تجارب ومواقف غريبة

جدتي خارقة

جدّتي التي جاوزت في عمرها الثالث والسبعين إنسانة خارقة، أجل هي كذلك بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .
إليكم التفاصيل وبعض المواقف .
في أحد الأيّام تأخرت في العمل، كنت لازلت في الخامسة عشرة من عمري وكنت أعمل صبيَّ توصيل في أحد المطاعم . ولأنّي تأخرت قررت المبيت عند جدّتي التي تعيش بمفردها في بيت عربي (ليس شقّة)، لأنَّ بيتها أقرب بكثير من بيتنا في داخل الأحراش وبين البساتين .

إقرأ أيضاً :الجدة موسز .. قصة نجاح بعد الثمانين!

طرقت الباب واقسم لكم أنّي وبعد ثوان فقط سمعت صوت ركض في المنزل(جدتي كانت دائماً ما ترتدي النعال الخشبية التي تعطي صوت اثناء المشي وتسمى عندنا بالقبقاب ) .

بعدما تأكدت مني فتحت لي الباب وعندما دخلت وسلمت عليها ضمّتني و قبلتني ( جدتي كانت تحبني كثيراً ).
في تلك الليلة كانت رائحة الطعام الشهي تنبعث من المطبخ، وعندما ذهبت إلى هناك كانت جدّتي تبدوا وكاّن لديها مشكلة . سألتها ما الأمر ؟ ، وأجابتني أنَّ جرّة الغاز قد فرغت .
قلت لها لا مشكلة يمكنني تناول اي شيء موجود . لكنّها تبسّمت في وجهي وقالت لي : يالك من بائس هل أطعم حفيدي أي شيء !
ثم اتجهت لجرّة الغاز وحملتها حتى رفعتها تماماً ثم قلبتها لتحظى ببعض الغاز الإضافي.

الجدير بالذكر أنَّ جرّة الغاز كانت من الحجم المضاعف وأني عندما حاولت إعادتها لم حتى استطع رفعها عن الأرض ، وفي تلك الفترة كان عمر جدّتي في منتصف الستينات .

إقرأ أيضا : ناني دوس : الجدة الضاحكة

موقف آخر (كسّارة الجوز)
كما تعلمون فإن ثمرة الجوز يكون لها غلاف خشبي يجب كسره للحصول على اللب .
جدتي دائماً ما تستخدم يدها فقط لكسر الجوزة !
وفي أحد الأيام بينما كُنّا قد قطفنا ثمر الجوز و نهمُّ بتكسيره باستخدام الحجر أو المطرقة الخفيفة، كانت جدتي تكتفي بوضع الجوزة بين إصبعيها والضغط عليها فتنكسر !

في إحدى اللّيالي كنّا قد اجتمعنا نحن و أخوالي وزوجاتهم وأبنائهم في بيت جدّتي وكان أحد أبناء خالي الأكبر يجيد ألعاب الخفّة.
وفي تلك الليلة أراد أن يلعب أمامنا بعض الألعاب وكانت مثيرة بالفعل . جميعنا كُنا مبهورين عدا جدّتي التي كانت تنظر إليه باستخفاف . ثم بعد انتهاء العرض شرحت لنا كيف كان يتلاعب بأوراق اللعب و الكرات بيده . وكيف كان يقوم بحركته الخاطفة …
وهنا ادركت مدى حدة بصرها وقوّته وقوّة ملاحظتها أيضاً .

أمّا الأمر الأكثر غرابة فهو أنَّ جدّتي أميّة، لا تجيد القراءة أو الكتابة . لكنّها تستطيع معرفة مضمون أي نص بمجرد النظر إليه .
مثلاً إذا رأت ورقة مكتوب عليها نص عن السياسة فإنها تعرف ذلك ، أو إذا كان موضوعاً آخر كالطب مثلاً وغيره . أليس هذا مذهل بحق !! .

إقرأ أيضا : جدات قاتلات : الجدة التي احتفلت بقتل زوج ابنتها!

سمعت من أمي أن جدتي كانت سبيعية (أي أنّها وُلِدت في الشهر السابع من حمل والدتها) . وبعدها أصيبت بمرض شديد. وفي ذلك الوقت لم يكن أحد يهتم للطب أو يلقي بالاً له . وكان المعروف أنَّ الأطفال بمثل حالتها يؤخذون إلى قبر أحد الأولياء ثم يتركونه هناك حتى اليوم التالي . فإن وجدوه على قيد الحياة فيكون هذا دليل شفاء، وإن وجدوه ميتاً يدفنوه .

وهذا تماماً ما حصل لجدّتي عندما كانت طفلة، وكانت إحدى الناجيات القلائل جداً جداً .
وللعلم فإن جدّتي كانت مشهورة بصباها في القرية بترويض الأفاعي والتعامل معها . وأيضاً معروفة أنّها قتلت ضبعاً حاول مهاجمتها أثناء سهرها على سقاية الحقل في الليل .

ما رأيكم أنتم ..

guest
50 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى