تجارب من واقع الحياة

تساؤلات من بين الجدران

بقلم : لطيفة -لبنان

ارجوكم إقرأوا وأجيبوني
في البداية أنا فتاة عاديّة ولدتُ بعائلة متوسطة الدخل ولي من الإشقاء 6, ثلاثة من الذكور و3 من الإناث وأنا رابعتهم , أبي يعمل وأمي أيضًا تعمل , كل منها له جذر مختلف , وغالبا ما كانا على خلاف لإن أبي كان قاسيًا وله طريقة جافّة في معاملة النساء هذا إلى جانب أسرته الكبيرة التي شاركتهما مسكنهما لفترة ليست بالقصيرة, وبالطبع وكما يحدث في كل القصص الخيالية منها والواقعية تسببوا بعدد لا بأس به من الخلافات, وصلت للشرطة وكبار العائلات , ولكن كما هو الحال يلصقان الزجاج المكسور بإيديهما بحجة الأولاد , ومرّت الأيام وانتقلت عائلة والدي للعيش ببيت مستقلّ , وتحسنت أوضاعنا الماديّة وبدأ يكبر الأولاد , وانا كنت الصغرى وإلى حد ما أنجبني والديّ حين ملّا من الأطفال , بإمكانكم أن تعتبروها غلطة أو رغبة في جعل الأولاد الثلاث أربعة, ولكنني ولدت فتاة على أي حال, وكنت كما الحجر المركون في زاوية البيت, لا عين عليّ ولا لي صوت, أعيش طفولتي بهدوء مطلق ألعب بالدمى وفي باحة البيت أتحرك, وكان لأختي الكبرى دور في تربيتي عظيم وعطفها يغمرني في كل حين, ولا أنكر دلال الأم وحنوّ الأب و إن كان قليل, فمشاغلهما كانت أكبر مني بكثير, وها أنا بعد أن تعديت العشرين برقم غير قليل أعذرهما, ولكن ما حدث يبدأ في طفولتي المبكرة قبل الخمسة سنوات ربما كنت أبلغ من العمر أربع أعوام تعرضت للتحرش الجنسي المتكرر من قبل أخي الأكبر وكان تقريبا في سن المراهقة ولا أذكر إن كان قد وصل الأمر للاغتصاب, استمر بفعله الشنيع عدة سنوات وبدأت أفهم ما حولي فأخبرته أنني لا أريد أن يقترب مني وفعلا لم يعد يقترب مني جنسيًا ولم أتحدث عن الذي حصل وقد يظنني نسيت بعد كل هذه الأعوام لأنني لم أخبر أحدًا للان بالذي كان ولكنني أتذكر الأمر كثيرًا وأبكي لأنه أثرّ فيّ وبنفسيتي وكلما كبرت كلما ازداد الألم أكثر, والذي يزيد من مرارتي عدم ملاحظة أمي أو أبي أو أي من إخوتي للذي كان يحدث على أن منزلنا لم يكن كبير وأعتصر ألما حين اتذكر كم كنت صغيرة ومسكينة ولا أعرف ما الذي يحدث ولكنني كنت دائما أشعر بأن شيئًا خاطئًا يجري, وهذه مشكلة واحدة مما تعرضت له , أما الثانية فكانت التنمر المدرسي: منذ دخولي للمدرسة وأنا متفوقة ومتميزة بالرغم من أن أمي وأبي لم يكونا على اهتمام كبير بنا من الناحية الدراسية فغالبا ما كانا يسلماننا مسؤولية دراستنا إلا إنني كنت مجتهدة ودائمًا في المرتبة الأولى ولكن حجمي كان صغيرا جدا وما زال , كنت قصيرة ضمن الطبيعي ولكنني قصيرة وهزيلة, وكانت الفتيات كثيرا ما تتنمرن على قصري من باب المزاح ولكنني كنت أنزعج جدًا, وعلى عكس الأخوات اللواتي يقفن مع بعضهن, وهنا سأدخل بمشكلتي الثالة, فإن أختي التي تكبرني بأكثر من عام ولنسميها صاد والتي كانت معي في نفس المدرسة لم تكن تقف بجانبي على العكس فللآن أذكر أنها كانت تضعني موضع سخرية لتنجو هي منها, ولهذا أساس سيكولوجي فمنذ صغري كما أخبرت كنت الصغيرة المهملة وكان جلّ التركيز على الكبار وفي المقارنات كانت بين أختيّ المتوسطين ولم يشكل هذا لي يوما أي إزعاج, وكانت المقارنات بينهن على أساس أن صاد أجمل من سين وأنها تشبه أمي ذات الأصول اليونانية على العكس من الثانية الي تشبه أبي ذي الأصول العربية, وقد نما لديها شيء من النرجسية فكانت دائمًا تسعى للحصول على وصف الأجمل والمؤدبة المهذبة على إنها كانت ترينا نحن أخواتها نجوم الظهر فتارة تسخر من تلك على إنها تتأتئ وتارة من هذه على أنها بشعة أو إن أمي لا تحبها وكنت بعيدة قليلا عن مرمى أهدافها باعتباري صغيرة وبعيدة عن المقارنات, وكانت صاد الوحيدة بيننا التي تخاصم بالأيام بل بالأشهر والسنوات, ولأنها أمام والدي كانت تظهر بمظهر المؤدبة, لم يكونا يصدقاننا حين نتحدث عن أذاها لنا على العكس كنا نلام, وصارت تتمادى وتتسبب لنا بالمشاكل حتى صرنا بمرحلة المراهقة والشباب, وعدت هي الثانوية ودخلت تخصص مرموق وهنا بدأت المشكلة بالازدياد, وكانت اختي سين قد وقعت بحب شاب, وتحدثت معه فقط عدة مرات واكتشفت صاد فأخذت تهددها بإخبار أبي لأنهما شديد في هذه المسائل بل تراقب تصرفاتها كلها وتذلها ذلا, على أن سين أكبر من صاد وهي التي يجب أن تراقب تصرفاتها, وبالاخر انتهى الحب بين سين والشاب بالزواج والحمد لله, وهنا بدأت مشكلتي أنا مع صاد, فكنت قد انهيت ثانويتي بنتيجة مبهرة و وبدأت غيرتها بالاشتعال ودخلت الجامعة بنفس تخصصها وحاولت أن التحق بجامعة مرموقة ولم انجح , وصارت على أقل كلمة تبدأ معي مشكلة وقتال وعراك وتسمعني أقبح الكلمات وتنعتني بأسوء الصفات تارة إنني فاشلة وتارة إنني قبيحة وتارة تسبني ولا تتركني إلا وأنا أبكي وبأسوء حال إلى أن خطبت سين ودخلت بعراك مع صاد وصارت صاد تزيدها عليها في كل مشكلة حتى فاض الكيل وعرفوا أهلي من المذنب الحقيقي وكم تحملنا أذاها وسكتنا وعاقبوها ولكنها اشتعلت بالمزيد وعلى أن دوري في اخر مشكلة كان معدوما إلى أنها وجهت كل غضبها وأذاها نحوي أنا ومازلت سنوات وأنا أعاني منها لدرجة اني انتقلت للعيش لىمدينة أخرى ولكن مازالت تستهدفني من حين لاخر بالاذى وانا خائفة من انها تتسلل لي وتؤذيني أكثر وحتى لا اظهر نفسي بمظهر الملاك كنت أواجه الفعل برد فعل أحيانا قليلة وأحيانا أتذكر ما قامت بفعله لي وكم أذتني فأبادر بردة فعل سلبية تجاهها ولكن ردة فعل بسيطة بعد أن أتذكر وبعد أن يعدي الموقف مع العلم أنها لاتوفرني أبدا هل هذا خطأ مني؟ هل يجب ألا أرد حين أتذكر وأن أظل صامتة أمامها أم ماذا أفعل ماذا أفعل بخوفي الكبير من أن تؤذيني؟ ماذا أفعل بماضيي المؤلم ؟ أريد حلا يجعلني أمضي في طريقي أنا الان ادرس وأعمل في ان واحد ……

guest
10 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى