جارتنا ليست جارتنا
الأمر المحير هو أن جارتنا كانت تبدو غريبة عن عادتها حيث بدت ملامحها أكثر هدوءً من العادة |
كنا على وشك الهروب نحو جهة غير محددة ، و لكن و أثناء هبوطنا للسلالم نادتنا جارتنا المحاذية بابها لبابنا و طلبت منا أن نتريث و نعود فوراً إلى البيت ، أخبرتنا بأن أمي ستكون بخير و أنه لن يقع أي مكروه و أنها ستتحسن قريباً ، و هكذا أخذت تطمئننا و تهدئ من روعنا حتى صدقناها و عدنا أدراجنا للبيت ، الأمر المحير هو أن جارتنا كانت تبدو غريبة عن عادتها حيث بدت ملامحها أكثر هدوءً من العادة ، و على وجهها ابتسامة مشعة تبعث السكينة و الاطمئنان في النفس ، كانت تبدو هي نفسها لكن مختلفة عن العادة ، عندما عدنا إلى البيت وجدنا أمي بخير و صحتها تحسنت بشكل سريع جداً ، إلى هنا يبدو الأمر عادياً ، لكن غير العادي و الغريب فعلاً هو ما عرفناه لاحقاً و هو أن جارتنا كانت مسافرة مع زوجها منذ أسبوع ، و بيتها و نوافذها و كل غرفها كانت مقفلة كلها! ، و هو التفصيل الذي نسيناه و أغفلناه في خضم انشغالنا بتدهور الحالة الصحية لأمي ،
و بمجرد عودة جارتنا لاحقاً زارت أمي كعادتها بعد الغياب و اندهشت كثيراً عندما روينا لها ما وقع على سلالم البناية أثناء غيابها و عن محاولاتها لطمأنتنا حينما وقع لأمي ما وقع ، و لكنها أنكرت كلياً وجودها في الشقة خلال تلك الفترة ، و هذا ما أدهشنا و أثار استغرابنا الشديد ، و رغم مرور سنين على هذه الحادثة الغريبة إلا أننا لا زلنا نتساءل : إن لم تكن تلك المرأة جارتنا فمن تكون يا ترى ؟.
تاريخ النشر : 2020-02-06