، وأتمنى كل من يقرأ هذا المقال أن يدعو لي بالتوفيق و أطلب من الجميع أن لا يلوموا الشواذ لأنهم جيدون ، لا سمح الله فقط أرجع لتاريخهم الأليم فلولا جريمة القتل الذي قام بها أبن أدم لما حدث القتل في البشرية فهو سيتحمل أثم كل جريمة قتل وكذلك الشذوذ ، لولا التحرش الذي قام بها أول شخص لما حدث هذا ، وقد بين الله هذا في القرأن فلم يكن ما يعرف بالشذوذ قبل قوم لوط ، وشكراً.

تاريخ النشر : 2019-09-24

guest
47 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى