تجارب ومواقف غريبة

جنية على الطريق

بقلم : امازيغية من الاطلس – المغرب

لفت انتباهه وقوف امرأة على جانب الطريق..
لفت انتباهه وقوف امرأة على جانب الطريق..

السلام عليكم ورحمة الله..
متابعي موقع كابوس الاعزاء،جئت لكم اليوم بقصة تقسم صاحبتها باغلظ الايمان انها حقيقية ،والعهدة عليها فاحببت ان اتقاسمها معكم..اتمنى ان تعجبكم وتنال استحسانكم…

هذه القصة حكتها لي شريكتي في السكن ايام الجامعة عن عمها الذي كان يسوق سيارته وحيدا..في الطريق الرابطة بين مدينة الحسيمة وتفرسيت شمال المغرب ، ومن المعروف ان المناطق المحيطة بمدينة الحسيمة اغلبها مناطق جبلية محضة ذات طبيعة خلابة .

وفي اثناء مروره بجانب احد الغابات لفت انتباهه وقوف امراة على جانب الطريق تشير اليه بيدها ان يتوقف،استغرب وجودها خارجا في ذلك الوقت المتأخر من الليل لكن قال ربما تكون سيدة من القرى المجاورة التي تسكن الجبال وان خطبا ما وقع لها ..
فتوقف وركن السيارة بجانبها وسألها ،فاجابته انها تريد ان يوصلها الى المستشفى الموجود في المدينة لزيارة ابنها المريض فوافق الرجل على مضض وفتح باب السيارة الخلفي وركبت بسرعة وفي الطريق دار بينهما الحوار التالي.
العم:ماني خساطراحض؟(الى اين انت اهبة؟)
السيدة:اذراحغ غاالطبيب(انا ذاهبة الى المستشفى)
استرسل العم في الحديث اليها كل مرة يطرح سؤالا لكنه تفاجا انها لم تعد تجيب على اي منها فاطبق صمت مفاجئ على السيارة ودب الخوف قليلا في قلب الرجل، فاراد ان يقطع ذلك الصمت بايات من القران الكريم ،فشغل الجهاز وبدأت آيات القران الكريم تعطر المكان،ولكن مالم يكن في الحسبان..ان صوتا قويا انطلق من الخلف يطالبه بوقف القران فورا! فاستدار الرجل مذعورا الى الخلف فوجد تلك السيدة تقول له باعلى صوتها..بد وارزوغش القران رزوغ اتسدغ الموسيقى (توقف انا لا احب القران اريد ان اسمع الموسيقى)

فاوقف العم المسكين مشغل القران الكريم والدم يكاد يتجمد في عروقه من شدة الخوف،فاسترق النظر الى المرآة الامامية ليرى منظرا عجيبا! السيدة تحولت الى عجوز تكسو التجاعيد وجهها!..لم يكن ذلك وجهها اول مرة حينما التقى بها على حافة الطريق..
امام هذا الموقف العصيب ماكان من الرجل الا ان استجمع شجاعته وفكر في خطة للتخلص منها.

مضى بالسيارة قدما بضع امتار ثم اوقفها واوهم ضيفته ان بسيارة خلل فطلب منها ان تنزل لدقائق حتى يتفحص السيارة جيدا ويصلح ما بها من عطب ثم تركب مرة اخرى ،وافقت السيدة على مضض وخرج العم من سيارته وبدا يفحص السيارة من هنا ثم من هناك الى ان شغل المحرك وطار بالسيارة الى حيث لا يدري!، فهمه الكبير الوصول الى المدينة او اي تجمع سكني.. 

التفت خلفه ليطمئن على حاله فوجد ان السيدة التي كانت تركب سيارته ازدادت طولا وكانت تجري وراءه! لكنها لم تلحق به..
كانت خطواتها كبيرة جدا وكان صوتها قريبا منه كانت تتوعده قائلة ..بد بد نيغ انغغ شك(توقف والا ساقتلك).
وصل الرجل الى اقرب مدينة وهرول من السيارة وهو يصرخ باعلى صوت …هرزود اتنغديي نتش كذغ(سوف تقتلني انا خائف)
تجمع حوله الناس واخذوه الى المستشفى ولا ادري ماوقع له اليوم لكن حينها اخبرتني صديقتي انه يعالج عند طبيب نفسي.

هذه القصة اخبرتني بها صديقتي منذ سنوات ولا اعتقد ابدا انها تكذب .ولأن ظروف الحياة حالت بيني وبين لقائها ثانية فانا الى الان لا اعرف ماذا جرى لعمها هل شفي ام ان الصدمة كانت اقوى منه.

تاريخ النشر : 2019-02-22

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى