أدب الرعب والعام

تيكي تيكي

 
بقلم : أحمد محمود شرقاوي – مصر
للتواصل : [email protected]

 

أعينها تنزف بالدماء و هناك خط دم يظهر أثر احتكاك نصف جسدها بالحديد
أعينها تنزف بالدماء و هناك خط دم يظهر أثر احتكاك نصف جسدها بالحديد

 

 
أرتفع صوت هدير القطار المتجه إلى طوكيو و هو ينطلق بسرعة خرافية ناحية العاصمة ، و من الداخل كان الركاب في حالة من الهدوء والسكينة و هم يراقبون الطريق من خلال نوافذ القطار باستمتاع كبير. 

أما يونج فكان متوتراً و هو يراقب شخصاً يجلس على الكرسي المقابل له باهتمام شديد ، حبيبات العرق تتساقط منه كل حين من فرط التوتر و التفكير، أشار له يوكو من بعيد كي يبدأ في تنفيذ الخطة خاصةً أن القطار تبقت له دقيقة واحدة للوصول إلى محطة طوكيو.. 

و على الفور سقط يونج ملقياً برأسه على جسد هذا الرجل الذي انتفض من المفاجأة و حاول أن يحمي جسد يونج من السقوط ، سرعان ما اتجهت نظرات الركاب ناحية يونج و التفوا من حوله في محاولة بائسة لإفاقته ، و وسط هذا الجو المتوتر والتساؤلات الكثيرة اتجه يوكو ناحية الرجل وسحب الحقيبة الخاصة به بهدوء شديد ثم اتجه ناحية مقدمة القطار، في تلك اللحظة كان القطار قد توقف و فتحت أبوابه للنزول..
 
هبط يوكو سريعاً و وضع حقيبة الرجل بداخل حقيبته الكبيرة ليخفيها و جلس على مقعد المحطة منتظرا يونج الذي أفاق و هو يعتذر للجميع ثم نهض سريعاً و خرج من القطار وهو يسمع صوت الرجل يقول “يا للمصيبة ! أين حقيبتي ؟ “.
 
في تلك اللحظة كان يوكو يصطحب يونج ناحية الخارج ، و وسط الزحام لمح الرجل الذي سرقت حقيبته يهرول ناحية رجل الشرطة الخاص بالمحطة و يتحدث له بجزع ، و على الفور أغلقت البوابة و خرج الكثير من رجال الشرطة لتفتيش الركاب قبل الخروج..
 
وانتفض قلبيّ يونج ويوكو ، سوف تقبض عليهما الشرطة حتماً و لا سبيل للخروج الأن ، و على الفور اتجها ناحية نهاية المحطة بخطوات أشبه إلى الهرولة ، ثم هبطا إلى القضبان الحديدية و انطلقا مبتعدين عن المحطة كلها ، و كم كان الحظ محالفاً لهما حينما انشغل رجال الشرطة في تفتيش الركاب!.
 
هدأت الأصوات رويداً رويداً و هما يبتعدان عنها وعن الأضواء لتلتف من حولهما ظلمات الليل كالأفعى الماكرة ، على الجانبين سور السكة الحديدية الشاهق الذي يمنعهما من الخروج من المسار، فكر يونج قليلاً ثم قال: 

– سنحاول الوصول إلى نقطة ضعيفة في السور لنتسلقها و نخرج من هنا.
وافقه يوكو و هو يهز رأسه ثم أمسك حقيبته وأخرج حقيبة الرجل منها و فتحها ، سرعان ما صفق في جذل و هو يرى كل تلك الأموال التي ستغنيهما حقاً.
أبتسم يونج و هو يقول : 

– أنت محظوظ لأن لك قريب في البنك ليوشي بصديقه الذي سيرجع بالمال الليلة لننتظره نحن و نحصل عليه.
– أفكر جدياً في إخباره أنني لم استطع سرقة المال حتى لا يقاسمنا فيه.
تطلع اليه يونج بنظرة غامضة ثم قال:
– و لكنه سيعرف حتماً في البنك بما حدث.
– لنغادر المدينة كلها اذاً ، هذا المال سيكفينا طويلاً.
و ضحك الاثنان طويلاً و هما يتخيلان ما سيفعلانه بكل تلك الأموال.
بعد دقائق من السير توقفا على صوت غريب ، صوت احتكاك جسد بالقضبان الحديدية مصدراً صوتاً عجيباً.
تيكي، تيكي. 

تطلعا حولهما في توتر يحاولان الوصول لمصدر الصوت وسط هذا الظلام.
تيكي، تيكي.
اشتد ارتفاع الصوت وازدادت معه دقات قلبيهما وهما يتلفتان حولهما في جزع وخوف كبير، هناك من يعبث بهما و يجب ألا يكونا في موضع الفريسة.
هذه هي أول قاعدة لتكون سارقاً.
تيكي، تيكي. 

جاء الصوت تلك المرة من خلفهما تماماً ، و أنخلع قلبيهما من مكانه حينما رأى مصدر الصوت.
أنها نصف أمرأة !.
نصف أمرأة تحبو على القضبان ممسكة بإحدى يديها منجل حاد ، مصدرة هذا الصوت مع احتكاك نصف جسدها مع المنجل بالقضبان الحديدية.
 
و لأول مرة في حياتهما يشعران بمثل هذا الرعب العاتي الذي جعلهما يصرخان كالأطفال و يركضان كلٌ في اتجاه مقابل للأخر. 

و انطلقت نصف المرأة من خلفهما بسرعة غريبة ، كانت تقبض على القضيب الحديدي بإحدى يديها وتسحب جسدها، وتكرر تلك العملية في سرعة بالغة.
كان يونج يركض عن يمين القضبان ، بينما يوكو كان يركض عن يساره.
و لحقت المرأة بيونج و ضربته في قدمه بالمنجل ، فصرخ متألما و سقط أرضاً والدماء تنزف من موضع فخذه بغزارة شديدة. 

صرخ باكياً مستغيثاً بصديقه الذي التفت لينظر لما يحدث ثم سرعان ما أكمل ركضه مبتعداً خاصةً أنه كان يملك المال.
 
اقتربت المرأة منه فاتضحت ملامحها ، أعينها تنزف بالدماء و هناك خط دم يظهر أثر احتكاك نصف جسدها بالحديد.
واتسعت عيناه فزعاً حينما رأى المنجل يرتفع ثم يهوي ليخترق عينه ، ثم يرتفع و يهوي ليخترق فمه ، و مع كل صرخة منه كان المنجل يرتفع ويهوي حتى تحول جسده إلى مصفاة من اللحم البشري.. 

في تلك اللحظات كان يوكو يبحث في السور عن أي مكان يصلح للخروج منه ، توقف لاهثاً و هو ينظر هنا و هناك في لهفة حتى وقعت عيناه على جزء بارز في السور يصلح لأن يصعد عليه ليتسلق السور.
 
و في لحظة واحدة كان يعلق الحقيبة على ظهره و يمسك بيده بقوة ليرفع جسده عن الأرض ، حاول مراراً وبصعوبة بالغة و هو يتأوه من الألم حتى أمسك أخيراً بحافة السور، و اتسعت ابتسامته الكبيرة و هو يرفع جسده لينتهي من رحلة الصعود. 

و لكن صرخة عاتية صدرت منه حينما اخترقت أداة حادة كعب رجله اليمنى فأسقطته أرضاً ليرتطم جسده بالأرض الصلبة فيتأوه أكثر و أكثر.
و بجواره كانت حاضرة بنصف جسدها وأعينها الدموية ، تراجع في رعب وهو يزحف إلى الخلف مبتعداً ، بينما هي راحت تقترب منه وهي تضحك ضحكات عالية.
 
و… 

و في تلك اللحظة كان نصف جسده متكئاً على القضيب الحديدي و ارتفع المنجل ، و قبل أن يصرخ و في لمح البصر مزقه القطار الذي كان قادماً بسرعة البرق إلى نصفين ، و تمزقت الحقيبة لتتطاير منها الدولارات من فوق جثته و فوق تلك المرأة التي راحت تضحك في هيستريا بصوت خشن ، مرعب ، مخيف ، و سرعان ما انتهى القطار من مروره ليظهر الجسد المقطوع إلى نصفين ، فتتحدث اليه المرأة في سعادة:
– مرحباً بك في جحيم القضبان.
وانطلقت مبتعدة ليصدر منها نفس الصوت جراء احتكاكها مع القضبان.
تيكي، تيكي.
تيكي، تيكي.
تيكي، تيكي.
 
 
تيكي تيكي (باليابانية: テ ケ テ ケ) : 

هي أسطورة حضرية يابانية تدور حول شبح امرأة شابة أو تلميذة يُقال إنها سقطت على خط سكة حديد ، حيث تم قطع جسدها إلى نصفين بواسطة قطار. هي أونيري ، أو روح انتقامية ، تتربص المناطق الحضارية و تحوم حول محطات القطار في الليل. نظراً لأنه لم يعد لديها الجزء السفلي من الجسم، فإنها تسافر إما على يديها أو مرفقيها ، تسحب جذعها العلوي و تحدث خدشاً أو صوتاً يشبه صوت “تيكي-تيكي”. إذا قابلت شخصاً ما، فسوف تطارده و تقطعه إلى نصفين عند الجذع ، و تقتلهم بطريقة تحاكي تشوهها. ..

 
 
تمت بحمد الله
 
 
يمكنك تحميل المجموعة القصصية نساء مخيفات كاملة من خلال جوجل, والمجموعة القصصية نساء مخيفات 2 أيضاً من خلال جوجل.
 
 
أعمالي الورقية
 
إني رأيت
إن الله سيبطله
حتى زرتم المقابر
الميتة والدم
 
للطلب والاستفسار من خلال صفحة ببلومانيا للنشر والتوزيع على الفيس بوك..

تاريخ النشر : 2021-04-18

guest
7 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى