تجارب من واقع الحياة

تشدد أمي يقتلني: من وإلى..

السلام عليكم، أنا رحمة من الجزائر، وعمري 15 سنة. أنا هنا اليوم لأشارككم مشاعري، التي لم أبح بها لأحد، حتى أقرب الناس إلي. على أمل أن يزول هذا الحزن، والاكتئاب، الذي صار رفيقي الدائم. فأنا أعاني الكثير من التشدد في حياتي. ستظنون أن العنوان غريب، أو مبهم، نوعاً ما، مثل حياتي طبعاً. ولكن وبكل بساطة، هو يعبر عن نظرتي إلى الحياة، كيف كانت، وكيف أصبحت. وتلك هى القصة كلها ..

كنت وقبل عامين تقريباً، فتاة مملوءة بالأمل، والتفاؤل، والمرح، والسرور. كانت أحلامي، وأهدافي كبيرة. كنت أحب تكوين الصداقات، وأعشق الحياة.

كنت لا أبكي إلا نادراً. وأقضي جل وقتي مع أصدقائي ومع عائلتي. وكنت أملك عدة هوايات. لا أملك أي هموم، ولا يشغل تفكيري شيء. كنت مستقرة نفسياً، ولكن وللأسف دوام الحال من المحال. فعندما بلغ عمري ال13 تغيرت كلياً، صرت أعشق الوحدة والعزلة. من هواياتي البقاء في غرفتي وسط الظلام. أكره الحديث مع الأشخاص، إذا زارنا أحد لا أسلم عليه.

زال التفاؤل الذي كان يحتويني، وتبخرت المشاعر الإيجابية. صرت أفكر في الموت وفقط. فلو لم يكن الانتحار حرام، لكنت أول من فعل هذا. أريد أن أترك هذه الحياة لمن يريدها، فلا فائدة من وجودي.

إقرأ أيضا : زوجي متزمت و متشدد فكرياً

مازاد الطين بلة على حالتي النفسية، هم عائلتي، بالأخص والدتي، تحرمني من أشياء يفعلها من هم في مثل سني بهدف مصلحتي. منعتني من الخروج، أو تكوين صداقات، وعدة أشياء. لا تفهمني، ولا تسأل عن مشاعري. تظن أنني بخير، طالما أنني أتناول الطعام، وأشرب الماء، وأنام.

حتى أنها منعتني من فتح حساب انستغرام مثل البقية. أصبحت أبكي بدون سبب، وأشعر وأفرغ كل كبتي ببكائي. أبعدوني عن أكثر شخص أحبه، والآن لا أستطيع لقائه. هو أكثر من كان يفهمني، وأشاركه مشاعري، ويخفف عني، ويرسم ابتسامتي المؤقتة. أخذوا مني هاتفي مني، وغيرو كلمة المرور، لكي أدرس بجد.

رغم أنني أحصل على علامات ممتازة، يريدون مني الكمال، رغم أن الكمال لله. عندما أقول و أتحدث بصيغة الجمع، فأنا أقصد أمي طبعاً. أمي تشدد علي كثيراً. باختصار، أنا أستسلم، لم تعد لي طاقة المواصلة.

زالت رغباتي في هذه الحياة، وأصبح ما كان يبهجني أمراً تافهاً. أريد الرحيل، لعلي أرتاح. سئمت من تشدد أمي، رغم أنني فتاة ملتزمة والحمد لله. أريد أن أعيش حياتي بحرية، ولكن بحدود.
آسفة إن كنت قد أطلت عليكم، لا تسعني المواصلة، فشريط الذكريات يمر أمام عيني، وهو مايزيدني تعاسة. أرجو منكم أن تدعموني، وتنصحوني.

التجربة بقلم : رحمة – الجزائر

guest
21 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى