قتلة و مجرمون

جرائم رفض الزواج – ذنبهم كان كلمة” لا “

بقلم : سما – العراق

الزواج هو عقد وثيق بين رجل وامرأة يكون بشرط أن يتم القبول بين الطرفين ولا يجوز الاكراه فيه ..
الفتاة عندما تتزوج تحلم بهذا اليوم ،وماذا تفعل وكيف ستتصرف وتبني أحلاما وردية رائعة مع زوج المستقبل الذي في خيالها ..
وبالطبع يتقدم للفتاة العديد من الشبان وبين قبول ورفض تستقر الحكاية عند شخص واحد الشخص الذي يفوز بقلبها .. هذه الحياة وهذه سنتها ، وعلى هذا الديدن و المنوال تعاقبت الاجيال و الامم ، ولمّا كانت إزهاق الروح بغير حق فعل من أشنع الشنائع وأكبر الكبائر ، استطاع بعض الوحوش اساغته واستساغته بدم بارد ، ولتكون عبارة ” لا أقبل به ” بمثابة الضغط على زر من جحيم ، ليطلق وحوشاً وضواري بهيئة بشر .. اسوق إليكم بعض القضايا التي كان ضحيتها اناث قالوا “لا” .

جريمة أمام الملأ ..

“نيرة اشرف ” ، ربما قد سمعتم بهذا الاسم مؤخرا ً من خلال السوشال ميديا أو القنوات التلفزيونية ، كيف لا وقد تحولت تلك المسكينة إلى مادة دسمة ،تناولها ما هب ودب ..
جريمة لازالت إلى الآن حديث الشارع المصري بشكل خاص والمجتمع العربي بشكل عام .
نيرة طالبة جامعية بعمر الزهور في ربيعها الواحد والعشرين ولدت وعاشت في حي المنصورة و تدرّجت في سنواتها الدراسية حتى وصلت الى كلية الآداب في المرحلة الجامعية ، شهادات الجميع بها كانت واحدة : خلوقة ، مهذبة ، طيبة ، ودودة ، مجدّة و مجتهدة ، ولكن قدرها كان ان تقتل قبل ان تحصد ثمار دراستها وتعب الليالي والايام ، لم تدرك في ذلك الصباح أنها تخوض ساعاتها الاخيرة ، في هذه الحياة .

blank
نيرة و القاتل ” محمد عادل”

القاتل ..

“محمد عادل “طالب في كلية الآداب وزميل المغدورة نيرة في الجامعة ، كان محمد والذي لم ينل من اسمه اي نصيب قد تقدم عدة مرات لزميلته نيرة بطلب للزواج ولكن بعدد مرات الطلب ، كانت مرات الرفض . ومن هنا بدأ محمد بمطاردتها في كل مكان تذهب إليه ، وحتى على وسائل التواصل مما دفعها لحظره من كافتها ، ويبدوا ان هذا الفعل اثار غضبه فقام بتهديدها مرارا بالقتل ان لم تقبل الزواج منه .
وفي يوم الاثنين الماضي ٦/٢٠ وأثناء توجهها لاداء امتحاناتها النهائية في الكلية ، كانت قد استقلت – الميكروباص- من مدينة المحلة إلى مدينة منصورة ، أما محمد فقد كان ملازما لها وقد استقل بدوره نفس الميكروباص الموجودة به ، يقول الشهود أن مشادة كلامية حصلت بينهما ، سرعان ما تحولت إلى شجار ، وعندما همت نيرة بالنزول من الباص باغتها محمد بطعنة على الظهر وعندما وقعت على الأرض اتبعها بعدة طعنات في الصدر والبطن ، و لم تكن تلك الطعنات كافية له فأكمل ما بدأه بنحرها ذبحا في الشارع وأمام مئات الأشخاص تم القبض عليه .. ولكن بعد فوات الأوان ، كانت روحها قد فاضت إلى بارئها بفعل الطعنات النافذة التي اخترقت رئتها . فبأي ذنب قتلت؟

مريم أو كما يسمونها (الأميرة مريم)

قضية هزت المجتمع العراقي في السنة الفائتة ٢٠٢١ والمفارقة انها لم تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي الا بعد سبعة أشهر من حدوثها عندما قام أقاربها بنشر قصتها .

blank
مريم الركابي


مريم الركابي..

طفلة بعمر السادسة عشرة و طالبة في معهد الفنون في محافظة بغداد
وتعيش حيث ترعرعت في شارع فلسطين – منطقة المنصور في بغداد ، تقدم لمريم شاب بغرض الزواج ، ولأنها كانت ترغب بإكمال دراستها قامت برفضه عدة مرات .
ربما تعتقدون الآن ان حال مريم آل إلى ما آله حال نيرة ، ولكن دعوني اخيب ظنكم ، فما جرى لمريم وفظاعة ما جرى لا يمكن لروح ان تحتمله طوال حياتها .
في ليلة مظلمة سطع فيها إبليس ، تسلل ذاك الخاطب إلى بيتها مستغلا غياب الاب والام عن المنزل ، حيث كانت نيرة نائمة وحيدة في غرفتها، وفي الغرفة الاخرى تواجد اخيها وزوجته النيام أيضاً ، دخل تلميذ ابليس إلى غرفتها وقام برش مادة ” التيزاب * ” المحرقة على وجهها و جسدها ويدها ولاذ بالفرار ، أسعفت مريم ، ولكن ما الفائدة ! ، باتت مشوهة بالكامل ، الادهى من ذلك ان الجاني اختفى كلّيا ولم تستطع الجهات المعنية بالقبض عليه بسبب بعض علاقاته مع شخصيات متنفذة ولا يزال حراً طليقاً .

blank
مريم قبل .. ومريم بعد ..


اصبحت قضية “الأميرة مريم ” كما اسماها الشارع العراقي ، قضية رأي عام ، وتمكنت الفتاة المسكينة من الحصول على برنامج علاجي مطول بتكفّل من بعض الشخصيات وتدخل الحكومة العراقية ، على امل ان تعود مريم إلى ما كانت عليه .

مريم محمد ..

جريمة هزت المجتمع الاردني .. مريم محمد فتاة سورية في اواخر العشرينيات ، تقيم مع عائلتها في الأردن في العاصمة عمان منذ ٣٥ عاماً ، و تعمل في صالون تجميل للسيدات وكما نيرة والاميرة مريم تقدم شاب إلى خطبتها وقامت برفضه وقد كرر الأمر اكثر من مرة فقام أهلها بمشاركتها ايضا برفضه ..

blank
على اليمين الضحية ولليسار لقطة من كاميرا صورت حادثة القتل

أزعج الأمر القاتل و أصبح يضايق مريم في كل مكان حتى وصل به الأمر إلى تهديدها بالقتل والاختطاف وعندما لم يرى اي استجابة منها ترصد لها في مكان لتجمع الباصات ووجه لها خمس عشرة طعنة متفرقة في الجسد بين الرقبة والبطن والصدر والظهر ،حدثت هذه الجريمة في منطقة الأشرفية في العاصمة عمان ..
كانت مريم قد تواصلت مع القاتل قبل لحظات من مقتلها رافضة عرضه الذي طلب فيه مقابلتها واخبرته انها في طريقها للمنزل ، ولكنها لم تعد أبداً ، الشيئ الوحيد الذي عاد هو خبر وفاتها
يذكر ان القاتل له مسيرة وباع طويل في مضايقة العائلة و التهجم عليها ، أبرز تلك المحاولات كان محاولة لدهس والد مريم ، وهذا ما دفعه لتقديم شكوى رسمية عليه ، لكنه اضطر للتنازل عنها وسحبها بعدما زادت حدة الإيذاء و التهديدات .
هل قبض على المجرم ؟
تقول السلطات الأردنية أنها القت القبض عليه وقدّمته للقضاء ، وسط استنكار جماهيري يتهم فيه السلطات الاردنية بالتقصير .

أحد عشر شريفاً..

القصة الاخيرة هي قصية فتاة مجهولة الاسم ، مجهولة العمر ، مجهولة الشكل ، لم يستطع احد التعرف إلا على صوتها وهي تئن زافرة آخر رمق من روحها التي فاضت إلى بارئها ، عرفت القضية ب (قضية فتاة الحسكة ) .
الحسكة هي محافظة سورية تقع إلى الشرق منها ، وفيها تقاسم احد عشر جزّاراً إثم مقتل فتاة لا حول لها ولا قوة .. قيل انها لازالت قاصر .
في الثاني من يوليو لعام واحد وعشرين وألفان ، انتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي يظهر فيه فتاة يتم قتلها بأبشع طريقة من قبل احد عشر (رجلاً)، وحمل الفيديو عنوان : “غسل العار” ، تركض وحيدة خائرة القوى ، هاربة من سيل الرصاص الموجّه إليها ، تسقط وقد خارت قواها ، ليتقدم جمع (الشرفاء) ويجهزون عليها ، وربما لم يقتنعوا ان رصاصاتهم قد اخترقت قلبها وافقدتها حياتها بالفعل ، ليتعالى صوت احدهم قائلاً : (اطلق على رأسها) .

تنبيه : لا تشاهد الفيديو اذا كنت سريع التأثر ..

فيما بعد اتضح ان الفتاة ذات الست عشرة عاما ً ، كانت قد هربت من المنزل ، لأنها رفضت ابن عمها والذي كان خياراً واحدا وحيداً ، أجبرت من قبل( اهلها ) عليه ، الجدير بالذكر ان من قتلها هم اخوانها وابناء عمومتها ، وعند الله تجتمع الخصوم .

ويبقى السؤال.. ما الذنب الجلل الذي ارتكبنه تلكم الفتيات حتى يؤول مصيرهن إلى ما آل عليه ؟ .. لقد كان ذنبهن الوحيد كلمة «لا» .

*التيزاب : هو الاسم التجاري لحمض النيتريك أو ماء النار، وهو حمض قوي له الصيغة الكيميائية HNO3، في شكله النقي يكون عديم اللون، ولكن كلما صار أقدم يتحول إلى قالب أصفر، ويظهر هذا اللون بسبب تحلل حمض النيتريك إلى أكاسيد النيتروجين والماء، وهو مادة شديدة التآكل وسامة وتسبب حروقًا شديدة في الجلد .

المصدر
Al_Arabia newsbbc newsOrient newsجريدة الأهرام

سما

ليبيا
guest
126 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى